ورطة اوباما في ارث بوش

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
كان صعود الرئيس اوباما الى سدة اعلى منصب في العالم , وهو منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية حلما ليس لأوباما وحده فحسب وانما لأكثر من نصف سكان الكرة الارضية , هذا الحلم الذي تحقق بفضل الكراهية الشديدة للراحل بوش, والذي حظي بكم هائل لم يحظ به حتى ابليس نفسه من هذا الحظ من الكراهية , وقد فرح العالم لهذا النصر الكبير على اداة الشيطان جورج بوش , وفرح معه ايضا  اوباما نفسه وهو عريس هذا التنصيب ونجمه , ولم يدر الرئيس الجديد مدى عمق الحفرة التي تركها ورائه بوش الراحل لخليفته اوباما متعمدا , حتى انه كشف وبكل صراحة عن الازمة المالية العالمية والتي كانت تزداد عمقا خلال فترة رئآسته , وقبل الانتخابات الرئآسية بأقل من اسبوعين , وكأنه كان متعمدا اغراق الرئيس الجديد ومعه الحزب الديمقراطي الامريكي في بحر الافلاس الحكومي والعالمي , هذا الاغراق الذي تم بعناية فائقة وحشدت من اجله وسائل الاعلام , والا فما معنى ان تغطى الازمة المالية بغطاء كثيف لسنوات ولا يكشف عنها الا قبل الانتخابات الامريكيية باسبوعين, وما هي مصلحة بوش في كشفها في ذلك الوقت الضيق ومرشح الحزب الجمهوري يتناطح بقرنيه مع المغفل اوباما والذي شرب الطعم الابليسي وهو مرفوع الرأس بقامته الممشوقة, وهذا الطعم والذي هندسه بوش على شكل خازوق طويل لن يستطع الرئيس اوباما ان يتملص منه  مهما فعل , والله وحده يعلم الى اين ستفضي هذه الازمة بمشاكلها وخوازيقها والتي دخلت عميقا في عدد من قادة وفحول الدول العربية , والذين استودعوا اموالهم التي ورثوها من اطفالنا قهرا لدى اساطين الشر الامريكي .


 والازمة هي وباختصار عبارة عن مؤامرة اقتصادية من لوبي متموضع في امريكا نفسها , وهذا اللوبي استطاع جذب الاموال في العالم اليه , وذلك بسبب الارتباط العضوي بين البنوك العالمية والمراكز الرئيسية في نيويورك, وهذه الاموال وكما كشف عنها تتجاوز الانتاج العالمي كله لسنوات , وقيمتها الابتدائية والتي بدأت بالتصاعد تدرجا من الف مليون دولار , لنكتشف الان ان القيمة المفقودة من المال النقد والكاش كما يقال تتجاوز الخمسين الف مليار وهي في تصاعد , والمضحك في الامر انه لاأحد في الولايات المتحدة الامريكيية يستطيع ان يفتح فمه بكلمة عن الحركة المالية لهذه الاموال بالرغم من ان الحركة المالية في العالم مضبوطة الى حد كبير جدا , ولا يمكن اختراقه , وهذا اللوبي المالي والسياسي والذي هيمن على هذه الاموال هو بالتاكيد قد وضعها في مكان ما في هذا العالم , ومع هذا وذاك فقد اريد لأوباما ان يتورط هو وحزبه والعالم من ورائه في قضية لايستطيعون ابدا ان يجدوا لها حلا في ظل مفقود مالي حقيقي كبير جدا يعمل العالم كله على كتم غيظه بسبب هذا الفقدان والتورط  فيه, وما نجده الان من حلول انما هي حلول مؤقتة لتغطية فاقد في هذه الدول بارقام وعملات لارصيد حقيقي لها , في ظل تهديد عالمي شديد باستبدال هذا النظام المالي العالمي السائد حاليا ,

 

والذين لن يستطيعوا ايجاد بديل عنه في الظرف الراهن , وهذه الاجتماعات الدورية لأصحاب البذلات الانيقة انما هي اجتماعات لتهدئة الازمة والاتفاق على ادارتها بشكل منظم قبل ان تنفلت نهائيا من ايديهم  , حيث ثبت ان البنوك العالمية في العالم اجمع تقريبا متورطة في هذا الانهيار العالمي , في ظل فراغ عالمي من مخزونات النقد العالمي السائل , والذي تحاول الدول الاوروبية تغطيته بزيادة دعم المؤسسات الفاسدة والتي لاحيلة لها الا في دعم هذه المؤسسات الفاسدة , والتخبط العالمي حاليا والمتمثل في الاتجاه الى سويسرا والتي تحتكر تقريبا اغلب استثمارات اللصوص في العالم من المافيات وتجار البنوك وحكام الدول الديكتاتورية , هذا الاتجاه الذي قد يجبر سويسرا على فتح بنوكها قريبا امام تساؤلات العالم عن الاموال المفقودة ,وقد يجد البعض قسما كبيرا من هذه المسروقات العالمية , والاخطر هو الفضائح الضخمة التي ستجرها عملية كشف السرية عن الحسابات البنكية الضخمة والتي يمثل القادة الوطنيون من حكام البط العربي قسما لابأس به من هذه المدخرات العالمية , هذه المدخرات التي اودعوها في هذه البنوك وسرقوها من شعوبهم ستكون دليلا محترما على الوطنية والشرف العالي الذي يتمتع بها الكثير من رموز الشرف والوطنية في العالم العربي , والى ان يكشف اوباما عن  اسرار فقدان المال في العالم  وهو الذي دخل البيت الابيض بشعر ناصع السواد والذي شابه البياض في هذه الايام, والى ان يعاد للعالم وجهه الاقتصادي الجديد , وتتعافى الشركات الامريكية من افلاسها , يكون الشعب الامريكي قد مل من اوباما , والذي ستنتهي فترة عمله بعد ان يحرث ويفلح عليه الحزب الجمهوري لثمان سنوات عجاف حتى ينهك تماما , ثم يعود الى البيت الابيض رئيس جمهوري جديد وبثوب جديد.


اما عن اللوبي الذي استحوذ على المال في العالم فانه سيبرز بعد فترة وقد امتلك سلطان المال العالمي في يده , وبالتالي سيمتلك القرار العالمي في اليد الاخرى , وبالتاكيد فان هذا اللوبي العالمي لن يكون ابدا في صالح قضايانا العربية والاسلامية , وسنشهد اضطهادا للعرب والمسلمين في السنوات القادمة , بعد ان يتم استعباد العالم اقتصاديا بفضل نهب المال العالمي لمصلحة فئة تخطط والعالم نيام و نحن مختلفون فيما بيننا مابين قومي واسلامي , وسني وشيعي.

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي شرعي فساهم في هذا الشرف العظيم وفي كل وسائل التوعية والمقاومة

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠٠٩ م