ألمصالح الأمريكية الإيرانية إستراتيجيا وتكتيكيا

﴿ الحلقة ألثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

تناولنا بالحلقة الثانية  التوجهات التي اتخذتها إيران بموافقة أمريكية داخل العراق من حيث إحداث التغيرات في التركيبة الاجتماعية وخاصة العاصمة بغداد بفعل التهجير الطائفي و اعتماد الساحة العراقية كما يدعي خامنئي  ساحة حسم مع أمريكا كونها لما يشكله العراق من موقع ومدخل إلى الدول العربية والعالم الإسلامي والتوجه نوح الأحزاب والقوى القومية لاستمالتها لصالحهم  وذلك لما يشكله حزب البعث العربي الاشتراكي من قوة جماهيرية مؤثرة ضمن الواقع العربي لنصرة العراق والقيادة الشــــرعية والدفاع عن التجربة العبثية في العراق ،  والمناورة لإبعاد القناعة التي تحكم الشارع العربي  من كون إيران مهادنه لأمريكا في العراق وكان ذلك واضحا" ومحددا" في توجيه على خامنئي  ((   وعلينا أن نعترف بان الإرهاب ألصدامي الوهابي في العراق يحظى بدعم شعبي عربي واسع النطاق بسبب استخدامه العنف ضد أمريكا ، ولأجل إضعاف الإرهاب وعزله على أنصارنا في العراق المكلفين بالعمل ضد الاحتلال سلميا ونقصد التيار الصدري تنفيذ الخطة الموضوعة للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال من اجل تحقيق هدفين أساسيين، وهما كسب دعم مناهضي الاحتلال العرب الذين يأخذون علينا (مهادنة) أمريكا في العراق، وممارسة ضغط على أمريكا لأجل عدم مهاجمة إيران. وإذا نجح التيار الصدري في القيام بعمليات عسكرية ذات قيمة ضد الاحتلال فانه وما قام وسيقوم به حزب الله في لبنان سوف يضعفان ناقدي إيران وأعدائها في البلدان العربية ويوفران مبررا لمواصلة دعم إيران. ))   وهنا يقر خامنئي بان التيار الصدري ما هو إلا الوجه الثاني لإيران  وان الدور المحدد له  إظهار المناهضة لأمريكا للوصول إلى الغرض الأساسي إلا وهو إعطائها الدور الأكبر في العراقي والمنطقة لان الملا لي يطمحون لان تكون إيران هي اللاعب الأساسي في المنطقة أي أن تكون البديل  للكيان الصهيوني وذلك لما تمتلكه من مقومات لعب الدور من حيث مواردها البشرية  والمادية مضاف إلى ذلك استثمار هذا الاختلاف في توافق المصالح إعلاميا" ولتمرير  برنامجها النووي لان المستنقع العراقي الذي تورطت به أمريكا نتيجة المعلومات الخاطئة والتي اعترف صراحة مجرم الحرب بوش بها جعلت القيادة العسكرية الأمريكية تميل إلى الانكفاء وعدم التوسع في العمليات العسكرية لما لحق بالقوات الأمريكية والاقتصاد الأمريكي من ضرر انعكس سلبا" على ألقدره الأمريكية واتساع بساحة المناهضين للحرب والداعين للانسحاب السريع من العراق

 

الربط فيما بين الدور الذي يؤديه التيار الصدري وحزب الله في لبنان يراد منه الإشارة إلى دائرة النفوذ الإيراني ضمن المنطقة الحرجة من الوطن العربي فيما يخص المصالح الأمريكية الصهيونية  وهنا يراد من ذلك  التواصل في التعامل والتوافق في المصالح بالرغم من التباين فيما بينهم من حيث الأدوار والحدود المسموح بها ، يقابل ذلك  العمل على  ترسيخ القناعة لدى العراقيين بان المقاومة التي تحصل في العراق هي فئوية تعبر عن طرف واحد من الشعب العراقي  وهم من دعاة الحرب الطائفية وهنا الغرض بين وواضح هو إبعاد الفعل الإجرامي عن عناصر غدر والمليشيات التي تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها من قبل إيران  وبإشراف وتوجيه فيلق القدس الإيراني  لتنفيذ الاجنده المعدة مسبقا" وقد تناولت الفتوى الصادرة عن علي خامنئي إلى ذلك بالوضوح التام  ((  يجب أن نستثمر كل عمل أو انجاز لحزب الله لتأكيد انه يمثل المقاومة الرئيسية ضد الكيان الغاصب للقدس الشريف وضد أمريكا وان نكشف حقيقة إن ما يسمى ب (المقاومة العراقية) هي مقاومة طائفية سنية تكفيرية صداميه تنحصر في مناطق سنية فقط وتقوم بقتل العراقيين وتشعل حربا طائفية في العراق. ومن الضروري في هذا الصدد استخدام الفتاوى التي صدرت بتكفير الشيعة وتحليل دمهم وما أعقبها من هجمات إجرامية دموية ضد شيعة آل البيت المظلومين لأجل إثبات ذلك.  ))   ويستمر الادعاء بمعاداة أمريكا والعمل على هزيمتها في العراق  ومناطق نفوذها الأخرى في المنطقة وهذا تناقض فاضح مع حقيقة الواقع والسؤال هو هل تتمكن أمريكا من احتلال أفغانستان دون الخدمات الجليلة التي قدمتها إيران من خلال فتح أجوائها  أمام الطيران  والصواريخ الأمريكية وأراضيها لاستقبال الجرحى الامريكين وقوات التحالف وكذلك الحال مع العراق  وقد جاء الشاهد من حلفائهم في جريمة غدر العراق وتدميره الكويت حيث أعلنا بالمباشر الدكتور عبد الله عندما قال إن قوات بدر قامت بحماية مؤخرة الجيوش الأمريكية الزاحفة نحو الناصرية وميسان باتجاه بغداد ، وهنا من هو الذي أعطى الإذن للقوات التي تم تشكيلها من المرتدين والمتخاذلين ومن هم من الأصول  الفارسية كي تقاتل الجيش العراقي الباسل في معارك القادسية الثانية المجيدة والقيام بالمهام  التخريبية في الداخل بتوجيه وقيادة مباشرة من اطلاعات الإيرانية ؟  ، ألم يكن ذلك شاهد إثبات على التنسيق المسبق  والممهد لغزو واحتلال العراق

