الدرس الإسرائيلي

 

 

شبكة المنصور

جلال عقاب يحيى /  كاتب وباحث - الجزائر

قد نتفق على توصيفات الكيان الصهيوني : الاستيطاني، العدواني وحتى التوسعي . ويمكن الحديث أيضاً عن طبيعته العسكرية، وموقع القوة والعسكرة فيه .


كذلك الأمر في دوره التبعي للقوى الإمبريالية، وتنفيذه المهام المناطة به في إطار استرتيجية كونية عدوانية، تسلطية ، وفقاً لتناغم الخاص والعام..


بالإمكان الوقوف طويلاً عند الجوهر العنصري في تشكيل الكيان، أو في تعامله مع ما تبقى من عرب فلسطين : السكان الأصليين، ومعاناتهم الكبيرة على صعيدي : القوانين، والممارسات..


كما يمكن التفصيل في الطابع : " الفاشي"، الدموي، العدواني، الإجرامي لهذا الكيان على طول نشأته، وباختلاف تلاوين الحكم( "عمال"، ويمين، ويمين متطرف)، وكمّ الجرائم الفظيعة التي اقترفها بحق العرب، والفلسطينيين على وجه الخصوص، وليس محرقة غزة سوى شاهد من ملف كبير ..


*****

لكن إذا ما وضعنا هذه الطبيعة جانباً، وتناولنا بنيانه الداخلي، وآلية تعاطيه السياسي، ووتائر تطور أدائه الديمقراطي..ستظهر وجوه أخرى تصفع الاستبداد العربي المزمن، وتدلنا على واحدة من أهم خصائصه وارتكازاته، وتطوره وتفوقه علينا بمسافات .. إنها الممارسة الديمقراطية في أعلى مستوياتها بين الاتجاهات المختلفة، والانصياع لصندوق الاقتراع، وإرادة الناخب ..


نعم، هذا الكيان ذو الطبيعة التي أشرنا إليها، يحمل في وجهه الآخر الذي يخصّ تعامله مع الداخل اليهودي( وليس العربي بالتأكيد) خصيصة أساس استطاع عبرها من تحقيق مجموعة إنجازات كبيرة في تاريخه الاغتصابي القصير، نذكر منها :

1 ـ النجاح( والأمور هنا نسبية) في تكوين تشكيلة مجتمعية(قومية ـ أمة ـ دولة ـ مؤسسات) من شتات متنافر، متناقض، لا تجمعه بالأصل مقومات الشعب والدولة .


وإذا كان بعض سيردّ على هذا الإنجاز الهائل باللجوء إلى مقولة التنظيم اليهودي القديم المتواصل، ونجاحه في التغلغل والسيطرة على النخاع الشوكي في عديد الدول الغربية، والعالمية . وعلى فكرة المظلمة التاريخية : الاضطهاد، والمجازر، و"المحرقة"، و" البعبع" الدائم، المحيق، والنجاح في استغلالها وابتزاز العالم بها، وعلى كومة الأساطير الدينية( شعب الله المختار، والحق التاريخي" الإلهي" ب" أرض الميعاد")، ودمج الدين بالقومية بطريقة استثنائية، ومؤثرات الثقافة المشتركة لمجتمع" الجيتو"، وقدرة الحشد، والجرّ ، والاستخدام ...إلخ ..أو منطق المؤامرة التي يواجهنا في كل زاوية ومحشر ..


فعلينا الاعتراف، رغم هذه الحقائق، أن أصحاب، ورواد المشروع نجحوا، إلى حد كبير، في دمج مكونات متناقضة، وشتات عديد : مختلف، وقادم من بيئات وثقافات وشعوب متباعدة ..( رغم كل ما يقال عن التفاوت بين اليهود الشرقيين والغربيين، وما بينهما من صراع، وتناقض، وتمايز، أو مع يهود الفلاشا، والمهاجرين الروس، وغيرهم ..) .


