الـبـعــث والانــبــعـــــاث

 

 

شبكة المنصور

زامــــل عــبـــــد
الأمة العربية امتازت عن باقي الأمم بتعرضها إلــــى هجمات متتالية من القوى الشعوبية والطامعة بالثروات العربية والعاملة على تجريد الأمة من مقومات اقتدارها ، وقد اســــتخدمت أســـــاليب متنوعة ومتعددة من تلك القوى إلا أن الفشل الذريع كان حليف كل الأشرار لان الركائز الأساسية التي كونت الشخصية العربية نابعة من العمق التاريخي الحضاري للأمة والمنهج الإنساني الذي بلوره الدين الإسلامي الذي نقل الأمة العربية إلى الأفق الإنساني الذي تبلور بانفتاحها الايجابي على الأمم والشوب الأخرى التي تخيم عليها الضلالة والحرمان والابتعاد عن جوهر العلاقات الإنسانية لان الحاكم أو القوة التي تسير مسارها قوى غاشمة عدوانية استعلائية ، فانفتاح العرب عليها من خلال الفتوحات الإسلامية جعلها تخرج من الدائرة الضيقة إلى الأفق الأوسع وهنا امتلكت تلك الأمم العلماء والمفكرين والحكماء الذين كان لهم الأثر الإنساني الفاعل في عملية الحضارة الإنسانية والتفاعل الحي فيما بين الأمم ، مما يعطي الدلالة الصادقة على المحتوى الإنساني لحركة ألامه العربية والرسالة الكبرى التي حباها الله بها لتكون إضافة إلى شرطها كونها الأمة الوسط والشاهدة يوم الميعاد القوة المهيأة للأخذ بيد الأمم والشعوب التي ظلمت أو التي تمر بحالة السبات والانزواء


من هنا كان الحقد والكراهية موجه للأمة من الأمم التي انهارت معالم ظلمها وعدوانها وتماديها على الأمم الأخرى والتي اتخذت من مقومات حضارتها أساس عدواني استعلائي حكم مجمل علاقاتها مع الأمم الأخرى مردفا" ذلك كله بالتعنت والإصرار على التمادي ، وبفعل هذه الهجمات التي تعرضت لها ألامه إن كان على مستوى العدوان الفارسي والفارسي ألصفوي أو الصليبي واللذان التقت إرادتهما في هدف واحد قديما" وحديثا" وهو إيقاف النمو الفكري والحياتي لدى العرب وحرمانهم من إعادة المجد بالتوحد والانطلاق أصبحت الضرورة القومية الملحة أن يكون هناك الوليد الشرعي المعبر عن مجمل أماني وتطلعات الأمة وجماهيرها ،

 

بعد أن فشلت كل الأفكار التي زرعت على الأرض العربية إن كانت قومية لا اشتراكية أو اشتراكية لا قوية أو دينية سياسية أو التي ظهرت من داخل المجتمع العربي لأنها لم تلبي الحاجات الإنسانية للأمة أو لكونها امتداد لتلك القوى التي عملت بكل قواها ضد الأمة العربية وبهذا اشتد الصراع الداخلي لدى النخبة الطيبة التي استوعبت حاجة الأمة وتطلعها الإنساني واستشرفت المستقبل العربي الواعد وماهي الإجابة الحية التي تعيد للأمة قدرتها على النهوض ومواصلة العطاء والإبداع والتفاعل وان هذا الدور هو في صميم المعترك الحياتي الذي تمر به الأمة وليس في زوايا ودوائر مغلقه تكون الأفكار والرؤى التحليلية بعيدة عن الواقع الحقيقي الذي تمر به الجماهير العربية ، فتم تحديد أسباب العدوان وهذا التوجه الشرس ضد ألامه وماهي النتائج التي حصلت في الجسم العربي وتم فرضها كأمر محتوم وفق مايراه الغازي المحتل لأرض ألامه وقد تم إجمال ذلك في ( التجزئة والاستغلال المادي والاعتباري من حيث سلب الإنسان العربي إرادته بأفعال ثانوية تتعارض أساسا" مع محتواه الإنساني ) وتدارست هذه النخبة الفاضلة المعالجات الواجبة من حيث ارجحيتها وأهميتها المادية والاعتبارية لان الهدف الأساس في هذه المعادلة هو القوة المغيرة والمنتجة في آن واحد وهو الإنسان العربي كقيمة من القيم العليا في الأمة ،

 

