المصالحة والاعتذار

﴿ الحلقة الأخيرة ﴾

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبــــد

تناولنا في الحلقة الثانية من هو الذي يجب أن تتم المصالحة معه لأنه المتضرر الأول  من أفعال وتصرفات التيارات والحركات والأحزاب التي تدعي كونها وطنية ومارست العمل السياسي المعارض في الخارج وجاءت مع الغازي المحتل لتعتلي المواقع والمناصب على جراحات الشعب والآلام التي حلت به بفعل خيانتها وتعاونها مع العدو بل مقاتلة  الشعب جنبا إلى جنب مع القوات الغازية المحتلة لأرض العراق

 

الحديث عن الأسباب الموجبة لنشؤ البعث تجعلنا نطرح الشعب جنبا إلى جنب مع حزب البعث العربي الاشتراكي وذلك للترابط الجدلي فيما بين الشعب العربي بالمنظور العام والولادة الفكرية الثورية التي هي الاستجابة الواعية لاماني وتطلعات وإرادة الأمة العربية  ومن هنا لايمكن الفصل فيما بين الشعب والبعث وبرؤيا أوسع إن الشعب العربي  بكل أطيافه هو البعث وليس القصد هنا الأخذ بمنظور الحزب الواحد بل  الصيرورة الأولى لولادة البعث كانت الوعي الإيماني من الرواد الأوائل الذين هزتهم معانات الشعب العربي واستهوتهم الأماني والرؤى المشروعة للشعب العربي من حيث امتلاك الإرادة الوطنية القومية وتحقيق تطلعاته  ببناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد

 

مما تقدم الأمر الواقعي والحقيقي الذي لابد وان ينتهجه كل من يريد العودة إلى رشده وإنصاف الأمة بمفهومها الشمولي والشعب إن كان عاما" أو خاصا" هو الاعتذار من ضمير الأمة ووجدانها البعث الخالد والإقرار  بانه القوة القومية الحقيقية التي تمتلك كل مقومات القيادة والبناء القومي  كي تتمكن الأمة من الوقوف بكل شموخ واقتدار بوجه أعدائها التقليدين والجدد وان ماورد بتعليق المتحدث الرسمي باسم البعث الرفيق أبو محمد  تعقيبا" على ما نشـر في الصحيفة المصرية ((  فليس ما يهمنا هو السلطة والعودة للحكم ، وإنما تحرير العراق من المحتلين وأذنابهم ، وان يعود العراق كما كان حرا عربيا مسلما ومستقلا بقراره السياسي والاقتصادي، وسوف يحكمه عند ذاك الشرفاء من أبنائه ممن ساهموا في تحريره، على وفق عملية ديمقراطية،تعددية، تعبر عن إرادة الشعب الحرة الحقيقية، وهذا ما يؤمن به البعث وما يعمل على تحقيقه مع أشقائه وحلفائه من فصائل الجهاد والمقاومة، طال الزمن أم قصر، ومهما غلت التضحيات. )) لخير برهان صادق على روحية العلاقة الصميمة فيما بين البعث والشعب وان الخلاص الحقيقي لأبناء الشعب من ماهم عليه ألان لايمكن أن يتحقق إلا من خلال الدور النضالي الذي ينهض به مناضلو البعث ومقاتلي القيادة العليا للجهاد والتحرير وهنا لابد من الإقرار من قبل كل الأطراف التي ساهمت بالجريمة التي ارتكبت بحق الوطن العراق وشعبه بان الطريق الموصل إلى الاستقرار  والأمن والأمان لأغير الاعتراف بالحقيقة التي لا تعلوها غير الإذعان لإرادة الشعب وضميره الحي البعث لأنه نتاج إفرازات المعانات والحرمان والاستغلال وهو الجواب الشافي والوافي لكل العلل التي انتابت الجسم العربي منذ احتلال بغداد عام 1258 م ومالحقة من تأمر على القضية القومية وحقوق الجماهير العربية

 

أما الأفكار الشعوبية الشوفينية التي تنعق وسائلها ومن يدعي قيادتها لاغرابة عندما  يتبادلون الأدوار  بالتهجم على البعث ومسيرته الوطنية القومية الأصيلة  لأنها تؤدي الدور الذي أوكل إليها من قبل أسيادها لما يشكله البعث ومناضليه من قوة تأثيرية في  عملية التحرير والبناء المستقبلي لما ربه الأشرار  والعملاء وان المصالحة الحقيقية لايمكن أن تظهر على ارض الواقع  إلا والبعث المحور الفاعل فيها لأنه وكما ذكرنا هو الضمير  والوجدان العربي بل هو القضية بشموليتها وان مالحق بالعراق الغرض منه إطفاء  الأمل وإسقاط تجربة وزرع اليأس في النفس العربي وصولا للاستسلام والقنوط  ومن الأمور التي لابد وان تكون المدخل الحقيقي للمصالحة  هي الاعتذار من الشعب وطليعته الواعية المناضلة المؤمنة بالأمة وقدرتها وان ما يطرحه ألهالكي والجوق الذي يردد ذات العبارات السمجة التي تنم عن الحقد والكراهية والعداء المتأصل في نفوسهم وعقولهم ماهو إلا ثرثرة تعبر عن جوهر المتحدثين بها الذي لايمكن أن يستقيم وان لعنة الشعب والتأريخ تلاحقهم لما بدر منهم من فعل إجرامي وخياني  ويبقى حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضليه هم الأقوى والابها مقاما" ودورا" في حركة التأريخ والمجتمع العربي والزمن القادم زمنهم وسيسعد الشعب والأمة بهم وتتحقق كل الأماني والتطلعات المشروعة وينهزم الأشرار وأسيادهم ملعونين مرجومين

 

ألله أكبر       ألله أكبر             ألله أكبر

المجد والعزة للأمة العربية وحزبها الطليعي البعث العربي الاشتراكي

المجد والخلود لشهداء البعث والأمة

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أذار / ٢٠٠٩ م