سرّ النجاح يكمن في تلك الجملة الواحدة : الحريات الديمقراطية التي أرساها الكيان منذ النشأة، ومارسها(داخله) بطريقة حضارية جعلته يرتقي بها ومن خلالها ، إلى مصاف الدول الديمقراطية المستقرة، وإلى امتصاص تناقضاته البنيوية، وتطوير أدواته، ومعارفه، ومؤسساته كافة . فكرّس التداول السلمي على السلطة باحترام صندوق الاقتراع، وأطلق العنان لذلك الكمّ المتنافر في التفاعل، والتعايش، والتجديد.. على قاعدة : حرية الرأي والاختيار.. فحقق قفزات كبيرة في عموم الميادين ..

المقابل العربي الذي يجمع مقومات الدولة ـ الأمة ـ الوحدة : يغرق في الأزمات المتعاقبة، وينهار البنيان القطري تحت سندان فسيفساء تكويني عجزت العقود عن دمجه، والارتفاع به إلى مستوى المواطنية، بينما مطارق نظام الاستبداد تهرس البنى والتشكيلات الطبيعية بهدف ضبطها وتعليبها في قوالب الخنوع والقولبة والتدجين، فتهدد اللحمة الاجتماعية، ومعها الوحدة الوطنية بالمزيد من التشقق، والتناقضات العمودية، والاحتراب الظاهر والكامن ، والمهيأ لشتى أنواع الحروب الأهلية : الدينية والمذهبية والعرقية والقبلية وحتى الحاراتية والزواريبية .


فشل العرب رغم كل ما توفّر لهم من مقومات، ونجح الكيان ..


إن ما نعرّفه بمرحلة النهوض، والفترة الذهبية في العمل الوطني ـ القومي، والحراك السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والإبداعي، وحتى أهم إنجاز وحدوي(الوحدة السورية المصرية)، ارتبط، بتلك التجارب الديمقراطية الوليدة . وعندما ’خنقت بقوة العسكر(الانقلابات)، والأحادية، والحزب الواحد، والرأي الواحد الذي لا يسمح لأي صوت آخر بالظهور، و"القائد" الواحد، والقمع الكلي.. بدأت مسيرة النخر والتجويف . مرحلة الهزائم والنكوص، ومرحلة الارتداد والتنازل والانهيار، فمرحلة القطرنة الضيّقة، والمذهبية، والمافيا النهابة ..وتفسيخ النسيج الاجتماعي، وإضعاف قابلية التطور بقمعها واعتقالها وتوضيبها وفق إرادة كمشة الحكام، وكمشة مصالحهم الضيّقة .


في هذا الجانب يجب التأكيد على التجربة، النموذج اللبناني المتقدّم، والبديل للكيان بتعدديته، وقدراته الكبرى على التعايش والتطور، والجذب، لذلك اجتمعت عليه كافة القوى المتضررة منه لإجهاضه، وإلحاقه بالسائد العربي، وبتآكله الداخلي عبر الاستنزاف الطوائفي الذي صعد بديلاً للحريات الليبرالية. وكل ذلك تمّ باجتماع قوى الاستبداد، والكيان على ضرب النموذج، البديل .


الكيان الصهيوني يتطور، رغم كل تناقضاته الداخلية، والوضع العربي يزداد تخلفاً وانهياراً، وتبعية، واستبداداً، وتأخراً، وتقديم مشاريع مرمية لاعتراف الكيان به، وتوقيع" السلام" الشامل معه، بينما تتراكم المذابح والاعتداءات على العربي في كل مكان، خاصة الفلسطيني، والنظام العربي لا يملك غير البحث عن ديمومته: المزيد من الخضوع، والمقايضة، والسمسرة، والتفريط بالمصالح العليا للأمة .

