وحدة المقاومة العربية واستيعابها لوحدة المعركة

﴿ الحلقة الثانية

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

مقترحات لاسس وقواعد بالامكان ان تكون قواعد لوحدة المقاومة العربية وتوحدها

 

ان واحد من اهم مستلزمات النصر في أي معركة نظامية عبر الجيوش او شعبية عبر الجهاد او الكفاح الشعبي المسلح (المقاومة الشعبية الشاملة هو المعرفة الدقيقة بالعدو وتحديد امكاناته وتحالفاته ودراسة الوسائل الممكنه لها – أي المقاومة – ان تكون قادرة على وضع برنامجها ووسائلها ودراسة امكاناتها واساليب قتالها بحيث تكون قادرة على :

 

1.  المحافظة على ادامة وجودها وفاعلية ذلك الوجود ووضع صيغ وخطط كفيلة بحمايتها لنفسها وقوتها وتبادل الخبرات والمعالجات لكل مسارها الايجابي والسلبي بحيث تستفاد من مسراها وعدم التكرار للتجربة والبدأ من حيث صار بديهيا عن بعض فصائلها ،او تكرار الاخطاء للفصائل الحديثة العهد الجهادي.

 

2.  القدرة على المناورة الجهادية والتخفي واختيار الظرف والقوة والزمان والمكان لضرب العدو وايقاع اعلى الخسائر به باقل التضحيات،والمحافظة على حاضنها  ومددها وممويلها الشعب ،واستنباط صيغ دقيقة لحشد الجهد الشعبي ،وجمع وايصال مساهمات الشعب وهنا اقصد الشعب العربي الكبير،ومساهمة المجاهدين باموالهم دون تعريض الجهات والافراد الى المخاطر المستحدثة من قبل العدو وقواه سواءا الامبريالية الرئيسية او الاتباع والعملاء من الحكام والجواسيس ،حسب التعريف المسخ والمشوه للامبريالية باعتبار القائمين بذلك الفعل الجهادي والامر الرباني الملزم دعما ونمويلا للارهاب ،وكأن الجهاد ضد مخططاتهم الارهابية والاجرامية الشريرة ارهابا وليس عملهم القائم على ارهاب الدول واستخدام القوة الغاشمة هو الارهاب الفعلي .

 

3.  القدرة على تعرية العدو من خلال المبدئية العالية لنهجها وطبيعة تحالفاتها الخارجية ،وبناء مراكز بحوث فكرية وسياسية، ودعم المؤلفات والصحافة ووسائل الاعلام الاخرى، المسموعة والمقروءة والمرئية لاداء واجبها القومي والانساني في هذا الجانب والعمل على افشال المخطط الشرير في تجزئة قوى المقاومة القومية من خلال التوصيف السخيف للمنظمات الجهادية على انها قوى ارهاب عندما تقاتل في اجزاء من الوطن العربي غير التي تسكنها ،بحجة توصيفها بانها منظمات ارهابية ،من خلال توظيفهم للعمل العدواني الذي احدثوه عبر معاهدة سايكس بيكوا وما تلاها من اعمال عدوانية .

 

4.  تمويه العدو والقدرة على التخفي خصوصا في ظل احتلال للارض من قبل العدو، والاستفادة من التفوق المعرفي بينها وبين الغازي مهما كانت امكاناته المخابراتية والتقنية من الدراية التامة بالارض والانسان ، واستخدام ذلك كعامل تفوق لصالح فصائل المقاومة .

 

5.  الدراية الحقيقية والدقيقة بالشعب ،وكيفية بناء علاقة متينة بينه وبين وقواه المجاهدة، والمؤثرات بكل اشكالها التي يمكن ان تحول دون توحد الشعب كله وتوحده مع المقاومة ، لانه السلاح الاخطر الذي يمكن للعدو استخدامه ضدها ، والمرونة الثورية في العمل الجماهيري ،مع ضرورة ان تكون المقاومة وخصوصا قياداتها الميدانية والقيادات الوسطى والمتقدمة وصولا للقيادة العامة نموذجا في الرقي الوطني والابتعاد عن أي من امراض  المجتمع ،التي ستكون واحدة من اسلحة العدو ضدها .

 

6.  عدم الانسياق خلف الاخطاء التي قد يرتكبها من يتصورون انهم يدعموا المقاومة من خلال التناول الانفعالي لبعض الاخطاء التي سيحاول العدو ومرتزقته وعملائه على اعتمادها لتفتيت الشعب ،حاضن المقاومة ومددها وممولها وساترها الامامي الذي يجب ان يكون هدفها الاساسي ليس تحريره السياسي بل التوعوي وان يكون حاضنها من خلال وعي وعلاقة واعية لدورها وان يكون حرصه على المقاومة كحرصه على النفس والعائلة والشرف .

