نص المقابلة المكتوبة مع الرفيق صلاح المختار في قناة الجزيرة

دعوة المالكي للمصالحة وموقف البعث منها

قناة الجزيرة

 

شبكة المنصور

 

- عبد الهادي الحساني/ عضو مجلس النواب عن الائتلاف

- صلاح المختار/ عضو حزب البعث 

تاريخ الحلقة: 15/3/2009

 

- أسباب الدعوة ومبررات موقف البعث منها

- شروط نجاح المصالحة وأهداف الأطراف المختلفة

 

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي. في هذه الحلقة سنتحدث عن التوجه الذي تبناه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا في الدعوة لمصالحة وطنية والانفتاح على بعض الأطراف التي كان الحديث معها حتى وقت قريب يعد من المحرمات، من أبرز هؤلاء البعثيين الذين شرعت لهم القوانين لاستئصالهم من الدولة ومؤسساتها بعد 2003؟ ما سر هذا التغير الذي تتبناه الحكومة؟ ولماذا هذا التوقيت؟ ولماذا رفض حزب البعث دعوات المصالحة التي أطلقها المالكي؟ للحديث في هذا الموضوع معنا من مدينة البصرة الدكتور عبد الهادي الحساني عضو مجلس النواب العراقي عن الائتلاف، ومن الصنعاء الأستاذ صلاح المختار عضو حزب البعث العراقي. وقبل أن نتحدث مع ضيفينا نتابع هذا التقرير الذي أعده حامد حديد.

 

[تقرير مسجل]

 

حامد حديد: دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمصالحة فتحت الباب واسعا لنقاش عريض حول حقيقة توجه المالكي للمصالحة والسر الذي يقف وراء توقيت إعلانها، فالدعوة إلى المصالحة بين العراقيين ليست بجديدة لكن الجديد فيها هذه المرة أن المالكي توجه إلى من سماهم أنصار النظام السابق وهم يضمون قطاعا عريضا من العراقيين ممن شملهم قانون اجتثاث البعث سابقا وقانون المساءلة والعدالة لاحقا، فالبعض يربط بين دعوة المالكي للمصالحة وبين انتخابات مجالس المحافظات التي حققت فيها قائمته تقدما ملحوظا ويرى هؤلاء أن المالكي يسعى من خلال دعوته إلى الاستثمار في الشارع العراقي لحصد مزيد من المكاسب خصوصا وأن العراق مقبل على انتخابات عامة في نهاية العام الحالي مدللين بتوجهه نحو العشائر وبدعوته لبعض ضباط الجيش العراقي بالعودة إلى الخدمة، بينما يرى آخرون أن دعوة المالكي للمصالحة هي استجابة لضغوط أميركية خصوصا بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة انسحاب قواته من العراق وتأكيد الرجل خلال كلمته إلى العراقيين أن الحل في العراق سياسي وليس عسكريا وأن على الحكومة العراقية التي ستحظى بدعم إدارته أن تكون عادلة وممثلة للعراقيين، وهي كلمات سبقتها تصريحات لنائبه جوزيف بايدن بأن على الإدارة الأميركية أن تبدي مزيدا من التشدد مع القادة العراقيين لدفعهم إلى حل القضايا السياسية التي قد تؤدي إلى عدم الاستقرار بعد مغادرة القوات الأميركية. وأيا كانت الأسباب التي تقف وراء دعوة المالكي إلى المصالحة فإن أمامها عقبات كثيرة، فالقوى المقاومة للاحتلال وعمليته السياسية تقول إنها فقدت الثقة في أركان هذه العملية خصوصا وأنها خاضت معها بضع جولات للمصالحة والوفاق انتهت بتخليهم عن التزاماتهم قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به مقررات هذه اللقاءات، كما أن تعالي الأصوات الرافضة للتصالح مع البعثيين خصوصا تلك التي انطلقت من داخل البيت الشيعي قد تجعل المصالحة حلما بعيد التحقق.

