ديمقراطيات ٧٧ : بين الاصالة والعماله قطره

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

قبل يومين كنت بضيافة احد الاصدقاء وقد مر اكثر من عام على آخر لقاء بيننا وكانت هموم الوطن هي محور حديثنا وقد اخبرني هذا الصديق بأن شاهد رؤيه زاره فيها والده رحمه الله حاملا معه نوطي شجاعه وابلغه ان الرئيس صدام حسين رحمه الله قد بعثها له وقد كان صاحبي فرحا بهذه الرؤيا فأردت ان اذكره بأمتعاضه لعدم  تكريمه حين كان آمرا لاحدى كتائب الدبابات في الجيش العراقي الباسل وشارك في صد العدوان الفارسي وام المعارك قبل ان يحال على التقاعد لاسباب صحيه بعد ان اصيب بشظيه برأسه  

 

حقيقة كنت معجبا بشجاعة صاحبي طيلة حرب الثمان سنوات فكان ذو معنويات عاليه جدا وحين يتمتع بأجازته لانلاحظ عليه اي نوع من الخوف والقلق لقد كان مؤمنا بقضاء الله وبشرف العسكريه ففي احدى المعارك واظنها معركة البسيتين وكانت معركة طاحنه استطاع العدو الذي كان يهجم بقطعات كبيره جدا بما فيها فرقه مدرعه , استطاع ان يحطم معظم دبابات الكتيبه ولم تسلم الا دبابة صاحبي آمر الكتيبه الذي اتصل بآمره واخبره بالموقف فكان جواب الآمر , اخي اصمد وضع امامك وطنك وعشيرتك وكان حينها سائق الدبابه يلح عليه للانسحاب فالتقدم يعني الانتحار حسب رأيه الا انه ابى واستمر في القتال وماهي الا لحظات فيصاب صاحبي بشظيه برأسه واغمى عليه فما كان من السائق الا الانسحاب وعند وصوله المواقع الخلفيه اخبرهم بأصابة الآمر .

 

ذكرت هذه القصه لاعطي صورة للقارئ الكريم عن العراقيين الاصلاء الذين رفعوا رأس العراق والعرب عاليا وبين من باعوا الوطن لعنة الله عليهم الى يوم الدين .


لنعود الى الرؤيه التي لم يقبل بتأولي لها وقال لي بأنه يشعر بسعاده غامره لما قدمه لوطنه وانه لم يكن ينتظر شئ مقابل الوفاء والتضحيه من اجله علما بأنه عاش عيشة ضنكى ولازال منذ احالته على التقاعد عام 1992 وقلة راتبه في فترة الحصار حيث كان يتقاضى 2000 دينار وعمل سائق اجره في سيارته الماليبوا التي وزعت للضباط  ولايزال يحتفظ بها كما اخذ يبيع البنزين بعد ان عجز عن العمل كسائق للاجره .. هل تتصورون ان صاحبي لم يهتز يوما من الايام  وكان وقع الاحتلال عليه كالسيف والعملاء اثقل عليه من الجبال ...  المهم كان تأويله للرؤيا بان نصر العراق قد اقترب .

 

اني اسرد هذه القصه وانا ارى المئات ممن هاجروا الى اوربا وغيرها ممن استفادوا من النظام الوطني قبل الاحتلال واغلبهم حصل على الشهادات العليا من احسن الجامعات الا ان لعابهم يسيل لارضاء هذا الطرف او ذاك لاجل دراهم معدودات او منصب زائل في الوقت الذي يأتي الكثير من جنود الغزاة من اجل جمع تكاليف الدراسه بالجامعه وهو ماأخبر به احد جنودهم احد اطبائنا في مستشفى اليرموك حين استغرب من تخرج الطبيب العراقي دون ان يدفع مليما وقال له انا ادفع روحي ثمنا لحصولي على مقعد في الجامعه وكنت قد كتبت عن هذا الموضوع قبل عامين

 

واليوم اين اضع صاحبي ومن مثله مع من كان يصطف الى جانب ايران في قتاله الجيش العراقي من زمر بدر والبيشمركه ... مالفرق ياترى بين صاحبي ومثله الكثير من العراقيين النجباء وبين هؤلاء الذين ارتضوا العماله وبيع وطنهم ؟؟

 

انه بمقاييسنا امر لايقبله عقل ولامنطق ولكن بمقاييس العملاء والخونه امرا طبيعيا وهو مافلق الله به الارض وماعليها من صراع بين الخير والشر وبين والشجاعه والجبن  وبين حب الوطن والعمالة للاجنبي .

 

كيف لي ان اقارن صاحبي مع من جاء ببساطيل المحتل كيف لي ان اساوي بينه وبين من داست بساطيل المحتل رؤوسهم وهم متمسكين بالعملية السياسيه .

 

بل كيف يمكن ان اقارنه بعلاوي والمالكي والهاشمي والجعفري وبقية الحثالات الذين عاثوا بأرض العراق خرابا وفسادا  ...

 

ولكن الذي يبيع وطنه يهون عليه بيع عرضه ولاشرف له
بل حتى من شارك المغتصب تحت ذرائع شتى فأنه يغتصب في ذاته اذ لاتوجد منطقة محايده بين الوطنيه والعماله ..
والغيرة قطرة !! نقطة في الجبين فأذا سقطت ونشفت ؟ فلا غيرة ولا شرف ...
اخزاهم الله في الدنيا والآخره .
وبارك بالكثر من شرفاء العراق الاصلاء فهم ابناءه الحقيقيون وهم من سيطردون المحتل وعملاءه عن قريب بأذن الله .

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١١ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠٠٩ م