2 ـ ورغم ذلك التناقض التشكيلي للكيان، وانحدار القادمين من خلفيات واتجاهات متعددة . ورغم وجود أحزاب، واتجاهات متضاربة، متصارعة(بين اليمين، ويمين الوسط، واليمين المتطرف، واليمين الأكثر تطرفاً(الفاشي، النازي، العرقي )، واليمين " العمالي"، وبعض التوجهات اليسارية الصهيونية(في إطار الفكر ذاته) ..


رغم التنابز، والفضائح، والكثير من الممارسات العنيفة بين المكوّنات السياسية ..


إلا أن الجميع يقف عند حدّ معين : مصالح الدولة العليا : الرابط، والموحّد والجامع، فلا يقترب أحد من تلك الخطوط الحمراء، ولا مما هو أقل منها . على العكس، فعندما يلوح خطر ما يهدد البنيان، وما هو أقل منه تلتئم التناقضات في حكومة واحدة يصبح همّها وهدفها : (الدفاع عن الوطن)، ومواجهة الخطر الخارجي كتلة موحدة لا تسمح لأي خلاف أن يرتقي إلى حوافها، أو أن يهددها .


ينسحب الأمر على احترام المؤسسات التي أنشأها الكيان، التي تشكل بمجموعها البناء الدولتي، فلا يقوم تشكيل نجح بالانتخابات بهدمها، أو نسفها، أو مسحها للبدء ببنيان جديد على صورته ومزاجه، وعلى قدّ مصالحه . على العكس : يتواصل التطوير، والإصلاح وفق آلية التراكم المستفيدة من الثغرات والأخطاء ومواطن القصور، بحثاً عن الأفضل، والوسيلة الأسهل لتحقيق الأهداف( الأهداف الجامعة لذلك البنيان المتصارع) .

بالمقابل : السائد العربي في النظم، والأحزاب، ومختلف التشكيلات، وفي الثقافة السائدة يتميّز بقابليته الكبرى على الاحتراب، والتمزق والتمزيق، والخلط بين الدولة والنظام . الحكم والمصالح العليا للأمة، الوطن، حين يطيح الجميع بالجميع، وحين يصبح اجتثاث الآخر هدفاً، ومحركاً، وثقافة سائدة، كي تهيمن الأنا العصبوية المستبدة فلا تترك مجالاً لآخر.. وحين يكون النسف وليس التراكم والتواصل هو المنحى، وحين يكون التشتت، والهباء، والقطع، وإغراق موقع ومفهوم الدولة والمؤسسة نهجاً وطموحاً، وممارسة قادت إلى نزيف متواصل يمنع التراكم والتطوير، والفصل بين الأنا الحاكمة، والحزبية، والفردية وبين المشترك العام : الدولة، وبما خلخل مفهوم وموقع الدولة، والوقوع في تجريبية تتناول كل شيء، بما فيها المصالح العليا للوطن، ومؤسساته التي يفترض أن تكون مستقرة، وملكاً عاماً .


العقل السائد لا يقيم وزناً لا لخط أحمر، ولا أصفر، ولا غيره(اللهم إلا تلك التي يفرضها الخارجي)، والدولة هي الحاكم، وهي المزرعة الخاصة، ومجال النهب واللعب، بينما لا يقف الاصطراع عند حدود وفقاً لخالوطة تزجّ بكل المكونات في أتون الصراع التشققي المتواصل .


لقد راهن الكثير على الوعي الفلسطيني المكتوي بالتجربة المعمّدة بالدماء، وسيل التضحيات والشهداء، خاصة وأن مرحلة الاحتلال تفرض الجمع، واللقاء حول القاسم المشترك: عدو الجميع، فاعتقد أن الاقتتال البيني خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه . غير أن التجربة العيانية أثبتت تساوي وتشابه جميع الخطوط، والأوضاع، وغرقها في النهج والذهن العصبوي، الأحادي القاصر والمقسور .


