البعث لايحصره مكان ولايغيره زمان الذكرى الثانية والستون للبعث

 

 

شبكة المنصور

الاستاذ جابر خضر الغزي

بمناسبة الذكرى الثانية والستين لتأسيس حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي نقدم له ولرفاقه المؤسسين والى الرفيق خادم الجهاد والمجاهدين الامين العام للحزب اسمى ايات التعظيم لما ترك للامة من ارث فكري وانساني لانه كان نهرأ للعطاء الوطني والقومي ( فوضع جدلية مدينة السلام بغداديأ , عراقيأ , بقدر ماهو سوري ومسلمأ , بقدرماهو مسيحيأ , وبعثيأ بقدر ماهو اسلامي ) فالبعث الذي نشأ في سوريا ونما في الاردن وازدهر في العراق تعرض لزلازل كثيرة ومحن وتشويه وتزوير ولكنه بقي صامدأ رغم كل المؤمراة لانه حركة تاريخية تعمل ضمن اطار التاريخ ماضي وحاضر ومستقبل اما الحركات اللا تاريخية لقد تدحرجت او تلاشت وبقى البعث صامدأ فالسؤال الذي يطرح نفسه ماهو سر بقاء البعث رغم الزلازال الجاري عليه من اجتثاث بكل ماتعنينه الكلمة من خبث الصهيونية والامبريالية والصفوية فالجواب السهل البسيط لانه حزب وطني وقومي وانساني مؤمن بالله الواحد الاحد , فهو حزب تاريخي حضاري رسالي يحمل رسالة العروبة المؤمنة والاسلام الخالد وامته والانسانية .

 

فأنه وطن للحلم قبل ان يكون للحكم ودار للنضال قبل ان يكون للسلطة وعرين للشهداء قبل ان يكون للغرباء , ونهر للعطاء والفداء والتضحية لا للكسب والنفوذ والامتيازات .

 

فالبعث لم يلقي سلاحه بعد الغزو والاحتلال للعراق ولم يفاجئ بالذي حصل بل ان ماحصل زاده قوة وعزمأ وأصرارأ على المضي  في طريق التحرير , وقد بدأت مقاومته مع الاسبوع الاول كما خططت القيادة وكما هو في استراتيجية القيادة العليا للجهاد والتحرير . لقد كان هدف الغزو المعلن  هو اسقاط نظام صدام حسين الذي يمتلك اسلحة الدمار الشامل ويساند الارهاب , وبعد انكشفت هذه اللعبة وتبين للعالم ان عراق البعث لايملك اسلحة دمار شامل ولاعلاقة له بالقاعدة , اعلنوا اهدافهم الحقيقية , فقالوا ان نظام البعث يهدد امن الولايات المتحدة الامريكية ومصالحها الحيوية .

فنشهد ويشهد كل الخيرين ونقول نعم كان نظام البعث يهدد المصالح الامريكية الحيوية العدوانية الغير مشروعة .

 

اذن من كان المستهدف فكان المستهدف عقيدة البعث وفكره ومنهجه الايماني المستهدف العروبة المؤمنة واسلامه الخالد كان مستهدف قيادته المؤمنة وقائدها  الشهيد صدام حسين (رحمه الله) وعلى ضوء ذلك لقد تم فرز الساحة العراقية حيث ماموجود من قوى على الساحة يمثلون تيارين او محورين لا ثالث لهما :

 

المحور الاول : هو المحور الاسلامي الطائفي والتكفيري سواء كانوا عملاء الدعوة وبدر والحزب الاسلامي ومن لفة لفهم او كانوا في ميدان المقاومة كالقاعدة السلفية المتطرفة .

 

المحور الثاني : هو التيار الوطني القومي التقدمي الاسلامي الرسالي .

 

فالبعث لم يجاهد من اجل دنيا او جاه اوحكم او مال وانما جهاده خالصأ لله سبحانه وتعالى , وهو اليوم صاحب الرسالة الخالدة رسالة العروبة والاسلام  وان اول بيان صدر عن قيادة البعث بعد الاحتلال يقول : ( ان من يحرر العراق هو الذي يحكمه ) ونسألكم بالله ونسأل الدنيا كلها ما الذي كان يبتغيه قائد البعث سيد شهداء العصر حين قدم نفسه واولاده وحفيده ورفاقه وهو راضي ومرتاح وقبل ذلك كان يتربع على عرش العراق وهو قائد العراق وحاكمه ونبذ كل شي من وسائل الجاه والمال والزينة والحياة الرغيدة بمنطق الحكام التقليدين .

لقد ترك كل هذا من اجل المبادى مبادى البعث العظيم مبادى العروبة والاسلام .

 

اذن ان السلطة المحررة التي ينشدها البعث بالعراق لن تكون لحزب او جماعة واحدة بل هي لكل من شارك في تحرير العراق وفي اطار جبهوي وطني .. ان من يخرج عن مبادىء وثوابت الجهاد التحرير الشامل والعميق للوطن , ومن يخرج عن مبادىء التحالف الوطني لكل قوى الشعب والامة , ومن يخرج عن مبادىء الديمقراطية والحرية والتعددية كثوابت لنظام الحكم بعد التحرير فسيقع في احضان العدو ومخططاته الاجرامية شاء ام ابى عاجلا ام اجلا فلا يلومن الانفسه .

 

وعلى ضوء ماتقدم فالبعث لايحصره مكان ولايغيره زمان , فلايحق لاي واحد منا ان يجتهد في تغير او تبديل ذرة من ذرات هذه الحقيقة ولو لم يكن الحزب هكذا لذهب منذ زمن بعيد كما ذهبت الاحزاب التقليدية التي ظهرت معه وقبله وبعده , فذهبت الى اليمين او الشمال او تلاشت كما نرى اليوم .

 

فسيبقى البعث رغم المحن شعلة تضي الدرب مع مشاعل الانسانية في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية واوربا ليكونوا نبراسأ للانسانية على طريق الوحدة والتقدم والتحرر والديمقراطية .

 

واختتم هذه المقالة بقول شاعرنا الرفيق المرحوم صالح مهدي عماش

(( لما سلكنا الدرب كنا نعلم                ان المشانق للعقيدة سلم ))

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م