عــــمـــرو مـــوســي .. وســـــر زيــــارة بــغــــــداد

 

 

شبكة المنصور

الـــــوعـــــي الــــعــربـــي
زيارة السيد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي إلي العراق جاءت مخيبة للآمال العربية والتي تضاف إلي سجل عمرو موسي الذي نضح بما فيه الكفاية وإحقاقا للحق والتاريخ ليس هذا ذنب الرجل وحده وانما هي مرحلة الضعف والوهن التي تمر بها الأمة العربية وإن كان من الأولي له ولتاريخه الذي حاول أن يضفي عليه بعض الأساطير والبطولات أن يختم حياته بعيداً عن هذه المؤسسة "اللا عربية " والمسماه بالجامعة ، فبعد كل هذه السنوات من عمر الإحتلال والعراق مازال يرزح تحت وطأة الغزو والتدمير والقتل والتهجير وطمس للهوية ومع ذلك يبدو أن الذاكرة العربية قد أصابها الوهن أو ربما قد أصيبت بمرض الزهايمر فمنذ عامين تقريبا وبعد مرور أكثر من خمس سنوات علي هذا الإحتلال البغيض يخرج علينا الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الرياض 2007 ليتذكر ويذكرنا بان العراق خاضع لاحتلال أجنبي وغير شرعي وربما هناك غيره من الحكام الذين لم يكتشفوا بان العراق مازال محتلا حتي الأن ، ولكن ما لا نفهمه اليوم هو سر زيارة عمرو موسي في هذا التوقيت!

 

وما الجديد الذي طرأ علي هذا البلد مما جعله يتذكر العراق والعراقيين بعد كل هذه السنوات فهل أيقظت الحالة المأساوية التي يعيشها أبناء الشعب العراقي الضمير في قلب وعقل السيد عمرو موسي فجأة ؟ نحن نتفهم بان السيد الأمين العام للجامعة العربية يذهب إلي العراق بعد أن يكون قد تحرر من رجس هذا الإحتلال وهروب أتباعه من العملاء والخونة وقد أسترد هذا البلد كرامته وعافيته التي دمرتها سنوات الحصار القاتل الظالم علي الشعب العراقي دون أن تتحرك هذه المؤسسة العربية لإنقاذ هذا الشعب بل شاركت وساهمت في تسهيل الغزو بعد ذلك عن طريق إقناع الرئيس الشهيد صدام حسين بفتح أبواب العراق للمفتشين والجواسيس الدوليين دون أي ضمانات عربية تعطي له مما ساعد في عملية الإحتلال ، نحن ندرك أهمية عودة العراق إلي حضنه ومحيطه العربي مرة أخري بعد كل ما جري من خراب ودمار له ،ولكن لا نريد العراق الجديد بما يحمله من حقد علي كل ما هو عربي وإسلامي لا نريد عراق العملاء واللصوص ولكن نريد عراقا عربيا قوميا وإسلاميا بحق يكون هو البوابة الشرقية للأمة العربية ، فأي عراق يقصده السيد عمرو موسي بدعوته التي بشرنا بها عن إستضافة العراق للقمة العربية القادمة وإن كانت هذه القمم لاتقدم ولا تؤخر ولكن هي جرح لكرامة أبناء الشعب العراقي الذي يقاوم الإحتلال وعملائه والأجدر للسيد عمرو موسي أن يأخذ في إعتباره قرار فصائل المقاومة من أبناء الشعب العراقي الذي هو من يقرر مصير بلاده فهل هذه هي دعوة إجبارية لإنقاذ الإحتلال الأمريكي وعملائه من ضربات المقاومة عن طريق تغيير شكل الإحتلال وإعطائه طابعا عربياً ولماذا لم يفتح قنوات إتصال مع أطراف الفصائل المقاومة إذا كان حقا يبحث عن مصلحة العراق ، فهل سقطت من ذاكرتك سهواً يا سيادة الأمين العام بأنك أنت وجامعتك العربية كنت أول من أعترف بحكومة العملاء في المنطقة الخضراء وحاكمها الأمريكي بريمرالذي أجلس عملاء الإحتلال علي كرسي مندوب العراق في الجامعة العربية والذي كان يشغله رجلا تشهد له الأفاق وهو الدكتور" محسن خليل "،

