( حجاج ) السيستاني !!!

 

 

شبكة المنصور

ماجدة علوية

لم نسمع أو نقرأ من قبل نحن أبناء العراق أن " السيد السيستاني دام سردابه"، قد تخرج في إحدى الجامعات العالمية وحصل على شهادات عليا في السياسة أو في القانون، أو أي اختصاص آخر جعل منه سياسياً محنكاً، ويفهم في كتابة الدساتير، والدبلوماسية، وتخطيط السياسات الخارجية، و اللغات وأمور كثيرة، تبين بعد احتلال أميركا للعراق عام 2003 أن " السيد" ملم بها جميعاً من فضل الله!؛ بحيث صار كل مخططي السياسات، وصناع القرارات في العالم يحسدون " النابغة السيستاني"، (حاشى شاعرنا العربي الخالد النابغة الذبياني وعذراً له و لتاريخ أمتي لأني استعرت لقبه)، يحسدونه على حنكته ونصائحه السياسية التي أوصلت العراق إلى ما وصل إليه اليوم!!.


وكلما ضاقت السبل بسياسيي العراق، الذي يقود حكومته الآن قادة ائتلاف التخلف الموحد بزعامة النسخة العراقية من دراكولا- لماذا لم ينتبه إليه منتجو أفلام مصاصي الدماء في هوليوود حتى الآن لا أدري- أقول كلما عجزوا عن اتخاذ قرار يخص مصير العراق، وكلما عصفت مشكلة بالبلاد المنكوبة "حجوا" إلى بيت السيستاني ليرسم لهم خطط الخلاص ويبارك لهم خطاهم الحثيثة وجهودهم في العمل ليل نهار من أجل (الأمة العراقية)!!.. و"دربونة" بيت السيستاني تشهد على ذلك، ولا يمر شهر أو أسبوع من دون أن نرى " الحجيج" خارجين من تلك الدربونة الضيقة مبتسمين وممتنين وشاكرين الله على نعمة وجود السيستاني بين ظهرانيهم في مثل هذه الأوقات العصيبة والحرجة، فلولاه ما كانوا يستطيعوا أن يقودوا البلاد، ويتحكموا بمصير العباد.


ما يشد انتباهي دائماً هو الإعجاب الذي يبدو جلياً على محيَا الخارجين من سرداب السيستاني وهم يقفون عند نهاية الدربونة أمام كاميرات الفضائيات تحيط بهم مجاميع مبتسمة ومنتشية من الحمايات والعسكر والمعممين الذين صاروا جميعاً بعد عام 2003 عباقرة بالسياسة والاقتصاد والميثولوجيا والسيكولوجي و القانون الدولي و الكيمياء وانشطا ر الذرة، يعني باختصار مجموعة مواهب تختزنها تلك العمائم إلى جانب الموهبة الأكبر في نشر مبدأ الانتقام..


و دربونة السيستاني التي لم نره خارجها يوماً، استقطبت "حجاجاً" آخرين من غير بقعة من الأرض، فكلما حط (ضيف) عربي أو أجنبي رحاله في العراق وضع في برنامجه زيارة "السيد" والتمسح بجدران دربونته التي صارت الآن واحدة من أمكنة صنع القرار الشهيرة بالعالم.. وكأن البركة لا تحل إلا بهذه الزيارة.. بعض الأحيان تأخذني أفكاري بعيداً وأقول، ربما يجدون فيه "تحفة" فنية يحلو لهم النظر إليها ربما، والله حيرتنا هذه الدنيا التي جعلتنا نرى أن السيستاني تحول إلى سياسي داهية يسكب النصائح ويضع خطط عمل لأناس لا أدري كيف أصفهم، هل ترى يضحكون على أنفسهم وعلينا، أم نضحك عليهم وعلى عقولهم أم من يضحك على من ومن من؟؟!!..


هذا زمان مليء بالسخرية والانحطاط، زمان صار فيه جرذان السراديب والدرابين التي لا ترى الشمس هم من يحكم ويتحكم فيك يا عراق حمورابي ونبوخذنصر وعمر وعلي والرشيد والمعتصم والشهيد الخالد صدام حسين، زمان لا يحجون فيه إلى بيت الله بل يفضلون حج غيره!!


فأي زمان بائس هذا؟!


يا رب رفقاً بالعراق، رفقاً بما تبقى لنا فيه يارب..



تنويه : الزقاق الضيق بلهجة العراقيين يسمى دربونة وجمعها درابين

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م