بلا عنوان .. الى مَن ضيّعوا عناوينهم

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

الى السيد نبيل  اللندني ( الجنابي ) ... قناة الديمقراطية ..

 

في ندوتكم التي شاهدناها ظهيرة يوم السبت 21 _ 2_ 2009 ، أسينا لحالكم وكدت شخصيا ان اجهش بالبكاء تعاطفا مع حالك البائس الذي ظهرت به وانت تستجدي كل طاقاتك الاعلامية المظللة وخبراتك في المناورات الكلامية وتاثيرك المادي كونك صاحب البرنامج وانت المستضيف للمتحدثين في الندوة لغرض ان تقول للناس ... لا فائدة من المقاومة .. أنتم تسيرون في طريق مسدود ... لا حول لكم ولا قوة ازاء اميركا وعملاءها ... ووسّعت المنطقة الخضراء بقرار لندني صدر من قناتكم الغرّاء بان المنطقة الخضراء قد امتدت على حين غرة وبقدرة قادر من مكانها ومساحتها المعروفة لكل العالم لتشمل العراق من البصرة الى دهوك !!!.

 

أنت حر فيما تطرح .. ونحن احرار فيما نراه في طروحاتك, وواجبنا الوطني يلزمنا ان ننبهك ونقول لك بوضوح بانك صوت من اصوات الاحتلال المجرم وان سبلك في التستر والتخفي بالية ومثقبة. نحن لا نتحدث عن انتماءك السياسي الذي نرى انه احدى وصفات قصر باكنجهام العتيد، وهي وصفة بالية كانت خسارتها على ارض العراق مخجلة ولو كان مَن انتمى اليها يمتلك قطرة حياء لغادر الاعلام والسياسة دون رجعة.

 

كيف تريد من الناس ان تقبل وتاخذ بعين الاعتبار طروحاتك وانت مكلل بأطر فشل سياسي مخجل ودخول في خط ثبت بانه اخس وافشل ما طرح على ساحة العراق المحتل ...؟ وكيف يمكن لسياسي مفلس مثلك ان يقدر الاشياء تقديرا صحيحا؟ وارجو ان لا يظن احد بانني ارد عليك جزعا او غضبا او زعلا او لتاثر بلحظة, بل اني بدأت مخاطبتك بعد متابعتك لاكثر من سنتين ..  

 

انت منهك يا سيدي وضيق الافق ويبدو ان تهالكك لارضاء سكان المنطقة الغبراء قد قصر هو الآخر من مديات الرؤيا القصيرة اصلا عندك ووضعك في موضع الاعلامي الفاشل بعد ان مضغت مرارة السياسي الفاشل.

 

أوجَعَنا دورك التمثيلي في البحث عن مصدر عيش للمقاومين ... وتأسيك على احوالهم واحوال عوائلهم المعاشية ورقصك على اوتار انسانية لا اظنك تعنيها او تمتلكها في ذاتك المثقلة بالفشل. وكل اهدافك هنا غير وطنية وبعيدة عن العمق السياسي، بل انها مترهله وعليلة لان كل ما تريد الوصول اليه هو ان المقاومة درب لا جدوى منه وان الافضل ان نعانق المحتل وعمليته السياسية .. وتأكد انك هنا فاشل في الخطاب والرؤيا كما فشلت في خيارك السياسي اللندني.

 

انت تقول ان المحتل سيرحل .. وانت تقول ان حكومة الاحتلال هي البديل الذي لابد منه .. وانت تدعو الناس الى مؤازرة الحكومة وعملها ... تمام؟ طيب ...

 

ما دمت انت مقتنع ان الاحتلال سيرحل قريبا وبعد سنتين وفقا لأبعد تقديراتك ... غير انك لا تقول للناس لمَ جاء الاحتلال؟ ولمَ يرحل؟ ولمَ انت متهافت هكذا لاعادة الناس الى احضان حكومة المالكي إن كنت هكذا واثق ان المالكي قد نجح في عشر محافظات من اصل عشرة؟ هنا أيضا انت خطل وحظك عاثر ولم تنفعك سياسة الثعالب اللندنية رغم انها تتلبسك كنار جهنم التي ستحرق روحك باذن الله عقابا على بيعك لوطنك وعرضك وشرفك.

 

اذا كانت بغداد ومدن الجنوب كلها قد اعطت الثقة للمالكي فلماذا انت حمامك حام في الدعوة المتواصلة لاسناده؟ اظن لانك تعلم ان الانتخابات مزورة وبلا معنى حقيقي. ويبدو انك تؤمن بالعبثية فاميركا جاءت عبثا وستخرج عبثا ... أو انك تؤمن انها حققت اهدافها وقررت العودة الى ارضها مكللة بغار النصر وانها ستترك القواعد والقصور الرئاسية والسفارة الاقليديسية على دجلة وتحتها لكي تهبها مقرا للشريف علي والدستورية الملكية بعد ان تصدر كتاب اهداء الى الملكة ايليزابيث HER  MAJISTY .

 

أظنك في استماتتك لاسناد حكومة الاحتلال مقتنع ان شعبنا قد بصق على العملاء وانتهى من امرهم واولهم صاحبك الفائز بعشر محافظات من اصل عشرة وترك الاربعة الباقية لرفاقة في الطائفية ولأيتام النظام (الصحوة) الذي ذبحته اميركا الذين جرتهم اميركا الى مأوى الايتام بقوة الدولار المتضائلة تدريجيا.

