ايران والانتقاصة الشعبانية

 

 

شبكة المنصور

فالح حسن شمخي / مالمو السويد

(اكملت ايران العدوان الثلاثيني باخس صفحة من صفحات العدوان، حيث الغدر الذي ازهق نفوسا كثيرة وأعمال التدمير والحرق الوحشي للممتلكات والمنشأت التي اتت على الكثير مما لم تستطع صواريخ وطائرات العدوان ان تنال منه بالاذى والتدمير بل ان ابشع مافي هذه الصفحة ذلك الفعل الشنيع الذي اهتزت منه ادنى ما يمكن تصوره من فضيلة لصانعيه وهو الاعتداء واغتصاب النساء ليس لشيء الا لعفتهن ووطنيتهن، وأمعانا في الشر والايذاء النفسي لعراقيي المجد والفضيلة). هذا ماكتبه كل من الشاعر حميد سعيد والشاعر الاديب المرحوم عبد الامير معلة وسيء الصيت المرتد لواء فخري عبد الجبار محسن في كتاب المنازلة الكبرى وقائدها، الطبعة الثانية عام 1998 عن دار الحرية للطباعة والنشر من الصفحة 369 377.


غدر، تدمير، حرق للممتلكات والمنشأت،اغتصاب، مفردات عرفها ابناء العراق العظيم بعد العدوان الثلاثيني على بلدهم عام 1991، وعرفوها بعد 9/4/2003 والى يومنا هذا حيث الاحتلال الامريكي جاثم على ارضهم،ارض الانبياء والاولياء، اجندة تنفذها الصواريخ والطائرات الامريكية واخرى تنفذها ايران الصفوية وعملائها الصغار، الفرق بين العدوان الاول والثاني هو ان العدوان الامريكي الاول وقف على حدود العراق وترك عناصر المخابرات الايرانية وتابعيهم يعيثون في ارض العراق فسادا،اما العدوان الثاني فقد اجتاح الامريكان ومن معهم ارض العراق المقدسة وقاموا بحراسة عناصر المخابرات الايرانية وتابعيهم، فالسرقة والتدمير والاغتصاب وازهاق الارواح الذي مارسته وتمارسه ايران وعملائها وبمشاركة البعض من تابعي ال سلول تمت تحت عيون جنود الاحتلال الامريكي وهذا ماشاهدناه على الفضائيات ايام الاحتلال الاولى، والعملية مستمرة الى يومنا هذا على يد المليشيات الصفوية التابعة لايران وبموافقة امريكية، فهل يعقل ان المحتل الامريكي لايعرف مايفعله المحتل الايراني وادواته فماقام به صولاغ و الصغير وغيرهم من اعمال اجرامية معروفة للقاصي والداني.


يقول السيد رامزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق في كتابه (النار هذه المرة) : (خططت الولايات المتحدة لاحداث اضطرابات واعمال عنف مدنية، ونقلت طائرات عمودية أمريكية مجموعات من الارهابين،أعضاء حزب الدعوة الايراني عبر الحدود العراقية الايرانية وثلاثة وثلاثين الف ارهابي من أعضاء تنظيم حزب الثورة الايراني المسلح، وتسللوا الى جنوب وشمالي العراق ومنها الىمحافظات أخرى واقترفوا جرائم لم يشهد لها التاريخ مثيلا في بشاعتها ووحشيتها، فقد ذبحوا الوفا من الابرياء رجالا ونساء واطفال وحتى الصغار الرضع ومثلوا ابشع تمثيل بجثث المئات من ضحاياهم، في كل المدن الجنوبية والشمالية التي كانت ضحية الارهاب، واستهدف الارهابيون دوائر التسجبل العقاري والاحوال الشخصية والمرور واحرقوها، والهدف هو خلق فوضى يتعذر فيها التثبت من هوية وانتماء الناس وملكياتهم مما يسهل على ايران مهمة تغير التركيب السكاني للمدن العراقية) ماقاله كلارك الامريكي المحايد جاء بنفس المصدر المشار اليه اعلاه والذي يؤكد حقيقة قد عاشها ابناء العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، حيث تمارس الاحزاب الطائفية العميلة لايران نفس الاساليب التي استخدموها بعد العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991، حيث حرق دوائر التسجيل العقاري والاحوال المدنية ودائرة المرور، اما تعاملهم مع ابناء العراق فكلنا يتذكر مافعلوه بالشاعر الشعبي الكبير فلاح عسكر وغيره ايام صفحة الغدر والخيانه الاولى وهو مافعله ابودرع وغيره من عملاء ايران بابناء العراق هذه الايام ، اشارة السيد كلارك الى اعضاء حزب الدعوة الايراني وهونفس الحزب الذي تفرع عنه احزاب ثلاث احزاب دعوة والتي يرأسها المالكي والعنزي وغيرهم، (صفة الايراني جائت لان قيادات الحزب العميل قبل عام 1990 كانوا العناصر الفارسية)..


