مكامن التفوق والخلود

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

عندما تكون العقيدة لأي حزب إنسانية ..وواقعية.. ومبدأية.. ومُلهمة وباعثة لقوة الوسط ومؤثرة فيه.. وتتفاعل مع متطاباته كافة لكي تتفوق وتكون عصية على الموت..


وإذا كان حاملي راية النضال من أجل العقيدة مستعدين للتضحية بحياتهم من أجلها.. فهذا لا يعني أن كل القيادات مستعدة لذلك وفي كل الظروف والمراحل! ..


وإذا كان الشعب في مرحلة من مراحل حياته قادر على التعامل مع هذه العقيدة بحكم حس وضمير ورؤى وتامل وتفاعل وتبني وإخلاص ودفاع عنها.. فهذا لا يعني ان ذلك يصح ويصلح في كل المراحل والأزمنة والظروف!..


وماكان يجعلنا في البعث كحزب وعقيدة وفكر نعيش في وجدان وحس الجماهير في الأربعينات والخمسينات.. قد تزاحمنا على الصدارة فيه عقيدة أخرى في القرن الواحد والعشرين!..


والذي كان يشغل خيال وأحلام وتأملات هذه الجماهير في الستينات.. قد يتراجع اليوم ليحل محله هيام جديد !..وقد يكون ما يتميز به هذا الزائر الجديد ميزة لا علاقة لها بما نرفع من شعارات وما قدمنا لأجله من قرابين وتضحيات !..


والحشود التي كانت تجاهر بالولاء لنا بلا خوف وتهتف لعقيدتنا قبل أربعين سنة ..وتقاتل من أجلها لم تتغير اليوم !..


بل الأيام هي التي تغيرت !..


ونحن نبقى عندما نعرف ونؤمن بخلود العقيدة ..
وخلودها يعني تجددها ..
وحيويتها ..
وتفاعلها مع الواقع بكل ظروفه مهما كانت مؤلمة ومرّة ..
ومهما كانت ظروف الظلم والحيف والزيف الذي أججه أعدائها ..
والظواهر الصحية في الحزب لا تعني فقط تلك التي يكسب فيها موقفا وتجددا ..
بل أيضا عندما يكبو ..
عندما يكبو لينهض من جديد ..
عندما تسقط من بنيانه قطعة وتتهشم من أركانه دعائم ..
ويعود ..
ليس كما كان يعود ..
بل ..
يعود ليبقى ..
لتبقى ديمومته تطول

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م