رسالة الرفيق القائد عزة ابراهيم امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي

الى الرفيق تايه عبد الكريم

 

 

شبكة المنصور

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ﴾

صدق الله العظيم

 

الحمد لله ناصر المؤمنين المجاهدين وخاذل الطغاة والعتاة والمتجبرين والعملاء والخونة والمنافقين والمرتدين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين إمام المجاهدين قائدنا وعزنا ومثلنا الأعلى النبي العربي الكريم المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين ومن اقتدى به وبهم وتخلق بأخلاقه وأخلاقهم إلى يوم الدين ( كان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمد )  ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا )

 
الرفيق تايه عبد الكريم

 

أحييك بتحية البعث الخالد وتحية رسالته الخالدة وأنا اشهد لك قبل أن احكم عليك أو لك باسم الحزب العظيم إن لك في تاريخ هذا الحزب المجيد وفي تراثه العزيز حصة معروفة ودور مشرف وهي تمثل عزك ومجدك وشرفك وشرف عائلتك وذريتك إلى يوم القيامة وان هذه الحصة أيها الرفيق هي أمانة مقدسة في رقبتك تصونها وتقاتل دونها كي تحيا بها حياة سعيدة هنية وبنفس راضية ومطمئنة وانك تعلم وان نسيت فاني أذكرك إن في مبادئنا وفي منطلقاتنا الفكرية والعقائدية والأخلاقية إن ألبعثي هو ملك البعث وليس ملك نفسه وتبعا لذلك فان كل ما يقدمه من تضحيات وعطاءات وما يحقق من انجازات فهي ملك الحزب فلا يحق له التصرف أو العبث بها واشهد لك انك كنت عفيفا اتجاه إغراءات السلطة والجاه وقد أديت دورا مع رفاقك قبل الثورة وبعدها مشرفا ولا تشوبه شائبة واشهد لك انك قد تحملت مع رفاقك في القيادة أعباء ثقيلة من الأذى دفاعا عن شرف المسئولية وقيمها ..

 

أما فيما يخصني شخصيا كرفيق لك في القيادة فكنت منذ اليوم الأول للقائي بك في احد المؤتمرات الحزبية في الاعظمية عام 1960 حيث تفاجئنا الاثنان معا إذ كنا قبل هذا اللقاء في إعدادية الاعظمية لا يعرف احدنا عن حزبية الأخر شيأ أنا طالب في الصف الرابع علمي وأنت مدرس اللغة الانكليزية لقد آثرت في نفسي هذه الخلفية من علاقة طالب ومدرس إلى علاقة مناضلين في حزب البعث العظيم إلى امتداد نصف قرن إلا قليل من الجهاد المقدس معا حتى أصبحت اليوم لا استطيع أن اقنع نفسي بأنك قد سقطت مع المتساقطين وانحرفت مع المنحرفين لا سمح الله عندما ظهرت في قناة العمالة والخسة والمذلة تشتم تاريخك وتراثك ونفسك وتلعن ماضيك المجيد كما اظهروا ذلك عملاء هذه الفضائية وزبانيتها فأقول لك أيها الرفيق العزيز لقد ارتكبت خطأ فادحا بحق نفسك وتاريخك أولا ثم بحق الحزب العظيم المجيد الذي أصبح اليوم كما كان يتشرف أي عراقي وعربي شريف أن يزداد شرفا بالانتماء إليه أو بالتحالف معه في مسيرة الجهاد المقدس للعروبة المجيدة وعراقها العريق لقد أصابتنا الدهشة جميعا في قيادة الحزب ولدى رفاقك في الكادر المتقدم ونحن نراك تتهاوى تحت ضغط هذه القناة الحاقدة على العروبة وعلى رسالتها الخالدة وأنت ألبعثي الأصيل الذي قدم مع رفاق البعث اعز التضحيات وأغلاها لبناء المشروع العربي الوحدوي النهضوي الحضاري في عراق العروبة والحضارة هذا المشروع المجيد الذي أغاض أعداء الأمة وأعداء رسالتها الخالدة في مشارق الأرض ومغاربها فحشدت على حزب الرسالة وثورته ودولته وقيادته الثورية الباسلة ما لم تحشده هذه القوى الظالمة الطاغية الباغية في كل حروبها وصراعاتها عبر تاريخها الأسود الطويل لقد أرادت اجتثاث البعث العظيم وشعبه المجيد عقيدة وتاريخا مجيدا وتراثا عزيزا ثم رأيت بعينك كيف انتفض حزبك العظيم من بين هذا الركام الهائل وثار وثور كل معاني الخير والفضيلة والصمود والبطولة والفداء في رجاله وفي شعب العراق المجيد ووقف شامخا شموخ رسالته يصنع تاريخا جديدا مجيدا للأمة يليق به وبها فدحر قوى الغزو والعدوان وانتصر بقوة الله القوية وبمؤازرة ومساندة كل قوة الخير الوطنية القومية والإسلامية  في الشعب والأمة ..

 

احيي قوة الثورة والجهاد الوطنية والقومية والإسلامية المنتصرة واحيي انتفاضتك المبدئية والأخلاقية على ذاتك وعلى كل العوامل التي أثقلت كاهلك ولوت إرادتك فأوقعتك في شباك أعداء الشعب والأمة احيي عودتك المقرونة بالاعتذار الشديد وبالتأسف وبالنقد الذاتي العميق وهذا هو الموقف الذي يليق بك أيها الرفيق وبكل بعثي أصيل ومجيد وفارس باسل ولا تتأثر ولا تحزن على الذي حصل بعد أن ثرت عليه ولعنته فإنها كبوة وان لكل جواد كبوة ..

  
تحياتي الحارة إلى رفاق البعث الصابرين الصامدين والثابتين على العهد ثبات ورسوخ جبال العراق والشامخين في سوح المنازلة الكبرى شموخ نخيل العراق وباسمهم جميعا أدعو كل رفاق البعث الذين ضعفت إرادتهم لهول الصدمة ومالوا يمينا وشمالا ونال العدو منهم الاقتداء بالرفيق المناضل تايه عبد الكريم وان ينتفضوا على النفس الأمارة بالسوء النفس الهلوعة والنفس الجزوعة ويسحقوا عوامل الضعف والخور في دواخلهم ويمارسوا عملية النقد الذاتي العميق بشجاعة وبسالة فرسان البعث وصناديده ويعودوا إلى حزبهم لكي يواصلوا المسيرة المقدسة ولرسالة امتنا المجد والخلود ..

 

رفيقكم
المعتز بالله
أمين سر القطر

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م