المصالحة والاعتذار

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبــــد

تناولنا في الحلقة الأولى ما لحق بالعراق من جراء الغزو والعدوان ومن تعاون وتحالف مع المعتدي من اجل احتلال العراق وتفتيته أرضا" وشعبا" ومن هنا يمكن أن يحدد الخاطئ والمعتدي والمدان في آن واحد والضحية التي لحق بها الضرر والإيذاء ولكن وضمن الزمن الرديء الذي تمر به الأمم والشعوب ووفق مفاهيم العولمة والديمقراطيات الحديثة انقلبت الأشياء وأصبح الضحية هو الجاني والمجرم هو الضحية التي لابد وان تأخذ كل الامتيازات والمنافع التي تجاوزت الضوابط والقواعد القانونية

 

إذن من هو الذي يجب أن تتم المصالحة معه وبإجابة بسيطة لا تتطلب التفكير والتحليل والعودة إلى الماضي نقول الشعب  الذي تعرض إلى كافة أنواع التهديد والمخاطر والإيذاء والقتل والتهجير وووغير ذلك  إن كان من خلال الحصار الشامل الظالم والجائر والعدوان المسلح المباشر وغير المباشر والتدخل بالشأن الداخلي لإعاقة حالة النمو والتطور وامتلاك مقومات القوة التي يتم الدفاع من خلالها عن مصالح وحقوق الشعب والأمة العربية كون العراق جزء فاعل وحي في الأمة ،  وان الوقائع والأحداث التي حصلت منذ عام 1991 ولحين وقوع الغزو والاحتلال  لخير دليل على ذلك كان نتاجها الضرر الذي لحق بالبني التحتية  والعلاقات الاجتماعية ووفق ما تم التخطيط له من قبل القوى الفاعلة الامبريا صهيونية  فارسية وأدواتهما إن كانت أحزاب دينية سياسية أو تيارات أو حركات وكذلك أحزاب علمانية وجدت حاضنة الامبريالية والصهيونية خير مكان لنموها إعلاميا" وعلى ارض الواقع هي مرفوضة ممجوجة لانتهازيتها ومساوماتها على حساب الوطن والمواطن ومن ابرز هذه الأحزاب الحزبين الكرديين العميلين بقيادتهما والحزب الشيوعي العراقي جناح حميد موسى عباس المتأمرك   ولغرض التوثيق هناك جملة من التساؤلات التي لابد من طرحها الاجابه عليها من تلك الأحزاب التي هي أدواتها ومنفذيها كي يكون البرهان على مفهوم المواطنة ومدى الالتزام بها والتمسك العملي بفعل ميداني وأقول من هو الذي حرق المؤسسات والدوائر ونهب وسلب المال العام في أحداث صفحة الخيانة والغدر عام 1991 ؟ 

 

وألم يكن الفاعلين وفق الشريعة الإسلامية والقانون  الجزائي  مجرمون ارتكبوا الفعل الجنائي المتعمد للإخلال بالأمن الوطني بأفعال مباشرة ومشهودة وان كان هناك دفاع أو تبرير يطرح السؤال  التوضيحي  لماذا تم إعدام  جماعي لأناس تجمعوا في الزركة لغرض أداء طقوس الزيارة الأربعينية وان الرد السريع والشامل الذي قامت به حكومة الاحتلال الرابعة والقوات المحتلة  كان مبنيا" على الضن الذي أعلنه  المدعو على الدباغ بان هؤلاء يعزمون قتل المراجع العظام وهنا الإشكالية الشرعية لان بعض الضن إثم ولم  يعوى أبناء آوى على هؤلاء المساكين الذين تم  حصدهم نساء وأطفال وشيوخ وبآفتك الأسلحة وبأبشع الوسائل ناهيك عن التصفيات الجماعية التي شهدتها مقبرة السلام من قبل  مجرمي غدر وقوات مغاوير الداخلية وقوات عقرب النجف وهذه التشكيلات جميعها من التشكيلات المليشياوية  ،  ومن قتل أبناء القوات المسلحة المنسحبين من الكويت لغرض الاستيلاء على الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزتهم ، ومن اتخذ بيوت الله الواحد الأحد مكانا" لارتكاب جرائم القتل والتمثيل بالجاثمين للشهداء المغدورين من مناضلي البعث ومقاتلي الجيش الشعبي الشجعان الذين هبوا للدفاع عن العراق أرضا" وشعبا" وعن حرائر العراق ولايمكن أن ننسى الجرائم البشعة التي ارتكبها مجرمو فيلق غدر في الروضة الحيدرية والحسينية والعباسية والتي وصل الآمر بهم  استخدام الإطارات  لحرق  الأبطال الذين تم أسرهم وللدلالة البيانية على ذلك  الفعل الإجرامي الذي ارتكب  مع الرفيق الشهيد الخالد يونس ألشمري في  الروضة الحيدرية  ،  ومن هم الإدلاء الذين استقبلوا المعتدين ألقتله ومهدوا لهم لتنفيذ جرائمهم وغير ذلك وهنا لا أريد إثارة الأوجاع بل ننطلق من  القيمة التي اتخذها حزب البعث العربي الاشتراكي مقياس للغد والمستقبل المنشود عفا الله عما سلف – اذهبوا فأنتم الطلقاء  اقتداء" بالصفح والسماحة التي اتخذها النبي العربي الهاشمي القريشي  ألمضري العدناني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم وهو في أوج النصر المبين بفتح مكة المكرمة وهزيمة الشرك والمشركين 

 

هنا إن كان هناك وجدان عند من يدعي الإيمان ويتلبس بلباس الدين  أن يكفر عن ذاته بالاعتذار من الشعب والإقرار بالخطيئة التي انتهجها  ويتوب عائدا" إلى الشعب  لا أن يطلب من الضحية والمجني علية  الاستسلام له والإقرار بصواب جريمته بحق الوطن والشعب وهذا هو عين الغضاضة والفحشاء والإصرار على الجناية المرتكبة  ،   وللفت الانتباه ومن خلال القراءة المنهجية لأفكارهم وأهدافهم ومنهج التطبيق عندهم نجد أن ما ارتكب منهم وما يرتكب هو الديدن الحقيقي لأفكارهم التي ولدت من رحم الحقد والكراهية والانتقام لان الباعث الأساسي هو ردود الفعل عند الطرف النقيض لأمة الرسالات والإنسانية الأمة المتفاعلة ايجابيا" من أجل تحرير الأمم المضطهدة والتي شهد التأريخ لها ذلك

 

يتبع لطفا"

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أذار / ٢٠٠٩ م