رسالة مفتوحة للسيد رئيس حكومة الاحتلال الرابعة

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

مواطن عراقي  كوته الســــــــــنين العجاف التي  مرت على الوطن و الأهل والأحبة بفعل الغزو والاحتلال وأجندة الخيانة والابتذال التي مارستها العقول المسلوبة المتلهفة لمغريات الدنيا الفانية والعامدة على إنهاك الحرمات والمقدسات يتوجه لشخصكم بهذه الرسالة  عسى أن تكون من الشواهد التي نحتكم بها أمام الخالق البارئ يوم الوعد المحتوم

 

العودة إلى محكم الكتاب الكريم نجد إن الله اختار بني ادم خلفاء في أرضه وعاقب من لم يسجد لأدم عليه السلام بالرغم من المحاججه الغير مرضيه والمجازة بان هؤلاء يسفكون الدماء ويعيثون بالأرض فسادا" وهنا  أراد الخالق أن يعطي ألإنذار الاشمل للإنسان باحتكام العقل والروية قبل القدوم إلى عمل ما  وان يحسب كل خطوة من خطواته ليكون من المتمسكين بمخافة الله واليوم الذي لاينجو منه أي مخلوق وان  مقدمتي هذه وان كانت  متواضعة  أراها لخير مدخل لإيصال  رسالتي لكم  وارجوا أن تكون ابعد من النظر والسماع أي أتمنى أن يقرأها الضمير فأقول

 

الأرض والإنسان متلازمان فوجود الإنسان تعمر الأرض وتنمو الحياة وتتسع وبالمقابل الأرض موطن الإنسان واستعمارها يولد الشعور بالمسؤولية لأنه امتلك حيزا" منها وعليه أن يدافع عنه وينمي ما كونه فيه وبهذا فان الارتباط سيكون ارتباطا" جدليا"لا انفصام فيه حتى وان كانت هناك مؤثرات  أقوى واعنف من مايمتلك الإنسان ومن هنا جاء حق الدفاع  والتصادم مع من يريد احتلال الأرض أو الاستيلاء عليها استعمارا" أو غزوا" واحتلالا"   وارى هذه المفاهيم البسيطة  انتم بعيدين عنها كل البعد و هذا حصل عندكم لاعتناقكم الأفكار التي تتعارض أساسا"مع روح المواطنة  الحقة لأنها نتاج قوى ذات اتجاه التوسع على حساب الغير  وتؤمن بالتصادم الحضاري مع الأمم والشعوب الأخرى التي لأتدين بما تؤمن وتعتقد وكيف الحال  والقوة التي اتخذتم من ولادتها الفكرية منهجا" وبرنامجا" لعملكم وهذا نتاج العقد الذاتية وعدم الاستقرار النفسي الذي كنتم فيه حال انتســـــــــابكم لها وهي واســـــــــتطيع حصرها مابين 1968 – 1975  وهنا لا أريد الخوض في مسيرتكم الشخصية وتطلعاتكم الذاتية وأملكم بالوصول إلى  المواقع بأي وسيلة وأسلوب وهذا حصريا من خلال  المماحكة الفكرية بحوارات مفتوحة أثناء العمل الوظيفي في تربية بابل ولحين خروجكم  وأنت تعرف القصة جيدا  والدور الذي لعبه قريبكم الذي تشتم حزبه  ومجريات الإحداث جميعها تشير إلى رغبتكم الجامحة للانتقام وما تشديدكم على  ملاحقة الغيارى الرافضين للاحتلال وما افرزه من قوانين وأنظمة وإجراءات لدلالة واضحة على تعارضكم مع  القيم السماوية والوضعية وما أتى به الرسول العربي الأمي الهاشمي ألمضري العدناني أبا القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم الذي نحي ميلاده الميمون  لنعيد الذات إلى بدايات النضج في الجزيرة العربية واستعدادها لاستقبال الرسالة الجديدة والتفاعل معها

 