 

7.  ان تطور علاقتها بالشعب من مجرد الحرص الوطني للمواطن على تحرير وطنه الى اعتبار المقاومة مرجعيته في كل امر،وان تسموا العلاقة بين المواطن والمقاومة الى مستوى ارقى من أي علاقة بحيث تكون علاقة مقدسة ،كون المقاومة والقتال ضد الغزي المحتل واجب ديني ،قد تكون كثير من الطقوس والفرئض الدينية اقل منها الزاما وجزاءا عند رب كريم وعد المجاهدين اجرا كبيرا، حيث ان المجاهدين يمثلوا اعلى مستوى ايماني لتنفيذهم الواجب الديني الذي فرضه الله وأنبياءه ورسله وكتبه فالعلاقة معها هي واجب ديني قبل ان تكون علاقة الوطن والاهل والتضحية نيابة عن كل الشعب ولاجله .

 

8.  الانتقال من مرحلة التضامن بين الشعب والمقاومة الى مرحلة التوحد والابتعاد عن أي سلوك او عمل يسيء باي قدر لهذه العلاقة ،وتعرية المتطرفين والتبرأ منهم ايا كان مستوى ادائهم الذين يسيئوا، الى تصعيد التوحد بين الشعب والمقاومة حتى ان بدا انه يضعف المستوى القتالي في بادئ الامر لان المعركة طويلة وتحتاج الى وقت كي تنجز اهدافها الكبيرة والتاريخية وليست معركة سريعة ومرحلية .وذلك من خلال الاتي :

 

توضيح اهداف المعركة بين الامة وبين قوى الارهاب والاحتلال وتحديد صيغ الحكم وشعبيته في دولة العرب المحررة والتي توحدها صيغ محددة ،في الجوانب السيسية والاقتصادية والفكرية والدينية .

 

  ضرورة ان يكون واضحا لكل مواطن في الوطن الكبير ان حرية الفرد محترمة ومصانة في حدود وضمن حرية الكل ،والفرد يضمن له القانون حرية الديانة والمعتقد والفكر والعمل والغذاء والتعليم والعلاج الطبي والسكن بقدر المتيسر من الثروة القومية.

 

استثمار ثروات الوطن والامة في احداث بنية تحتية تنموية كفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية التي تضمن ماورد في البند السابق وتحقق الاستقلال والتكامل الاقتصادي اذا لم تكن الوحدة الاقتصادية لكل اجزاء الوطن بما يجعل الوطن العربي وحدة اقتصادية متكاملة تخدم شعبه وتساهم في بناء وتفاعل العرب ضمن المجتمع الانساني كله.

 

وضع اسس وخطط كفيلة بتنشيط الاستثمار والبناء والتطور للوطن، ويخدم اهداف الامة باقامة مشاريع تنموية وانتاجية مدروسة بشكل علمي ،يعود على الامة عموما والفرد بالخير والرفاهية ،وعدم السماح لعملاء وحلفاء العدو من الحكام المرتبطين بقوى العدوان من تبذير واستثمار ثروات العرب لدعم عدوهم والته الحربية وتغذيتها لتتعرض الامة لخسائر مركبة .

 

  صياغة مبادئ واسس عامة ملزمة لكل اطراف وفصائل المقاومة حول المنهج القومي لجهادها ونضالها ،بما يجعله الركيزة الاساسية لمنطلقات الجهاد الجماهيري في كل اجزاء الوطن العربي .

 

العمل على قيام هيئات ولجان تحكيمية وتكون قراراتها ملزمة عبر الفصل المستند الى مبادئ وميثاق العمل القومي المتفق عليه بين قوى النضال والجهاد الشعبي القومي ومواثيقه ،خصوصا الخلافات الميدانية التي قد تحدث بين فصائل المقاومة العاملة في ساحة واحدة.

 

الشعب وقواه الجهادية والنضالية ومفكريه ومثقفيه ومنظماته المدنية والدستورية هي الحكم على مسيرة الاحزاب و المنظمات والفصائل المقاومة وليس شيئا اخر.

 

ان يكون المواطن متاكدا ان اسس التعامل بين المواطن في دولة العرب الكبري باي صيغة كانت -  وحدوية فدرالية اوغيرها من الصيغ -  هو الكفاءة والاخلاص والجهد والصدق في المواطنة والحرص على مصلحة الشعب والوطن وليس اية اسس اخرى ،كالقبلية والمناطقية والانتماء الحزبي .

 

ضمان الحقوق الثقافية والدينية والقومية للاقليات الموجودة في مكونات الامة ،والتي عاشت وتوحدت في المصير مع الامة ،ورفض ومقاومة أي تطرف وتميز على اساس العنصر والجنس والديانة وان يكون الحاكم في كل الامور المواطنة قبل أي شيء .