 

[نهاية التقرير المسجل]

 

أسباب الدعوة ومبررات موقف البعث منها

 

عبد العظيم محمد: بعد أن قدم التقرير قراءة عن المصالحة التي أطلقها رئيس الوزراء أريد أن أسألك دكتور عبد الهادي ما سر هذا التوقيت في هذه الدعوة؟ ولماذا التفريق بين البعثيين وحزب البعث؟

 

عبد الهادي الحساني: بسم الله الرحمن الرحيم. إن التوقيت لم يكن مفاجئا بل أن الدستور العراقي والعملية السياسية التي مثلت في الانتخابات ومثلت في دستور العراق منسجمة مع بعضها البعض بل عملت الحكومة الحالية من أول تشكيلها أن تكون حكومة وحدة وطنية وأتت بكل من يؤمن بالعملية السياسية ويؤمن بالدستور، ولكن هناك من ارتؤوا أن هناك شعورا أن هذه الدولة سوف تسقط وترجع بأحضان البعثيين القدامى وعليه لا بد وأن يكونوا معارضين للعملية السياسية، فإيماننا بأن وحدة الوطن وإيماننا بأن العملية السياسية وحفاظ البلاد من مغبة استمرار وجود قوات الاحتلال قوات متعددة الجنسيات والقوات الأجنبية نأمل بأن قوة العراق بتوحد كل طاقاتها وكفاءاتها وناسها، وأتت المصالحة منسجمة مع واقع الدستور العراقي ومنهج العراق لاستيعاب الجميع ومنهم مواطنين عراقيين خارج العراق وداخل العراق وقد عملنا على أن نكون..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): دكتور يعني إذا كانت هذه النوايا صحيحة وسليمة لماذا وضع شروط للبعثيين في عودتهم إلى العملية السياسية أو لإشراكهم في العملية السياسية؟

 

"الدستور حظر حزب البعث من المشاركة بالعملية السياسية لعدم إيمانه بالعملية السياسية حتى الآن ولم يعتذر للشعب، ولا يزال هناك كثير من الأفراد والمؤسسات البعثية يدها متلطخة بدماء العراقيين"

 

عبد الهادي الحساني

 

عبد الهادي الحساني: يجب أن نميز عزيزي الكريم ما بين حزب البعث وأفراد منتمين إلى حزب البعث، الدستور قد حظر حزب البعث من المشاركة بالعملية السياسية لعدم إيمانه بالعملية السياسية لحد الآن ولم يعتذر للشعب العراقي ولا زال كثير من الأفراد والمؤسسات البعثية يديها متلطخة بدماء العراقيين وهذا حق خاص لا يمكن أن نتجاوز عليه، أما الحق العام حق كل مواطن أن يعيش له حقوق وواجبات والذي لم يرتكب جرما بحق الشعب العراقي أن يأتي للعراق ويكون مواطنا صالحا بناء له حقوق كل مواطن التي يقر عليها الدستور..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم نسمع رأي الأستاذ صلاح المختار لو سمحت لي دكتور، أستاذ صلاح لماذا هذا الرفض الحاد من حزب البعث لدعوة المالكي؟ جوبهت هذه الدعوة بالوصف بالخيانة والعمالة، لماذا يعني رفض التصالح مع الحكومة؟

 

صلاح المختار: في العراق هناك حقيقة ثابتة ومعترف بها عالميا وهي أن هناك احتلالا أميركيا إيرانيا للعراق ولم يحصل في تاريخ الشعوب الحديث أن حصل احتلال وقع احتلال لبلد ما ثم أجريت انتخابات ونصبت حكومة وعدّت شرعية، لا شرعية تحت ظل الاحتلال، هذا هو منطق القانون الدولي. كما أن مقاومة الشعب العراقي التي أذلت أميركا وأوصلتها إلى الهزيمة دليل آخر على أن الاحتلال يجب أن يهزم بالبندقية وليس بالمصالحات، إذاً الحكومة الحالية هي فرع من فروع الاحتلال وخادمة من خدم الاحتلال جاءت مع الاحتلال لتنفيذ مشروع الاحتلال وقامت بتدمير الدولة العراقية بإمرة الاحتلال فكيف يمكن أن نمد يدنا لمن قام بقتل العراقيين وإبادة الشعب العراقي..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): أستاذ صلاح لكنها واقع على الأرض هناك عملية سياسية، هناك دستور، هناك أمر يجري والقطار يسير، إذا لم تلتحقوا به سيفوتكم هذا القطار.

