الأمة الحية تنجب الفكر الحي

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد
الأمة العربية هي خير الأمم التي أخرجت وإنها الأمة الوسط  وإنها حملت الرسالات السماوية للبشرية جمعاء مبشره وناذره وإنها الأمة التي علمت الآخرين  الكتابة والعلوم والصناعة والفن وإنها الأمة التي فتحت جنباتها لتحتضن كل من يريد الحياة والارتقاء بالعلوم لأنها الأمة التي من الله  عليها لتكون وعاء أنبيائه ورسوله والمصلحين  ، وأرضها تحتضن أول حضارة  لتكون المهد الذي يترعرع فيه العلم والإبداع والنمو والارتقاء فكانت العلوم والصناعة والدات والقلم ومن خلال ذلك كان العداء والصراع فيما بينها والأمم الأخرى التي اتخذت من العدوان والتوسع والتمدد على الآخرين منهجا وسلوكا" لها والذي يسمى اليوم التصادم الحضاري لان الصراع الأساسي الذي يحكم أفكارهم هو البقاء على حســاب الآخرين


من خلال هذا السفر الخالد كانت هناك حزمة من الأفكار الإصلاحية والثورية التي يراد منها إيقاف حالة التداعي الذي فرضت على الأمة من تلك القوى التي امتلكت مقومات العدوان والاقتدار يقابله النخر الذي تعرض له الجسم العربي والمؤسسة الحاكمة لما دخله من عناصر يحملون أحلام  وغايات وأفكار  أعداء ألامه فحصل الذي حصل وصولا إلى عام 1258 عندما اجتيحت بغداد من القوى الشعوبية لتدمر  وتنتهك الحرمات والثوابت الأساسية لبناء الدولة من اجل إيقاف حالة النمو القومي والإبداع الإنساني الذي  يؤطر التأريخ العربي وان مالحق بالتأريخ أعلاه من انكفاء  وانزواء جعل الإنسان العربي في تيه باحثا" عن طريق الخلاص والانطلاق  وان إفرازات الحرب العالمية الثانية  التي نقلت الأمة العربية من حالة التوحد إلى التقسيم وظهور أنظمة تؤمن بما أراد المستعمر الكافر  أن يكون مرد فا" بزرع كيان غريب عن الجسم العربي ليكون قاعدة الفصل فيما بين المشرق والمغرب العربي تمهيدا" لإرساء قاعدة إن الأرض العربية هي ليست خالصة للعرب وان الوطن العربي ماهو إلا  موطن أقوام وأمم متناقضة  ، إن ما حصل  على الأرض كان المحفز الأساس  لدى النخبة العربية  التي وجدت طريق النجاة والحفاظ على الأمة تأريخا" وحضارة  وموروثا" فكريا" في حركة الإحياء العربي لتكون منبرا"حرا" لانبعاث الذات العربية لدى الشباب العربي بل لدى الإنسان العربي أينما يكون هاجسها الأول والأخير  المنظومة الفكرية الموحدة التي ترى في ألامه  القوة التي توحد الحركة الفردية في مسار الجمع وان تكون الانقلابية الذاتية  من حيث التجرد من كل ما أشيع من أمراض الزمن الرديء كي يكون المنتمي  لهذه المنظومة الفكرية قوة تغير أساسيه لأنه الهدف لها والوسيلة التي يتم الوصول إلى الهدف من خلالها واستمر التحضير للولادة الفكرية الحية التي تعبر عن المكنون الإنساني للأمة العربية وتبعث الأمل في وجدان أبنائها  ليتجاوزوا ما أريد للامه من يأس وقنوط واستسلام وتبلورت هذه الأماني  بحركة البعث نعم انبعاث الأمة  من جديد من خلال الربط الجدلي فيما بين ماضي الأمة الخالد والحاضر وما فيه من مرارة الاحتلال والتجزئة والاستغلال وغياب دور الجماهير بفعل أنظمة جاء بها الغازي المحتل لأرض العرب يقابل ذلك كله أفكارا" سياسية مزروعة في الأرض العربية الغرض الأساس منها تكريس ما أريد للعرب من تخلف وضياع وحرمان  بل الأكبر من ذلك الاستلاب  إن كان في الهوية أو الفكر  والاعتقاد فكانت تطفوا على السطح العربي الأفكار الاشتراكية اللاقومية التي تتخذ من الأممية  كيانا لابد للعرب أن يندمجوا فيه والفكر القومي التعصبي الذي يراد منه تشويه حقيقة  الأمة العربية كونها امة عطاء وإبداع واحتضان للآخرين والفكر الديني الذي ناصب العروبة والفكرة القومية العداء إضافة إلى التشويه الحقيقي للمفاهيم والقيم السامية التي يجسدها الإسلام كدين وثورة اجتماعية كبرى وان هذه الأفكار تقف ورائها أطراف لها إطماع ونوايا تتعارض مع طموحات الأمة وجماهيرها


