انها حقا مجرمة ولهذا انتخبوها

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

انتهت الانتخابات الصهيونية , ومعها انتهت ورقة المساومات القائمة على الوعود باجتثاث الشعب الفلسطيني   من ارضه ومن شتاته , وهذه الانتخابات والتي كانت سببا في الاعداد لحرب طاحنة ومخبوئة على الشعب الفلسطيني المسكين والمحاصر في غزة خطط لها منذ عامين , والتي كان من نتائجها استشهاد اكثر من الف وثلاثمائة من هذا الشعب الاعزل وجرح اكثر من  خمسة الاف جريح معظمهم ذوي جراح خطيرة جدا مصحوبة بعدد من الاعاقات , ومعها تدمير ثلث المباني في قطاع غزة , اضافة الى استمرار الحصار الظالم  والذي تشارك فيه دول عربية علاقتها بهذا الكيان علاقة حميمة على عكس علاقتهم بالشعب الفلسطيني نفسه ,يضاف اليه تهاون النظام العربي  في ملاحقة  قادة الكيان المجرم والذي اقر العالم باجرامه ومع ذلك فما زال هذا الكيان مرحبا به في الكثير من دول وحكومات البط السعيد , وقد فوجيء العالم كله لهذه الهبة  الجماهيرية الكبيرة  من جمهور البط الغاضب , وكانت كل التوقعات ان حكام البط السعيد لن يصمدوا ابدا امام كوكأت جماهير البط الغاضب  واسرابهم الزاحفة, ولكن هذه الهبة الساخنة مالبثت ان فترة وضعفت  امام اصحاب مبادرات التآخي مع الكيان الظالم, وانتهى الحال بغزة الى واقع اليم ومرير يعيشه المتضررون , والحالمون بكيس من الاسمنت , او انبوبة غاز من اجل طبخ كاس من الشاي الساخن ,  ومع تصاعد الازمة الانسانية وارتفاع الاصوات المطالبة  باحالة هذه المجرمة ومعها قادة التحالف المجرم , فان دولة الاجرام والتي اعتادت على تصعيد الموقف العالمي ومن ثم استغلاله وتحويله في النهاية لصالحها , بسبب تواطيء حكام البط  مع حكومة العدوان الغاشم , ولقد اثبت الشعب الصهيوني  انه شعب في غالبيته  متعطش للدم ولهذا  وامام المطالبات العالمية الانسانية بمعاقبة ليفني وباراك وعصابتهم, فان هذا الشعب منحها اصواته ليثبت ويؤكد انه شعب  مستمر في عدوانه , موغل في صهيونيته , بارع في اجرامه, داعم لمجرميه, كاره لنا حتى العظم مهما قدم له زعماء البط السعيد من انواع القبل والتبويس, مستهتر بقوانين العالم الانسانية والحضارية , ومؤيدا من دول عظمى تدعي التقدم والحضارة, ومما يدهش له ان الانتخابات الجديدة ستفرز حتما حكومة ائتلاف وطني وهذا الائتلاف في دولة الشر هذه لايكون في العادة ائتلافا من اجل الخير او جمع الاعانات لمنكوبي الشعب الفلسطيني ,وانما من اجل الشر والاعداد لحروب واسعة النطاق يتحمل فيه  شعب هذه الدولة مسؤولية اي عدوان قادم وشامل , وهذه النتائج تعطينا الانطباع عن مدى سخافة دعاة التطبيع والسلام مع امة قامت على اشلاء شعب فلسطين , والذي قتل وطرد من سكنه , واغتصبت املاكه وشرد في كل ارجاء المعمورة .


ان نتائج الانتخابات الصهيونية والتي ينتظرها انصار التطبيع هي صفعة قوية لأصحاب  الحلول الاستسلامية والذين اختاروا لامتنا الهوان والذلة, هذه الحلول المعلبة والفاسدة و القادمة من ساركوزي وكوشنير  وبوش وكيسنجر وتوماس فريدمان وغيرهم والتي لاتختلف في شيء عن وعد بلفور او اتفاقية سايكس بيكو, والمسوقة عربيا وباسماء عربية ,  وهذ النتائج تثبت ابدا ان هذا الكيان في غالبيته قائم على العدوان وعلى  احتقار العرب كل العرب والمسلمين كل المسلمين, والمسيحيين العرب كل المسيحيين العرب  وهذا حقهم لاننا اصبحنا امة صمود غوغائية نضرب على رؤوسنا وجباهنا ونصفع امام كل الامم ومن دول بالكاد ان ترى بالمجهر على خريطة العالم ثم نتحدث بعدها عن ايات النصر لنبرأ الكيان المجرم من جرائمه باعتبارنا منصرين وهم المهزومين , وكل هذا لاننا تخلفنا عن اسناد امرنا الى  ولاة امر من  اهل الرشد والعقل من هذه الامة ولهذه الامة انتمائهم , بل وتحول هؤلاء القادة المفروضين علينا الى حمير يركب عليهم من اجل  تمرير المشاريع التي هدفها قصم ظهر امتنا شرقيها وغربيها , وصارت امم اخرى ارحم علينا من هذه الحكومات الحاكمة والتي لايهمها الا توريث الحكم ونهب الوطن والمواطنين ومداهنة الدول الكبرى والتي همها تحطيمنا , وان كان لنا موقف فهو ان نكون يدا واحدة وقلب واحد في مواجهة انواع متعددة الاوجه من العدوان الصهيوني ومن العدوان الذي يرصفه حكام البط السعيد في طريق نهضة هذه الامة وهو خيار لابد منه لأمة تريد العيش بكرامة  وتحفظ لها شيء من المكانة بين باقي الامم ,والتي كانت ورائنا باشواط ومراحل  .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الإثنين / ١٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م