 

  دعم واسناد وتشجيع الانظمة ذات المواقف الوطنية والقومية والتي قد تلجأ نتيجة الواقع الرسمي العربي الى المهادنة والحلول التوفيقية والوسطية لتكون مواقفها اكثر جرأة ومبدئية ،وتكون حواضن داعمة لحركة التحرر القومي وممولة لها .

 

9.  عدم اهمال الجوانب الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصاية والاعلامية والثقافية خلال فترة المعارك مهما كانت طبيعة العدو وشراسته ،لان واحدا من اهداف ووسائل الاعداء تجهيل الشعب وتجويعه،ومن خلال ذلك البدأ باسقاط شرائح مهمة من مدد وسند المقاومة واستخدامه ضدها ،والعمل على بناء مراكز بحوت علمية واقتصادية واستشارية وقانونية وثقافية للمقاومة القومية هي قاعدة تشكيل المراكز الدستورية للدولة لاحقا .

 

10.  التوضيح الكامل للجانب الديني في الجهاد والقدسية في تنفيذ التشريع الرباني له ،لان الجانب الديني امرا فاعلا في مجتمعنا وهو اضافة لذلك امرا يمد المقاتل بالثبات والسداد ،ويحصن المقاتل والمجتمع ضد أي انحراف ،كما ان ذلك يسقط القوى المغطاة بالدين والتي في غالبيتها الكبيرة حركات مخترقة وصنيعة من صنائع قوى العدوان والاستعمار، وموظفة لخدمة التفتت الطائفي والاثني الذي يخدم العدو من حيث يدري اول لا يدري القائمين على تلك التنظيمات ،او من عرفوا في المجتمع على انهم مراجع دينية، والذين يمكن للعدو اغوائهم او كسبهم لصالحه ،وهم افراد معدودين وبشر ممكن ان يظلوا وينحرفوا.

 

11.   تعميق العلاقات مع الشعوب الاسلامية وبناء جسور من التوحد في الاهداف و المصالح بينها وبين الامة العربية ، والاستفادة من الرابط المقدس للدين الاسلامي الحنيف والتراث الثر والمشرق للتاريخ العربي الاسلامي الذي يربطها بالعرب كامة للاسلام شرفها رب العزة بالرسول العربي والقرآن الذي حفظ لغتها وعمق قيمها الانسانية والاخلاقية من خلال قيم الدين الحنيف،بغض النظر عن موقف انظمة الحكم في تلك البلدان وشعوبها، لان الشعوب باقية والانظمة متغيرة بوسائل عديدة.

 

12.  تعميق العلاقات وتطويرها مع الشعوب والانظمة والاحزاب والمنظمات المساندة والمتفهمة والمتضامنة مع نضال الامة العربية وجهادها العادل من اجل التحرر ومقاتلة العدوان والبغي والارهاب عليها من قبل قوى الامبريالية والصهيونية والشر،خصوصا في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية .

 

13.  اقامة علاقات جيدة والعمل على تطويرها مع المفكرين والباحثين والفنانين والمنظمات والاحزاب المناوئه للعدوان والاستعمار في امريكا الشمالية واوربا واستراليا ،بحيث يكونوا داعما ودعات لشعوبهم وتبصيرهم بالحق العربي وعدالة قضيته الامة ونضالها .

 

14.  استخدام القوانين والمعاهدات الدولية والاحتكام للتاريخ وحق الشعوب في تقرير مصيرها في المطالبة بالاجزاء المقتطعة من الوطن العربي كالاحواز ومدن جبل طارق والاسكندرونة وغيرها التي في معظمها هي اعمال عدائية للعرب وتلك الامم ،اوجدها الاستعمار ودوله (القائده للاستعمار) بغية ايجاد ثوابت عدائية بين العرب وتلك الشعوب ،يمكنهم (ايقوى الاستعمار)استخدامها متى شاءوا لخدمة مخططاتهم ،وان تكون تلك  القوانين والمعاهدات اساسا في العمل التحرري قبل اللجوء الاضطراري للقوة .

 

15.  فضح المخطط الامبريالي الصهيوني واهدافه الشريرة البعيدة بكل الوسائل الممكنة ،والعمل على ايجاد تعاريف اخلاقية لمجموعة من المسائل المهمة مثل الارهاب والشرعية الدولية والمسؤولية الجنائية للادارات والحكام الذين يستبيحوا القانون الدولي والمعاهدات الدولية ،كما فعلت امريكا وحلفائها في عدوانهم على العراق ،وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها .

 

هذه مقترحات او ورقة عمل متواضعة اتقدم بها كمواطن عربي واع مسؤوليتي القومية ،وانا متاكد ان هناك من المفكرين والمناضلين قادرين على اغنائها وتشذيبها وانضاحها بحيث تكون فعلا قادرة على ان تكون اساسا لبناء جبهة قومية موحدة . اللهم اني اقدمها عملا بكتابك وهدي نبيك الكريم ،فاجعلها فاتحة خير لوحدة جندك وتوحد جهادههم .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠٠٩ م