فالينتينو حبيب العرب وملهم البوس

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

لم يصدق ابناء العروبة وزعماؤها  ان يوم الحب الفالنتيوني قد جاء حتى هبوا على قدم وساق , في موجة تبويس شابهت موجة تسونامي ,  وهم من غير فالينتينو  يكادوا ان يشتعلوا تبويسا , فكيف واليوم يوم الحب والعشق  والتبويس العالمي , والذي يعتبر من اهم الايام في العالم بل من اهم الاعياد, ومنذ ان تناهى الى سماع البعض في ممالك البط السعيد ان يوم التبويس قد ازف حتى  تسابق الناس والزعماء  الى الانطلاق في رحلات تبويسية مكوكية سريعة , فقد تأجلت المصالحة الفلسطينية والتي كان يراها البعض مستحيلة , اجلت الى هذه الايام المقدسة وكانت حفلات تبويس شاعرية  صادقة عبرت عن حب دفين , واخوة مكبوتة, صورت تفاعلاتها التبويسية على احدث اشرطة الفيديو , ونقل البعض منها مباشرة , واستغل بعض اعضاء الوفود تاخر الراتب الشهري , مادا يده الى جيوب المبوسين بحجة الاستغراق في البوس , وسارت الوفود المتقاتلة في السودان والتي عجز قادة العالم عن حلحلة مشاكلهم , فساروا الى الدوحة القطرية , وهناك وجدوا الامير القطري صاحب العهدة القطرية, واقفا الى جانب بوابة المؤتمر , وكلما خرج عضو من المتآمرين هاربا من قاعة التفاوض والتنافض, قبض عليه الامير القطري  واوسعه بوسا وتقبيلا فيضطر للعودة الى كرسيه  , ولم يفوت الرئيس المصري العتيد وزلمته ابا الغائط المناسبة  فسارعوا بالذهاب الى  السودان وهناك كانت حفلة تبويس  مشوقة تشابكت فيها الايدي والارجل وسالت فيها لعاب المبوسين , وهذا الامر ساهم في تعزيز حركة التبويس العربي , هذه الحركة الرائدة والتي يقودها ثلة من القوادين العرب , ولقد تناهي الى سمعي ان احد القادة وضع في غرفة جانبية من مكتبه تمثالا لينا طريا , للتدرب على البوس وفنونه واشكاله وانواعه , بل وان هناك زعيما اخر استقدم الى مكتبه الفاخر خبيرة  لبنانية خاصة بالتبويس لتعلمه اتيكيت التبويس على اصوله , وعمت محلات ممالك البط السعيد  بطاقات الحب الفالينتيني والورود الحمراء تعظيما لهذه المناسبة الطاهرة والغالية من حياة شعبنا الجائع دائما الى البوس  والتبويس هكذا حاف  وبدون اية عواقب اضافية كما يحصل في الغرب الا ماندر.


ومن في هذا العالم  لايعرف فالينتينو , او على الاقل عيد الحب فالنتينو , والذي اكتسح هذا العالم من بوابة العولمة الواسع   فاتحا شدقيه مبتلعا كل الحضارات والعادات والتقاليد  مبدلا هذه العادات بعادات معولمة ومفبركة  , والتي منها عادة صاحبنا الجديد هذا السيد المحترم فالينتينو , وملقيا علينا اكواما من زبالات العولمة  واوساخها تحت اسم العولمة, وهذا اليوم الفالينتينوي  والذي دخل في فاتورتنا كيوم عشق وحب وغرام وهيام وتبويس , جاء ليحرم قادة البط العربي السعيد من حب جمهور البط  يوما في السنة , والذي كتب عليهم ان الحب الشرعي الوحيد هو حب حكام البط السعيد لما حباهم الله به من صفات الاهية فاقت كل الصفات الربانية التي حظي بها آلهة الاغريق والرومان والفراعنة والهنود مجتمعين وبموافقة علماء الشرع والدين  الربانيين  .


