ديمقراطيات ٧٦ : النخب السياسيه للقوى المناهضه للاحتلال الى اين ؟

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

تتمثل الخارطه السياسيه على الساحة العراقيه اليوم بكثير من التعقيد ولاسباب متعدده يأتي في مقدمتها طبيعة الظروف التي احاطت بالعمل السياسي في العراق منذ اكثر من ستة عقود مما دفع الى السطح اعداد نخبويه من الاكادميين والمقيمين خارج القطر لاسباب متعدده خاصة في ظرف الحصار ومرحلة ماقبل الغزو وبعده , اضافة الى المعارضين للدولة قبل الاحتلال , واغلب هؤلاء اخذوا يطرحون انفسهم كسياسيين بعد ان اصبحت الفضائيات مثل الارانب تتزايد بشكل مضطرد لتستضيف كيفما شاء لملأ فترات البث الطويله لها  وكان حصة حملة الشهادات العليا النصيب الاكبر , وهنالك قسما منهم  كان قد جرب المشاركة بما يسمى بالعمليه السياسيه بعد الغزو الا انهم لم يجدو مكانا لهم ومع تردي الوضع الامني عاد اغلبهم الى مهاجرهم , مايهمنا في هذا الموضوع ان هذه النخب بدأت تؤثر سلبا على مسيرة العمل السياسي المناهض للاحتلال من خلال التشكيلات التي لاتعد ولاتحصى من الكيانات السياسيه  فكلما التقى خمسة اشخاص في مأدبة عشاء اعلنوا في الصباح تنظيما سياسيا وبعد ان تم  أخراجهم من  اطراف العمليه السياسيه من الباب يريدون العوده من الشباك مستغلين الفشل الذي يحيط بالاحتلال وعملاءه وطرحه المبادرات المتتاليه وآخرها مايسمى بالمصالحه الوطنيه ... لذا وجد هؤلاء ضالتهم في طرح انفسهم كمعارضين وهو ما يلبي المصلحة الآنيه للاحتلال وعملاءه لتبيض صورتهم امام العالم , وعموما ان مايهمنا من كتابة هذا الموضوع تأثيرات ذلك على مسيرة المقاومه للاحتلال واذرعها السياسيه فمنما لايختلف عليه اثنان ان هناك خندقان للصراع على الساحة العراقيه الاحتلال وعملاءه وهم معروفون للجميع والثاني خندق المقاومه والقوى المناهضه للاحتلال وهو ما اخذ نوع من التعقيد لذا سنحاول تحليل تلك التعقيدات كي تتضح الصوره ونزيل الارباك والتشويش امام المواطن العراقي الذي ينتظر بفارغ الصبر خطوات تمده بالصمود والصبر لا العكس وبدون الدخول في التسميات سنصنف هذه النخب الى قسمين :

 

الاول : اعداد لايستهان بها من نخب المارينز ومراكز البحوث والدراسات المعروفه والتي انشأت قبل الاحتلال وبعده وهي تدافع عن الغزو والعمليه السياسيه وهم لايعنونا في هذا الموضوع بعد ان سقطوا امام الجماهير مع سقوط مليونيين قتيل وخمسة ملايين مهجر ومئات الآلاف من المعتقلين والفساد المالي الذي يعتبر اكبر عملية سطو على وجه التأريخ .

 

الثاني : هي القوى المناهضة للاحتلال وهم على صنفين :

 

آ - القوى النخبويه وهم ممن تمت الاشاره الى  قسما منهم  في مقدمة موضوعنا والذين شكل بعضهم احزابا وتجمعات ليس لديها اي قواعد شعبيه ولاترتبط بأي شكل من الاشكال مع العامل الرئيسي للصراع , المقاومه العراقيه البطله وكان هؤلاء وسيبقون يدورون في حلقة مفرغه وخاصة الوطنيين منهم وسيكونون عبأ على العمل السياسي المقاوم بسبب عدم واقعيتهم وقصر نظرهم ازاء عناصر الصراع الرئيسيه وسيتحملون المسؤوليه التأريخيه امام تعطيل واعاقة العمل السياسي واقلها صورة الشرذمه التي تؤثر سلبا على دعم المقاومه مع توظيف الطرف الثاني للصراع هذه الشرذمه عبر دعمها من خلال تسليط الاضواء عليها وتسهيل حضورها الاعلامي بل نذهب اكثر من ذلك لنقول ان مغازلة القسم منهم اطراف العمليه السياسيه بعد ممارسه ضغوط معينه مهدت لفتح قنوات معهم لغرض استيعابهم وتسقيطهم في مرحله لاحقه او دمجهم  ويختلف هؤلاء بدرجة تأثير كل واحد منهم  . . اننا هنا لاندعوا للاقصاء بل ندعوا هذه النخب الى قراءة الواقع بشكل واقعي وموضوعي والعراق يحتاج الى كل صوت وطني شريف الا ان عليها ان تساهم في بناء المشروع السياسي المقاوم من خلال الانخرط في التكتلات الرئيسيه بأتجاهاتها الوطنيه والاسلاميه والقوميه والعراق اليوم ليس بحاجه الى منظرين بل مناضلين يتوافقون على ثوابت التحرير والاستقلال وبناء العراق الديمقراطي التعددي والاعتراف من الجمييع بأن المقاومه هي الممثل السرعي والوحيد للشعب العراقي واظن ان ذلك لايختلف عليه اي وطني حقيقي ولايمكن تجاوزه .

 

ب- القوى الجماهيريه وهي التي تمتلك قواعد واسعه او لها اذرع للمقاومه  او هيئات دينيه  او قوى عشائريه اصيله والتي اثبتت مواقف واضحة وقدمت تضحيات في تصديها لمشروع الاحتلال و هي ضمان استقرار العراق بعد التحرير. ان المطلوب من هذه القوى ان تعلن بأسرع مايمكن وحدتها لكي تكون خيمة لبقية النخب الوطنيه وتمنع التشرذم الذي قد ينفذ منه الاعداء وتستغل تلك النخب من حيث يعلمون او لايعلمون بما يؤدي الى تعطيل مشروع المقاومه الذي هو اصلا يتحمل اعباء كبيره جدا لم تواجهها  اي من المقاومات في العالم في العصر الحديث .

 

واخيرا فان المرحلة الحساسه التي يعيشها شعبنا مع هزيمة الاحتلال وبدأ عملية هروبه يتطلب من الجميع بلا استناء اعلى درجات نكران الذات وتغليب المصلحة الوطنيه على المصالح الانانية الضيقه وان تتكاتف الجهود لاجل دعم المقاومة ومساندتها لا ان تكون عبأ عليها .

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م