نحن محررون ولسنا معارضون ايها العالم الاخرس .. والمحرر ... لا يصالح المحتل

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي
عجب ان تنال ما يسمى بالمصالحة الوطنية في العراق كل هذا الاهتمام الاعلامي، وان تنبري لها كل هذه الاقلام من مختلف المشارب ومن كل اتجاهات السياسة واسواق المناقصات وان يكون رواد الحديث عنها متفتحون ومنغلقون, بشر ومتحجرون على حد سواء. والتعليل الوحيد الملامس لجوهر الحقيقة، ان العملية لا تعدو كونها صفقة بين اميركا واميركا. والمعنيون بالمصالحة هم بقايا اعوان الاحتلال الذين لم ينلهم نصيب من فتات وفضلات اميركا، ويطلق عليهم البعض مصطلح ( المتأنون ) للدلالة على صبرهم بانتظار استقرار الوضع الامني للدخول الى مصاطب المنطقة الغبراء..


قدر تعلق الامر بحزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والقومية والاسلامية التي قاتلت وتقاتل المحتل منذ لحظة قيام الغزو والى اللحظة فانهم ممثلوا الشعب العراقي بكل طيفه الوطني النقي الاصيل وهذا يعني جدلا انهم سيوف ورايات التحرير ولا يمكن ان يكون لهم غير هذا التعريف مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات. انهم منطق التاريخ ومسار من مسارات الارادة الربانية في حماية خط الحق امام هيجان الباطل، وهم مستقبل العراق المحرر من الاحتلال لان الاحتلال لابد ان يرحل.


ليسوا طلاب سلطة لكي تغريهم العروض وليسوا ملاحقي ثروة لكي تغريهم البورصة السياسية العاهرة. وان اغرتهم السلطة فاشتراطاتهم معروفة ومجربة ودوخت العالم على مدار خمس وثلاثون عام. سلطتهم التي يرغبون بها هي تلك التي تضع الله والقانون فقط فوق رؤوسهم وتضع الشعب وقواه الوطنية والقومية المؤمنة جنب اذرعهم لتحقيق غاياته واهدافه. لا يشير عليهم احد الا إن طلبوا استشارته ولا يزورهم احد الاّ ان وجهوا له الدعوة ولا تنحني قاماتهم امام من يريدون بالوطن الشرور والذل ... حتى لو غلّطهم كل العالم الذي يريد لهم ان يكونوا مجرد بيضة في سلة بيع العروبة والاسلام. سلطتهم هي ان يكون القانون والتعاليم والتوجيهات وادوات التنفيذ عراقية عربية مسلمة، والاّ فلا. سلطتهم ان يجتهدوا فيفلحوا ويجتهدوا فيخفقوا لا ان يكونوا بيادق لعبة تحركها ارادات الدول ومصالح شركات العولمة او قوانين ماكنة الاعلام الصهيوني وتوابعه. السلطة التي يعشقون هي تلك التي تستمد قوتها من ارادة شعب عريق عظيم حماها خمس وثلاثون عام حتى قررت الامبريالية والصهيونية وبعاونة دولة الفرس ان تقوم بنفسها بمهمة اغتياله وتعطي السلطة لمن عجزوا عن اداء المهمة المستحيلة رغم المؤامرات والتمردات والحروب العسكرية والاقتصادية التي عرقلت برامج الثورة وحزبها وكل الاحرار ومعهم شعبنا الابي، ووضعت العراق كله في دائرة مواجهة مفروضة عليه ليحمي سيادته وشعبه وخياراته. انهم عشاق السلطة التي تحقق صيرورة العراق والامة في الانتاج والتعليم والصحة والبناء وليس سلطة ذليلة قابعة تداعب مشاعر وولاءات تؤسس على بهرجة سوبر ماركت او حديقة جرباء او مطعم فارسي يستفيد منه اهل فارس في محميات فارسية في كربلاء والنجف. نحن طلبنا السلطة لنبني ونعمر ونقدم النموذج المشع للامة وللانسانية. وقد تمكنا واقتدرنا وهذا ما اغاض الكلاب السائبة واتعب الصهيونية وحليفتها الصفوية.


