كتاب في جريدة

( نقد وتحليل للكتاب في الجريدة للعدد ١٢٨ الصادر والمنشور ففي ٢ / مارس / ٢٠٠٩ م  الموسوم يوم في بغداد تاليف شوقي عبد الامير )

﴿ الجزء الرابع

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
نشر في 2 مارس(آذار الماضي ) كتاب في جريدة وهو كتاب تنشره منظمة اليونسكو بالتنسيق مع كل الصحف (الجرائد) الرئيسية العربية في الوطن العربي والمهجر ،وقد اطلعت على الكتاب وقرأته جيدا ومن خلال ذلك كتبت هذا الرد والنقد للكتاب ومؤلفه ، وللحقيقة اني لم اكن منفعلا بقولي وتقويمي له ولكن فوجئت بان شخص يدعي الثقافة والعلمية يكتب مثل ما جاء في الكتاب ، وككاتب ومتعلم كان انفعالي من هذا اكثر مما جاء في الكتاب من مغالطات وكذب ومعلومات تعتمد السماع والرواية والخيال ،والافتراء والجهل او اعتماد التضليل ،لهذا كان ردي قاسيا في بعض الاحيان ، ولكني لم اجانب الحقيقة بحق المؤلف والكتاب .


وقولك : (اتذكر تلك الليلة لأتأمل ماذا حل بالعراقيين اليوم ،هل عقود ثلاثة من السنوات كافية لمسخ شعبا ولتحيل ساحات ومرابع عاصمة الى متاريس وخنادق وسراديب ،هي سنوات لا اعرف حسابها باي تقويم ، لا ميلادي ولا هجري ولا سواهما . سنوات جاءت من زمن طوفاني اسود غمر الايام وسد فجوات الحياة ، واباد الحرث والنسل ... سنوات سيدفنها العراقيون وسيغسلون بماء انهارهم العظيمة ادرانها ... اعرف ذلك وأكاد اقتنع بكل ذرة في اعماقي به ولكنني لا اقدر بل لا اريد تبريره فالعراق قامة عظيمة دامية ايضا . التاريخ هو الذي علمنا ذلك) . لا اجد كيف ربطت بين تذكرك تلك الليلة - التي كنت فاقدا لكل عقلك حتى انك نسيت كيف تصل لدارك فلم تبقي أجرة الفورد التي كانت 25فلسا أي حوالي 8 سنت امريكي ،من كثر ما احتسيت من الخمر – وبين ما حل بالعراقيين اليوم !!! وهل نسيت ان بغداد عاصمة العراق وجزء منه الذي صد اكبر عدوانيين متعددي الوسائل والصفحات وحصار دام ثلاث عشر عاما ،حصارا هو اقرب شبها بالقتل الجماعي وحرب الابادة مما اسموه حصارا دوليا ، لو طبق على أي شعب بالعالم لانهار خلال اشهر او ايام وليس اعوام ايها العبقري ، ولكنه شعب التحدي شعب الذرى ،بنعم البري وهمة أبنائه وعزمهم وبتخطيط قيادته واستشارة علمائه واقتصاديه تجاوز الحصار وصمد لتلك السنين العجاف مع تداخل ذلك مع الحرب العسكرية والاعلامية والفكرية والاقتصادية عليه ،وهل فاتك يا عبقري الخيانة ان العراق رغم كل القتل الجماعي واستخدام اسلحة الدمار الشامل ضده وسياسة التجويع زاد عدد سكانه وانجز مشاريع لا تستطيع انجازها شركات دولية عملاقة بتوفر كل الامكانات وفي ظروف طبيعية بعشر اضعاف فترة انجازها من قبل مبدعي شعب العراق ... فلا حكاية اينانا ولا ملحمة ينوخ رغم انهما من ابداعات العراقيين العظماء ترتقي الى ملحمة قادسية صدام وملحمة ام المعارك وملحمة اعادة الاعمار ولملحمة تحدي حرب الابادة والتجويع والقتل ومنع الغذاء والدواء والعلم والتكنولوجيا وملحمة الحواسم والملحمة القائمة والتي سيكتبها التاريخ بمداد من الدموع والدم والذهب والخجل من الجرائم الا وهي الجهاد والمقاومة ضد كل قوى الشر والارهاب والبغي في العالم بالصدور كون اسلحة العراقيين منزوعة بقرارات جائرة ، نعم ان العراقيين دائما يضيفوا للتاريخ ألقا ودروسا ... لكنهم لا يستنسخوه ... واقول اعرف ذلك وانا مقتنع بكل ذرة تراب في ارض العراق ووجدان الشعب اننا شعب عظيم متجدد يهب للحياة معني ويقدم بسخاء من اجل كرامته وحريته وعزه ... والتاريخ شاهد على ذلك ، وبدل ان استشهد بقول كاهنتك الجاهلية ،استشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وآل بيته وسلم خير خلق الله من لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى (اذا ضاق عليكم الزمن فعليكم باليمن ،قالوا وان كنا في اليمن يا رسول الله : قال عليكم بالشام ، قالوا وان كنا بالشام ، قال عليكم بالعراق ، قالوا وان كنا في العراق ، قال في العراق نعمة لا تفنى حتى تقوم الساعة ) صدق رسول الله .