إن جملة الإجراءات التي اتخذها الغازي المحتل وأنت بحكم التزامك الديني ظاهريا هو الكافر بعينه لأنه مكون نصارى يهود الذي أمر الرحمن الرحيم عدم توليهم وياللاسف أجدك ومن هم معك في التكوين السياسي الإسلامي الذي يدعو إلى إحياء الدين والتمسك بقيم أل بيت النبوة خانعين خاضعين متمسكين بالولاء لهم وهم الآمرون وانتم المنفذون المطيعون وترددون قول الأمام الحسين عليه السلام زورا" وبهتانا" هيهات منا الذلة فأسألك الله العزيز الحكيم وهل هناك ذلة اكبر من موالاة الكافر والاستسلام لإرادته وأهوائه ونواياه مندفعين بمنهج عدواني لاذاء الشعب وتمزيق القوم من خلال مسميات ارتكازها المال السحت المنهوب من المال العام والزمن الذي نحن فيه وصفة الأمام علي  بن أبي طالب عليه السلام هو زمن عبدت الدينار  وبفضلكم وتضحيتكم وجهادكم تحول الزمن إلى عبدت الدولار  ،  نعم  كل غيور حريص على وطنه يتفاعل مع من يعمل وفق هذا المنظور حتى وان كان يختلف معه من حيث الفكر والرؤية والهدف وعليه فان الشعارات التي تطرحها بين الحين والأخر بشأن الفدرالية والأقاليم وأهمية  المركز وتعديل الدستور  وغيرها  نجدها إن صح الالتزام بها  والإيمان بمضامينها وليس استهلاكا" سياسيا" لإغراض منفعة  انتخابية أقول  نجدها تتناغم تفاعلا" مع إحساس المواطن ألصميمي لان  الوطن والإنسان حالة واحده متكاملان إن اعز الوطن سعد المواطن وان احترم المواطن كإنسان ذا قيمة كبر الوطن وتطور  وانتصر وهنا ياحضرة رئيس حكومة الاحتلال الرابعة هذه المعادلة  التي أوردتها مفقودة والدليل الإحصائي لديك  إن كان على مستوى المهجرين قصريا" والفارين من شبح الموت الذي تشكله المليشيات الطائفية التي تدعي محاربتها وهي تحيط بك في كل المؤسسات الحكومية وخاصة وزارة الداخلية والدفاع والأمثلة كثيرة وأقربها دائرة دمج المليشيات المرتبطة بمكتبك والفوج الثالث المرتبط بك شخصيا" ومن هم منتسبيه وكيف تم اختيارهم وعدد العراقيين الذين قضوا قتلا وبأبشع وسائله وأساليبه وعدد المحرومين من حقوقهم الإنسانية كمعتقلين ومحتجزين دون أن توجه لهم تهمة بينه وان ما اتخذ بحقهم بناءا" على الوشاية والشكوك وغيرها وكم هم الذين تم حرمانهم من القوت اليومي المتأتي من رواتبهم لاعتقادهم الفكري دون أن يرتكبوا آية جناية أو جنحة ولم تكن ضدهم أية دعوى وغيرها من سلوكيات يراد منها الانتقام من العراقيين لمواقفهم الوطنية والقومية  ، وها أنت اليوم ويقينا" للاستهلاك السياسي تعرض موضوع المصالحة وباشتراطاتها التوبة ولا ادري التوبة من ماذا التوبة من الإقرار بان امة العرب امة واحدة ورسالتها الإنسانية خالدة بخلود الإنسان والزمن والحاجة البشرية  ، أم التوبة من الإيمان الواعي بالمواطنة  والتضحية من اجل الوطن ، أم التوبة من حب الشعب والتضحية من اجله وغيرها من التساؤلات التي أجدك وياللاسف قد أسقطك مستشاريك في الزاوية الحرجة  وان الحراجه أتتك من اقرب المقربين إليك وهم أسيادك نصارى يهود واني أتمنى  أن تكون حليما للحظة واحده وتتفحص ماحولك والى أين المسار على أن تجعل مخافة الله هي الفيصل فيما بين الذات  الميالة للشر والانتقام  والرجاء من الله القوي الرحمة والغفران لوجدت نفسك هاويا" إلى الدرك الذي لا يحمد ولا يتمناه مسلم لمسلم  ولكوني مواطنا" وكما بدأت رسالتي وجدت النصيحة الصادقة جاءت لك من الذين تشتمهم وتعمل كل ما تتمكن لإيذائهم حيث قال الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الأتي ((   إن من يريد أن يتصالح مع شعب العراق ومقاومته وفي طليعته البعث، عليه أن يكون إنسانا وطنيا وشريفا، ويبتعد عن اعتناق العقائد والأفكار الفاسدة، وان يتمسك بحقوق العراق المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال وإستراتيجية المقاومة لعام 2006.. والبيان التأسيسي للقيادة العليا للجهاد والتحرير لعام 2007 ))   كما أضاف  أمرا" أخر أجده مفيدا" للأيام القادمات  وأنت يقينا" تدرك معنى الأيام القادمات حيث قال  ((  إن البعث الذي يحاربوه هو الرقم الأصعب في عملية الصراع مع المحتل وان رجاله على ارض العراق وفي ضمير الشعب وأنهم عنوانا للتحدي والمقاومة ، وهو ومعه كافة فصائل الجهاد والمقاومة ومن خلفهم مساندا ومؤيدا شعب العراق، من يقف وراء هزيمة أمريكا في العراق والمنطقة وأنه حادي الركب للشعب العراقي العظيم الصامد الصابر المجاهد ومقاومته الباسلة والتي هزت أركان الاحتلال وزعزعت قدراته وهزمت مشروعه البغيض، وأخرجت أكثر من ثلث جيوشه من الخدمة بين قتيل وجريح وهارب ومجنون، وان الشعب وطليعته البعث وشرفه وعنفوانه وكرامته المقاومة الباسلة، سائرون على هذا المنوال في المواجهة والتحدي حتى التحرير الكامل والشامل والعميق للعراق الأشم ))   وفي ختام رسالتي  اكرر ما ورد في  تعقيب الدكتور أبو محمد  وبذلك فإن شعب العراق الرافض لكم ولأسيادكم ومقاومته الباسلة وفي المقدمة منها البعث سوف يتعامل مع من يصحح موقفه ويعود للصف الوطني وفق المبادئ أعلاه، على وفق منهج وقاعدة (عفا الله عما سلف، واذهبوا فأنتم الطلقاء) وذلك عندما تحين ساعة الفتح المبين والقريب بعون ألله

 

ألله أكبر   ألله أكبر    ألله أكبر

يــا محـــــلى النصر بعون الله

يا حــــــــــوم اتبع لــو جرينه

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / أذار / ٢٠٠٩ م