نص المقابلة التي اجرتها صحيفة الصنارة التي تصدر في مدينة القدس المحتلة مع الرفيق صلاح المختار

 

 

شبكة المنصور

 

صلاح المختار أحد رموز المقاومة العراقية في حديث شامل مع الصنارة:
* قائد المقاومة العراقية عزة الدوري ليس مريضاً ونحن الذين روجنا كذبة إصابته بمرض
اللوكيميا
* هناك اتصالات مكثفة تتطور باستمرار بين المقاومة وبين دول عربية
* تم تأسيس مكتب للعلاقات الخارجية للمقاومة وإعادة تنشيط جهاز المخابرات العراقي
* التغلغل الإسرائيلي بدأ مباشرة مع الغزو الأميركي للعراق
* رجال المقاومة فجروا فنادق في بغداد تواجدت فيها عناصر الموساد وقتلوا العشرات منهم
* المقاومة ستشكل حكومة مؤقتة بعد التحرير لمدة عامين، بمشاركة كل المقاومين بعدها
تجري انتخابات


مقابلة أجراها: احمـد حـازم ـ عمان
صحيفة الصنارة الصادرة في القدس المحتلة


يعتبر صلاح المختار، الذي كان مقرباً جداً من الرئيس السابق صدام حسين، أحد رموز المقاومة العراقية التي تقارع الإحتلال الأميركي في العراق. وقد تولى المختار مناصب حزبية وإعلامية قيادية في حزب البعث العراقي، وكانت تربطه علاقة متينة مع نائب الرئيس العراقي عزة الدوري المطلوب لدى الأميركان. وظلت هذه العلاقة وطيدة وقوية حتى هذا الوقت رغم تغيير الظروف، وأصبح عزة الدوري يقود المقاومة العراقية السرية، التي يعتبر المختار أحد رموزها. فما هو وضع المقاومة، وما هو تأثيرها على الأميركان، وهل ستنسحب القوات الأميركية بالفعل من العراق، وما هي ردة فعل المقاومة بعد الانسحاب. على هذه الأسئلة وغيرها يتحدث صلاح المختار ولأول مرة لصحيفة عربية تصدر في البلاد.


الصنارة: لنبدأ بالسؤال الأهم عن وضع المقاومة العراقية؟
صلاح المختار: المقاومة العراقية في أوج قوتها وفي أوج تألقها، وفي اوج توحدها وهذا ما يظهر في الساحة العراقية. اكثر من تسعين بالمائة من الجهد العسكري للمقاومة العراقية ينضوي اليوم في اطار جبهة الجهاد والتحرير التي يقودها المجاهد عزة الدوري، فيما تستمر الحوارات مع كل الاطراف لتوحيد كل الجهود في اطار واحد، فيما ينضوي اكثر من ثمانين بالمائة من الجهد السياسي المناهض للاحتلال في اطار الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية التي يشكل البعث عمودها الفقري. الاداء العسكري للمقاومة العراقية في تطور مستمر، ما يعني ان الخط البياني لعمليات المقاومة العراقية في تصاعد، المشروع الأميركي سقط في العراق والاشهر القادمة أشهر حاسمة وهي أشهر تحرير بعون الله.


الصنارة: ماذا عن عن صحة قائد المقاومة عزت الدوري، يقال إنها تدعو للقلق الشديد؟
صلاح المختار: صحة المناضل عزت الدوري هي في أوجها، وما يقال عن مرض ألم به هي إشاعة قمنا نحن بترويجها وليس الأعداء، ونحن قلنا إنه مصاب باللوكيميا ونحن من روج هذه الكذبة، وعزة الدوري غير مصاب بمرض على الإطلاق وصحته جيدة جداً وهو يتنقل بين محافظات ومدن العراق وبجسد قوي ومعنويات أقوى


