القسم الظاهر من جبل الجليد الجاثم فوق صدر العراق

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

يوما بعد يوم تنكشف جرائمهم ..

وما ظهر اليوم ويظهر غدا ما هو إلا جزء صغير ظاهر من جبل جليدي كبير..

 

عقدت منظمة العفو الدولية ومركز حقوق الإنسان التابع لجامعة نيويورك ومركز الحقوق الدستورية الأمريكي قبل أيام مؤتمرا صحفيا أعلنت فيه مجموعة من الأدلة الشنيعة والوثائق الرسمية التي تشمل تفاصيل عن ضلوع البنتاغون في تجاوزات وإنتهاكات غاية في الوحشية والقسوة بحق المعتقلين في العراق خلال فترة حكم بوش وبعد تحقيقات إستمرت أربع سنوات!..

 

ولقد قلنا سابقا بان حقوقنا كثيرة مثلما هم عليهم إلتزامات كثيرة تجاهنا وتجاه شعبنا وأرضنا وأسرانا بعد أن ناخذ بحق شهدائنا إن لم يريدوه ثأرا..

 

واليوم تتكشف حقائق جديدة عن زيف من يلهث وراء الإحتلال ويحسّن  صورته القبيحة ويوهم الشعب بان الولايات المتحدة جاءت للعراق من اجل الديمقراطية وإن الجيش الأمريكي هو اداة صنع هذه الديمقراطية في وطن مثل العراق وفيه شعب لديه القدرة على الصيام شهورا وسنين والعيش في البراري من أجل الحق ونصرة أصحابه..

 

لقد أوضحت هذه الوثائق أن للولايات المتحدة سجونا سرية تابعة للإستخبارات والمخابرات الأمريكية في العراق وإن ما كان يجري في هذه السجون هو ( حق مقدس من الله !) في التعامل والقسوة والتعذيب والقتل وفي إطار برنامج سري لاتعرف به ( المرجعية والمالكي والحكيم والطالباني وزمرة نهب العراق ) يعرف ببرنامج ( الإحتجاز السري والنقل والتعذيب ) والذي تديره وتشرف عليه كل من الإستخبارات والمخابرات المركزية ( حماية للمصالح الأمريكية ومصالح إيران والسلطة التي نصّبوها ) وخوفا من أن يقوم هؤلاء المعتقلين بعمليات تستهدف المحتل وخونة العراق ..

 

وقبل أن نتساءل نحن ..هم يسألون:

مَن سمح بهذا البرنامج ؟

ومَن كان يعرف به؟

ومَن سمح بذلك؟

ومتى؟

ومَن الذي إختفى في إطار هذا البرنامج ؟

 

وقبل أن نعود مرة اخرى لحقوقنا ..

 

علينا أن نعرف بان ثلثي الشعب المريكي اليوم يطلب فتح تحقيق بذلك؟ وعلى ان تتولى التحقيق لجنة مستقلة ويقولون أنه :

 

( ببساطة .. إذا كانت هذه الجرائم قد أرتكبت .. فينبغي ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام القضاء )..

 

وعلينا ان نعرف أن رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب الأمريكي.. الديمقراطي جون كونيبرز ونظيره الديمقراطي في مجلس الشيوخ باتريك ليهي يقترحان تشكيل لجنة للتحقيق بذلك !..

 

وعلينا ان نعرف الأسوأ ..

وهو إن الرئيس الأمريكي الجديد أوباما قد قال خلال مؤتمر صحفي هذا الإسبوع حول هذا الموضوع:

( بان لديه تحفظات حول تحقيق كهذا ..داعيا الى المضي قدما )

وقال : ( دعونا نطوي الصفحة !)..

 

ونقول:

 

لن ننسى مافعلوا ..

ولن نبيع دماء شهدائنا ..

ولن نقبل بغير حقوقنا كاملة..

وصفحة الماضي تطوى بإعادة الحق الى أصحابه وإنصاف المظلوم ولا تنطوي بنصرة الظالم وتبرير أفعاله وتمجيد طيشه وحماقاته ..

 

ومثلما أصبح غد أوباما والديمقراطيين صُبحا وتحسسوه.. 

فغدنا قادم .. وهو لناظره قريب..

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م