الرقص الشرقي في المنطقة الخضراء

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

توصف مصر على انها اكثر بلدان العالم تخريجا لفنانات الرقص الشرقي , , ولم نكن نعتقد يوما من الايام ان هذه الامة العظيمة والنجيبة ستنجب من هو افضل منها في الرقص الشرقي وعلى كل المقامات والنغمات , الى ان من علينا الاحتلال الامريكي الصفوي بهذه النعم الكبيرة والمتمثلة بطاقم سياسي غريب الاطوار , متعدد الاوجه , متقلب المزاج , له الف لسان ومليون قلب , وابرز هذه الوجوه هو وجه ابو النور المالكي حفظه الله , فقد برهن انه من افضل معاجين السياسة في العراق واكثرها تلونا وتمعجنا , بل وفي الامم كلها, فهو مجوسي القلب والسياسة , صدري التحالف , دعوي الفئة , امريكي التصرف, صهيوني الاداء , ويكفي ان يجلس السفير كروكر امامه حاملا رق السياسة , وما ان يوميء له باشارة ما , حتى يلتقطها ابو النور فيرقص عليها رقصا  تستغرب منه حتى راقصات ملاهي شارع الهرم , وكان اخر تلك الرقصات هي استعداده للتحاور مع المعارضة ,شريطة ان تاتي المعارضة  الى بغداد , وان لاتكون ايديها ملطخة بالدماء , وهي رقصة بدأها برقصة على انغام الدوست بجذع الدو وانهاها بهزة جميلة على مقام الرست بنغمة الصول , وكنت اتمنى لو كان المشهداني رئيس البرطمان العراقي السابق رحمه الله والذي قضى وأدا ,

 

كنت اتمنى لو كان موجودا فينغم بمطرقته على هذه الرقصات البديعة , والغريب ان السيد الفهيم ابو النور لم يوضح في مقام الرست وعلى نغمة الصول  اي دماء هي التي تلطخت بها بعض ايدي ابناء العراق , هل  هي دماء الشعب العراقي ,وهو الذي غاص فيها وحلفاؤه المجرمين حتى الركب بل وحتى الاعناق  وما زال , ام انها المقاومة التي اذلت اسياده وقصمت ظهورهم , ومتى كانت المعارضة هي التي تحني راسها وتعود مطرقة الراس للحوار مع قطعان الخونة تتقبل قشور مايرميه لها حمير الاحتلال , وهذا ان حدث فهو دلالة واضحة على تورط هذه المعارضة مع  حمير الاحتلال والاحتلال  في المضبعة الخضراء وانهم جزء من طبخة قديمة اعدت لهذا اليوم وبرمجت من اجله , وذهاب البعض واستجابة للنداء الراقص للمالكي يدل وبشكل واضح على تورط هذا الجناح وبشكل وقح مع الاحتلال ,

 

وان كان مايسمى بجناح يونس احمد قد قبل بالذهاب والتفاوض لان ايديه لم تتلطخ بالدماء فان هذا المدعو يونس احمد يمنح الطرف الاخر والذي تلوثت يديه بشرف المقاومة , يمنحه اعترافا منه انه كان يمارس الخيانة والاستسلام والتامر وتمزيق الصف الوطني , وانه مجرد دمية اراكوزية تتحرك بعل الاصابع الخفية المندسة في است لعبة الاراكوز , ودعوة المالكي لفئة دون فئة هي لعبة قديمة ومكشوفة وعارية ودنيئة اعتاد عليها , فهو منذ ان ركب على ظهر الجعفري واحتل مكانه , وهو يدعو الى الحوار مستجيبا في ذلك الى العزف الخاص القادم اليه من البيت الاسود في واشنطن , ولعبة الحوار هذه والتي  يطلقها بين كل آونة واخرى هو نوع من انواع العبث  والرقص العاري تماما والذي لايتناسب مع رجل كان في يوم من الايام يدعي الانتساب الى الاسلام او العروبة , وبلسانها يتفأفأ , ولم ننس ابدا عشرات الدعوات والتي انتهت في العادة الى اجتماعات شكلية فاشلة مثله للحوار مع نفس العصابة, وكأن شلة الرقص الشرقي تحاور طباليها ولاتزيد في الانغام شيئا , وهو رقص مقيت وممل للمشاهد يخل من الابداع , ولهذا وفي دعوته الحالية  اراد مبدع الرقص الشرقي ابو النور , ان يضيف لجوقة الراقصات ثلة من الساقطين والذين تماشو سريعا مع دعوته للحوار , قادمين من نفس المكان الذي اتى منه بطل الرقص الشرقي ابو النور , وكم تمنيت ومن قلبي ان تحتضن الدولة التي احتضنت هؤلاء السفلة , ان تحتضن الشرفاء من مقاومي العراق فترفع من رصيدها القومي بدلا من رفع رصيدها الطائفي , وهي صورة لااتمناها لهذا البلد الذي نعشقه ونحب اهله , ففي الوقت الذي يحارب فيه المقاومين الشرفاء , فاننا نجد ان المزيد من التامر يحاك ضد العراق وشعبه ووحدة ارضه , وعود المالكي بالحوار مع المعارضة الرمزية والتي اعدت مسبقا وبشكل جيد لهذا الموقف يذكرني بقصيدة الثعلب الناسك لامير الشعر العربي احمد شوقي والذي نظر بعيون المستقبل الى المالكي فقال فيه:


برز الثعلب يوماًفي ثــــــــــــــــياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويســــــــــــبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إلاه العالميــــــــــــــــــــنا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبيـــــــــــــــنا
وازهدوا في الطير إن العيش عيـــــــــش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينــــــــــــــا
فأتى الديك رســـــــــــــــول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليــــــــــــــــه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتديــــــــــــــنا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحيــــــــــــــنا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفيــــــــــــــــنا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب ديـــــــــــــــــنا

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي فساهم في هذا الشرف ولا تبخل في نشر الفكر المقاوم

 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أذار / ٢٠٠٩ م