لِمن لوثوا أصابعهم

 

 

شبكة المنصور

نون والقلم

كنت أتابع بوجع الانتخابات وسيرها وكلمات الدكتور الفاضل عبد الله شمس الحق التي كتبها في مقالته أبان الانتخابات الأولى تتراءى لي حين ناجي رب العزة والجلالة قائلا : لم ياربي جعلت قومي لأصبع الشهادة يلوثون؟

 

وأتساءل الآن هل يلوث العراقي إصبع الشهادة من اجل قنينة غاز او بضعة كيلوغرامات من مواد تموينية او حتى من أجل بطاقة دخول للسينما؟ هل السنوات الثلاث اللاتي مررن لم يكن كافيات ليدرك حجم الظلم والإهانة التي تجرعها بسبب هذه الحكومة المنصبة من قبل الاحتلال؟  أم هل تغير الحال وتحرر العراق  وتاب اللصوص عن السرقة -  توبة نصوح وليست كتوبة ابن آوى - وأصبحوا أمناء على الأموال العامة؟ هل ترك الساسة التناحر فيما بينهم وصحت ضمائرهم ووضعوا مصلحة الوطن فآمن بهم الشعب وتدافعوا لانتخابهم مطمئنين بأن الأحوال تسير من حسن الى أحسن؟ هل حدث هذا؟ وهل كان هذا سيحدث لو كان هؤلاء الساسة نبت عراقي خالص؟

 

لن نعرج على مدى التدهور الحاصل في كل مرافق الحياة وفي المستوى المعيشي المزري الذي يغلف الحياة اليومية لشعبنا الذي يعيش الغصة لما آل إليه الحال ويكظم غيظه متحملا لعبتهم القذرة في تمزيق الشعب ونهب ثرواته وطمس تاريخه الحضاري . ولن نتطرق إلى التزييف الذي يعلنون نسبته بصحفهم بل سنقرأ الواقع المعاش خلال فترة الانتخاب ولنر أن كان ما حصل ويحصل يستحق أن يلوث العراقي إصبعه من اجلهم.

 

أعلن  المالكي أثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن العراق أصبح الآن سيد نفسه وأحرز تقدما جيدا نحو إعادة إعمار البلاد، وإن استقرار العراق جاء نتيجة لتحقيق المصالحة الوطنية !!!!!!!! تصالح مع من ؟ وماذا تم اعماره  خلال السنوات الست ؟ وأين ذهبت الأموال التي اقتطعت من قوت الشعب وخصصت لهذا المجال؟ وبكل وقاحة واصل  تصريحاته مستعرضا عضلاته ردا على "بايدن" حين صرح الأخير في ميونخ( بأن إدارة البيت الأبيض ستكون أكثر تشددا في حض الحكومة العراقية على إقرار إصلاحاتها السياسية) متبجحا بأن هذه التصريحات انتهى وقتها وإن الحكومة العراقية تعرف جيدا مسؤوليتها. متناسيا ان العين لا تعلو على الحاجب وأنهم مهما فعلوا لن يكونوا سوى عبيدا عليهم الطاعة والتنفيذ وإلا فإن العصا سترفع لتخرسهم والى الأبد .

 

فهل هناك تغيير في سياستهم أم ان حلبة الصراع حامية الوطيس بين اللصوص؟ فعن أية مصالحة يتحدث؟ اعتقدوا ويا لغبائهم بأن الساحة ستخلو لهم وان أميركا ستنسحب حقا من العراق وبهذا سيصولون في الساحة مع أفاعي طهران، لكن سرعان ما عاجلتهم إدارة الشر في البيت الأبيض بصفعة أخرى معلنة تأجيلها قرار الانسحاب بانتظار تفاصيل أكثر تقدمها للرئيس الجديد ومؤكدا وزير دفاعها بأن الأهداف في العراق ستواجه الفشل إن لم تحقق بشكل واقعي ومحدد أي انه ليس هناك زمنا محددا لغاية هذه اللحظة .

 

وحين يتكلمون عن الأمن تباغتهم المقاومة بعمليات تبين زيف كذبهم وتصريحاتهم فقتل أربعة من جنودهم في الموصل وتسعة في بغداد خلال يوم واحد  ومداهمة الأميركيان لشرطة نينوى وضرب إفرادها ،إضافة إلى تعرض موكب عادل مهدي للانفجار بعبوة ناسفة اليوم دليل قوي على نجاح حكومة المالكي وسيادتها على ارض الرافدين.

 

ليعلم أهلنا في العراق أن هؤلاء القردة المنصبين لا يملكون أي قرار وخير دليل على ذلك استقالة وزيرة الدولة لشؤون المرأة العراقية قبل أيام معلنة بأنها اقتنعت بعدم إمكانية تقديم أية خدمة للمرأة من خلال منصبها هذا لأن هذه الوزارة بدون صلاحيات ولا مخصصات وقالتها صراحة بأنها تجلس على كرسي الوزارة وتتمتع بامتيازات وزيرة دون ان تؤدي أي عمل!!!!  فهل لهؤلاء نلوث أصابعنا ؟؟؟

 

أكثر من 147 غرابا (حزبا) أو يزيد معششا اليوم في العراق وكلهم لا يملكون شروى نقير فالكلمة الفصل لسواعد رجال العراق المقاوم  وهم وحدهم من جعل أفراد البنتاغون يعلنون بأن عدد جنودهم المنتحرين أكثر من قتلاهم وتضاعف ست مرات عن العام المنصرم! وأعلنوا انتحار أربعة وعشرون مرتزقا أميركيا خلال الشهر الماضي فقط !!! واصفين هذا العدد " بالمرعب" ، ورغم تحليلاتهم وتبريراتهم التي حفظناها عن ظهر قلب لكن الحقيقة الوحيدة لأسباب الانتحار والتي لا يمكن ان يتجاهلها صاحب عقل وبصيرة هو فعل المقاومة لا غير،  هذه المقاومة ننحني إجلالا لها ولفعلها الذي اسقط نظرية القوة المهيمنة على العالم ومرغها بالوحل وجعلها تعترف بأن المقاومة فاقت كل وصف كما جاء على لسان الناطق في البيت الأسود ، فالويل لنا جميعا ان عولنا على غيرها أو اغمطنا حقها وحق مهندسها الشهيد الحي صدام حسين وقائد الجهاد والمجاهدين عزة الدوري ... فتحية لمقاومتنا البطلة برجالها الغر الميامين عاش العراق حرا أبيا، عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر وعاشت امتنا المجيدة ورسالتها الخالدة والنصر قريب بإذن الله .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م