إن كنتم فعلا تريدون تلبية نداء الحسين فدونكم الجهاد فهو أفضل طرق التلبية

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكراني

سواء قرأوا أم لم يقرأوا، وسواء اقتنعوا أم لا... فما علينا سوى تبيان الأمور والله من وراء القصد أولا وأخيرا، ثم العراق ثانيا، وثالثا هذا الواقع العربي والاسلامي الهش... الناتج عن الفهم الخاطيء للدين الاسلامي المفترى عليه... على أنني لا أدعي عن نفسي فهمي الشامل الكامل للدين... لكني على الاقل والحمد لله والفضل والمنة له لا أتبع هذه الاساليب والطقوس الغوغائية التي يقومون بها... والتي يدعون أنها حسيينة... والحسين بريء منها وممن يقومون بها...

 

أول ما أبدأ به ...

 

قنوات بغداد والرافدين والشرقية قدرت أعداد الزائرين إلى كربلاء بعشرات الألوف، والسومرية كذلك... وكذلك الموصلية والبابلية (الشرقية توقفت عند رقم مائة وخمسة وعشرون ألف زائر).... أما القنوات التابعة لدولة السموم الفارسية الصفراء المجوسية (ولا داعي لذكرها... فالنجاسة تفضح حالها) فقد أوصلت (إحداها) الرقم إلى عشرة ملايين زائر!!!! ملايين الزوار من كل أصقاع العالم يتوافدون إلى كربلاء المقدسة!!! كربلاء تحتضن أكثر من ستة ملايين زائر!!!! الملايين تصل إلى كربلاء زحفا!!! ملايين المسلمين تتوافد إلى كربلاء لإحياء الاربعينية!!! كربلاء تزدحم بالملايين القادمين من كل أنحاء العالم!!!! ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم تهفو إلى كربلاء... وهكذا هي العناوين في شريط أخبارهم... تتبدل الكلمات بين قناة وأخرى، لكن المضمون واحد...

 

لم أقصد الاستهزاء عند الحديث عن الأرقام...لا... لكن لابد من إحكام العقل قليلا.... والسؤال عما  يريدون أن يصلوا إليه من خلال تضخيم أعداد القادمين إلى كربلاء بشكل مبالغ فيه؟؟ على أن أي إنسان عراقي وغير عراقي، لابد أن يتساءل حين يسمع برقم "ملايين" عن كيفية وصول تلك "الملايين" من كل أصقاع العالم (كما قالوا)، وفي أي مطار هبطوا، ومن أي منفذ دخلوا، وفي أي ميناء رست سفنهم؟؟؟!! وهل حصلوا على تأشيرات من السفارات العراقية المتواجدة في الخارج، أم لأنه يوم كربلائي فالدخول فيه إلى العراق مجانا وبدون تأشيرة؟؟....

 

هذا...... ولا داعي للحديث عن إحياء تلك الاربعينية في "سائر بقاع الارض"... فألوف المسلمين في السويد أحيوا الاربعينية!! "وإذ بهذه الألوف عبارة عن بضع عشرات لا أكثر"!! ..... وألوف المسلمين في أمريكا أحيتها أيضا " وإذ أيضا بهذه الالوف لا تتعدى الخمسين شخص... وكي لا أكون مجحفا أقول إنهم مائة"!!... وهكذا دواليك... كلما كانوا ألوفا في هذا البلد أو ذاك كانت ألوفهم عبارة عن أعداد لا تتعدى أعداد حروفهم..(مضافا اليها الصفر).... على أن أكثر خبر مثير للدهشة وللسخرية بنفس الوقت هو أن "المسلمين" في "كوبا" أحيوا الاربعينية في جو ملؤه الخشوع والايمان والحزن الشديد على استشهاد الحسين!!!

 

لكن لماذا الخبر مثير للسخرية...

 

لأنهم في كل عام يطلعون علينا ببلد جديد... فالعام الماضي كان موعد الإحياء في زيمبابوي!! في أفريقيا... وهذا العام في كوبا، والله وحده يعلم من هو البلد التالي !!! ربما سيكون المريخ أو كوكب المشتري... فمن يدري... لعل حب الحسين رضوان الله عليه وصل الى سكان تلك الكواكب، فراحوا يندبون وينوحون ويلطمون في يوم استشهاده وفي ذكرى أربعينيته ؟؟

 

ثم... هناك تساؤل أعتقد أنه مشروع...