 

ولكن يبدو أن ذاكرة السيد عمرو موسي أصبحت ضعيفة ونسي أن الإحتلال وعملائه أقدموا علي إغتيال الرئيس الشرعي للبلاد والعضو المؤسس في الجامعة العربية عن طريق محاكمة باطلة وغير شرعية وعند سؤاله عن ذلك أجاب بأنها هذه مسائل داخلية وهذا هو العراق الجديد ، هذا هو العراق الذي قام باجتثاث كل ما هو عربي في الوقت الذي يتباكى فيه عمرو موسي علي العراق ويجلس ويصافح العملاء ، لقد جاءت زيارتك يا سيد موسي في الوقت الضائع وهي غالبا مرتبطة بنواحي نفسية وشخصية لك بعد سلسلة من النكسات التي أصابتك من خلال مواقف جامعتك العربية أثناء العدوان الصهيوني علي غزة وإهتزاز صورتك خلال مؤتمر دافوس وإرتباكك بعد إنسحاب" رجب اردوغان" رئيس الوزراء التركي من علي المنصة محتجا علي كلام "شيمون بيريز" فجاءت هذه الزيارة ربما تستعيد لك شيئا من نرجسيتك ، ولكن نود أن نقول بان هناك أسبابا موضوعية وخفية ومتعلقة بالإحتلال لهذه الزيارة والتي جاءت بالتزامن مع إعلان الإحتلال الأمريكي عن قرب هروبه من العراق ، وكذلك هي تأتي بالتزامن مع ما أعلنته حكومة العملاء وما يخرج من تصريحات علي لسان المالكي ، و عبد المهدي، والهاشمي ، وطالباني، وزيباري، وفجأة وبدون مقدمات أو سابق إنذار عن بدء عملية المصالحة مع البعثيين السابقين والذين تحولوا بين عشية وضحاها من ازلام النظام السابق والملوثة أيديهم بدماء العراقيين الذين يجب تطهير العراق منهم بل وإجتثاثهم منه وفقا لقانون إجتثاث البعث إلي شركاء في هذا البلد في عملية المصالحة لكي تنقذهم من مصيرهم المجهول فلذا تأتي زيارة عمرو موسي بملامحها العربية وإن كانت بصياغة أمريكية تفرضها ظروف إقليمية خاصة تنكشف ملامحها من خلال تقارير عن وجود محاولات كبري تجري للعمل علي كسر الحلف السوري الإيراني من خلال جذب سوريا إلي خيمة المعتدلين العرب وتحييدها عن دعم حركة حماس وحزب الله والضلوع بإمكانية إحياء الرابطة القديمة بين حزب البعث السوري والبعث العراقي واستدراج البعثيين المعارضين و المقيمين في سوريا وعودتهم للعراق ومن ثم القضاء عليهم ولكن لم يحدثنا السيد عمرو موسي والعملاء عن مصير المعتقلين من قادة البعث الموجدين في سجون هامان وجنوده ومن صدرت بحقهم أحكام الإعدام فهل سوف تشملهم هذه المصالحة أم لا ، إذن الحل يكمن في إعادة مد يد العون والتي في ظاهرها عربية من حيث الشكل أمريكية من حيث المضمون تكون من نتيجتها المصالحة بين البعثيين وحكومة العملاء ولهذا جاءت أثناء الزيارة عبارات محددة علي السنة المسئولين العراقيين مثل عودة العراق إلي ممارسة دوره العربي والقيام بالإستحقاقات والمهام التي تترتب عليه وما إلي ذلك . هذه هي خطة أمريكا والعملاء الجديدة من أجل بقائهم في العراق تحت شعار المصالحة العربية ، ولهذا نقول لموسي لن تصلح عصاك ما افسده الإحتلال الأمريكي وعملائه فلتخذ عصاك وترحل فلن يحرر العراق إلا أبنائه .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠٠٩ م