صّــــــــــــدامـيـــــــــــــــــون

 

 

شبكة المنصور

ماجدة علوية
قال لي وهو يتحسس ( محابسه) الأربعة:" أنتم الصداميون مشكلة كبيرة، بعد كل الحدث وبعدما آلت الأمور لنا وأمسكنا بزمامها مازال الصداميون من أمثالك يتحدثون معنا بقوة وبلغة فوقية لا تحمل الخوف في طياتها"..

 
كان اللقاء بهذا الشخص، ولا أقول الرجل- لأن الرجال الرجال لا يستأسدون على امرأة مهما كانت قوتها- أقول اللقاء به كان من صنع قدر وضع من مثله في طريقي ذات يوم قبل خروجي من وطني لأكون في وطن شتات فيه بضعة ألاف من عراقيين تركوا البلاد مرغمين لا راغبين.. أبو( المحابس) هذا استنطقه وجودي في إحدى دوائر دولتهم المسخ لاستخراج بعض أوراق شخصية استعين بها وأنا في الطريق إلى الغربة.

 
وما أن عرف بعملي السابق حتى انهالت من فمه المريض الكلمات تلو الكلمات، التي لم أحاول الاستماع لكنه ظل يردد: صدامية وصداميون. وما كان يزيد ثورته هو أنني كنت لا أرد عليه، لكني كنت أظهر له بكل قوتي علو شأني وانحطاطه.. نعم أذكر ذلك اليوم جيداً من أحد صباحات احتلال بغداد في العام 2005.

 
لم يكن الأمر يحتاج مني لمعرفة الجهة التي يمثلها فنظرة واحدة لأصابعه المشوهة بخواتم بأحجار سود و زرق وبنية تجعل من يراه يعرف لأية عمامة ولائه وبلحيته غريبة الشكل، وبالرغم من وضوح الرؤية لديَ إلا أنه أعلن عن نفسه وهدد بمن يستند إليهم ظهره، وأمام إصراري على عدم النزول لمستوى من هم على شاكلته تعالت نبرة صراخه وسبابه واتهاماته وجهله الواضح وثقافته المحدودة التي دفعته لترديد مصطلحات لا يفقه من معانيها شيئاً.

 
بهدوء أنهيت ما جئت من أجله وقبل أن أخرج التفت إليه قائلة:" يا سيد (......!!) أرجو أن تهدأ قليلاً، فقط أريد أن أقول لك إنك لم تكن تهينني أبداً، وعندما نعتني بالصدامية فإنك إنما قلت ما هو حقيقي ومشرف بالنسبة لي.. أتدري أصغر بعثي صدامي بدرجة مؤيد بحزبنا كان يدير محاضرة فيها من الأفكار والمصطلحات ما يعجز عن فهمها وترديدها كل منظري حزبك الذي تنتمي إليه.. هذا المؤيد فما بالك بالدرجات الحزبية المتقدمة.. وبرغم الحصار كان الصداميون أنيقين يرتدون ملابس نظيفة ويجلسون على مكاتب أكثر نظافة، ويتحدثون مع الناس بلغة مؤدبة تنم عن خلق كريم ونشأة عربية بعثية لا عجمة فيها والعاقل يفهم يا سيد آخر زمان).

 
تركت المكان ورائي يملؤني الكثير من الفخر،  لأننا أهل ذلك الزمان الجميل اقترنت أسماؤنا بصدام حسين ويصفوننا أننا أتباعه وأبناء حزب عظيم قاد العراق وبناه ورصع أرضه بمنجزات لا تحصى.. نعم نحن صداميون، صفة نتشرف بها حتى آخر لحظة من أعمارنا..

 
فصداميون وبعثيون كلمات تسبغ الشرف على حملتها، والحمد لله الذي صيرنا صداميين ولم يجعلنا عملاء لأي يد تحمل توماناً أو دولاراً لطخا بالعار وبدم الأبرياء من العراقيين.

 
نعم صداميون وسنبقى ويزيدنا ذلك فخراً واعتزازاً بأنفسنا.. أما العملاء الخائبون فلا نملك إلا أن ندعو الله أن يعينهم على أنفسهم المريضة.

 
العراق باق والعملاء زائلون شاءوا أم أبوا،  والنصر معقود على نواصي نشامى العراق، نقرأه نشيداً عربياً في كل صباح من صباحات العراق .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م