 

هل مساحة كربلاء تسمح باستيعاب تلك الارقام المهولة... وهل فيها فنادق تتسع أيضا لكل تلك الأعداد الغفيرة؟؟ وماذا لو احتاج الواحد منهم الذهاب الى الحمام للوضوء مثلا... أو... لحاجة ما... ((بعد وجبة دسمة))(وهو أمر ممكن جدا بالمناسبة) فماذا سيفعل وسط عشرة ملايين زائر؟؟!! أسئلة كثيرة تخطر على بال أي متابع لهذا الحشد السنوي، ولهذا التضخيم المبالغ فيه بأرقام أعداد الزائرين والمعزين... ألا يحق لنا القول حدثوا العاقل بما يعقل!!!

 

إن كانت المبالغة (الغير معقولة طبعا) بأرقام الزوار وملايينهم العشرة يقصد منها أن عدد الشيعة أكثر من السنة... فالرد على هذا أن كل المسلمين السنة هم شيعة لله ولرسوله ولآل بيته ولصحابته... فماذا تريدون بعد هذا؟؟؟

 

في كل عام تحل فيه ذكرى عاشورا، يوم استشهاد الامام الحسين، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي آل بيت النبوة الاطهار والصحابة الابرار، نرى اللطم وسيلان الدماء، ونسمع العويل والزعيق، والشتائم والمطالبة بالثأر والهتاف بمن سيطالب بدم المقتول، والنداء على ابوصالح، والضرب بالزناجيل والسيوف والقامات والسكاكين والمسيرات والمهرجانات والندب والعويل والصياح والصراخ، وكل مشاهد المأساة التي يمكن تخيلها في كل العصور والازمان....

 

يا ناس...

 

يعني في هذا اليوم سترى كل مآسي الدنيا مجتمعة في هذه الطقوس.... فآلام سيدنا عيسى بن مريم حاضرة، ومآسي الجمعة الحزينة موجودة، والدماء هناك، وأحزان اليهود وادعائهم المظلومية أيضا موجودة، ونكبات الأرمن المزعومة ومحاولات ابادتهم لن تغيب عن المشهد العاشورائي.... ناهيك عن أحزان بوذا ودموع السيخ وسيوف الهندوس.... وهلم جرا.... ولن أفصل في الأمر.... فالواقع يشرح حاله... وكل ما ذكر سابقا موجود في عاشورا، أو بالأحرى، أوجد ((بضم الهمزة)) في عاشورا لاحقا....

 

في كل عام نسمع هذه الصيحة التي يرددها الجمع.... لبيك يا حسين.... لبيك يا حسين.... وأنا هنا لن أناقش مدى شرعيتها، فليس هذا من اختصاصي مع الاسف الشديد، إذ أن المسلم يقول لبيك اللهم لبيك... ولا أدري إن كان من الجواز أن نقول للعبد لبيك أم لايجوز...

 

ثم...

 

من الأحق بتلبية نداءه... الله أم عبد الله ؟؟

 

الله عز وجل يناديكم إلى الجهاد... فهل تلبون النداء أم تنتظرون أمرا من "المرجعية" المتحالفة أصلا مع الذي احتل أرضكم ؟؟

 

ولو أردتم تلبية نداء عبد الله (الذي هو الحسين)... فهو يدعوكم إلى الثورة ضد الظلم، فلماذا لا تلبون نداءه أيضا؟؟ أم أنكم تنتظرون أوامر "المرجعية" ؟؟ وهل انتظر الحسين أمرا من المرجعية حتى ثار على الظلم وخرج مجاهدا في سبيل الله ؟؟

 

إن هذا الغلو في شخصية الحسين أمرا لن يرضى الله ولا رسوله عنه، فالحسين بشر مثل باقي البشر، لكنه يفرق عنا جميعا في أنه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه...

 

ثم...