الصنارة: الحديث يدور عن فراغ سياسي بعد الانسحاب الأميركي، فيما لو انسحبت القوات الأميركية، فهل هناك خطط معينة للمقاومة بعد الانسحاب؟
صلاح المختار: الحديث عن فراغ سياسي وامني في العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال هو محض فرية، لان المقاومة بفاصائلها المجاهدة المنتشرة في كل ارض العراق، هي اليوم على اتم الجاهزية للسيطرة على الاوضاع السياسية والامنية، وان برنامج المقاومة يقوم على تشكيل حكومة مؤقتة بعد التحرير، يشارك فيها كل المقاومين لمدة عامين، تجري بعدها انتخابات يتم بموجبها تحديد من يقود مسيرة العراق في المستقبل. المقاومة التي يقودها حزب البعث والذي ما زال الحزب الوطني الاول في البلاد، لا تضع في برنامجها مطلقا ًالعودة للاستفراد بالحكم، بل ان المهمة الاساسية الاولى للمقاومة هي تحرير ارض العراق، واقتسام السلطة بعد التحرير مع كل المجاهدين الابطال من القوى الوطنية والقومية والاسلامية.


الصنارة: هل تعتقد بأن الإدارة الأميركية جادة في الانسحاب من العراق؟
صلاح المختار: نعم، بكل تأكيد، ان خسائر الادارة الاميركية منذ غزو العراق على الصعيد البشري كبيرة جداً، في وقت يوجد فيه اكثر من مليون جندي اميركي من الذين شاركوا في احتلال العراق يعانون من ازمات نفسية حادة اثرت على عمليات اندماجهم في المجتمع الاميركي. وعلى الصعيد المادي هي اربعة تريليون دولار، وهو السبب الرئيس في انهيار الاقتصاد الاميركي. الازمة المالية المتمثلة بالعجز عن مواصلة تمويل الحرب بالاقتراض، الازمة المالية الاخرى، المتمثلة في انهيار النظام المالي الامريكي، ودخول امريكا مرحلة كساد جديدة اخطر من كساد عام 1929 يهدد، كما توقع بايدن، نائب الرئيس المتنخب، بانهيار النظام الاقتصادي الامريكي بكامله، والازمة العسكرية، والمتمثلة في فشل كل خطط امريكا العسكرية في العراق، ولهذه الأسباب ترى واشنطن نفسها مضطرة للانسحاب.


الصنارة: العراق يحتاج إلى جيش يحميه بعد عملية الانسحاب، فأين هذا الجيش؟
صلاح المختار: نعم، الجيش العراقي السابق جاهز بجنوده وضباطه وقيادته، وإن خطوة الأميركيين بحل الجيش لا تعني أبداً ذوبان هذا الجيش. الجنود يقومون بواجبهم الوطني في إطار المقاومة العراقية، والضباط هم رهن الإشارة وكذلك الجنود، لإعادة ترتيب الأمور بشكل سريع. وأود أن أقول لك أننا قمنا بإعادة تنشيط جهاز المخابرات العراقي بشكل مكثف ويعمل في كل أنحاء العراق.


الصنارة: ما حقيقة إقامة علاقات جديدة بين المقاومة العراقية ودول عربية؟
صلاح المختار: نعم هناك اتصالات مكثفة بين المقاومة العراقية ودول عربية، عن طريق مكتب للعلاقات الخارجية هو بمثابة وزارة خارجية، وهذه العلاقات تتطور باستمرار، والبدء بهذه العلاقات لهو دليل واضح من الدول العربية على أن مستقبل العراق ستقرره المقاومة عاجلاً أم آجلاً، واعتراف من الدول العربية بشرعية المقاومة. وهنا أريد أن أقول لك أن اتصالات تجري باستمرار مع الأميركيين لترتيب الأوضاع في العراق بعد انسحابهم.


الصنارة: وماذا عن الدور الايراني في العراق؟
صلاح المختار: بدون شك فإن النظام الإيراني يستهدف الهوية القومية للامة، والمفروض أن نعي خطورة الدور الايراني في العراق والمنطقة، رغم تضليل تروج له جهات معينة للتغطية على هذا الدور، الذي يراد إطهاره وكأنه إيجابي. منذ سنوات بدأت تتبلور في جنوب العراق عمليات للتصدي للنفوذ الايراني، من قبل العشائر العربية والوطنيين العراقيين الذين يخوضون معركتهم الجهادية تحت يافطة جيش الجنوب العربي الذي يقوده خيرة ضباط الجيش الوطني العراقي .


