محاربة المعارضة .. مودة جديدة في السياسةالعراقية !!!

 

 

شبكة المنصور

شامل عبدالقادر  / كاتب عراقي

من المعروف عن العراق عبر مراحل عهوده الملكية والجمهورية تقيد رؤوساءه وحكوماته باحترام المعارضين السياسيين على اختلاف توجهاتهم وميولهم وانشطتهم الفكرية والسياسية وخلال الفترة 1921-2003 لم تسجل ضد العراق اي موقف سلبي ومخزي بهذا الصدد!


احترم العراق جميع المعارضين السياسيين من العرب والايرانيين والاتراك والشيشان والبولونيين والفلسطينيين والمصريين والسوريين  الذين لجأوا اليه عبر عقود مضت ولم يسلم واحدا منهم ولعل اشهر معارض سياسي ايراني لجأ الى العراق في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين هو رجل الدين ابو مصطفى الخميني !


امضى خميني منذعام1963 حياته في العراق وتحديدا في النجف ولم يهدده احد او يستغله او يرعبه اويجعله رهينة كما يفعل حكام عراق اليوم مع المعارضةالايرانية .. عاش خميني في بيت بالنجف من دون ان يضع احد من حكام العراق السابقين رجل امن واحد لمر اقبته وكان خميني يدرس دروسه بطريقة عىنية وفي الصحن الحيدري ويتحلق حوله طلاب من جنسيات مختلفة من العراقيين واللايرانيين والهنود والباكستانيين!!


لجأ خميني الى العراق ليس في زمن الرئيس الراحل صدام حسين بل جاء عن طريق تركيا بعد فشل الانتفاضة الشعبية في ايران عام1963 ضد الشاه محمد رضا في عهد قيادة البعث التي تولت اسقاط نظام حكم الديكتاتور عبدالكريم قاسم واستمر لاجئا محترما ابان حكم عبدالسلام عارف وشقيقه عبدالرحمن عارف وحتى قيام ثورة 17_ 30 تموزمن عام1968 ولم (تتحرش!!) به قيادة الثورة حتى عندما كانت العلاقات العراقية – الايرانية تمر في ازهي مر احلها عام1975 ولكن القيادة انتبهت الىان خميني راح يخالف شروط وقيزد اللجوء السياسي ولهذا عملت على تسفيره بعد ان اصر هو شخصيا ان يمارس دوره السياسي من دون احراج للموقف الرسمي الحكومي العراقي !!!


ومثلما احترم العراق البعثي مكانة اللاجئين الايرانيين الذين برزمن بين صفوفهم فيما بعد ابرز (قادة!) الثورة ضد الشاه منح الاحترام نفسه للمعارضة الايرانية التي تقاطعت مع خميني ومن الطبيعي ان تزداد عرى التعاون مع المعارضةالايرانية  بكافة اشكالها وليس مجاهدي خلق وحدهم بعد اندلاع الحرب العراقية – الايرانية!!


لقد عاش ابرز وجوه حكومات الاحتلال الامريكي في العراق سنوات طويلة في سوريا ومصر وايران والاردن من دون ان يلزمون بشرط او يحرض ضدهم احد من العراقيين او غيرهم!!


لااعرف لماذا يتسابق حكام العراق الامريكي الى تملق النظام الايراني وتقديم الوعود العسلية لتسليم المعارضين الايرانيين للنظام الايراني الحالي؟!


لماذا يتنكر هؤلاء لقواعد وشروط ولياقات العراق في احترام اللاجئين الاجانب ؟؟ ماذا لوكان مجاهدي خلق من صنف المعارضة الايرانية التي ترعرعت في اروقة المخابرات الايرانية هل كان على طالباني والحكيم والربيعي وعباس البياتي التسابق امام اقدام خامنئي لتسليمه رقاب المجاهدين؟؟؟!!


يبقى العراق بغض النظر عن وجود هذه الاشكال المشوهة في الحكم امينا على قوانينه وتقاليده في احترام اللاجئينوعدم المساس بهم او التهديد بتسليمهم اوحتى جعلهم جزء من صفقة وضيعة !!!

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أذار / ٢٠٠٩ م