أكثر من ذلك، فالسائد في السائد عقل تدميري للآخر، وليس بنائي. ينطبق هذا على النظام المستمر بالقوة الجبرية، القهرية، وعلى الأحزاب السياسية أيضأً( فلسطين ولبنان شاهدان صارخان، بينما عموم الأوضاع العربية تفقأ العيون ) .

3 ـ الكيان قام، واستمر، وانتصر بفعل المؤسسة العسكرية، ناهيك عن حجمها المتورّم بالقياس إلى عدد السكان . هذا صحيح يمكن الإيغال فيه بعيداً لمعرفة موقع هذه المؤسسة وقوتها وتأثيرها .( يكفي للدلالة الإشارة إلى عدد المنحدرين منها الذين تولوا رئاسة الحكومة وتركوا بصماتهم الأكبر في تاريخ الكيان : إسحاق رابين ـ أرييل شارون ـ يهود باراك، وعديد الوزراء البارزين) ...


مع ذلك لم يحاول هذا الجيش مرة واحدة أن يقوم بانقلاب على الحكومة المنتخبة، أو التدخل المباشر بشؤون الحكم .


أكثر من ذلك، فالأجهزة الأمنية المتغلغلة، والتي يعتبر بعضها من أقوى أجهزة المخابرات بالعالم( خاصة الموساد)، والقوية الفعل والتأثير .. لا تتدخل في يوميات المواطن . لا تقوم بفعل البلطجة، والسحق والإذلال .لا تعتقل على المزاج والشبهة، لا تقتل مواطنيها تحت التعذيب( وضع العربي مختلف)، لا تلقي بالمواطن عقوداً في المعتقلات دون محاكمة، أو تهمة واضحة، أو حكماً قضائياً. وهي، وغيرها، ليست فوق المساءلة والقوانين، وفوق الادعاء عليها من قبل المتضررين منها .

المقابل : المؤسسة العسكرية العربية(خارج النظم الملكية، الإمارية المطلقة، وإن مارس بعضها الانقلاب بطريقة أخرى) كانت شهيتها مفتوحة على الدوام للانقضاض على الحكم، والتدخل بالسياسة(معظم، إن لم نقل جميع رؤساء النظام العربي ينحدرون منها، أو يحسبون عليها) .


ولئن شهدت مرحلة الارتداد، والكل الأمني. مرحلة ممالك الرعب والحصار، والقمع المعمم تراجعاً شكلياً في دور الجيش(لم تعد الانقلابات العسكرية بتلك السهولة)، فإن تدخلها في الحياة السياسية والعامة، واليومية ظاهرة بارزة بشكل عام .


أما موقع ودور وحجم الأجهزة الأمنية . أما فعلها القهري، التصفوي، الإذلالي . أما تجاوزها لأبسط حقوق المواطن، وفعل البلطجة، والتجاوز على قوانينها بالذات . أما كرامة المواطن.. مساحته . حجمه . موقعه في تفكير الحاكم.. فهي في آخر سلم الاهتمام( مهام التصفيق والتهليل ورفع الصور واليافطات)، لأن الحاكم لم يأت، ويستمر بإرادة المواطن . ولأن المواطن لا يتجرأ على رفع رأسه، ناهيك عن المطالبة بحقوقه، أو مساءلة المسؤول، أي مسؤول ..!! .

4 ـ هذا الكيان، ورغم كمّ الفساد، وبعض التجاوزات( شأن جميع الأنظمة)، إلا أن مؤسساته المختصة تملك صلاحية وفعل المحاسبة والمساءلة، وصلاحية إصدار الأحكام حتى وإن كان المعني رأس الحكم ..
لقد مارس القضاء، وجهاز الشرطة والتحقيق دوره مع بنيامين نتنياهو المتهم ببعض التجاوزات، وفعل الأمر ذاته مع شارون وابنه، واستطاع أن يجبر رئيس الحكومة(أولمرت) على تقديم استقالته ..

