ديمقراطيات ٧٣ : كيف نساعد السيد اوباما على الهرب من العراق

 

 

شبكة المنصور

 فيصل الجنيدي

لايزال الجدل حامي الوطيس بين المحليين والمراقبين لعهد اوباما الجديد ,  فبين التفاؤل والتشائم يقف الطرفان في تحليل سياسته القادمه وكلا الطرفين لديه من المبررات لتسويق آرائه وبين الاثنان هناك طرف ثالث يرى ان مساعدة اوباما على الخروج بقواته تأتي عبر اثخان جراحهم وزيادة الطرق على رؤوس قواته حيث نجحت المقاومه البطله بكافة فصائلها منذ انطلاقها مع الايام الاولى لاحتلال بغداد في انتهاج اسلوب الحرب الشعبيه غير النظاميه وهو مايتناسب مع عدو يمتلك قدرات هائله للتدمير وخاصة اتجاه تجمعات المقاومه وهو ماادركته الفصائل بعد معركة الفلوجه رغم انها احدثت منعطفا كبيبرا لصالح المقاومه واعطت زخما شعبيا هائلا ودفعت الى تنامي واتساع الفصائل مثلما اجبرت العالم للانصات الى مشروع الشعب العراقي في طرد الاحتلال عبر المقاومه المسلحه .

 

ان ابتداء حقبه جديده للرئاسه الامريكيه بعد شعار سحب القوات اثناء الانتحابات لايعول عليه حيث تكون اغلب شعارات مرشحيها لاغرض انتخابيه وان مؤسسات اعلاميه محترفه وضالعه في تسويق الكذب مع لوبيات خبيثه  لايصعب عليها التأثير على الرأي العام الامريكي لتغير مواقفه او تهدأته لذا فأن الازمه الماليه مثلا  وعلى هول حجمها لم تدفع الشارع الامريكي بأتجاه سحب القوات كما حصل في فيتنام مثلا رغم ان ابرز اسبابها الاستنزاف المادي في المستنقع العراقي  وتبقى جثث جنودهم هي المحرك الاقوى لتأثير الشارع الامريكي على السياسه الخارجيه . 

 

ان تراجع تاريخ الانسحاب ولم يمضي شهر على تسلم اوباما الحكم يؤكد ان المؤسسات هي من تتحكم في السياسه الخارجيه واللوبيات الضاغطه فشهدنا خلال الايام الماضيه موعد جديد للانسحاب هو 23 شهرا وليس سنتان بعد ان كان 16 شهرا ويبدو ان الاداره الجديده متأثره بمحلات البيع بالمفرد حين يحددون سعر السلعه ب 99,5 دولار وليس بمئة دولار في عملية خداع للعقل على طريقة خداع البصر .

 

ان وفاقا امريكيا  ايرانيا هو الاقرب لخيار اوباما ومستشاريه وهو ماسمعناه يوم امس بدعوته ايران للحوار المباشر قابله نجاد بدعوة مماثله ... وحسب اعتقادنا ان مثل هذا الوفاق يمكن ان يكون هو الاقرب لمصالح امريكا ومن وراءها الكيان الصهيوني على قاعدة تفتيت الامه المجزأه اصلا وبما يتوافق مع المصالح الاستراتيجيه لكلا الطرفان .

من هنا تتطلب المرحله القادمه من كل الجهود المناهضه للاحتلال برص الصف وفضح الطبخات للعهد الجديد والتي سيكون عمرها قصيرا بأذن الله فأمريكا تحتضر على كل الصعد ولايتطلب سوى الصمود والصبر امام رفساتها الاخيره وقبل ذلك وكما بدأنا في مقترحنا لمساعدة اوباما  للهروب هو تكثيف العمل المقاوم والنوعي منه على وجه الخصوص فمحاولاتها لانقاذ مشروعها في الهيمنه والمرتبط بشكل وآخر بالانهيار الاقتصادي الذي ينخر قوتها سوف لن تنفعه اي ترقيعات تتخذها لعودة الحياة للجسم المتوفي سريريا .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الإثنين / ١٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م