هذا بالضبط ماتقوله ايران لأنصارها , وهو عين الشيء الذي تدرسه لأبنائها , ومع هذا وذاك فان لها استراتيجية  متطورة جدا في التخطيط لاكتساح المنطقة برمتها في ظل خلو المنطقة العربية من اي استراتيجية امنية او دفاعية او قومية , وهذا ماتعمل عليه ليل نهار , والاحواز العربي المغتصب والذي كان اول امارة عربية حرة في العصر الحديث بزعامة الشيخ خزعل ابلغ شاهد واضح على التآمر الغربي والايراني الفارسي على امتنا الغافلة , وما  يقرب من سبعة ملايين عربي مازالوا يعانوا اشد انواع الاضطهاد والميز العرقي في دولة تدعي انها سيدة دعاة الوحدة الاسلامية وحاملة لواء المظلومية والتي صنعت الاف الافلام والمسلسلات الحاقدة المشوهة للتاريخ العربي العريق  , ولا يخل شهر من الزمن الا ويعلق على نخيل عربستان العربي حر عربي يتدلى مشنوقا , وهي العقوبة التي يفضلها دعاة الوحدة الاسلامية لاخوانهم العرب والذين ينعتونهم بالكفر , بل وباشد انواع الكفر مستشهدين بآيات من القرآن الكريم من ابرزها الاعراب اشد كفرا ونفاقا , مستغلين عدم فهم شعوبهم وجهلهم باللغة العربية  ,

عاكسين المعنى البياني للقران كعادتهم من اجل التضليل المتعمد , فهذه اللفات السوداء الضخمة لم تستطع حتى اليوم التمييز بين العرب والاعراب والبدو والحضر , وتفسيرها يعلمه الطفل الصغير والتي تعني ان كفر اهل البوادي في حدته يكون اشد من كفر اهل الحضر  وذلك في مجال المقارنة بدرجات الكفر, وكل هذا من اجل الحط من القيمة الانسانية للعرب حملة نور الاسلام والعلم , وتجاوزهم حدود الاخلاق بالافتراء على النساء العربيات وهن اشرف اهل الارض خلقا , واكثرهن عفة يعطينا فكرة واضحة عن جدية محاولاتهم اسقاط الانسان العربي ومن يقف في صفه  , وتصعيدهم الدائم لأزمة الجزر الاماراتية وغيرها  من ازمات , واستغلال بعض قضايانا الجوهرية هو نوع من انواع  التصعيد الاختباري والاستفزازي المتعمد , ومن اجل تقوية الاجنحة و الاطراف المتعاملة مع هذا النظام والذي يتطلع الى ابادة العرب من اجل اقامة سلطة الدولة الفارسية والمتلفحة بعباءة حب آل البيت , والذي وجدت فيه سلاحا ناجعا انطلى على الكثير ممن يدعي العقل من ابناء العروبة الاغبياء فكانوا حميرها ورسلها واعلامها وطبولها وطابورها , وكان يكفيهم القيام برحلة قصيرة الى اقليم الاحواز العربي ليشاهدوا هناك وعلى ارض الواقع مدى زيف الادعاء بالوحدة الاسلامية واهل الاحواز العرب هم من اتباع نفس المذهب في حب آل البيت ,

ومع كل ذلك فقد استطاعت هذه الدولة وامام غفلة بعض حكام الخليج المنغمسين في احتفالات تتويج انتخاب ملكات جمال النياق والحمير والجحاش والديوك والتيوس , مبذرين كل الفلوس ,فرحين بظهورهم على شاشات التلفاز الفضائي , كاطفال فقراء معدمين وجدوا انفسهم فجأة وسط اكوام من الالعاب , سعداء باستقبالهم اصحاب الشعر الاشقر والعيون الزرقاء , هذه الغفلة التي سمحت لدولة ايران بالتمدد المريح جدا في كل مفاصل الخليج , درجة ان اغلب بطانة حكام الخليج هم من اصول ايرانية او مقربة منها, اتقنت كل اساليب النفاق للتقرب من هؤلاء الحكام , وباعتبار ان الحالة تنطبق على كل دول الخليج فاني سوف اضرب مثلا  واحدا منها وهو دولة عمان , وهي دولة يحكمها السلطان قابوس , بل وانه وحفاظا على عروبة عمان فانه اصدر اوامر مشددة بعدم وصول اتباع الدولة الايرانية الى اي مكان سيادي في الداخلية او الجيش , ولكن الاسر التي تنتمي الى اصول ايرانية وهندية ايرانية تقترب من ثلث البلاد وتسيطر على الحالة الاقتصادية في البلاد وبشكل منظم ودقيق , ويمتد ذلك ليشمل سوق العقارات والدواء , واسواق الذهب وشركات الاغذية والاستيراد والتصدير شاهدة على ذلك ,