 

صلاح المختار: القطار نحن نقود هذا القطار والذين يفوتهم القطار هم الذين لم يتوبوا ويعتذروا من الشعب العراقي على الجرائم التي ارتكبوها بعد الاحتلال، لقد قتل من العراقيين مليون ونصف مليون عراقي وهجر ستة ملايين عراقي ودمرت الدولة العراقية واغتصبت النساء وساد اللصوص ونهبت الأموال، هؤلاء هم الذين يجب أن يعتذروا وإلا سيقدمون للمحاكم قريبا إن شاء الله، لا مصالحة مع اللصوص ومع عملاء الاحتلال ومع من دمروا الدولة العراقية وسرقوا أموال العراق وخدموا الاحتلال الأميركي الإيراني.

 

عبد العظيم محمد: نعم إذاً يعني أرضية المصالحة غير موجودة. دكتور عبد الهادي من الصعب الحديث عن المصالحة وكل طرف يتحدث من منظاره من زاويته ويصف الآخر بالتخوين والعمالة.

 

عبد الهادي الحساني: هناك من يريد يبني العراق وهناك من يريد أن يهدم العراق ويقتل أبناءه ويسفك الدماء ويفسد في الأرض وهذا مشروع 35 سنة من الدمار الذي حصل في العراق وأورثنا الاحتلال من السياسة الخاطئة الرعناء للنظام السابق وقد أتى بالاحتلال للعراق نتيجة سياسته الخاطئة التي أدت ما أدت به، وقد قامت الأمم المتحدة ودول عربية بوجود قوات متعددة الجنسيات دخول العراق نتيجة سياسته الرعناء، السياسة التي خلفنا منها الدمار الكبير والمقابر الجماعية وبنية تحتية تكلفنا أربعمائة مليار وتكلفنا أكثر من تعويضات من واحد ترليون دولار كلها، وبنية تحتية بشرية الحقيقة متراجعة، للنهوض بواقع العراق الخدمي والعمراني كل هذه مخلفات النظام السابق. وهناك سياسة عسكرية ودموية وهناك سياسة مدنية نحن انتقلنا من السياسة العسكرية الدموية إلى سياسة حب الوطن الإيمان نحو كل مواطن له حق أن يعيش ولذا أن يكون إنسان صالح وأن يكون جزء من مؤسسة بناء الدولة وليس من جزء مؤسسة الدماء، الدماء التي زهقت البارحة والمقابر الجماعية..

 

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم دكتور لو سمحت دكتور، حزب البعث في بيانه الذي أصدره ومنسجم مع ما تحدث به الأستاذ صلاح المختار رفض الدعوة وقال إن العملية السياسية الحالية هي من إفرازات الاحتلال، هل أنتم كمشاركين وأركان في العملية السياسية مستعدون لإعادة النظر في العملية السياسية باعتبار أن قوات الاحتلال ربما ستخرج قريبا؟

 

عبد الهادي الحساني: نعم من أبرز ملامح العملية السياسية هو جدولة الانسحاب وخروج كل جندي من العراق أميركي وغير أميركي بمدة أقصاها نهاية 2011 وقد يخرجون قبل هذا الوقت وهذا يدل على وطنية هؤلاء الذين استلموا الحقيقة الدولة التي كانت مهدمة ومتعبة بالديون وبالدماء وبالواقع المؤلم، نحن نريد أن نفتح صفحة جديدة مع الجميع، كما قال الرسول صلى عليه وسلم عندما فتح مكة، فنحن اليوم نفتح صفحة جديدة بالتعامل مع الذي لم تلطخ أيديهم بالدماء مع الذي يريد أن يكون مواطنا صالحا، وعليه أن جماعة أغنية الاحتلال قد ولت وانتهت، اليوم ليس احتلال، الاحتلال من أتى به صدام ومن أتى به سياسة صدام حزب البعث وعليه لا بد أن نميز ما بين من هو يحب الوطن يحرص على أرواح الناس وما بين من يرفع شعارات قد ولت وانتهت، واليوم هناك تراجع واضح من قبل هذه المفاهيم المغلوطة عند الشارع العراقي وقد أفرزت الانتخابات هذه النتائج الإيجابية.