فكانت حركة الإحياء العربي ومن عنوانها يظهر الهدف السامي لها وخلال فترة النشوء والتبشير كانت حزمة من المقالات والتحليلات السياسية للواقع العربي كان من أبرزها الخطبة التي ألقاها القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم والتي تناولت الربط الجدلي فيما بين ألامه والرسول الأعظم كونه يشكل شخصيتها الشاملة الكاملة والمطلوب بان تكون ألامه بعنفوانها وتكوينها الايجابي مشكله لشخص النبي العربي الهاشمي ألمضري محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فكان البعث حركة داعية إلى ولادة ألامه الموجودة وهنا الولادة لاتبعني من العدم بل الولادة يقصد بها الانتفاضة الذاتية للتخلص من ركام ماأريد للأمة وما عمل له من قبل القوى المعادية المعتدية وبهذه الرؤيا وبصيرورتها الأولى هي انبعاث الجوهر بأفعال ميدانية على ارض الواقع كي تشكل القوة التي من خلالها يتم تحقيق الأهداف التي هي الرد الواعي والمنطقي على كل النوايا العدوانية والشريرة التي أريد لها تكبيل ألامه وضمورها وتحللها فكان الشعار المدوي الذي اتخذ الدلالة الحية على الولادة الجديدة والتي هي من نتاج رحم ألامه بنقاوته (( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )) ومنظومة الأفكار التي من خلالها يغير الواقع العربي تغيرا" جذريا" هي المعالجات الايجابية للإمراض التي زرعت في بنية الأمة ومجتمعها فهدف الوحدة العربية هو النقيض الواعي الإيماني لواقع التجزئة وهدف الحرية يعني تحرير المجتمع العربي من كل الترسبات التي أوجدها العدو في البناء الاجتماعي ومن أولى الوصول إليه هو تحرير الذات الفردية لتكون ألانطلاقه أوسع واشمل لان الفرد وفق فكر البعث العربي الاشتراكي هو جمع من حيث النظرة والعمل والتصرف والاشتراكية هي ببعدها الإنساني العدالة الاجتماعية والمساواة وبهذا فان الأفراد متساوون بالحقوق والواجبات والأداء اليومي للفرد من حيث الإنتاج والإبداع لابد وان يحسب وبهذا فان الاشتراكية في منظور البعث لم تكن مفاهيم مرحليه محددة الوصف والهدف لان الرؤية العربية لها أي الطريق العربي الموصل للفهم الاشتراكي طريقا" واسع الرؤية والربط فيما بين الفرد والزمن والحاجة وهذه مترابطة متغيره وهنا كان البعث العربي الاشتراكي هو الحركة الفكرية التي أشرت أخطاء الآخرين عندما جمدوا الفهم الاشتراكي في المنظور المادي والحاجة الفردية


مما تقدم فان ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان 1947 لم تكون ولادة أنية الوقوع والحصول بل هي امتداد لمرحلة طويلة من التأمل والتحليل والتمحيص للواقع العربي وما هو المستقبل الذي لابد للأمة من الوصول إليه كي تمارس الدور الإنساني الذي تتطلبه حركة الحياة والتاريخ وهذا بعينه الانبعاث أي عودة الأمة إلى دورها الحقيقي ومن خلال ما تحقق وظهور المشروع القومي إلى أرض الواقع من خلال تجربة الحزب في العراق والمباشرة بالعمل على تحقيق مفرداته اشتد التأمر من ذات القوى ولكن بأساليب متطورة ملعونة الغرض منها القتل الكامل لهذه الولادة من خلال رفع منهج الاجتثاث الموروث من الخلفية السلوكية للفرس والعقلية الإرهابية التي تحكم الإدارة الأمريكية الخاضعة لبرنامج اليمين المسيحي المتطرف أي نصارى يهود وان المجرم المهزوم بوش أعلنها بصراحة عند بدء عدوان الغزو والاحتلال ( الحرب الصليبية ) على العراق قيادة وشعب وتجربة ، وبذات العنفوان تم استيعاب الهجمة وانطلق المناضلون بهمة جهادية لترتيب الأوضاع على ارض الميدان لخوض المعركة المصيرية التي ينهزم إنشاء الله ثالوث الشر امبرياصهيونية والفارسية الصفوية شر هزيمة تتهشم على أثرها كل مشاريع العدوان وان المستقبل دوما لصالح الشعوب وقواها الوطنية والقومية

 
ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر

 

عاش العراق حرا" عربيا" موحدا" وسياجا" أمينا" لامته
عاش البعث ضياءا" مشعا" في طريق الحرية والإنسانية
المجد والخلود لشهداء البعث الخالد في ذكرى الميلاد الميمون يتقدمهم القائد الشهيد صدام حسين اسكنه الله فسيح جنان الخلد

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م