(لقد بدأ التسلل من ايران في اثناء العدوان العسكري في المنازلة الكبرى، وقد شاهد مواطنون كربلاء اشخاصا من حملة الجنسية الايرانية ممن كانوا يعيشون في العراق ثم رحلوا اثناء الحرب العراقية الايرانية مع مجموعات ايرانية كانت تتخفى وراء جلب مساعدات غذائية وطبية، وقد شاهد الجرحى الذين اعتقلوا في غرفة سادن الروضة الحيدرية في مدينة النجف الاشرف بعد ان تسممت جروحهم اشخاصا من أولئك المتسللين وشاهدوا كذلك طبيبا ايرانيا لا يعرف العربية وبرغم تكتمه فقد اضطر الى الاستعانة بمترجم، ومن المفارقات المؤلمة، ان اشخاصا من المسلحين الذين كانوا يرافقون الطبيب الايراني اطلقوا النار بحضوره على عدد من الجرحى داخل الصحن الحيدري فصعدت ارواحهم الكريمة الى بارئها، وان هؤلاء المتسللين قد توزعوا بين عدد من المدن العراقية واختفوا في اماكن حددت لهم مسبقا، انتظارا للحظة بدء الاشارة لينفذوا عملهم الغادر ضد عراق المجد والكبرياء)، وهذا هو نفس ماحصل قبل وبعد الاجتياح الامريكي للعراق العظيم عام 2003، لم يكتفوا هذه المرة بالقتل وتدنيس الاماكن المقدسة، فمافعلوه عناصر المخابرات الايرانية وتابعيهم في وزارة الداخلية ايام الاحتلال معروف وبالخصوص ماجرى في سجن الجادرية حيث التعذيب والقنل وسلخ الجلود على يد عناصر ايرانية تحمل رتب عسكرية في الجيش الايراني، اضافوا الى ذلك هذه المرة تصدير المخدرات ومرض نقص المناعة المكتسب والمواد الغذائية الفاسدة وسرقة المنتجات النفطية العراقية.


(يقول الفريق الركن علاء الدين كاظم الجنابي جائت الاشارة الاولى للاخبار عن بدء صفحة الغدر والخيانة، من مدينة الحي، عن طريق امر قاعدة ابي عبيدة في الكوت، حيث جرى تسلل من قبل مجموعة ايرانية مسلحة قادمة من اهوار ميسان واتجهت نحو الكوت، والتحق بها بعض الهاربين من الخدمة وفلول حزب الدعوة، وبدأوا بالرمي على مقر الشعبة الحزبية في مدينة النعمانية، والمقرات الادراية فيها، وقد اصدر أمر قاعدة ابو عبيدة امرا بتسليح منتسبي القاعدة وسد جميع النوافذ تحسبا لاي طارئ ومنع خروج ودخول الاشخاص للقاعدة والتنسيق مع كتيبة الانذار والسيطرة السادسة ومع كتيبة مقاومة الطائرات الموجودة لحمايتها، حدث هذا في الساعة الثامنة وثماني دقائق من صباح يوم 1/3/ 1991)، اجتياح ايراني للعراق بعد ان دمرت القوات الامريكية الطرق والجسور وكل مايساعد في التصدي لهذا الاجتياح، بالتعاون مع احزاب عميلة مرتبطة بايران وغير ايران، مالذي يفعله ابناء العراق البررة جيشا وشعبا في التصدي للعدوان؟ هل المطلوب تسهيل عملية الاجتياح الايراني ونثر الورود فوق الرؤس العفنة؟ تصدى ابناء العراق العظيم للعدوان بطريقة الدفاع ومن ثم مطاردة المعتدي الى الحدود، القتلى من الجيش الايراني وتابعيهم من الخونة والعملاء عرضت صورهم على شاشات التلفاز وخاصة بالقرب من تقاطع بدر جصان، وعرض البعض من اسرى الجيش الايراني، اما اسطوانة المقابر الجماعية وقمع انتفاضة الجنوب فهي محض افتراء، فمن دفن بهذه المقابر هو ابناء الجيش العراقي الباسل وابناء العراق الذين تعرضوا للقتل على يد المتسللين من ايران وتابعيهم.


