المصالح الأمريكية الإيرانية إستراتيجيا وتكتيكيا

﴿ الحلقة الأولى ﴾

 

 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

تناولت في عدة مواضيع المصالح التي تحكم العلاقة فيما بين نظام الملا لي في إيران والإدارة الأمريكية بمختلف تركيباتها واليوم  وعلى ضوء ما تم وضع اليد عليه من قبل المقاومة العراقية الوطنية القومية الإسلامية التي تورق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في  إيران  خامنئي سأتناول  وان كان إيجازا المصالح القديمة الجديدة التي تحكم العلاقات الأمريكية الإيرانية وما هو الجوهر الحقيقي للشعارات التي يرفعها النظام الإيراني ومن والاه وتتلمذ على يده من أيتام التومان والرذيلة  وردة على الأصول والإيمان

 

عند نضج الشارع العربي قوميا" واخذ الفكر القومي يورق قوى العدوان الامبرياصهيوني وانكماش الدور الشاهنشاهي في منطقة الخليج العربي بفعل الدور القيادي الريادي لحزب البعث العربي الاشتراكي المتجسد بالسياسة الحكيمة للقيادة القومية الوطنية العراقية وخسارة هذه القوى مجتمعة حصان الرهان  الجيب العميل في شمال العراق الحبيب وانهياره على اثر اتفاقية الجزائر عام 1975  وضع مجلس الأمن القومي الأمريكي وبموجب وثيقة رئيسه برجينيسكي الأولويات التي  تحمي الكيان المصطنع في فلسطين الذي يعد القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الأمريكية وتوقف  الزحف الروسي نحو المياه الدافئة و انتشار الفكر القومي الثوري الذي يعمل من اجل توحيد الدول العربية وقيام قوة إقليمية تتناقض ومصالح أمريكا  وقد حددها في نقاط كان من أهمها

 

  دغدغت الخاصرة الرخوة  للاتحاد السوفيتي استثمارا" للوعي القومي الموجود فيها من اجل نخر البنية  السياسية له ومن ثم تفكيكه لاحقا

 

الإتيان بنظام سياسي ضمن الدول العربية أو مجاوراها ينتهج الفلسفة الدينية المتشددة لتحقيق غرضين أساسيين  هما تشويه الإسلام وإظهاره بالمظهر الذي يخدم المصالح الأمريكية الغربية والوقوف بوجه الحركة القومية ضمن الدول العربية

 

إن اختياري الفقرتين أعلاه لتداخلهما ولاستخدامهما استخداما" مزدوجا من قبل الإدارة الأمريكية لتحقيق مبدأ الاحتواء الذي يمكنها من التفرد في  الساحة التي تعمل لضمها لدائرة النفوذ الخاص بها ، وهذا كان جليا في النشاط ألمخابراتي الذي  مارسته أمريكا في  الأجزاء الإسلامية من الاتحاد السوفيتي والتي كانت باكورة التمرد على  القيادة السوفيتية  والانفصال تأسيسا" على القاعدة التي أوجدتها ضمن الإقليم قبل البدء بالتنفيذ ألا وهي المتغير السياسي الشامل الذي حققته في إيران بعد سحب بساط الحماية من تحت أقدام الشـاهنشاه رضا بهلوي الذي مارس سياســـــــة العـــصا الغـليظة لــصالــح أمريكا و ( إسرائيل )  في المنطقة بعد ظهوره بمظهر لا يتوافق ومصالح أسياده وتسببه بانهيار الجيب العميل في شمال العراق عند توقيعه اتفاقية الجزائر وإيقاف الدعــــم للتمرد  ومن هنا يظهر  إن التغيير في إيران كان من ضمن المخططات الأمريكية في المنطقة لمد نفوذها وحماية مصالحها وقاعدتها المتقدمة من حيث التصدي للنهوض القومي الذي أخذت تشهده  الأمة العربية ونجاح حزب البعث العربي الاشتراكي بتجربته في العراق  كبناء مؤسسات ونمو  اقتصادي  ونجاحات سياسية على مستوى العلاقات الدولية والإقليمية وأصبح العراق لاعبا" أساسيا في  عملية الصراع العربي الصهيوني  ،    وان ما ذهب إليه خميني بشعاره تصدير الثورة الإسلامية ولمن إلى العراق بلد  الأنبياء والرسالات والأولياء والصالحين لدلالة واضحة لألبس فيها بان مجيئه على رأس السلطة في إيران كان نتاج ذلك التصور الامبريا صهيوني لغرض تحقيق الجوهر الحقيقي للسياسة الأمريكية من حيث الوقوف أمام التوجه القومي  وحصره من خلال  التصادم الذي يجسده وبالمكشوف الشعار الذي رفعه الملا لي والذي هو البدايات الأولى للتدخل بالشأن العراقي الداخلي وبدء العدوان المسلح على الأراضي العراقية 