 

عبد العظيم محمد: نعم، فتح صفحة جديدة، أستاذ صلاح المختار، الحكومة العراقية والأحزاب المشاركة في العملية السياسية اتخذت عدة خطوات لأجل المصالحة لأجل رأب الصدع، من هذه الخطوات إلغاء قانون اجتثاث البعث عودة الضباط عودة الآن المصالحة مع البعثيين لكن حزب البعث لا زال يقف عند النقطة نفسها يرفض المضي باتجاه الأطراف المشاركة في العملية السياسية.

 

صلاح المختار: قبل كل شيء أود أن أشير إلى أن من خرب العراق لا يمكنه أن يبني العراق، العراق قبل الاحتلال كان من الأقطار المثالية في خدماتها كان الطب مجانيا والتعليم مجانيا والأمن مستتبا والمواطن محترم الكرامة ولا يوجد نفوذ أجنبي في العراق لا توجد فرق موت لا يوجد فساد. ضرب رقما قياسيا الآن باعتراف المنظمات الدولية، إذاً من جاء مع الاحتلال هو من خرب العراق ومن ضربه الاحتلال هو من بنى العراق العظيم المتقدم. أما موضوع طي صفحة، مع من نطوي الصفحة؟ مع أولئك الذين جاؤوا بحماية الدبابات الأميركية وعاثوا في الأرض فسادا؟ هؤلاء عملاء للاحتلال ودمروا العراق واغتصبوا النساء واغتصبوا الثروات، كيف يمكن أن نمد أيدينا إلى هؤلاء؟ ثانيا لا يوجد في التاريخ الحديث على الإطلاق نموذج من الاحتلال أقام حكومة وأجرى انتخابات وتم الاعتراف بها، الاحتلال بذاته نقض لكل أنواع الشرعية فكيف يتم الحديث عن الشرعية؟ عندما نشترك في العملية السياسية فإننا نعترف بالاحتلال وبشرعية الاحتلال بينما موقفنا وموقف الشعب العراقي المعبر عنه في المقاومة المسلحة منذ ست سنوات يقوم على طرد الاحتلال بالبندقية المقاومة وإعادة بناء العراق وطرد هؤلاء الذين جاؤوا مع الاحتلال..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم على العموم أستاذ.. نعم، يعني حزب البعث أبدى استعدادا للحوار مع قوات الاحتلال، سأسأل عن هذه النقطة وغيرها بعد أن نأخذ وقفة قصيرة، مشاهدينا الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.

 

[فاصل إعلاني]

 

شروط نجاح المصالحة وأهداف الأطراف المختلفة

 

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في حلقة اليوم من المشهد العراقي في هذه الحلقة التي نتحدث فيها عن الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمصالحة مع البعثيين. الدعوة إلى المصالحة الوطنية ليست جديدة في الساحة العراقية فقد سبقتها عدة محاولات لم يكتب لها النجاح أو بعبارة أخرى لم تتعامل معها الأطراف المعنية بجدية تسمح لها بالتوفيق بين الفرقاء العراقيين، نشير هنا إلى أبرز تلك المحاولات وأهم ما تضمنته من دعوات.

 

[معلومات مكتوبة]

 

مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة في 19/11/2005

 

أهم بنود البيان الختامي للمؤتمر:

 

_ الالتزام بوحدة العراق وسيادته وحريته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام إرادة الشعب العراقي وخياراته الديموقراطية.

 

_ المقاومة حق مشروع للشعوب كافة والإرهاب لا يمثل مقاومة مشروعة، والمؤتمر يدين الإرهاب وأعمال العنف التي تستهدف العراقيين والمؤسسات الإنسانية والحكومية ويطالب بالتصدي لها.