بل وان هذه الطبقة وهي طبقة معروفة في عمان استطاعت اثارة الاشاعات عن التاخر العقلي عند العمانيين الاصليين الاقحاح على انهم اغبياء وتفه وفارغون  , ومورست عليهم كل سبل الضغط المادي وحرموا من اكثر ميزات العيش الكريم الذي اختصت به فئة منظمة ارتدت طابع الدين ستارا لها , وقد بلغ التامر على شباب سلطنة عمان مبلغا خطيرا عندما اقترح احد الخبراء الاستراتيجيين العرب خطة متكاملة من اجل تشغيل شباب عمان , وهي جزء من خطط متكاملة في كل دول الخليج ,وذلك بتسليمهم اماكن تجزئة البقالة في البلاد وفتح مشاريع صغيرة , والامر المضحك ان المشروع نفسه مسح منه اسم الخبير العربي ووضع بدلا منه اسم اخر وقدم المشروع الى سلطان البلاد والذي اعجب بالفكرة , هذه الفكرة التي تناولها وزير التجارة  العماني السابق والذي وبالتعاون مع اللوبي الفارسي عقد جلسة طارئة من اجل الالتفاف على هذا القرار السلطاني وافشاله , ولهذا فقد وافقت الشركات المالكة الرئيسية واغلبها هندي وايراني على ان تترك البقاليات الصغيرة للشباب العماني , واغرقتهم بالبضاعة , وزودتهم باسعار تنافسية ليتحول الشباب العماني الى مجرد اجراء عند السيد الهندي او الايراني , واستلم الشباب المتحمس البضاعة موقعين على لوائح باللغة الانكليزية والتي لايفهمونها , والمخالفة تماما لما في السوق , ووقع الشباب العماني في الفخ المنصوب  , ليخرج ابناء عمان المتحمس للعمل على انهم سراق ولصوص  من هذه المحلات ,  ومعها نظرية مفبركة مفادها ان الشباب العربي العماني ليس اهلا للعمل ,

وما زالت هذه التجربة والتي يقودها هذا اللوبي الشرير ومعهم وزير التجارة السابق  والذي يظهر اشد انواع النفاق لسلطان البلاد , وما زالت الاشاعات عن مديونية الشباب العماني تتفاقم , وكان من المفروض وقبل ان يسلم الشباب العماني هذه المحلات فجأة  ان يخضع فيها هؤلاء الشباب الى دورة تجارية قصيرة في المحاسبة والادارة ومسك الدفاتر الحسابية , والاطلاع على اسعار السوق والذين خضعوا لدورة وهمية خلبية لاحد المقربين من السلطان وكانت دورة شكلية تماما دفعت فيها الدولة الف وخمسماية دينار عماني عن كل منتسب  , ولكن المؤامرة كانت واضحة الفصول من اجل اغراق اجيال كاملة في بحار الاتهام بالفساد والمديونية , والفشل , ليبقى اخطبوط التآمر الفارسي مستمرا في نهب الخليج كله , امام حاكم وثق ببطانة فاسدة همها تزيين عبقرية الحاكم من اجل تغطيسه في بحر التبعية الفارسية والتي استفحلت الى درجة لم يعد بالامكان  كبحها ليضيع الخليج كما ضاعت الاندلس والعراق والجزر الثلاث والاحواز, وقريبا سنسمع بكاء هؤلاء الحكام وتوبيخ امهاتهم لهم كما وبخت ام عبد الله الصغير ابنها حين سقطت غرناطة قائلة له : ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال.

وهذه رسالة اكتبها الى عقلاء الخليج ان بقي فيه من عقلاء , والى شيوخ الخليج الشرفاء ان بقي منهم احد , والى قادة الخليج الغافلين ان كان لديهم النية بالاستيقاظ من سبات نومهم الطويل, ويكفي ان نرى حجم الماساة الضخمة في البحرين والتي سير بعض من ينتمي اليها مظاهرات حاشدة من اجل وقف مايسمى بالتجنيس , والمجنسين هم عرب اقحاح ومن حقهم العيش في اي بلد من بلدانهم العربية , ولكن الاختراق والانتماء لغير الامة هو من يحرك هؤلاء وتحت دعاوى مختلفة ,وكنت اتمنى لو انهم تظاهروا على اؤلئك الذين حصلوا على جنسياتهم البحرينية وهم من اصول هندية او فارسية في الوقت الذي ساهموا فيه بتسفير اصحاب الخبرات العربية وسحبت منهم حتى الاقامة العادية في بلد عربي استبيح لكل الامم وحرم على اهله.