(ويقول الفريق الركن علاء الدين الجنابي : في الساعة الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة من مساء 2/3/1991 اعلمتنا دائرة الحركات، ان مجموعة من المتسللين المتجمعين في قضاء سوق الشيوخ والقرى المحيطة به، تحاول التقدم باتجاه قرية الفهود وناحية الحمار وقد وصلت الى قضاء الجزائر (الجبايش)، وكانت حوداث الشغب في مدينة البصرة قد بدأت بعد منتصف ليلة 1/أذار/1991 باقتحام سجن البصرة وتهريب السجناء، والتعرض على منظومة استخبارات المنطقة الجنوبية ومراكزالشرطة والدوائر الرسمية والمستشفى العسكري واكثر هذه الحوادث جرت في منطقة (الحيانية) ومنطقة(الخمسة ميل)، وقد تم اشعار قيادة الجمهوري من قبل المركز المتقدم للقيادة العامة للقوات المسلحة ، لارسال قوة الى المناطق المذكورة وكذلك قطعات الفيلق الثاني لمعالجة الموقف والسيطرة عليه). امام هذا التحدي السافر لدولة ذات سيادة، ماهو المطلوب للرد على العدوان، هل المطلوب فرش السجادة الحمراء للعدوان الايراني وعملائه والقول تفضلوا العراق يرحب بكم؟ مالذي تفعله الدول اذا ماحدث معها نفس ماحدث في العراق ومنها امبراطورية الشر امريكا؟


(ومن شهادة الفريق الركن امين سر القيادة العامة للقوات المسلحة، ان المعلومات وردتنا في يوم 3/3/1991... عن احداث مضادة في محافظتي ميسان وذي قار واستشهد فيها محافظ ذي قار وعدد من السؤولين في الحزب والدولة، ثم توالت الاحداث في علي الغربي والنجف وكربلاء والحلة)، (يقول السيد احمد حسين، حين تمكن الاشرار من الوصول الى بعض الاماكن مر بي السيد حاتم حمدان العزاوي الذي كان مديرا للامن العام الى استعلامات القصر الجمهوري، وكان المقر البديل لديوان الرئاسة واخبرني بان بعض هذه الشراذم دخل مدينة الحلة، وكانت مفاجأة لي برغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المدينة، وقد تناولت كتاب (في سبيل البعث) وكتبت مقالة (عهد البطولة) بخط يدي وارسلته الى السيد الرئيس، وقد اطلع سيادته على المقال وعلق عليها (رحم الله ميشيل عفلق الذي علمنا)، ان ماقاله المناضل احمد حسين السامرائي، يؤكد عظمة قيادة العراق وانتمائها الصميمي الى العقيدة والفكر البعثي الاصيل على العكس من قيادات الاحزاب والحركات الاخرى التي ترفع الراية البيضاء مع اول محنة تواجهها بل وترتمي بحضن المتحل كما حصل لبعض الاحزاب العراقية التي صدعت رؤسنا بعدائها للشيطان الاكبر والامبريالية العالمية، اما قيادة البعث فتعود الى ادبيات الحزب الفكرية لدراستها ايام المحن والشدائد.


(لقد افاد المخربون من تواجدهم في المدن والمناطق السكنية لانهم يعرفون ان هذا التداخل يحميهم ويجعل القضاء عليهم امرا في غاية الصعوبة، وازاء هذا الوضع المعقد التمعت فكرة ذكية وبارعة في ذهن السيد الرئيس من اجل حقن دماء الناس، فكتب رسالة حذر فيها المواطنون من البقاء في المدن خلال سقف زمني محدد، لان عملية تطهير المدن من الاشرار والمخربين ستبدأ، وقد وزعت هذه الرسائل بواسطة الطائرات السمتية وحين اطلع عليها المواطنون، خرجوا من المدن الى الريف والمناطق القريبة وكانت اعداد من (الغوغاء) من بين الذين غادروا المدن، لان هؤلاء لم تكن لهم دوافع سياسية وكانت مشاركتهم في صفحة الغدر والخيانة مجرد فعل سلبي، وعند ذاك لم يبقى في المدن المعنية غير اصحاب النيات المسبقة فسهلت معالجتهم.. ان هذه الرسالة وثيقة على قدر كبير من الاهمية تؤكد معنى التفكير العميق والاستشنائي في ظرف أستثنائي). اين قوات الغزو الامريكية وحكومتها المنصبة من خلق القائد وحبه لشعبه وتعامله مع ما حصل بطريقة الجراح الماهر الذي يستأصل العضو الفاسد بطرقة لاتظر بالجسد العراقي المعافى، سيأتي اليوم الذي نرى فيه المقاومة العراقية الباسلة وهي تتعامل مع ابناء الشعب العراقي بنفس طريقة القائد الشهيد وهي تقوم بتطهير المدن والقرى والقصبات العراقية من شراذم الاحتلاليين الامريكي والفارسي الصفوي وتابعيه.


لتكن صفحة الغدر والخيانة درسا مكررا لابناء العراق العظيم والعرب، يثبت التعاون الامريكي الايراني رغم العداء الظاهر.

لتكن صفحة الغدر والخيانة درسا لاجيالنا العربية في العراق وفي الوطن العربي الكبير على حجم الاطماع الفارسية الصفوية في ارض العراق.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أذار / ٢٠٠٩ م