 

إن ماورد بتوجيهات علي خامنئي خليفة خميني وما يسمى  بمرشد الثورة  الإسلامية الإيرانية والتي تم ضبطها بحوزة ضابط المخابرات الإيراني ضمن فليق القدس  الذي أنيطه له مهمة  الإخلال بالأوضاع الداخلية العراقية ما بعد الغزو والاحتلال لخير دليل قاطع على عمق العلاقات وتوافق المصالح وتوزيع الأدوار فيما بين أطراف التحالف الشرير أمريكا والكيان الصهيوني وإيران ((   يجب أن لا يخجل من يدافع عن إيران من تأكيد أن تعاوننا مع أمريكا ضد الطاغية يخدم أهدافنا الإسلامية ويعزز مركز الجمهورية الإسلامية ويزيل اكبر واخطر عقبة من طريق انتصارنا الحاسم في كل الأمة الإسلامية ونشر مذهبنا فيه وإعادة الحق إلى أهله بعد حوالي 14 قرنا على سلبه. ولأجل تعزيز موقف أصدقائنا العرب يجب تأكيد إن المعيار المعول عليه هو إن جمهورية إيران الإسلامية هي التي تحارب أمريكا إستراتيجيا الآن وليس تعاونها تكتيكيا مع أمريكا لتدمير الطاغية صدام في بداية الغزو  ))  ومما تقدم يتبين الدور والأهداف والنوايا في آن واحد وهو إزالة أهم عقبة تعيق تنفيذ البرنامج الشعوبي الذي ترعاه الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية في المنطقة ألا وهو النظام القومي الوطني في العراق وخاصة شخصية القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين حيث عبر عن ذلك بالانتصار ، والأهمية الثانية إرساء الفكر ألصفوي ضمن المنطقة من خلال نشر الأفكار التي جاءت بها الأيديولوجية الخمينية  والتي ترتكز على محاربة القومية العربية والعمل على تفكيك البنية العربية بأي وسيله كانت  واستمالة من  تأثر بمنهجهم  كي يكونوا قوة  المنع في مقاومة التوجهات الفارســـــية الصفوية وهـــــذا جلي في التوجيه الأتي (( ورغم إننا ضد القومية العربية العنصرية الماسونية التي تقسم المسلمين على أساس عرقي فان الاستفادة من القوميين العرب أمر مهم جدا لان استمالة بعضهم إلى جانبنا سوف يسبب للعفالقة والصداميين إحراجا كبيرا ويمنعهم من تجميع التيارات القومية ضدنا )) وقد تمكن الملا لي من تحقيق أهدافهم من خلال القلة القليلة من المخدوعين واللاهثين وراء المال السحت الذي يغدق عليهم كي يحرفوا الحقائق ويدافعوا عن السياسات الإيرانية  في المنطقة  والدور الذي تلعبه إيران في العراق  والذي يشكل بحد ذاته احتلالا" ثانيا بل هو الأكثر خطرا" على العراق  وتأريخه وتراثه لما يفعله من تخريب فكري وتزوير للحقائق وان ما جرى ويجري في العراق من حرق وتدمير للمؤسسات ذات العلاقة بتاريخه وموروثة الحضاري لدلالة واضحة على ذلك ومن ابرز ما تم القيام به من قبل  اطلاعات الإيرانية وعملائهم الوافدين من خلف الحدود أو المتواجدين بالداخل حرق المكتبة الوطنية العراقية ، ونهب موجودات المتحف الوطني العراقي  وحرق و نهب دوائر الجنسية والأحوال المدنية وغيرها ، وان مالم تطله آلة التدمير الأمريكية  قامت إيران وأدواتها بالدور المرسوم لهم هادفين تفتيت العراق وإزالته كمكون جغرافي اسمه العراق من خلال إشاعة موضوع الفدرالية والأقاليم وتضمين مايسمى بالدستور العراقي الدائم المواد التي  تبرر هذا السلوك واعتباره حق من الحقوق الدستورية وهو في النتيجة يصب في  موضوعية الشرق الأوسط الجديد التي تعمل الإدارة الأمريكية المهزومة بفعل  الضربات التي حققتها المقاومة العراقية القومية والوطنية والإسلامية على تحقيقها ارتكازا" على تقسيم المقسم 

 

الى اللقاء بالحلقة الثانية

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م