في ذكرى الامام الاعظم امام الهدى ورسول النور

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

كاد نشر مقال في احدى اكبر الصحف السويدية في السويد ان يشعل نارا قبل تسع سنوات في السويد , وتناول المقال مقتطفات من بعض الشروح المتداولة منذ زمن الحروب الصليبية , وقمنا عقب ذلك مباشرة بالاتصال بسفارات البلدان العربية والاسلامية الموجودة في حينها في السويد , وكان تصرف بعض السفراء حينها مدهشا ويثير الاستغراب , فلم اكن اتوقع في البداية منهم خيرا , ولكن الاندفاع الشديد منهم , والغضب العارم الذي صدر منهم شجعني ان اطلب منهم وخاصة من السفير المصري والليبي والجزائري ان يعقدوا اجتماعا خاصا لوزراء الدول العربية والاسلامية , لمناقشة الامر , وبالفعل فقد التزم الجميع بهذا الاجتماع والذي وزع اعضائه على اربع لجان من اجل ملاحقة هذا الموضوع, الذي اعتبرته السويد نوعا من انواع التعبير عن الرأي ,وهو امر اعتبرناه نوع من اشد انواع الاستفزاز والعنصرية والايذاء وهو حق كفله القانون لنا باعتبار ان الحرية مقيدة بقوانين تنتهي فيها حدود الحرية عندما تمس فيها حرية الاخرين , وكان لجهود السفراء  وعلى راسهم السفير الجزائري والليبي والمصري حينها اثر عظيم في وقف هذه الانواع من الحملات الهمجية  على رسول النور المحمدي واثر محاورات عنيفة في البرلمان السويدي , وتحاور متبادل مع اركان الحكم حينذاك , واستمر ذلك التوقف في الاساءة  الى ان برز ومن جديد عداء مكبوت شجعه رئيس امريكي طاغ باغ متهور حاقد , ومعه نظام عربي جبان متهالك خائف  منجر من خطامه الى مهاوي الخنوع والخوف ,

 

وتوج هذا العداء بتشجيع مايسمى الرسوم الكاريكاتورية , والتي تناولت نبينا الاعظم صلوات الله وسلامه عليه , مستغلين مايسمى الحرب على الارهاب سلاحا ذو حدين بايديهم , ومع ضعف الجالية العربية والاسلامية والتي هي مجموع اصفار عشوائية في اصقاع البلدان الاوروبية لاناظم لها ولا ضابط , موزعة بين علمانيين ومتدينين , يساريين ويمينيين , سنة وشيعة, سلفيين وخلفيين وعلفيين , مندمجين ومعزولين منتسبين الى كل الامم الا امة : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , وامام هذا التفرق الكبير , والتعدد في الملل والنحل , وتناطح تيوس الزعامات الاسلامية في المغترب , والذين لاهم لهم الا جمع المال و الظهور  باشكال مستعلية متكبرة ,تتصنع الدعوة الى الله وهم الد اعدائها والا فمن زرع حصد , وليس لهم من معيل الا الجهل والتخلف وسلاحهم الفرقة والادعاء والتجسس على بقية اخوانهم من المسلمين , ومع هذا الخليط الغير متجانس من الجالية الاسلامية واختلاف الهوى , وتعدد الاراء فقد عدت ادراجي الى السفارات العربية ثانية , ومع ان السفراء كانوا في غاية الاريحية معي شخصيا  الا انهم لم يكونوا في غاية الاريحية مع الحدث المتمثل في هجمة شرسة درست فصولها من اجل الاعتداء المستمر على اهم قواعد الايمان لدينا وهو الرمزالاكبر النبي الهادي والذي يعرفون ويدركون  ان اهانته تمثل قمة الاضطهاد النفسي لشعب التوحيد الاسلامي , وللاسف فقد تقدم البعض من هؤلاء السفراء باقتراحات لم تصعد ابدا الى مستوى الانسان المسلم الذي يمثل بلدا اسلاميا ,

 

