جهاد المثقفين ... وتحية الى الأستاذ صلاح المختار

 

 

شبكة المنصور

صلاح أحمد
ابتدءاً ،أريد أن أسجل تحية اعتزاز وتقدير بحجم أصالة وعروبة وقيم العراق إلى الرفيق المناضل صلاح المختار تثمينا لما سطره من بطولات وملاحم فكرية وإعلامية ،واصل فيها انتصاراته للحق والبعث والمقاومة ،وذلك خلال خوضه لمعركة مع واحد من الرموز الإعلامية المشبع بالحقد من رأسه إلى أخمص قدمه على البعث ،وهو (حميد عبد الله ) في قناة البغدادية التي لن تنال وصفا أدق من كونها قناة طائفية .


ومما جعلني أشعر بالسعادة والاطمئنان في آن معا ،هو ما أعتمده الأستاذ صلاح المختار من منهجية دقيقة وناجحة في هذه المواجهة ،اشتملت :


1-  على الهدوء في تناول الموضوعات ومعالجة الأسئلة الخبيثة التي درج على طرح مثلها (حميد عبد الله ) في مواقف كهذه منطلقا من مقاصد غير سوية .وصفة الهدوء هذه جاهد فيها الأستاذ صلاح نفسه ،لأنه في مواطن كثيرة كان يغادرها انتصارا للحق والحقيقة ،ولكن حاجتنا إليها الآن أكثر لضمان وصول صوتنا وموقفنا صافيا كما هي حقيقته إلى المتلقي الذي ارتبكت لديه الأفكار وتشوهت المعلومات بفعل تزاحمها وانطلاقها من جهد أعلامي مؤسسي ومضلل شمل بمساحة تأثيره العالم بأسره .


2-  نجح الأستاذ صلاح في عدم السماح لمقدم البرنامج أن يقاطعه أثناء أجابته على الأسئلة، وحرص على شرح أرائه وعرض معلوماته بدقة وإفاضة،وبذلك فوت عليه الفرصة في أن يحول دون وصول الفكرة والرأي على نحو كامل ومؤثر إلى المتلقي .خصوصا وأن مقدم البرنامج كان يعتمد في كل لقاءاته السابقة على أن يتحدث ويعلق ويتداخل أكثر من الضيف ،لأنه على ما يبدو لديه رسالة وهدف ولا تحكمه الحيادية في أدارة اللقاءات.


3-  أعتمد الأستاذ صلاح في إجاباته وعرضه لأرائه على أستحضارات وشواهد ذكية وصحيحة ،خصوصا ما يتعلق منها بتجربة المقاومة في فرنسا وفيتنام ،وكلها جاءت في سياق تأكيده لشرعية وفاعلية المقاومة الوطنية العراقية في أنجاز مشروع التحرير وإفشال المخططات الأنكلوصفوصهيو أمريكية في العراق والمنطقة .


4-  أتسم طرح الأستاذ صلاح بالموضوعية ‘خصوصا عند تعرضه إلى موضوعات مهمة وحساسة يشوبها الكثير من اللغط والتشكيك ،والذي تقف وراءه أطراف ومنظومات وحركات معادية ،هذه الموضوعات التي تتصل بمراجعة البعث لمسيرته وتجربته في العراق .وطبعا ،فأن الأستاذ صلاح كان مدركا للدوافع والمنطلقات التي تقف وراء مطالبات من هذا النوع ،فالكل أصبح يعلم بأن الفصل الأكبر في مخطط استهداف البعث من قبل خصومه المحليين والإقليميين والأمميين يعتمد على جهد وكم معلومات التضليل و التشويه لهذه التجربة العظيمة ومحاولات اختزالها في جزئيات اجتهادية تم تصويرها على أنها أخطاء بمقاسات كبيرة واستثنائية،والسبب لم يعد خافيا على العقلاء الشرفاء ،فالقضية لا تعدو سوى محاولات بائسة ويائسة للاحتلال وعملاؤه ، هدفها طمس معالم هذه التجربة العظيمة بشموخها وقممها وتفاصيلها الحضارية وشواهدها الحية للإحالة دون الوقوع في براثن وشباك المقارنات التي لزمت المواطن العراقي وأصبحت هاجسه اليومي وهو ينظر إلى ما آلت إليه أوضاع البلد من انحطاط طال كل مناحي الحياة فيه على أيدي دعاة الحرية والديمقراطية المزيفة من المغول الجدد وغلمانهم من العملاء والخونة . والبعث كأي حركة تاريخية لا يترفع عن الإقرار بالحقائق، ولن  يعمد إلى القفز  فوقها ،وإذا تجربته العظيمة لم تخلو من أخطاء تستحق المراجعة العلمية والموضوعية وعبر القنوات والأنظمة الحزبية المعتمدة فأن مثل هذه المراجعة لن تكون بصيغة رد الفعل أو استجابة لدعوات أصحاب الغرض السيئ والأهداف المريضة المتعارضة مع مصلحة العراق والأمة .

 
أن البعث لن تختزل حقيقته  أرادات الشر حتى ولو اجتمعت بما لديها من مشتركات ومصالح ،فالتجدد والحيوية والمطاولة والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والإسلامية صفات متجذرة في بنيان البعث الفكري والتنظيمي ،وهو لذلك لن تستهلكه الأحداث الجسام ،بل تستفز ما لديه من مخزون القيم وإرادات التعبير عنها .
بوركت أيها الرفيق العزيز والمناضل الشهم الغيور في جهدك وجهادك، والله ولي الذين أمنوا.

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠٠٩ م