 

_ الإفراج عن المعتقلين الأبرياء والتحقيق في دعاوى التعذيب ومحاسبة المقصرين والإيقاف الفوري للمداهمات العشوائية والاعتقالات بدون أمر قضائي.

 

_ المطالبة بانسحاب القوات الأجنبية وفق جدول زمني ووضع برنامج وطني فوري لإعادة بناء القوات المسلحة تدريبا وإعدادا وتسليحا تمكنها من حماية حدود العراق والسيطرة على الوضع الأمني.

 

وثيقة الإصلاح للقوى المشاركة في العملية السياسية في 29/11/2008:

 

أهم بنود الوثيقة الأربعة عشر:

 

_ التأكيد على كافة مؤسسات الدولة والكتل النيابية الالتزام بالدستور وبكل مواده وأسسه بدون انتقائية أو تفسيرات واجتهادات خاصة وإن التعديلات الدستورية وفق القوانين الجارية يجب أن تجري وفق السياقات التي أقرها الدستور والقوانين وليست بأي سياقات أخرى.

 

_ العمل بكل ما من شأنه تعزيز استقلال وسيادة العراق ومنع أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.

 

_ إطلاق سراح جميع الموقوفين الذين شملهم قانون العفو العام رقم (19) لسنة 2008 وضمان نزاهة القضاء واستقلاليته عن السلطة التنفيذية.

 

_ إجراء التوازن العام في المؤسسات الأمنية والاقتصادية والخارجية والخدمية وفق ما أقره الدستور وإعادة بناء القوات المسلحة وأجهزة الأمن على الأسس الوطنية والمهنية وتطهيرها من كل أشكال العمل السياسي.

 

_ متابعة التحقيق في القضايا المتعلقة بملف حقوق الإنسان والمعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم سواء المعتقلين لدى القوات الأمريكية أو لدى السلطات العراقية.

 

[نهاية المعلومات المكتوبة]

 

 

عبد العظيم محمد: بعد أن أشرنا إلى أهم دعوات المصالحة الوطنية. أعود إليك دكتور عبد الهادي، دكتور، الدعوة للمصالحة الوطنية ليس لها إجماع حتى داخل العملية السياسية وداخل الحكومة نفسها، طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية قال إن المصالحة بحاجة إلى صدق النوايا وإلى مشروع متكامل وإلى توافق وطني وهذه الشروط غير متوفرة الآن.

 

عبد الهادي الحساني: أنا أدري وأعرف أن الدكتور طارق الهاشمي وجبهة التوافق والحزب الإسلامي مجتمعين قد رحبوا بهذه الدعوة وهي خطوة متقدمة واضحة في عملية التعامل مع أفراد الشعب العراقي ونحن نتكلم على الناس الذين قد دخلوا إلى حزب البعث كدرء مفسدة أو كسب مصلحة. وأنا أرد على صلاح المختار بجواب معين أن الحكومة الفلسطينية الحالية قد انتخبت انتخابات، أكثر من انتخابات وهي تحت احتلال سكاني واستيطاني وقد اعتبرت حكومة شرعية. والعراق الحمد لله استعاد سيادته، الكثير من سيادته والكثير من حقوقه واعتماده على نفسه ويعتبرها حكومة غير شرعية! أما المجازر الجماعية اللي يتكلم عنها فالمجازر صارت ولا زالت، المقاومة اللي يتكلم عنها لم تقتل إلا أقل بحدود أربعة آلاف من القوات المتعددة الجنسيات ولكن قتل ملايين من الناس كانت بسياسة خاطئة رعناء أدت بزهق الدماء في الشوارع واليوم الإنسان البريء والمرأة البريئة..أما المصالحة.. المصالحة مشروع وطني ويعرف..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني هم حزب البعث يتحدث عنكم بنفس هذه اللهجة إذاً يعني الحديث بنفس هذا الأسلوب وبهذه اللهجة هو مقدمة غير صالحة للحوار.