وقد طرحت عليهم انشاء مجمع عربي اسلامي كبير للثقافة الاسلامية , وان تديره مؤسسة منبثقة من هذه السفارات بسبب عدم اقتناعهم ان هناك من يمثل المسلمين بالشكل اللائق , وان يكون في المركز مكانا خاصا لاستضافة طلاب مدرسة سويدية كل اسبوع يتعرف فيه الطلبة والمعلمين على الحضارة الاسلامية , ويحتكوا اثنائها بالجالية الاسلامية , ويشاهدوا افلاما سينمائية للحضارة الاسلامية وتاريخها واجازاتها , ومع ان المشروع لاقى الاعجاب الكبير منهم , الا ان هذا المشروع لم ير النور ولن ير النور ابدا في هذه البلاد , ولقد طالبت يومها ان يسمحوا لنا بالاقتراض من الدول العربية ومن ثم فان المشروع يمول نفسه ويفي بالقروض , ولم نجد اجابة , واقترحنا بعد ذلك ان خلوا بيننا وبين امة محمد في هذه الدول التي احب شعبها الخير وبنى بيوت الله في الفلاة وتركها مهجورة بمآذنها وقبابها , ولم نجد جوابا , وطلبنا من بعض الدول العربية والاسلامية ان يسمحوا لنا بانشاء وقف اسلامي في هذه الدول من اجل دعم مشروعنا بالدفاع عن سيد الهدى ورسول النور , وكانت رسائلنا تلقى في سلال المهملات , وطلبنا من هذه الدول السماح لنا بالقيام بزيارات نحاضر فيها عن الكيفية التي من الممكن ان نعالج فيها هذه الازمات المتتابعة والهجوم المبرمج على نبينا , ودون جواب , بل وان ثلاثة زعماء عرب من اشهر الزعماء المتنطحين لعزة الامة  عندما طلبنا منهم القدوم لبلدانهم من اجل القاء محاضرات فقد رحبوا بالامر ,

 

ولكن وعندما علموا ان المحاضرات تتناول الدفاع عن النبي فانهم لم يكلفوا انفسهم حتى عبء الاعتذار , واحد سفراء الدول الغنية والذي اعجب بالمشروع اشار علينا ان نجمع الجالية الاسلامية كلها , ومن ثم نجمع منهم التبرعات , وسيدعمنا هو ببركاته وصلواته , وتذكرت حينها شكواه من ابنته التي استرجلت في السويد وتركت اسم ابيها ودولتها على كل شفة ولسان بعد ان اعلنت انها من البويات العربيات المتحررات , ولم اشأ ان اخدش حياؤه بالقول له هل تستطيع انت اولا ان تجمع ابنتك وهي واحدة من الجالية والتي ضاعت لان اباها لم يجد لها مأوى اسلامي جيد لافي بيته ولا في مدرستها ,  وكم كان هؤلاء القوم بخلاء مع رسول الله كرماء مع شياطين الارض , ومليارات الدولارات  بل مئات المليارات ذهبت في هواء الازمة الاقتصادية الكبيرة بسبب ابتعادهم عن منهج الرسول الرباني عقابا  ووبالا عليهم   ,وهكذا بقي هذا المشروع مشروع مركز نصرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام  يتارجح في ايدي هؤلاء القوم ومعهم بقيت الرسوم تنشر من وقت لآخر امام سمع الجميع وبصرهم , وامام تخاذل البعض من جماعات واحزاب وفرق ومذاهب وطوائف وشعوب , وكلهم يدعي الاسلام , وكلهم يدعي الايمان بالله وبالرسول ,

 

 وانا وفي هذه الايام التي فيها ذكر مولدك يارسول الله فاني اشكو الى الله كل من لم ينصرك يارسول الله , واشكوا الى الله امة تذكر نبيها احتفالا , وتهرب من نصرته جهارا نهارا , واشكوا اليه امة تحمل في يديها رسالة النور ولكن العرض السيء لهذه البضاعة اساء الى صاحبه, ولك مني يارسول الله , يارسول النور , ويارسول الرحمة , لك مني ارفع الصلوات عليك وعلى آل بيتك الاطهار واشكو اليك امة استسلمت الى شهواتها ورضيت ان تسمع وترى وتشارك من يسيء اليك وتحتفل معهم , وتاكل طعامهم وتشرب شرابهم , وتستضيف ظلمتهم , ونحن لاحول لنا ولاقوة , فعذرا يارسول الله ايها الامام الاعظم  يارسول النور والهدى , ووصي كل مظلوم وضعيف.

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي فساهم فيه وساهم بنشر الفكر المقاوم عبر كل الوسائل المتاحة

 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أذار / ٢٠٠٩ م