نعم كنت رائعا في وصفك لموكبكم انت وصديقك د. حافظ (مرت اربع عقود على تلك الليلة واليوم اعود في وضح النهار لا اجرؤ على ان تطأ قدماي الارض خارج سيارتنا وبمعية الحرس المسلحين اللذين يتلفتون كلصوص يتأهبون للفرار) ، أ لم تدرك لماذا لا تستطيع ان تطأ الارض لانك ضيفا على احد اللصوص والعملاء المرتزقة ولو كنت ضيفا شريفا على أي عراقي لما شعرت بذلك.


اما ماجاء في وصفك لشارع الرشيد فكنت موفقا جدا فيه كوصف للشارع ،تكنك عدت ايضا ذهبت لواجبك ومهمتك في كتابك ،فاي دستورين تشير لهما ، دستور 1916 ودستور 2006 فكلاهما ليسا دستوريين عراقيين بل هما من وضع وصياغة الاحتلال.


اما كتابتك عن خلو شارع الرشيد من الحياة ومحاولتك الفاشلة والفاجرة في تحميل الحكم الوطني ذلك ،فتذكرني بتأويل عمر بن العاص لجيش الشام يوم قتل سيدنا عمار بن ياسر ،حيث ارتد الناس والقي كثير منهم سلاحه ونادي من شهد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وسمع قوله لعمار تقتلك الفئة الباغية ،وقالوا اذن نحن الفئة الباغية ، فطلب معاوية من عمر وهو احد دهاة العرب وفصحائهم ،تدارك الموقف يا ابن العاص ، فصعد عمر بن العاص على مرتفع ونادى ايها الناس : نحن لم نقتل عمار بل قتله علي بن ابي طالب لانه جاء به للحرب ، فعلي وجمعه هم الفئة الباغية ، ألم تخجل من نفسك وانت تبرر للاحتلال والمرتزقة و تنسي كل سوء للقائد صدام حسين ، اما من تسميهم انت واسيادك بالقاعدة فلا وجود للقاعدة في العراق ولا للفكر التكفيري المبتدع ولكن امريكا وعملائها آل سعود وآل صباح وحلفائها كهنة النار المجوس شكلوا مرتزقة سريين هم مجندون لخدمة الاحتلال وشق وحدة الشعب العراقي كي يفعلوا تلك الجرائم باسم القاعدة ،التي يقصدوا بها المقاومة لتشويهها وابعاد الشعب عنها ،خسئوا فشعب العراق لا تنطلي عليه الألاعيب القذرة .


اتعرف من حرق عاصمة العراق قبل 5000سنة ؟ انهم نفسهم اللذين يحرقوها الان ،نعم كورش واليهود الاسرى في بابل تحالفوا في ذلك الزمن لحرقها ،واليوم احفاد كورش يتحالفوا مع الصهاينة والمتصهينين فيحرقوا بغداد ويدمروا حضارتها وجمالها وحبها واخائها ومقدساتها ،يا دكتور شوقي الرومانسي مرهف الحس لم يحرقوا مقهى البرازيلية واورزدي باك (السوق المركزي) فقط بل حرقوا كل ما استطاعوا من موجودات وتراث شعي العراق وسرقوا كثير منها وهم يستهدوا كل ما تبقى من جمال وحضارة وبشر لانهم همج قتلة سفاحين محترفوا جريمة اوباش همج حاقدون ،لا يفقهوا معنى الحياة ولا يحترموا الحب والجمال والحضارة والتاريخ .


اما محاولة اخفاء حقدك على العراقيين تحت اظهار حبك الكاذب لبغداد ،فكشفه قولك (اعرف ان جيلا كاملا من البغدادين الذين عرفوا بغداد الحاضرة ، بغداد المدينة قد صارواغ الجيل الملعون من قبل النظام (السابق) وطبقته العسكرية وعقليته الريفية والبدوية ... ) ،ان النظام لم يصبح سابقا يا شوقي لانه ما زال نظام العراق الرسمي والاحتلال لا يمكن ان يكون نظام ،وان اللذين حكموا العراق وجيشه هم ابنائه من بغداد والبصرة ونينوى وذي قار والتاميم وبابل وصلاح الدين واربيل والنجف وسليمانية وواسط وكربلاء وديالى والمثنى والانبار والقادسية ودهوك وميسان ،لم يكن بينهم اجنبي او مزدوج الجنسية او خائن وعميل مواطنين اصلاء ليسوا مرتزقة لاحد ،يحبوا بغداد وكل تراب العراق اكثرمن انفسهم ولذلك هم كانوا يفتدوه بارواحهم واموالهم واولادهم ويقاتلوا أي معتد اثيم ...


هنا يتضح الهدف من مؤلفك المدفوع الثمن والاجر مسبقا وغاياته ... وهو وصف العراقيين بالتخلف والهمجية وانهم ريفيون بدو لا يفقهون الحضارة والتمدن وان الاسلام والدين عموما ماهو الا نتاج الفكر الريفي المتخلف ، حاشا الدين الذي هو تشريع رب العلمين والاسلام الذي ارساه الله رحمة للعالمين ودليلا وقانونا ... هنا يفهم القارئ الهدف والغاية ، فيالك من دجال وعميل كافر ومرتزق اجير.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م