بالمقابل : من يتجرأ ( مؤسسة قضائية، أم جهاز تحقيق) على مساءلة مسؤول صغير قد يكون عنصراً عادياً في الأمن " مدعوماً" ؟ . من يقدر على توجيه كلمة لابن، أو قريب مسؤول، أو يمتّ إليه بصلة ما ؟ . من هو الشجاع الذي يمكن أن يجهر بسرقات المسؤولين وحساباتهم(الفلكية) في البنوك الخارجية، وثرواتهم المنهوبة؟؟، أو ممارساتهم الفاحشة ؟؟..ومن يساءل الحاكم العربي عمّا يقترفه بحق الوطن وقضاياه المصيرية، وثرواته، ومستقبل الأجيال ؟؟ ..


من .. ومن .. والحاكم العربي يقود البلاد من كارثة إلى أخرى، والشعب مغلوب على أمره . مبعد . مهمّش . مذل . مهان . لا دور، ولا قيمة، ولا مكان ولا مكانة له ؟؟!! .


أبعد هذا نتحدث عن الكيان وسلبياته وفضائحه، وسلبيات النظام العربي من كل عيار ثقيل، وتشمل جميع الميادين، والفضائح عطره الخاص، وديدنه !!.. ومع ذلك يتحدث البعض عن ( التحدي الحضاري) مع الكيان، وعن (الانتصار) عليه، وعن إمكانية غلبته(سلماً أم حرباً) !! ..

لنعترف أننا متخلفون عنه بأشواط بعيدة، وأن النهج السائد عربياً لن يقود إلا إلى مزيد من الانهيارات، والهزائم، والبؤس.


****

بقي القول ونتائج الانتخابات الإسرائيلية تصفع"الاستراتيجية العربية" الوحيدة، الأحادية .. ماذا سيفعل النظام العربي مع هذه المعطيات اللاطمة ؟؟..


هل سيستقبلها بأحضان الجمل الطنانة عن السلام، والخيار الاستراتيجي؟..أم بالمزيد من الاحتراب البيني حول اللاحول واللاقوة ؟؟..أم سيمضغ الوقت بانتظار الانتظار، والمزيد من الاستنقاع والانهيار ؟؟..أم بالتعكيز على الرئيس الأمريكي( الأسمر، الأسود، المرن، الذي يحمل بعض الأصول الإسلامية) ؟؟!! ..

الانتخابات الإسرائيلية، ورغم أنها تستحق مقالاً خاصاً، تبرز حقيقة جوهر الكيان دون رتوش، أو طلاء : إنها العنصرية الصاعدة . عنصرية اللطم والتصفية العرقية، وعنصرية احتقار(اليد العربية الممدودة حتى الإبط) التي سترتّب نتائج بالغة الدلالة.


العنصرية الصهيونية المنفوخة، ممثلة بأصفى تمثيلها( حركة" إسرائيل" بيتنا، برئاسة الدوبرمان ليبرمان)، ومعه نتانياهو، و(ساش) وحتى (الأرنبة المستأسدة ليفني) تفرض وقائع جديدة على الأرض سيكون لها تداعياتها في مجرى" الصراع العربي ـ الصهيوني" بتأكيدها الذي يفقأ عيونهم جميعاً : الاستسلاميين العرب، أن القوى الفعلية في هذا الكيان ضد التسوية، وما يقال عن السلام، ناهيك عن مشاريع العرب المرمية على الأرصفة، خاصة" المبادرة العربية" المبودرة، و" أوسلو".. وبما يطرح تساؤلات وتحديات كبرى على هذا الوضع العربي بكل أطرافه، ومعنييه، ونظمه، ومقاوماته، وأحزابه..


" إسرائيل" الانتخابات الديمقراطية تعلنها صريحة : لا مكان لاستسلامكم أيها العرب.. فأين ستحشرون، وماذا أنتم فاعلون؟؟ ..

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م