 

إن إحياء ذكرى، أو بالاحرى الاحتفال (الأصح شرعا حسب رأي العلماء أن نقول الاحتفال وليس احياء، لأن الاحياء لايكون إلا في ليلة القدر أو الليالي المشابهة لها كالنصف من شعبان وأيام رمضان وليالي ذي الحجة العشر... هكذا قرأت... وليس من عندي والله) بذكرى استشهاد الحسين لايكون باللطم والنواح والتشبه بالغير في الطقوس والمراسم، ولايكون بالشتم واللعن والسباب وضرب الرؤوس بالسيوف... يعني خذو أمثلة من الواقع حدثت من يومين أو ثلاثة فقط... أحتفل أنصار ما يسمى الرابع عشر من آذار في لبنان بيوم اغتيال رفيق الحريري، الذي كان رئيس وزراء لبنان، لم  نراهم لطموا وندبوا وشدو الشعر وضربوا انفسهم بالسيوف والسكاكين، وكذلك فعل انصار حزب الله اللبناني، حين احتفلوا بذكرى مقتل قائدهم العسكري عماد مغنية، لم نراهم فعلوا في أنفسهم الضرب واللطم والنواح، بل كانت الكلمات التي القيت في كلا المناسبتين تحض على السير في ركب الذين اغتيلوا واستذكار مواقفهم كل على حدة...

 

إذن... أليس من الأولى أن يكون الاحتفال بذكرى استشهاد سبط رسول الله بتذكر سيرته وقراءة القرآن على روحه الطاهرة واستذكار معاني الشجاعة والبطولة والاقدام في شخصيته ؟؟ لماذا لاتكون المحاضرات في هذا اليوم عن ورع الحسين وتقواه وحفظه لكتاب الله وسنة رسوله؟؟ ولماذا اسقاط أبناءه الذين يحملون أسماء ابوبكر وعمر وعثمان والذين استشهدوا معه من قصة المقتل ؟؟

 

والسؤال الأهم.... من أين جاءت هذه الطقوس الغريبة العجيبة على الدين الاسلامي ؟؟

 

يا سادة... يا عوام المسلمين السائرين على مذهب الامام جعفر الصادق رضي الله عنه وأرضاه...

 

الكثير الكثير من هؤلاء المعممين المتشحين بالسواد والبياض على السواء قوم كذابون، منافقون، دجالون، لصوص، حرامية، أولاد !!!!! لن أكمل فأنتم أدرى بالكلمة... ولو أردت ضرب الامثلة على بعضهم لكان الزنيم ابن الزنيم المصاب بالايدز والسرطان والميت سريريا أولهم... ثم يأتي الغامض المختفي في وكره كبير السحرة فيهم السيستاني، مرورا بالاهبل الصدر، إلى المجرم السيخ الهندوسي الجلاد الحقير الذي أعطى لنفسه لقب جلال الصغير.. ثم باقي هذه الجوقة المجوسية الحقيرة... وأنتم أدرى بهم

 

لن أقسم بالله... لكن أؤكد لكم يا من تقرأون هذا الكلام وأنتم في النجف أو كربلاء أو السماوة أو غيرها، إنهم يخدعونكم ويضحكون عليكم ويبتزونكم ويستهبلونكم... نعم... لا تستغربوا كلامي... إنهم يستهبلونكم بهذه العمامة السوداء المجوسية التي يرتدونها، وهذه الاكاذيب والخرافات والخزعبلات والقصص الخرافية التي ينقلونها زورا وبهتانا عن الحسين وباقي الائمة... ولأنهم خبثاء ماكرين حقراء، فهم يدرون ان الكثير منكم لم يطلع على كتبهم المحرفة، فينقلون لكم النصوص على أنها وردت في الكافي أو بحار الانوار او تحرير الوسيلة أوغير هذه الكتب التي ربما لا وجود لها أصلا...

 

يأتي أحدهم برواية مكذوبة، تبدأ بعشر رواة من فلان عن ابيه عن جده عن ابن عمه عن ابن  خالته عن ابن جيرانه عن ابن اخت خال جيرانه وهكذا..... إلى أن تصل إلى أبي عبد الله ثم عن جده... أنه قال كذا وكذا... وطبعا الرواية لن تخرج عن أن تكون حول الخمس أوالمتعة أو الطعام أو الشراب او خزعبلات وقصص ما أنزل الله بها من سلطان!!! أما أحاديث الجهاد والمرابطة وحب الشهادة ومقارعة الاعداء اذا حدث صائل على ديار الاسلام فهذا ليس له نصيب أبدا...

 

يا أيها الناس...

