البنوك الاسلامية والمشاريع الحرام

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
ذكرتني البنوك الاسلامية تماما بالمدارس الاسلامية في الدول الاوروبية , هذه المدارس والتي تحصل على ترخيص المدارس الاوروبية , على ان تلتزم تماما بالمناهج الدراسية الاوروبية , والشيء الوحيد من الاسلام فيها هو ادعاء مالك المدرسة فيها بان مدرسته اسلامية , مضافا لذلك ان الطعام الذي يقدم في المدرسة يخلو من لحم الخنزيروهي ميزة المدارس الاسلامية , ويضاف لذلك ايضا ان المعلمين في هذه المدارس هم من اسوأ واردأ المعلمين والذين في الغالب  يحملوا تخصصا في التجهيل العلمي , واختيارهم في المدارس الاسلامية هو بسبب قبولهم بمرتبات دنيا , حيث ان الهم الاكبر لمالكي هذه المدارس هو الربح المادي , والظهور امام المجتمع الاسلامي على انهم من نخبة المجتمع , والحصيلة الطبيعية هي جيل مسلم من اجهل الاجيال , ولقد راقبت هذه المدارس والتي بدأت في بلد كالسويد منذ اكثر من عشرين عاما , فوجدت ان  هذه المدارس تفاخر انها عجزت عن ايصال اي من الدارسين فيها الى كلية الهندسة او الطب , وكانت وما زالت مفرخة للجهل بالرغم من الامكانيات الضخمة التي تقدمها هذه الدول لهذه المدارس , وهذه المفارخ التجهيلية تقام باسم الاسلام في بلدان المهجر , وباعتبارها تساهم في تضييع المستقبل التعليمي لاطفال المسلمين فانها تلقى دعما ورعاية من هذه الدول لمساهمتها في تخريج اعداد كبيرة من الايدي الرخيصة الى سوق العمل في المستقبل .


وحال اللحم الحلال في غالبية الدول الاوروبية لايختلف عمليا عن حال المدارس الاسلامية , ومع متابعتنا لهذه اللحوم فاننا نكفل انها لحوم خالية من لحم الخنزير , وهي في الغالب من اللحوم التي تشرى من المسالخ السويدية , ثم تمر على ايدي بعض المتمشيخين في الدول الاوروبية ممن لم يمر على مسجد في بلاده , ووجد في تجارة اللحم الحلال طريقا قصيرا للربح السريع , فاطلق لذقنه العنان في تطويل اللحية , وانقلب بين ليلة وضحاها الى شيخ يتصدر للامامة والافتاء , واستلم الجمعيات الاسلامية , واحتكر مع بعض الاعوان التجارة باللحم الحلال الخالي من لحم الخنزير , ومعه احتكر العمل الاسلامي ولهذا فاننا لانجد في كل القارة الاوروبية عالم في الدين ممن له باع في العلوم الاسلامية , ولانسمع الا عن رؤساء جمعيات واتحادات اسلامية , تصدروا للدين والافتاء والقضاء في هذه الدول , وعندما يسمعوا ان هناك عالم قدم للبلاد فانهم يستنفروا ويعدوا الخطط من اجل دحر هذا العدوان القادم , مما اثر كثيرا على الدعوة الى الاسلام في هذه الدول الاوروبية , اضافة الى ان الدول الاوروبية تعرف تاريخهم الناصع حال قدومهم الى البلدان الاوروبية بالتفصيل , وتعرف كيف بنوا تلك الجمعيات الاسلامية, وتعرف كل اماكن الديسكو والرقص التي عبروها قبل ان يجدوا لهم مكانا في تجارة اللحم الحلال والذي لايعرف من الحلال الا الاسم فقط .


والبنوك الاسلامية والتي هي الاصل ليس من حقها حمل اسم البنوك , وذلك لانها من الناحية الاقتصادية من المفروض ان تسمى شركات استثمارية ربوية لاعلاقة لها بالاسلام ,  خاصة وان اغلب المشاريع التي امتدت اليها ايدي هذه البنوك هي بالواقع مشاريع بيع السيارات بالاقساط والتي يكتب على صفحة موقع البنك الاسلامي ان الفائدة فيه هي عشرة بالمائة , اي ثلاثة اضعاف الفائدة الربوية في البنوك الربوية الحرام , وما يضحك في الامر ان كبار الشيوخ في عالمنا الاسلامي هم اعضاء في مجالس شورى هذه البنوك , وذلك من اجل تزكية هذه البنوك خاصة بعد انصراف هذه البنوك من الاعمال الصناعية التي تطور الامة الى التخصص في بناء الفنادق السياحية المتعددة النجوم , والقرى والشواطيء السياحية الحلال , والتي تعد من اجل السياحة الحلال والتي ستستقدم الراقصات الحلال , ومعها الويسكي والكونياك الحلال , ولاباس من توريد البغايا الشقر والسمر الحلال , وان تبنى باموال الامة الاسلامية وتحت نظر الشيوخ الحلال  المراقص والديسكوات الحلال , ليعمل ابناء امتنا في خدمة هذه الطبقة المباركة من الزناة الحلال والراقصات الحلال , وبهذا يخدم المال الاسلامي واليد العاملة الاسلامية وشيوخ البنوك الحلال السياحة الحلال فترتقي الامة ويتوسع معها طبقة التحرر العالمي الحلال , وينتشر معها امراض الحضارة الحلال , وتقام لهذه البنوك بعض الفضائيات من اجل توسيع الدعاية لهذه البنوك الحلال , ويتبارى شيوخ الرقص الحلال بالاطناب على اصحاب هذه الفضائيات الحلال, وتمنع هذه الاموال من بناء مصنع واحد للعمل الشريف , وذلك خوفا من منافسة الدول المتقدمة , وخوفا من خسارة جزء من الارباح التي تاتي من وراء كد الراقصات في الفنادق والمشاريع السياحية , وبعد كل  هذه المشاريع الحلال المؤيدة من الشيوخ الحلال , ترفع الامة ايديها في اوقات النكبات الى الله  ليستجيب لها , فبالله عليكم ياأمة النور المحمدي كيف يستجيب لكم رب الحلال .

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي شرعي فساهم في هذا الشرف الرفيع

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م