 

عبد الهادي الحساني: أنا أرد أنا الحقيقة لم أبدأ هذه اللهجة هو قد بدأها وكلام غير دقيق وغير صحيح، يعز علينا أن نرد على بعضنا البعض بهذه الأساليب، نحن فتحنا العراق لكل من يريد أن يكون يعيش مواطنا صالحا بالعراق وهذا حق طبيعي لكل مواطن والدستور يضمن له هذا الحق، أما الإنسان الذي يختار عملية العنف واستخدام قضية عسكرة المجتمع كما كان سابقا عسكر المجتمع كله وأسس المؤسسة العسكرية والتعليمية و.. هذه الأساليب التي قد ولت وانتهت، لا بد وأن نرتقي إلى مستوى المسؤولية ونبني البلد، البلد ليس لأحد معين ليس لحزب البعث ولكن للجميع وعلى الجميع يجب أن يكون الحس الوطني حاضر عندهم ولا يزايدوا في شعاراتهم على الاحتلال، الاحتلال سوف يخرج ويولي ويبقى العراق ويبقى العراقيون، والمصالحة حق طبيعي لكل من يريد أن يتصالح أما الإنسان الذي يريد أن يرفض فهذا خياره وسوف يكتب التاريخ هذه الصفحات لمن أراد السلم ولمن أراد الحرب، فهم مشروع حرب وليسوا مشروع سلم ولكن حرب على الشعب قبل..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم دكتور لو سمحت نسمع رأي الأستاذ صلاح فيما تفضلت به، أستاذ صلاح يعني ليست لكم أرضية للحوار ليس هناك تقبل، أنتم مستعدون للحوار مع الأميركيين كما استمعنا إلى خطاب الأمين العام لحزب البعث عزت الدوري الشهر الماضي أبدى استعدادا للحوار مع الأميركيين لكنكم ترفضون الحديث مع العراقيين.

 

"   الدعوة إلى المصالحة كانت نتيجة هزيمة الاحتلال وسقوطه، والشعب الآن يلتف حول المقاومة، والبعث يعيش عصره الذهبي داخل العراق "

 

صلاح المختار

 

صلاح المختار: اسمح لي أن أوضح نقاطا مركزة، أولا أن الدعوة إلى المصالحة كانت نتيجة هزيمة الاحتلال وسقوط الاحتلال، ثانيا الشعب العراقي الآن يلتف حول المقاومة والبعث ويعيش البعث الآن عصره الذهبي داخل العراق، ثالثا كل من يتعامل مع العملية السياسية هرّبوا أموالهم وعوائلهم إلى الخارج وهم يستعدون للهروب. أما موضوع الحكومة الفلسطينية فمن قال إن الانتخابات في فلسطين معترف بها من قبلنا؟ الخطيئة الكبرى التي ارتكبت في فلسطين هي الموافقة على الانتخابات في ظل الاحتلال الإسرائيلي، أكرر لا يوجد في تاريخ العالم أي حالة احتلال جرت في ظلها الانتخابات وتم الانخراط بها..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): أستاذ صلاح سؤالي هو لماذا تقبلون الحوار مع الأميركيين أو بالأحرى تعرضون مبدأ الحوار وأنتم تبادرون للحوار مع الأميركيين وترفضون الحوار مع الجانب الحكومي الجانب العراقي؟

 

صلاح المختار: نحن نريد التفاوض مع الرأس وليس مع الذنب، هؤلاء عملاء جاؤوا مع الاحتلال وبحماية الاحتلال وعندما سيخرج الاحتلال ستراهم يتقافزون هاربين مذعورين من العراق، نتعامل مع من سبّب المشكلة مع من سبّب الكارثة في العراق وهو الاحتلال أما العملاء فهم ذيول ولا قرار لهم ولا سلطة ولا إمكانية، رئيس الوزراء لا يستطيع الخروج إلا بحماية قوات الاحتلال فكيف نتحدث عن مفاوضات مع حكومة تابعة وعميلة وخاضعة ومنبوذة من الشعب العراقي؟ قرار الشعب العراقي..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): باعتقادك أستاذ صلاح باعتقادك لماذا رئيس الوزراء إذاً يريد الحوار مع البعثيين يريد المصالحة مع البعثيين؟