 

إن الدين الاسلامي فيه من العبر والحكم والمواعظ ما لايمكن حصره، فأين هي في قواميس المعممين وخطبهم؟؟ هل يعقل أن يكون الحديث كله عن الثأر والدماء والانتقام والسبي والسبايا... على أن الكثير الكثير من علماء المسلمين ومن جميع المذاهب، قد شككوا برواية أن يكون يزيد هو الذي قتل الحسين، أو وضع عودا في فمه بعد قطع الرأس الشريف، أو تكون النساء الهاشميات قد سبين كما تظهرهن الاحتفالات الكاذبة، أو يكون زين العابدين بن الحسين قد قال ذلك الخطاب المطول ليزيد حين جاؤوا جميعا إليه (الخطاب الذي يبدأ بمقولة أنا ابن مكة....)

 

ثم...

 

إن التاريخ الاسلامي مليء بقصص البطولة والشهادة والفتوحات الاسلامية الكبرى، وكيفية مقارعة العدو الغاشم المحتل للأرض، فأين هي في أحاديث هؤلاء الدجالين الفسقة الماجنين؟؟

 

ثم...

 

بالله عليكم... العراق محتل، وثراواته منهوبة، وأرضه مسلوبة، وأجواؤه مستباحة، وحرائره معتقلات، ورجاله معذبين معتقلين في سجون المحتل الصهيوصفوي، ولا أعتقد أنه أحدا منكم ليس له قريب أو أخ أو صديق هو واحد من ثلاث: إما شهيد أو معتقل أو مهجر... فأين أنتم عن هذا ؟؟ تلطمون وتنوحون وتندبون على شهيد سعيد جالس في جنة عرضها السموات والارض، وتتركون بلدكم هكذا لقمة سائغة لمحتل صهيوصفوي لايرقب فيكم ذمة ؟؟ حقا أمر غريب...

 

يا سادة...

 

إن الاحتفال بذكرى استشهاد الحسين لايكون بالندب واللطم والنواح، بل بالعزم على السير في الطريق الذي سلكه الحسين، وهو طريق الشهادة والثورة على الظلم...

 

يقول الاستاذ عبد الله سعد في مقاله المنشور على شبكة البصرة (كيف يجب احياء ذكرى استشهاد واربعينية الامام الحسين):

 

ان استشهاد الحسين وصحبه صيحة ايمان ودعوة كبرى للجهاد، وعدم التوسل بوسائل غير السيف الذي لولاه لكان القرآن مجرد كتاب ثقافي وعظي يدعوا الناس لمكارم الاخلاق..... أاريد هنا ان اسأل من يدعون انهم يحبون الامام الحسين عليه السلام ويعتبرون انفسهم مراجع للمسلمين... اين انتم من فعل وايمان ورسالة الاسلام التي جسدها الحسين وصحبه في تلك الوقفة الايمانية الكريمة رغم ما فيها من مآسي؟؟؟

 

انتم يا من ترتقون المنابر لتقرأوا للناس قصة مقتل الامام وصحبه... لماذا أنتم صامتون عن الاحتلال؟؟؟

 

أهذا تعبير عن علمكم بالدين او حبكم للمؤمنين الذين علموا البشرية، وليس المسلمين فقط، المعنى الكبير للعبادة والايمان؟؟

 

أأرواحكم اعز عليكم من الحسين وصحبه؟ ام انكم تحبون الدنيا ولا تفكروا بالله وامره وما تلقيناه عن رسوله وقرآنه وسير السابقون من المؤمنين الذي مثلهم سيدنا شهيد الاسلام والحق الحسين عليه السلام خير تمثيل؟

 

فإن كنتم مدعون فينطبق عليكم قول سيدنا علي عليه السلام: (الرجال ثلاثة منهم عالم يعرف انه عالم فاتبعوه، ومنهم جاهل يعرف انه جاهل فعلموه، ومنهم جاهل يدعي انه عالم فاجتنبوه)

 

او أنكم منافقون!!

 

ردوا علي ان كان عندكم تبرير او حجة....

 

الاولى بالمسلمين الذين يريدون وجه الله ورضوانه احياء ذكرى ثورة الحسين واستشهاده.... ان يعقدوا ندوات للتعريف بالرسالة العظيمة التي بعثها الامام عليه السلام باستشهاده..... والتي اكد فيها على الجهاد والصدق في الوعد والعهد خصوصا مع الله....

 

فما لم تسلكوا هذا الطريق فأنتم منافقون كذابون... حالكم حال هؤلاء المعممين الذين يخدعونكم بادعائهم النسب إلى بيت النبوة الطاهر والبيت النبوي منهم براء...

 

رفعت الاقلام وجفت الصحف .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م