من يقبل ان يمسك سلطة تحت الاحتلال فهو خائن ومجرم وصعلوك اجرب. لكم دينكم ولنا ديننا. من يتحدث, محض حديث على ان البعث السابق انتهى فأنه يخدع نفسه لانه هو الذي انتهى ذمة وضميرا ورجولة وقيم واخلاق. البعث ليس اشخاص بل عقيدة وقيم ومبادئ والرجال يحملونها وينافحون ويجاهدون ويناضلون من اجلها. وحدة, حرية, اشتراكية والشعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, هذا هو البعث. مذ ولد والى يوم الدين .. فلسطين عربية من البحر الى النهر ... ثروات الامة للامة .. الانسان قيمة عليا .... الاسلام روح الامة وجوهرها ..... فما الذي تغير وكيف يمكن لهذه الثوابت ان تعيش في خيمة واحدة مع الطائفية يا مَن صغرت نفوسكم؟ كيف تتصافح مع الامبريالية والصهيونية يامن سرقت رجولتكم او بالاحرى قد بيعت في اسواق العهر والدناءة؟


من عزة العرب عزة الدوري وصولا الى شخصي وما بيننا ملايين .. ومن قاسم سلام الى علي السنهوري واحمد الشوتري والرافعي والمثلوثي وما بينهم من الملايين .. كلهم صداميون ومَن يخرج من خليتهم هذه فهو عبد الجبار محسن ومن لف لفه لا اكثر ولا اقل.


قسما بالعلي العظيم لو اسقطوا ذهبا من نخيلنا وليس رطب فلن نلقي سلاحنا حتى يرحلوا وقسما بالله لو بنوا قصرا في كل قرية لما صلينا فيه ولاعتبرناه وكرا للشياطين واجبنا ان نسويه مع الارض, ولو عبّدوا شارعا في كل قصبة لحرّمنا على انفسنا السير فيه وفضّلنا ان نغوص في برك واطيان الارض لنزرع في اجزاءه المتفجرات ونحطمه. قسما بالله لو عملوا لكل واحد من ملايينا عنوان رئيس جمهورية ووزير ووكيل لبصقنا عليها ترفعا وتحريما. انهم قتلة شعبنا ورفاقنا .. انهم من احرق رجالنا احياءا ومن تلذذ بتقطيعهم اوصالا كما تفعل الضباع والخنازير. انهم من زرع الفتنة ومزق الارض الواحدة وبعثر الجسد الواحد. انهم من دنسوا الدين ووزعوا عراقنا الواحد بين قبائل الفرس واكراد الصهيونية وصحوات اميركا ... فكيف ولماذا نتصالح معهم؟


حملة رايات التحرير لا يتصالحون مع المحتل. لا يتصالحون مع امعات المحتل فان فعلوا يتحولوا الى اشباه رجال يخجلون من ثيابهم. عشاق الحرية لا يطأطأوا رؤوسهم. البناة لا يمكن ان يتحولوا الى معاول تهديم. الشرفاء لا يمكن ان يتحولوا الى زناة وسماسرة وقوادين ولا يمكن ان يتصافحوا معهم. العراقيون لا يبيعون شرفهم والعراقيات لا يبعن عذريتهن وعفتهن. فامسحوا ايديكم بخلفيات المارينز وارحلوا معهم او قبلهم فساعة الحساب آتية لا ريب فيها.


فمع مَن يريدوننا ان نتصالح وعلى ماذا نتصالح ايها العالم الاخرس؟ ... ومَن قال لهم ان البعث ورفاقه من احرار العراق يريدون مصالحة .. ولماذا يتكلمون مع انفسهم كما المجانين ..؟ لماذا هذا العواء في بوادي فارغة مقحلة لا أنس ولا جن يقطنها ايها العالم الاطرش؟

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠٠٩ م