 

صلاح المختار: مشروع الاحتلال في العراق انهار خطاب أوباما الأول والثاني كان اعترافا رسميا بانهيار الاحتلال وما يجري الآن على السطح غير ما يجري تحت السطح، هناك ترتيبات جارية لتحرير العراق قريبا إن شاء الله وكل هذه العناصر التي جاءت بحماية الدبابات الأميركية وليس فوق الدبابات الأميركية سوف تخرج من العراق وإلا ستقدم للمحاكم بتهم الخيانة العظمى وتدمير العراق والعنف بالعراق..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم أعود إلى الدكتور عبد الهادي، دكتور عبد الهادي يبدو أن الطريق مسدود مع حزب البعث يعني من خلال كلام الأستاذ صلاح ومن خلال حتى بيان حزب البعث الذي وصف المالكي بالخائن والعميل المزدوج، لماذا حصر الحوار والمصالحة مع البعثيين؟ لماذا لا يكون هناك جمع لكل الأطراف المعارضة للعملية السياسية والبدء من جديد؟

 

عبد الهادي الحساني: بالعكس الحقيقة هذه الدعوة هي مفتوحة للجميع بل كثير من العسكريين أتوا والوزراء السابقون. صلاح المختار يتكلم عن نفسه وبعض حفنة من الناس الذين رفضوا العملية السياسية ورفضوا المصالحة ورفضوا المجتمع السلمي وبدؤوا يعملون أعمالا هنا وهناك مجازر جماعية وهذا مشروع هم مقتنعون به وأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين وإلا هذه الأعمال التي تحدث هنا وهناك سواء بالأسواق وبالمستشفيات وبالمآرب والشوارع قتل الناس هذا مشروع هو اللي به يتحرر العراق أو به دمر العراق؟ وقد شفنا عندما مارس حزب البعث سلطته على العراق وكان الحزب الوحيد الحاكم الدكتاتور وشفنا جنينا ما جنينا حتى جوعوا الناس وكانوا يقولوا الناس عندهم كرامات معينة بل الإنسان العراقي يهاجر للبحث عن لقمة العيش لكل الدول المجاورة، بل كان أستاذ الجامعة راتبه مو أكثر من 15 إلى عشرة آلاف دينار عراقي، أقل من أربعة خمسة دولارات هذه الكرامة كانت للإنسان العراقي، اليوم استعيدت كرامة الإنسان العراقي وأعطيت الحرمة لكل الشخصيات والكفاءات العراقية..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): للأسف انتهى وقت البرنامج أريد أن أسمع كلمة أخيرة من الأستاذ صلاح المختار، للأسف انتهى وقت البرنامج، أستاذ صلاح باختصار أنتم لن تتحاوروا مع أي طرف عراقي آخر؟

 

صلاح المختار: نحن نتحاور فقط مع القوى الوطنية المناهضة للاحتلال داخل وخارج العراق، نعمل من أجل برنامج التحرير القائم على إسقاط العملية السياسية ودحر الاحتلال وإقامة حكومة وطنية ائتلافية تمثل جميع العراقيين الذين قاوموا الاحتلال، والشعب العراقي بغالبيته الساحقة قاوم الاحتلال وإلا كيف يمكن تصور هزيمة أقوى قوة عسكرية في التاريخ وهي الولايات المتحدة إذا لم تكن المقاومة هي القوة الحاسمة؟..

 

عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم على العموم انتهى وقت البرنامج والكلام والموضوع لا زال فيه حديث أكثر. أشكرك جزيل الشكر أستاذ صلاح المختار عضو حزب البعث على هذه المشاركة معنا، كما أشكر الدكتور عبد الهادي الحساني عضو البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقي الموحد على مشاركته أيضا معنا. في الختام أشكر لكم مشاهدي الكرام حسن المتابعة، إلى أن ألتقيكم إن شاء الله في حلقة جديدة أستودعكم الله والسلام عليكم.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠٠٩ م