جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية العراقية

 

 

العـــدد :
التاريخ :  ٢٨ / ٠٣ / ٢٠٠٩
 

الاهداف الخفية لأشتراك ايران الامريكية في المؤتمر الدولي لافغانستان

 

 

شبكة المنصور

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية العراقية

 

لعله من المعروف بين اوساط المؤرخين والسياسيين والمثقفين ان الدول الاستعمارية كانت تلجأ للأعلان عن اهدافها ومخططاتها في القضايا المهة مثل الحروب او السيطرة الاقتصادية او الدينية في بلدان اخرى وهذا الاسلوب هو جزء من عقيدة الدول الاستعمارية على مختلف مسمياتها فهي عندما تعلن مخططاتها واهدافها ترمي  لتوجيه انظار المجتمع الدولي او الاقليمي الى تلك الاهداف والتعامل معها بضوء الرؤية والشعارات السائدة في حينه ، ولكن بالتأكيد هناك جوانب تبقى خفية وراء هذا المخطط او ذاك ولضروف خاصة وحسابات معينة توجبها جوانب قد تكون اكثر خطورة مما هو معلن ...

 

فنحن العراقيين ندرك ان وراء قيام الحرب البريطانية العراقية عام 1941 كانت اهداف معلنة واخرى سرية غير معلنة لم يكشف عنها الا بعد قيام ثورة تموز  1958 وانتهاءالوجود البريطاني في العراق وهذه الاهداف كان غالبية الشعب وبعض القوى السياسية الوطنية والاقليمية لا يدركونها انذاك .

 

واليوم ضخامة الاحداث ومجرياتها وتداعياتها تفضح مخططات كثيرة في المنطقة كانت اهدافها ومبرراتها تشير الى أتجاه معين وفي حقيقتها تسير باتجاه اخر.

 

ففي الفترة التي سبقت العدوان على العراق اصبح الكل يسمع عبر وسائل الاعلام مبررات واهداف الغزو الامريكي للعراق وفي مقدمتها اسلحة الدمار الشامل  في حين ان حقيقة الامر كانت خلاف ذلك تماماً...وعندما سقط الاحتلال في المستنقع العراقي اخذ يبحت عن حلول متعددة لانقاذ نفسه من هذه الورطة وحفظ ماء الوجه فلتجاء الى اشراك دول الجوارفي موضوع امن العراق .

 

وان المقاصد من اشراك دول الجوار في موضوع امن العراق كانت له اهداف معلنة ولكن اهدافه ومبرراته الخفية كانت شيئاً اخر والدليل ان ايران من بين دول الجوار الست التي انفردت وتميزت في موضوع ما يسمى معالجة الوضع الامني في العراق فعقدت معها الادارة الامريكية العديد من الاجتماعات السرية والعلنية ناهيك عما كان يدور خلف الكواليس من فعاليات بين المسؤولين عن هذا الموضوع اي ( الملف الامني العراقي وسياسة عض الاصابع والمطاولة في الاستيعاب وتحمل الصراع الخفي ) وجميعها عرضة الشعب العراقي للايذاء والخسارة والتدمير كشعب وحضارة .  فطرفي اللعبة يتسابقان في تحقيق الاهداف الخفية  لهذا المخطط المعلن والخفي واهدافهما واحدة مشتركة .

 

واليوم نرى ونسمع على رؤوس الاشهاد ان امريكا تدعوا الى مؤتمر دولي من اجل افغانستان وتدعوالى ضرورة مشاركة ايران بهذا المؤتمر وكأن ايران تمتلك عصا موسى عليه السلام والمعروف عنها انها واحدة من دول (محور الشر) في نظر (غريمتها) امريكا وحلفائها وهي التي تجاوزات حدودها ومسؤولياتها الدولية والقانونية والاخلاقية المقبولة في اطار السياسة الدولية والاقليمية ...

 

ولكن كل هذا اصبح مقبولاً ومسوغاً الان من وجهة النظر الامريكية والصهيونية... بغض النظرعن الخلاف الحاد والمفبرك بشأن الملف النووي الايراني والقضايا العالقة الاخرى  !!!

