وذلك انتقاما من اهل حماة الذين حملوا عداء تاريخييا استعلائيا لأهل حمص, وبعد ان وقع المقدور واجتاحت العاصفة مدينة حمص فقد قرر الحكماء معرفة اسباب هبوب العاصفة عليهم مع انهم وضعوا لائحة لتغيير هدف  العاصفة , ثم قرر الجميع الذهاب الى  بوابة المدينة حيث فوجئ جمع الحكماء باختفاء اللوحة , وهنا ثار غضب هؤلاء الحكماء من تآمر اهل  حماة وحملوهم مسؤولية هبوب العاصفة على اهل حمص وتوعدوهم بحق الرد المناسب في الوقت المناسب , وبعد عام من هذه الحادثة الشنيعة ضد اهل حمص فانهم قرروا قطع نهر العاصي والذي يمر بمدينة حمص ثم حماة , ولهذا فقد اتوا بخيط طويل وربطوه على ضفتي النهر وتم لهم بعون الله قطع النهر  عن مدينة حماه بواسطة ذلك الخيط .

هذه الطرفة التاريخية ذكرتني تماما بتظاهرة اصحاب المظلومية  الكبرى من احباب سيدنا الحسين عليه وعلى جده وامه وابيه  وآله سلام الله , والتي جرت في البقيع , ولقد شاهدت تلك التظاهرة الكبيرة والحاشدة  والتي اعد لها وبشكل كبير , ورأيت وسمعت باذني كيف اندفع احباب الحسين عليه السلام الى مقبرة البقيع وهناك ارتفعت نداء المظلومية , وارتفع معه نداء هيهات منا الذلة , والذي اتبع بالنداء المعروف يالثارات الحسين , وتم عقب ذلك محاولة حثيثة ومصورة لنبش القبور في تلك الارض الطاهرة , وكان من تلك القبور قبور امهات المؤمنين  عليهم السلام , وهذه القبور التي بقيت آمنة وسليمة ومقدرة ومحترمة من كل طوائف الامة , والتي يعتبر التكلم بصوت عال الى جانبها نوع من انواع قلة الادب مع رسول الله والذي هو جد الحسين , وهن امهات للحسين نفسه عليه السلام وفقا لكتاب الله الذي نضعه في بيوتنا وقلوبنا وعلى رؤوسنا مسلمين وعلمانيين , ومحاولة نبش القبور كما فهمت لاحقا من بعض الاصدقاء الاعزاء من احباب آل البيت كانت محاولة انتقامية وثأرية ممن قتل الحسين عليه السلام , فقلت عجبا , ان سكنى هذه القبور هم من اقرب المقربين الى رسول النور واكثرهم ممن دفنه جد الحسين بيديه الطاهرتين, وانا اجزم ان هؤلاء توفاهم الله قبل استشهاد الحسين , والاغرب ان هذا المكان اسمه البقيع , اما المكان الذي استشهد فيه الحسين عليه السلام وكما اعلم  فانه يسمى كربلاء , وهناك فقط باستطاعة احباب البيت ان يطلبوا الثار من قتلة الحسين عليه السلام وهم معروفون بالشخص والاسم ومن اي قبيلة وفخذ , وهناك فقط باستطاعتهم نبش قبور المجرمين من قتلة الحسين لعنهم الله  , وهناك فقط باستطاعتهم تحديد ذرية من قتل الامام الحسين اما من ذهب الى البقيع من هؤلاء الوبش وتناول بالسباب اعراض سيد النور والهدى فانهم يستحقون من الامة كلها ان يدانوا ,

ومن ساند هذه الدعوات  في الثار من موتى البقيع احباب نبي النور واعتبروها تظاهرة لكشف الظلم واحياء سنن الحقد  هم قطعا ليسوا مسلمين وليسوا مؤمنين مهما ادعوا او تداعوا, وهم مجموعات مجوسية  مندسة على الامة التي تنتظر من يوحدها لا من يفرقها , وان هؤلاء العمي الاعين والقلوب بحاجة الى نظارات قوية الرؤية ليعرفوا بان اللائحة المكتوبة على باب المقبرة , كتب عليها مقبرة البقيع والتي تضم رفات اكثر من عشرة الاف من صحابة النبي وأل بيته الاطهار الانقياء , وهذه اللائحة لايظهر فيها اسم كربلاء , ولا اسم احد ممن قتل غدرا علي بن ابي طالب اوالحسين وان كل من في البقيع هم من اتباع سيد اهل البيت واحباب آل البيت , والذين علينا  نحن واجب الثار لهم ممن قتلهم وبكى يلطم في جنازتهم ورضي ان يبكي الدهر يلطم عليهم وهو يسب احباب النبي واصحابه وزوجاته , وهذا النوع من انواع الايمان بنبش القبور هو ايمان شيطاني لايوجد  الا في امة واحدة هي امة مجوس تتعيش على نبش القبور وصنع الافتراء , فاي طائفية هذه , واي ايمان هذا , واي شريعة يأتم بها هؤلاء القوم  الانجاس , الذين يهتفون بالوحدة الاسلامية , ويسارعون لنبش قبور زوجات النبي لعنهم الله ولعن من ساندهم ودافع عنهم , وهم يهتفون يالثارات الحسين , وبالروح والدم يفدون الحسين , وهل يقبل الحسين نفسه ان يفتدى بنبش القبور  ,

وانا اقسم امام الله والتاريخ ان من امتدت يده , الى قبور اهل البقيع وسبوا امهات المؤمنين ليسوا مسلمين , ليسوا مسلمين , ليسوا مسلمين , وان من دافع عنكم ومشى معكم هو للشيطان اقرب , وبالمجوسة هو مؤمن , وليكف القوم عن رمي الاخرين بالطائفية وهم سلاحها  وجمرها ولهيبها وحطبها , وبالتفرقة هم من يسعر اوارها , ولو كان عند القوم ذرة من الايمان لما صرخوا قرب قبر سيد الهدى والنور فان في فضاء الكون ومفاز الارض متسع ليتزندق المتزندقون وليثر طلاب الثار من القتلة الحقيقيين  , بل ونحن من يجب ان يطالب بالثار من قتلة الحسن , ولكن صار فينا  كما قال المثل رمتني بدائها وانسلت , ورحمة الله عليكم ياأهل حمص.