الصنارة: لنتحدث عن سبب عدم مشاركتكم في االنظام السياسي العراقي الجديد؟
صلاح المختار: منذ الغزو الأميركي وتشكيل مجلس الحكم وحتى الآن، قلنا لا تعاون مع العملية السياسية الجديدة لأن التعاون يعني الاعتراف بالنظام السياسي للإحتلال وإعطاء صفة الشرعية له. كل عملية سياسية في ظل الاحتلال هي عملية غير مشروعة، وأي مشاركة فيها هي خدمة للإحتلال.
 

الصنارة: ما حقيقة التغلغل الإسرائيلي في شمال العراق أي في كردستان؟
صلاح المختار: التغلغل الإسرائيلي بدأ مباشرة مع الغزو الأميركي، ليس في كردستان فقط بل في مناطق عراقية أخرى وبالتحديد بغداد، حيث كان رجال الموساد في الدبابات الأميركية الأولى التي دخلت بغداد وذهبوا في اليوم الأول إلى مقر المخابرات العراقية لسرقة الألواح التي كتبت عليها التوراة الحقيقية، وكان جهاز الموساد العنصر الفاعل في نهب المتحف العراقي، والموساد كان وراء إقامة معسكر للمحتلين في مدينة بابل التاريخية، وهذه خطوة مدروسة ورسالة من رسائل الصهيونية العالمية تقول:لقد عدنا يا بابل، للإنتقام من بابل. فلماذا اختاروا بالتحديد بابل ليقيموا فيها معسكراً، عناصر الموساد كانت منتشرة في فنادق بغداد ولكن المقاومة العراقية بدأت تشن هجمات متلاحقة وواسعة النطاق ضد عملاء الموساد وتهدم الفنادق فوق رؤوسهم كما حصل في فندق سادير نوفوتيه قرب ساحة الأندلس في بغداد حيث تم قتل عشرات العملاء للموساد وتدمير الفندق. إضافة إلى ذلك تم مهاجمة كل الفنادق التي كان الموساد يرتادها وتم أيضا تدمير مقرات للموساد كانت تعمل تحت غطاءات أخرى في شركات معينة، ولذلك اضطر الموساد إلى الانسحاب لكردستان، ويعمل فيها بحرية.


الصنارة:لفت انتباهي في الايام الأخيرة تصريح لبرلمانيين عراقيين يطالبون إسرائيل بدفع تعويضات للعراق عن قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 فكيف ترى ذلك؟
صلاح المختار: رغم حالة العداء بيننا وبين إسرائيل والتي لم تتغير مهما حصل، نقول هذا هراء، لأن من جاءوا مع الإحتلال الأميركي وكانوا أدوات الإحتلال ودمروا العراق وعملوا على نهب العراق، لا يحق لهم التحدث عن تعويض للعراق، هذه عملية انتخابية تافهة وسخيفة ومن قال ذلك لا يعدوا كونه تاجرا يتاجر بالقضايا الوطنية من أجل كسب الأصوات أو من أجل عزل آخرين، لذلك اقول ان هذه سخافات لا يجوز التوقف عندها لأننا نعرف هوية من طرحها، ومن يريد التعويض كان أولى به أن يمتنع عن المشاركة في غزو وتدمير العراق، فأيهما أكبر وأخطر تدمير العراق أو تدمير المفاعل النووي العراقي، الذي يعتبر حالة نسبية بسيطة مقارنة بقيمة العراق الذي دمر من الشمال إلى الجنوب، حيث تم قتل أكثر من مليون ونصف المليون عراقي، والآن يأتي هؤلاء ويقولون انهم يريدون التعويض عن مفاعل تموز.(انتهى)

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أذار / ٢٠٠٩ م