كتاب في جريدة

نقد وتحليل للكتاب في الجريدة للعدد ١٢٨الصادر والمنشور ففي ٢ / مارس / ٢٠٠٩م الموسوم يوم في بغداد تاليف شوقي عبد الامير

﴿ الجزء الخامس ﴾

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

نشر في 2 مارس(آذار الماضي ) كتاب في جريدة وهو كتاب تنشره منظمة اليونسكو بالتنسيق مع كل الصحف (الجرائد) الرئيسية العربية في الوطن العربي والمهجر ،وقد اطلعت على الكتاب وقرأته جيدا ومن خلال ذلك كتبت هذا الرد والنقد للكتاب ومؤلفه ، وللحقيقة اني لم اكن منفعلا بقولي وتقويمي له ولكن فوجئت بان شخص يدعي الثقافة والعلمية يكتب مثل ما جاء في الكتاب ، وككاتب ومتعلم كان انفعالي من هذا اكثر مما جاء في الكتاب من مغالطات وكذب ومعلومات تعتمد السماع والرواية والخيال ،والافتراء والجهل او اعتماد التضليل ،لهذا كان ردي قاسيا في بعض الاحيان ، ولكني لم اجانب الحقيقة بحق المؤلف والكتاب .

 

ان سيرتك تؤشر انك من مواليد 1949 الناصرية وتتحدث عن بغداد الخمسينية والستينية وهاجرت من العراق عام 1970،اريد ان اسأل متى جئت لبغداد ؟ أ تكتب ما يوحى\ لك وما لم تفقه ولم تعيشه ... لتمتدح فترة الحكم قبل 14 تمز 1958 ؟ بقولك : (وان بغداد بدأت تنهار منذ طرد المحتل والاستعمار ... وهذه الريفنة (نسبة للريف) والتخلف في العراقيين لم يكتشفه لا السياسيون ولا المؤرخون ولا حتى الدارسون والأكاديميون إلا بشكل هامشي حتى علي الوردي ... ) يا سبحان الله كلهم لم يعرفوا ذلك او يدركوه ليأتي هذا العبقري فيكتشفه، ويشتم من خلاله كل العراقيين ، قوى اليسار والاشتراكية من بعثيين وشيوعيين وكل قوى الثورة لانهم يسار، فهم يعملوا على دفن المدنية والحضارة لكونهم ريفيون ... أي فهم وتصنيف اجتماعي هذا ومن أي منهج فلسفي استقيته ... ام ان ذهنك تفتق عن فلسفة جديدة ايها العبقري ... ومحاولة تبرير نهب المتاحف التي تحتوي تاريخ الحضارة البشرية ونشوئها من خلال ذلك ،والصاقها بالعراقيين ... وكل عاقل يعرف من اللذين دخلوا المتاحف في يوم الاحتلال وفي حماية قواته ورعايتها ومساعدتها ... واين استطاعت المنظمات المهتمة التراث الانساني ان تتابع جمع ما قدرت من تلك الكنوز ...                      

 

اما بقولك : (كنا في اواخر الستينات نلحظ مشاهد من هذا الغزو (السلمى) الريفي البدوي لمدينة بغداد بعد ان بنى عبد الكريم قاسم مدينة (الثورة) التي صارت مدينة (صدام) اليوم تعرف (بمدينة الصدر)...)

 

حدث هذا بادئ الامر عندما بدأت بغداد تتحول الى مركز اشعاع حضاري متمدن لكل العراقيين وعندما شرع الاقتصاد يتحسن نوعا ما وصارت في المدينة قوة جذب لابناء الريف والعشائر وكان ذلك مؤشرا ايجابيا لو جرى تنظيمه وبرمجته ، لتحولت بغداد الى عتبة تمدن حقيقية لكامل سكان العراق منذ نصف قرن تماما...وحتى نهاية الفقرة ). انت في هذه الفقرة ناقضت نفسك ايضا : فانت تقول ان بغداد تريفت منذ عام 1958 بعد تورة 14 تموز ،وتعود لتقول انها في نهاية الستينات تحولت الى مركز اشعاع حضاري متمدن ، أي بعد ثورة 17 تموز القومية الاشتراكية بقيادة طليعة الامة البعث العربي الاشتراكي ، الذي لم تترك نعتا سيئا لتشويه حكمه وقيادته ،ووصفت العشيرة والجامع (الدين) انهما يمثلان البدائية والتخلف والدولة الغاشمة التي رمزها الدكتاتور ... ومحاولة تخفيفك على الدين في تطويعه من قبل السلطة الغاشمة!! كما سميت الحكم الوطني ،فهو ليس ايمانا ولا خشية من الله ولكن مراعات لحلفاء هم مثلك كفرا ولكن متخذين الدين غطاءا كالدعوة الماسونية والمجلس الاسقط للدعوة الاجرامية واسيادكم في ايران . محاولا اضفاء انك مدرك لمعنى نشوء وسقوط الدول في مقدمة ابن خلدون ، ولذلك حاولت ان تقحم البداوة بالريفيين في وصفك لنزوح المواطنين الى بغداد بعد ثورة تموز 1958 ،وتغيير المدنية في بغداد ... وجاءت هذه العبارة الدقيقة في وصفها ماهو المطلوب من احتلال العراق وليست بغداد وحدها ((الهدف بالطبع هو اعادة بغداد عاصمة العراق الى قرون وراء،الى بقايا وشظايا مجتمع لا يقدر على مواصلة الحياة)) نعم هو الهدف ولكن هدف من ؟أليس امريكا والصهيونية وحكومة ايران اللا اسلامية ومن تحالف معهم من الاعراب وقوى الشر والبغي والرذيلة في الكون واولهم اصحابك وجماعتك مايدعون انهم حكام وبرلمان وحكومة الاحتلال على العراق ،والملتحقين بالفرية التي اسموها العملية السياسية لاعطاء شرعية للاحتلال . نعم نتسآل ايها المتفلسف ،أ لم تسمع وزيرة خارجية امريكا مادلين اولبرايت يوم سألوها: ان هناك اكثر من نصف مليون طفل عراقي مات نتيجة الحصار ، أهناك مايستحق هذا الثمن؟فاجابت نعم هناك مايستحق هذا الثمن.

 

اما وصفك للمرحوم عبد الامير الحصيري بالشاعر العراقي الكبير ،فماذا تسمي المتنبي وصفي الدين الحلي وعبد المحسن الكاظمي والرصافي والزهاوي والسياب والجواهري وعبد الرزاق عبد الواحد ،وعمالقة الشعر العربي من العراقيين ومبدعيه ،أم انه كبير لانه كان مخمورا طول عمره ومات على الرصيف وهو مخمور.

 

لم يذكرك باب المعظم الى بالمواخير، ولم تذكرك ساحة الميدان الا بالكلجية لانها منشأك وبيتك ..يالبؤسك ، تفسر كل الحياة والبشر والارض وفق منهج إمامك فرويد.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م