 

ويستمر دجلهم  بالادعاء ولكن الحقيقة لايمكن أن يخفيها الغربال كقرص الشمس من حيث نواياهم وتطلعاتهم العدوانية للاستيلاء على حقوق ومصالح أمم أخرى  حيث يقول خامنئي بإحدى توجيهاته ((  إن نجاحنا في طرد أمريكا من العراق بالإضافة إلى انه سوف يجعل شعبيتنا كاسحة في البلدان العربية فأنه سوف يحطم الخطة العالمية الأمريكية ويفتح الباب أمامنا لجعل الإسلام الحقيقي القوة الأساسية في العالم الإسلامي وبالتالي يصبح للمسلمين دولة مهابة بين كبار العالم. إن الإسلام سيعود إلى أصوله التي غيبتها سرقة الخلافة وسوف ننجح فيما أجهضه أعداء أل البيت قبل 14 قرنا. )) فهل هناك إسلاما" حقيقيا" وأخر غيره وان أحفاد يزدجر وبهمن هم الاحرص على الإسلام المحمدي   ،  أم هناك تطلع إحياء الإمبراطورية التي هدها السيف العربي والإيمان الصادق الذي جسده المسلمون الأوائل المتآخين المتحابين والادعاء  بإعادة أصول الدين الحقيقية بفتحهم  البلاد الإسلامية وإخضاعها  لفكرهم ألصفوي هو  عين الخروج على الدين والسنة النبوية التي جسدها الإمام على بن أبي طالب عليه السلام عند عمله قاضي القضاة  خلال  خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة وما قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رض – لولى علي لهلك عمر – لدلاله صادقة على   النقيض الذي يدعونه ويعملون على تأجيجه لان الدور المرسوم لهم هو  إظهار الإسلام بما يتناقض وقيمة ومبادئه الإنسانية السمحاء ايقاض الفتنة التي تفرق المسلمين وإضعافهم أمام الهجمة الصليبية المتواصلة من اجل إخضاع بلاد المسلمين إلى الاحتلال وقتل كل حالة ايجابية يراد منها البناء والنمو  والنهوض وهذا هو  عين التوجهات المعادية للإسلام لان  الفصل فيما بين العروبة والإسلام  كفصل الروح عن الجسد وهذا السلوك مشهود للفرس منذ إسلامهم كرها" وبفعل السيف وللوقت الحاضر  من خلال  الهيمنة على المراكز القيادية الدينية التي ثبت  وبالملموس ومن خلال الواقع العراقي دورهم في مقاومة أي جهد وطني جهادي يراد منه التحرير والاستقلال والسيادة  وتحت مسميات تدلل على رفض المقاومة المسلحة  أدعا" بان تكون المقاومة سلمية" لتوفير الوقت الكافي للمحتل لترتيب أوضاعه وتحقيق مأربه ولإثبات ذلك الدور المشبوه الذي مارسته بعض المراجع والأدوار الخيانية التي قامت وتقوم بها الأحزاب والتيارات والحركات الدينية السياسية وخاصة في تمرير الاتفاقية الأمنية بعيدة الأمد وتحت مبررات مضحكة  والحقيقة هي إيمانهم بوجود المحتل وبقائه جاثما على صدور العراقيين كي يبقوا هم في مواقعهم الذليلة التي حصلوا عليها ثمنا" لما قاموا به من ادوار لزعزعة الأمن الوطني العراقي قبل الغزو والاحتلال  وتمزيق البنية الاجتماعية العراقية بإثارة الفكر الطائفي الشعوبي  لتقسيم العراق وتفتيته لاحقا"

 

إلى اللقاء بالحلقة الأخيرة

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م