ملاحظات ليست اعلامية

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

الملاحظة الاولى: قناة الديمقراطية


مؤكد ان هذه القناة تستضيف العديد من العراقيين يتراوح طيف موقفهم السياسي بين ضالع في العملية السياسية الامريكية في العراق، مرورا بمؤيدين لها، وهم ايضا على درجات تعتمد على نوع الايحاءات المستلمة من حكومة العراق الامريكية ووصولا الى رافضين للاحتلال وهم ايضا درجات. ومع سعة هذا الطيف وعمق معلوماته وشموليتها، غير ان الدكتور نبيل الجنابي لم يتمكن من التعرف على اسم فصيل مقاوم واحد من فصائل المقاومة في العراق، يقاتل الامريكان بهدف تحرير العراق من الاحتلال وليس لأي هدف آخر، رغم ان عدد هذه الفصائل والجيوش يربو على سبعين. بل ان الدكتور المحايد جدا لم يسمع ولم يقرأ ولم يرَ عملية مجاهدة واحدة ضد الاحتلال. الرجل يتكلم في كل شئ الاّ في معاداة السامية والمقاومة العراقية. ونحن نعلم طبعا انه ينفذ شروط بريطانيا التي إن خالفها تغلق القناة ... ويبدو ان هناك شروطا اخرى (بريطانية)، عليه ان يحترمها ويتمسك بها .... يقينا انها اهم من عراقيته التي لا يعبر عنها الاّ بتأييده المبطن والمعلن للعميل السفاح نوري المالكي، وعمله الدؤوب والشاطر جدا الذي يلتف به على آراء كل من يستضيفهم لينهي اللقاء بموقف واحد يضع المالكي والعملية السياسية في موضع وكأنها قدرنا الذي لا مفر منه. وما يثير دهشتي هو ان بعضنا يخاطب نبيل الجنابي على انه اعلامي محايد وموضوعي ... وما هو الاّ مرتزق اعلامي يطبل للعملية السياسية وعملاءها و أظنه ايضا يمتلك قانونا بريطانيا غير معلن ينص على ان لا حق للشعوب في مقاومة الاحتلال خاصة في العراق لان بريطانيا شريكة بالاحتلال المجرم !!.


الملاحظة الثانية: قناة البغدادية


قناة تكافح من اجل الاصلاح! .. نعم الاصلاح .. اصلاح ماذا؟ الجواب هو اصلاح العملية السياسية التي ترى ادارة القناة انحرافات هنا وهناك في مسيرتها (الظافرة)، واخذت القناة على عاتقها اصلاحها لتعود شفافة, نقية, صالحة لا يمسها الطالح من قريب او بعيد, بنّاءة, تفيض بالخير الوفير على عراق مقسم عرقيا وطائفيا. لا مشكلة عندي مع البغدادية ونهجها الارتزاقي غير اني اتساءل مع قدر غير يسير من الفطرة والعفوية التي لا تنسجم مع روح الزمن الاحتلالي المركبة والمعقدة والمتذاكية والمتناغمة مع سمة الدهاء (وليس الخبث) .. كيف يقبل رجال كانوا يحملون صفة قادة ان يصدقوا وهما" سقطوا به، من ان قناة فضائية هي السبيل المناسب لازالة حيف اسقطه عليهم الاحتلال وعملاءه؟


كيف يمكن (لرجل) كان يحمل صفة قائد مدني او عسكري ويضع نفسه في هذه البؤرة النتنة ليتحدث بامور تقع في جلها إن لم نقل كلها في خانة التلفيق او التسفيط او الكذب الذي يلجأ اليه مرغما ليزوق حديثه بالهالة المطلوبة والاثارة المرغوبة التي يحتاجها البرنامج ومقدم البرنامج ليطأ مواطن النجاح؟ وكيف يسيء حزبي قضى جل عمره مناضلا في حزب الى حزبه واقعا تحت تاثير ايحاءات لحظة غابرة عابرة لن يكسب منها سوى هوان الذات وضياع النضال وتلطيخ التاريخ؟


ارى ان العيب كل العيب على رجل كان ينحني امام قادة العراق الذين ذبحَهم او اعتقلَهم او هجَّرهم المحتل وخونة العراق والامة والدين، ثم ينحني الآن امام كاميرا فضائية ليشتمهم ويقلب صفحات الايام محاولا ايجاد ذنب او جرم مختلق يرميه عليهم و بوسع المشاهد البسيط ان يستدل على ان الرجل يلفق ... لماذا يلفق ويشطب على تاريخه الشخصي والعائلي لارضاء السفاح المجرم الخائن الهالكي وحكومته التي لا يمكنها ان تحكم غير ادوات القتل والسرقة والفساد.؟ ويا لَعار يلحق برجل يخون نفسه واخوة درب طويل ....


ثمة معضلة علمية واخلاقية تتحملها قناة البغدادية اذ هي تقوم بتزوير التاريخ. خاصة وان شهود عيان بالآلاف يكذبون كل حرف يلفقه طالبي الاكراميات والتقاعد او قل شحاتي هذه (الحقوق) من العميل المجرم نوري المالكي .... لنا في شهادة الفريق اول الركن ابراهيم البغدادي بكذب روايات اعدام الضباط في القادسية نموذجا على ذلك. وهنيئا لرجل يموت كما النخل ولا يرمي ذمته وضميره، وما اؤتمن عليه اسرارا ليست للبيع والشراء في سوق النخاسة.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م