 

ولعلنا نتسأل عن الاسباب الحقيقية الخفية التي توجب اشراك ايران في هذا المؤتمر الدولي من اجل افغانستان ...؟؟؟

هل ان دور ايران يوازي او افضل من  دور باكستان اوالهند او دول اخرى من دول جوار افغانستان  ...؟؟؟

 

باكستان الحليف الامريكي الاستراتيجي لها دوراً مهماً وخطيراً وكبيراً في العلن او حتى دور الهند او دول الجوار الاخرى المعنية في الحرب على افغانستان ، ولكن هناك اسباب حقيقية خفية غير معلنة تمهد لأيران ان تأخذ دوراً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في هذا الملف وقد يكون بعض السياسيين الذين هم على صلة وتواصل مع ايران ويدركون خفايا واسرار ذلك الدور ،قد يطول شرح تفاصيل هذا الدور في هذا المقال ولكن خلاصته   دور مشبوه انفردت فيه ايران عن دول المنطقة يتعلق بالقدرات الارهابية المنظمة التي تضطلع بها ايران بل احترافها التعامل لضرب القوى الوطنية التي تناهض الاحتلال والغزو العسكري الامريكي الصهيوني في المنطقة من اجل مصالحها الذاتية .

 

( فأيران الامريكية ) المعدة والمهيئة سلفاً لتنفيذ هذه الادوار ( بموجب اتفاقيات عسكرية وامنية ثنائية مع امريكا والصهيونية تجعلها شرطي المنطقة ) فهي اكثر ارجحيه من كل الدول ذات العلاقة في ملف افغانستان جعلت منها منظومة سياسية عسكرية تعتمد الارهاب المنظم اسلوباً في تفتيت وضرب كل القوى المحبه للسلام والمناهضة للاحتلال ...

( ايران الامريكية) دولة ارهاب لها خلاياها النائمة من الفيالق الارهابية التي بنتها وفق عقيدتها السياسية والطائفية والعرقية بعيداً عن الجوانب الاخلاقية والقانونية ووزعتها على دول جوارها ودول الشرق الاوسط والمغرب العربي  كما تشير لذلك خريطة توزيع الفيالق المنوه عنها مثلما هو الحال في العراق ولبنان واليمن ودول الخليج وهذه المجاميع الارهابية اصبحت تتمتع بقدرات المافيا الدولية في حسم الامور لصالح اسيادها لما تحضى به من دعم مادياً وعسكرياً ومخابراتي ...

 

فدورها واضحاً وبيناً في خلق اصناف عديده من المليشيات الطائفية والعرقية في العراق    استهدفت اولاً المقاومة العراقية الباسلة التي تضرب الاحتلال في العراق وحاولت اشغالها عن اهدافها العليا واستهدفت ايضاً القوى الوطنية من العلماء والاطباء والمهندسين  وقادة الجيش والاجهزة الامنية وفق خطط ممنهجة كما استهدفت البنى التحتية ونهبت الثروات الوطنية ، وتمكنت من ايصال عملائها واذنابها  لاحزاب السلطة في العراق ، وكان ذلك بدعم من قوات الاحتلال الامريكي  ومرتكزاته من العملاء والخونة...

 

واستثمرت علاقاتها الطائفية للعمل مع عناصر تخريبية متعددة الغايات والاهداف سواء في العراق او مناطق اخرى من دول العالم  . وهي تمتلك ذات الاوراق في افغانستان وفي مقدمتها التشكيلة الاجتماعية والطائفية المتطرفة في مناطق متعددة في افغانستان ناهيك عن العوائد الاقتصادية التي تطمع فيها ايران...

 

وهذه العوامل المتاحة لها قادرة على تحقيق الاهداف بتخف وسرية عاليتين دون الحاجه لهرطقة الدبابات والطائرات والصواريخ والضربات الاستباقية التي تعتمدها امريكا سابقاً...

 

ولعلنا لا نخطىء اذا ما قلنا ان ايران تمتلك اسلوب تنفيذ الحروب الحديثة الخبيثة اللاخلاقية التي تستهدف بها اعدائها وحتى اصدقائها عندما تتطلب مصالحها ذلك وتسخر لها قدرات بشرية فاقدة للحس الوطني والمسؤوليات الانسانية كما كنا نسجل ذلك على العمليات الارهابية التي خطط لها الارهابي عماد مغنية ( قائدهم الملهم ) والعناصر التي عملت معه وتم تصفية بعضهم في العراق ...

 

وهذا الاسلوب في الحرب يعد من الاساليب القذرة حتى ان الجيش الامريكي الذي ارتكب مجازه في العراق بابشع صورها وفضائحة اللاخلاقية في ابو غريب يبدو انه لايستطيع ان ينفذها كما ينفذها الجانب الايراني ، وعندها سنرى الدور القذر  لهذا الشرطي والجلاد والشيطان المعمم وسينفضح كما انفضح فعل سيده  الشيطان الاكبر في العراق العظيم ...

 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة الوطنيـــة العراقية

بـغــــداد - الـعـــراق

 

 
كيفية طباعة المقال
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠٠٩ م