وبما ان كل  شيء اصبح عرضة للاختلاف بما فيه عيد الحب الفالينتينوي , والذي دخل ثقافتنا ونحن للاسف كغيرنا لانعرف قرعة ابيه من اين جاءت ,حيث قيل ومع اختلاف الروايات واغلبها ضعيف او موضوع او مرسل او صاحبها مدلس كروايات احباب أل البيت الصفوي الذين صرعونا باحاديث الحب المليئة بالقتل والتفرقة والحقد والبغضاء والتي نسجوها من خيالهم ونسبوها الى  غير قائلها , حيث قيل عن هذا العيد الفالينتيوني انه عيد بدأ منذ الاف السنين في روما , كرمز من رموز الوثنية في عبادة الارباب  , وتحول بعدها في بداية العهد المسيحي الى طقوس خاصة تجتمع فيه العازبات ليكتبن اسمائهن , ومن ثم ياتي مجموعة من الشباب العزاب ليختر كل واحد منهم اسما , وبعد ذلك تجري طقوس خاصة يكون فيه الشاب مجبرا على ان يصاحب صاحبة الورقة لمدة عام شمسي كامل , يجرب فيها كلا الاثنان  العيش المشترك , في حالة من حالات العشق الفريد , وبعد ذلك يقرر العاشقان الاستمرار كزوجين او ينفصلا , وقد حاربت الكنيسة هذا النوع من العشق اللاكنسي , وتحول هذا النوع من العشق الى اصناف اخرى من العشق السنوي او اليومي , وانتشر منذ قرنين في  امريكا الشمالية على شكل رسائل وادبيات , ومع انتشار العولمة فان  فالنتينو لم ينس ان يدخل هذه العولمة مع من دخل ليتحول الى يوم يشترك فيه الناس في اغلب اصقاع المعمورة , ليتبادلوا رسائل الحب والتهاني بهذا اليوم السنوي الفريد الاحمر , دون النظر الى خلفيات هذا العيد ان كان وثنيا او كهنوتيا , او صوفيا او سلفيا , فلم تعد الخلفيات هذه تهم المعمورة طالما انه للعشق والحب , ومن يتجرأ في هذا العالم ان يضع قدمه في طريق يوم العشق الاحمر الا معتوه او مخبول , ولن اناقش هنا مدى شرعية هذا العيد من الناحية الشرعية الاسلامية ,

 

وفقا لكل المذاهب الاسلامية والتي لاتقر العولمة اصلا فضلا عن فروعها , ولكن مايهمني هنا هو الرمز الذي اختير لهذا العيد , والذي مثل لنا على انه صورة قلب احمر , والمدهش ان هذا القلب تناله بعض السهام احيانا , وهذا الشكل  المفترض والذي هو اصلا لم يكن شكلا معتمدا في السابق وانما هو شكل مرسوم لاحدى وضعيات  الممارسة الجنسية , وتحديدا وضع القاعدة الخلفية للمرأة في وضعية القوبأة, وذلك لان مفهوم الغرب للحب قد تبدل من شكله الانساني العاطفي الى شكله الميكانيكي , واصبح الحب مجرد ممارسة , بل وان هذه الممارسة صارت تطلب من كلا الطرفين وبلا خجل وبشكل عادي ودون الحاجة الى  ماذون او قسيس او بابا , لانها علاقة جنسية عابرة على شكل ممارسة مؤقتة , ومن العجيب الغريب ان الكثيرين من ابناء امتنا المحترمين تبنوا ايضا هذا الشعار المراهق و المعيب والذي هو الرمز الخلفي لعجيزة المراة , بل وتبادلوها فيما بينهم  بلا خجل على انها رمز للقلب ولم ادر ماعلاقة القلب  بمؤخرة المرأة, وقد نجد في بعض الاحيان شيخ محترم او رجل فاضل يلاطف من يحب  فيرسل لها قبلاته مصحوبة بهذا القلب المفبرك ومخترقا بسهم , ولو انه ادرك مامعنى هذا الرمز الحقيقي لاحمر وجهه خجلا اكثر من قلب فالنتينو المعروف ولسحب على الاقل سهمه من غمد الصورة الحمراء , فمبروك لنا فالنتينو والذي ادخل الى ثقافتنا وبيوتنا مقتحما علينا كل  معاني العفة والفضيلة , دون ان نعي ان هذا قلبا ام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهو ضمن الاشياء الكثيرة التي ادخلت الينا لتغيير المفاهيم فليس غريبا ان  اصبحت المقاومة في العراق ارهابا, والدخول الى غزة تسلا, وتقليد الغرب تحضرا , واتباع رسول النور تاخرا , وعبادة النصب فكرا , وتعري المرأة تحررا , ومسايرة العدو اعتدالا , وانتظار ضربة العدو صمودا طالما ان امتنا قد تقبلت فالينتينو ورمزه الفاحش على انه صورة القلب ورمز العشق الفاضح , ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم.

 

تحرير العراق وفلسطين  وتحرير شعوب البط العربي واجب شرعي فساهم فيه , وساهم في نشر الفكر المقاوم عبر كافة السب المتاحة

 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م