مصنع لندن لانتاج الزعماء العملاء
(
وجبة الانتاج الثانية )

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

شئ مبهر ويثير الاعجاب ان تراقب قناة المستقلة والديمقراطية على مدار سنتين او ثلاثة وتسجل ملاحظاتك على بعض الوجوه وخاصة تلك التي قلنا انها قد تساقطت من احزاب الطوائف والعرقيات وقدرت ان دخولها مع الاحتلال لن ينفعها بشئ لان الجهات التي تساقطت منها لن تسمح لها بالظهور على مسرح العملية النفعية المصممة للحيتان والهررة فقط .. وتجد انهم جميعا يرتادون المستقلة والديمقراطية ويخاطبون الشعب العراقي على انهم:


1- معارضين لتصرفات اميركا في العراق ويرون ان القرارات التي اتخذتها كانت هي الخطأ الفادح الذي اسقط العراق في متاهات العرقية والطائفية وليس الاحتلال .... لاحظ انهم لا يجرمون الاحتلال بل بعض افرازاته ... وهم هنا يمارسون ديمقراطية لذيذة على قلب اميركا الغازية الغاشمة.


2- انهم ينتقدون بعض افرازات العملية السياسية ويفضحون دور اطراف معينة فيها مع غض الطرف او كيل المديح المباشر لاطراف اخرى لتبيض وجهها الكالح وتقديمها على انها احسن السيئين ضمن خطة التيئيس وفرض الامر الواقع على شعبنا ..


3- انهم طبلوا لعلاوي في حينه .. ثم طبلوا للجعفري في حينه .. ومع المالكي صاروا اعداء الداء لعلاوي وللجعفري بهدف تقديم المالكي على انه الرجل الذي سينقذ العراق .. مع ان المالكي يفقئ عيونهم ويغلطهم شر تغليط ويذهب للقاء الطرف الذي حاولوا اخراجه .. على الاقل نظريا, من دائرة الثقل السياسي المفترض في العراق .. وهو عبد العزيز الحكيم وعصابته وميليشياته ... ويعلن بكل وضوح انه سيعيد تشكيل الائتلاف ولما يمضي على تفتيته نظريا سوى اسابيع قليلة.


هؤلاء اللاهثون بعضهم جرّب الدخول في العملية الاحتلالية بثوب معين فاخفق اخفاقا مذلا ومهينا فعاد الى مصنع لندن لاعادة التدوير recycling، وامتطى صهوة قناة المستقلة والديمقراطية كمخلل سياسي بعد ان تعتق في التحليل السياسي او كمنظر او متابع نهم لحركة المنطقة الخضراء، وها هم يلبسون ثوبا آخر غير ذاك الذي دخلوا به بعد ان اعتقدوا بانهم قد وصلوا الى ملايين العراقيين مسوقين انفسهم كوطنيين وفقهاء حكم وهم متوهمون طبعا فالديمقراطية لا تمتلك سعة التأثير التي روجها لها نبيل اللندني ليقنع نفسه بانه قد كسب آلاف الناس غير انه واهم وقصير رؤيا ورؤى.


رجال يحللون .. ينفعلون .. يغضبون ويهدئ بعضهم بعضا .. يتصلون ويردون على اتصالات مع خمس او ستة اسماء تتكرر مثل تكرار الارقام التي رتبها نبيل اللندني .. واحد يغرد من ستوكهولم ثم يستدعى الى المصنع اللندني ليمارس طقوس التعريف بنفسه .. وآخر يتصل لساعات من المانيا .. (وانا لا أستطيع الاتصال باولادي سوى مرة واحدة في الشهر ولنصف دقيقة فقط) ... ثم يحضر الى المصنع اللندني ليقدم ويعرف نفسه ..عبر القناة التي لا يسمح لها بالتعرض لا بحق ولا بباطل للسامية اليهودية غير من حقها ان تنبش اجداد العراقيين والعرب والمسلمين .. يعرف نفسه على انه رجل ينتقد هنا وهناك ويمتدح هنا وهناك .. يعني بمواصفات المادة الاولية للوجبة الثانية من انتاج المصنع اللندني ..


وبعد التاكد من الهوية الديمقراطية والولاء لحكومة المالكي المرشحة للفوز بدورة برلمانية اخرى وفق قناعاته الجشعة.. وبعد التعريف التام بخفايا النفس الامارة بالسوء ... تاتي البرقية من المنطقة الغبراء .. ان التحقوا لتغذية جوقة الزندقة والعهر.


هكذا انتج المصنع عبر قناتي المستقلة والديمقراطية وجبته الثانية والتي اعرف من عناصرها الذين اعلنوا انخراطهم بالعملية السياسية مؤخرا كل من:


عبد الامير علوان و رافد الجنابي والزركاني ومدير المصنع المحايد جدا نبيل اللندني .. ويعتبر السيد رافد الجنابي زعيما من طراز خاص يكن له الامريكان وعملائهم تقديرا لم يرتقي لمستوى النذالة والخسة والاستهتار بالوطن التي اظهرها حينما التحق بجوقة العمالة وباع لهم اسرارا هامة عن الصناعة العسكرية العراقية التي كان أحد مهندسيها، وغادرها عندما صارت ظروف الحصار الجائر ضد بلدنا من النوع الذي لا يتوافق مع تطلعاته الحياتية الشاذة ...


ان الادهى والانكى ان هؤلاء وامثالهم يعتقدون علنا وصراحة ان العراقيين سذج واغبياء ومن السهل ان يضحك على ذقونهم .. ولذلك سوقوا انفسهم بهذه الطريقة واضافوا انفسهم كأرقام الى مئات الكتل السياسية التي اعمى الله بصرها وبصيرتها ليكون روادها انصار جهنم ووقودها يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.


ايها الزعماء العملاء .. العراق محتل .. وانتم تدخلون بارجلكم وكامل ارادتكم الى صفحات العار والشنار .... التي ستاتي لحظة احراقها على يد شعبنا العظيم ومقاومته البطلة عما قريب باذن الله.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠٠٩ م