 

وعودة على موضوع المقاومين الذين تباكى معك على حالهم السيد المحامي محمد الشيخلي صاحب برنامج المصالحة الوطنية في عهد بريمر ومَن ملأ قناة العراقية الامريكية ضجيجا عندما كان يمسك بمضرب ويقابله على الطاولة بمضرب آخر صاحب قانون جدع الأذن فلتة الارتزاق ونموذج البشاعة والجشع الشيطاني طارق حرب .. السيد الشيخلي محمد الذي ركب حمارك الديمقراطي ليسوّق مسوغات ومبررات اخوه الدكتور تحسين الناطق المدني باسم حملة الامريكان والفرس على المقاومة عبر جواسيسهم وبواسطتهم الذين شكلوا اجنحة القاعدة الامريكية والايرانية .... لتقولوا للناس (عاباكم الله) انكم يا ناس أما تموتوا جوعا وقهرا واما تلتحقوا بالاحتلال وحكومته العميلة.

 

محمد الشيخلي وأنا خرجنا من العراق في وقت واحد تقريبا لكي لا يزايد علي ... غير اني خرجت وانا ادفع كل ما املكه في جيبي لأصور بيانا للمقاومة في حين خرج هو بعد ان يأس من عدم طرق المقاومة لبابه لتعطيه مما اعطاها الله.

 

ألا سحقا للمنطق الأعوج والموقف الأعوج والدرب الأعوج ... وتحية لملايين الرجال الذين حملوا وطنهم وعرضهم ومبادئهم فهاجروا داخل أو خارج العراق ليقوموا بوضع رسائل ورصاص التهديد في أبواب معسكرات الاحتلال بدل أن يضلوا نياما مع الدجاج خوفا أو انتظارا لرسالة يضعوها في جيوبهم ليبرروا تخاذلهم ويلتحقوا بكهوف الخيانة.

 

يا نبيل ويا شيخلي لندن واخوك العزيز شيخلي الخضراء ...

 

انتم لا تعرفون عدد الرجال الذين غادروا بيوتهم في المدن غير آسفين عليها وغادروا حياة الامس غير آسفين عليها والتحقوا في اقضية ونواحي وقرى في مختلف انحاء العراق، واخذوا معهم ماجدات عراقيات لم يمسكن منجلا من قبل ولا لبسن فوطة من قبل غير انهن مَسكن ولَبسن وزَرعن وحَصدن ... أنتم لا تعرفون الانسان العراقي ونحن لا نلومكم فأنتم تعرفون مقاهي وحانات لندن ومجالس الهايدبارك .. انتم لا تعرفون سايكولوجية الوطنية والرفض الوطني عندما تتلبس الرجال وتصير جوعا وعطشا ... أنتم لم تضمدوا جراح المجاهدين وتسمعون احلام غيبوبتهم المقدسة ... الله واكبر للنصر خطواتنا ... ولم تشموا عبير جراحهم ...

 

لذلك صرتم تحاولون ان ترسموا صورة القنوط واليأس ظنا منكم انه درب المنهكين للارتماء في احضان المارينز والخونة والعملاء خدم المارينز. ومحمد الشيخلي صاحب العدالة الانتقالية عليه ان لا تنسيه لندن حقيقة حاله (الانتقالي) وعليه ان لا ينتمي الى المقاومة شفويا لأن لا سجل له في قصاصات ورق المقاومة المطمورة تحت الارض لزمن لن يطول انتظاره بعون الله وفي ذاكرة الرجال الذين لا ينتظرون من المقاومة ان تدعمهم لانهم يعرفون ان مقاومتنا الباسلة ليس لديها قناة دعم خارجي ولن يكون. ورجال المقاومة هم من يدعمون المقاومة بكل ما مكنهم الله به .. وجهاء وشيوخ ومن رزقهم الله رزقا حلالا لا ينوون انفاقه في فنادق النجوم العشرة.

 

يا نبيل .. رجال المقاومة ليسوا مَن هاجر الى دول الجوار بل هم موجودون وسيظلون في الداخل ... وحتى لو عاد كل المهاجرين الى دول الجوار الى احضان الملكية الدستورية اللندنية فلن يغير ذلك من حقائق الارض من ان المقاومة لها آلاف مؤلفة من رجال يبحثون عن احدى الحسنيين وليس عن لقمة الخبز لانهم مؤمنون ان ارض العراق تمنحهم الخبز والعيش الرغيد مع الضمائر والسرائر المتصلة بروح القدس ورحمة رب الرحمة الواسعة.

 

واخيرا ... وليس آخرا ...

 

أبشرك يا نبيل اللندني .. أبشرك ان البعثيين قرروا ان ياخذوا نصيحتك الرقيعة ويتفهموا تساؤلاتك الوقحة الجبانة ... وقرروا ان ينضموا الى الملكية الدستورية اللندنية ويتخلوا عن تاريخهم النضالي وانجازاتهم الوطنية والقومية وعن قرابة اربعين جيش تُلحق افدح الخسائر باميركا وعملاءها منذ عام 1990 لحد هذه اللحظة والى ان يشاء الله ... غير ان لديهم شرط واحد .. واحد فقط ايها الاخرق الفاشل ... هي ان تحصل لهم على سبعة ملايين  جواز سفر بريطاني والاّ فهم يمسكون بجراحهم وبتراب الارض ( لا اظنك قد شاهدت تلك اللقطة التي وضع فيها يوسف شاهين ومحمود المليجي كل عبقريتهما في فيلم الارض ). لا اظنك قد سمعت انشودة الرجال .. ابناء العراق الذين يشدون الحجر على بطونهم ويزرعون الموت والخوف لاسيادك الامريكان وعملاءهم ... الانشودة التي يقول مطلعها ..

 

يا كاع ترابج كافوري .... على الساتر هلهل شاجوري

 

وللحديث بقية ... يا نبيل اللندني .. لان الجنابات الابطال قد اذاقوا المحتل وعملاءه مر المنون وحاشى ان تكون انت وامثالك منهم.

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م