بهذه الرؤية كانت ولادة البعث العربي الاشتراكي  كمنظومة فكرية تختص بمعاناة الأمة العربية وتتفحص الطريق الحقيقي الذي يمكنها من التحرر والخلاص من الأمراض التي كبلتها وقيدت حركتها لتنطلق نحو  أهدافها وغاياتها السامية التي جسدها الشعار المتخذ أساسا" للحركة والنضال ( أمة عربية واحدة      ذات رسالة خالدة ) وهنا يتم الدمج الجدلي فيما بين الأماني والتطلعات المشرعة للآمة ورسالتها التي تتجاوز المحيط الذاتي لتكون  ومن خلال الجدلية التي  ولد في خضمها الفكر الإنسان والزمن والحاجة وهذا الثالوث متغير وفق المتغيرات التي تحصل في احدهما إضافة إلى انبعاث  المجد العربي الذي مارسـه العرب عبر تاريخهم ودورهم في الحياة الإنسانية  ،  وتفاعلهم مع الأمم الأخرى إنسانيا" وايجابيا" والدليل اليقين على ذلك ما تركه العرب الأوائل في  أوربا وإفريقيا واسيا من مشاهد حضارية وارث يعد أساسا" في آية نقلة علمية وحضارية  شهدتها شعوب تلك القارات مما يعز  الروح الإنسانية التي تميزها عن باقي القوميات والأمم ، ومن هنا نرى الحقد الدفين على الأمة وفكرها  المتجدد الذي هو نتاج معاناتها وتطلعها المستقبلي من حيث ممارسة الدور الإنساني في  المحيط الذي هي فيه والعالم وان التراث الفكري للحزب تناول ذلك بالدقة والتفصيل لأنه يؤمن إيمانا" صميما" بالتغيير الجذري للواقع العربي والإنساني بالبعد الاشمل لان الحزب يؤمن كذلك بوحدة القوى الثورية والتقاء  نضال الشعوب في جوهر أساس في الصراع ألا وهو العدو المشترك والأسلوب ألتدميري الذي ينتهجه من اجل غاياته


إن استذكارنا لميلاد البعث وضمن هذه الظروف التي تمر بها الأمة العربية عامة وخاصة العراق قاعدة الصمود وأمل ألامه المشع عنفوانا" يعيد بنا  الموقف الجهادي الذي اتخذه الرعيل الأول من مناضلي البعث فدائي الأمة  بتصديهم لآلة القوى الغاشمة المهيمنة على الساحة العربية   ،   فمناضلي البعث في العراق اليوم وبالرغم من كل  الأعمال الشريرة التي قام بها النفر الضال الذي جاء به الغازي المحتل  ليرتكب الجرائم البشعة بحق العراقيين الابات ازدادوا ثبات وإيمان وصلابة بالموقف رافعين الشعار الذي ردده القائد الشهيد صدام حسين على اثر صفحة الخيانة والغدر عام 1991 لنبدأ من جديد بكل خطوة يخطوها لإعادة  البناء والانطلاق نحو الهدف غير مبالين بكل السهام الطائشة التي ترد من هنا وهناك وبمسمياتها الملعونة إن كانت قانونا" أو فعلا إجراميا"أو ملاحقات تقوم بها أجهزة السلطة المبنية بناءا" مليشيا ويا" مواليا إلى قوى  خارج الحدود تكن كل الحقد والكراهية والبغضاء للعراق وشعبة متطلعة إلى احتوائه بواسطة أدواتها حزب الدعوة العميل والمجلس الأدنى اللااسلامي والتيارات والحركات التي تغذيها وتمولها لارتكاب جرائمها بعلم وموافقة الغازي المحتل وان اختلفت إداراته وقياداته أما على صعيد الداخل فقد خاب المرتدين الذين أغوتهم المسميات وانهار ت أحلامهم بفعل الولاء  الواعي الإيماني  للقيادة الشرعية التي  استلمت المسؤولية النضالية الجهادية منذ لحظة اسر القائد الشهيد وقد اثبت الميدان  صلابتها وعنفوانها حيث أعطت الزخم لكل الخيرين الذين  رفعوا لواء  المقاومة ورفض الاحتلال وأجندته وعملائه فكانت القيادة العليا للجهاد والتحرير  والجبهة القومية والوطنية والإسلامية ومن هنا أصبح العدو وكل أقزامه بحالة الاحتضار والهزيمة المتحققة إنشاء الله
يحل السابع من نيسان 2009 وقاعدة الحزب أكثر تماســـــــكا" ورسوخا" والجماهير الابيه تلتف حولها سياجا" أمينا" لها لان  المواقف برهنت بان البعث حقا هو الفكر العروبي الذي يحتوي الأمة بكل مكوناتها وهو الصادق برؤيته وتحليلاته وهو العضد الصلب الذي لا يلتوي بالرغم من كل  ماجند وحشد وتحالف لأنه  الوليد الشرعي للأمة والذي وهبه رحم ألامه لقدرها ورسالتها ليكون الفتى الأمين على حملها والجهاد من اجل تحقيقها ، فهنيئا" لكل مناضل سجل في سفر النضال وقفة عز وآباء قبل أن يسقط مضرجا" بدمه سراجا" منيرا" للأحرار والخيرين ووقفة إجلال وإكبار أمام كل مجاهد يكتب يوميا" معاني الخلود والرجولة والكبرياء التي تعيد للأمة أمل الحياة والبقاء ، وهنا لابد من تحية تنبع من القلب والضمير والوجدان لشيخ المجاهدين وخادم الجهاد المعز من الله القوي ليقود الجمع المؤمن إلى شاطئ العز والنصر ليصنع الحدث الأكبر ألا وهو نهوض الأمة بكل كبريائها  وتاريخا  وينهزم كل الأشرار  وتتفتت هياكلهم وتنهار إمبراطورياتهم التي قوامها  العدوان ولأغير العدوان كما انهارت إمبراطورية فارس بمعركة فتح الفتوح وإنها لمتحققة مرة أخرى من ارض العراق ارض القادسيتين ، ألم تكن الأمة الحية منجبة لفكرها الحي
 

ألله أكبر               ألله أكبر                 ألله أكبر 
عاشــــــــــــــت الأمة العربية  المجيدة
عاش البعث رمز الأمة وإرادتها الحية
عــــاش العــــراق العــــــربي الموحد

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م