بسم الله الرحمن الرحيم 

 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه ُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه ِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر ُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِم ْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) صدق الله العظيم (سورة الاحزاب)

ان رفاقكم الذين اخرجوا او خرجوا من العراق بحكم ظروف القتل والاستهداف من قوى الاحتلال ومرتزقتهم ، لن يبخلوا بشئ ولن ينقطعوا عن ما عاهدوا الله وانفسهم عليه ، فكل يجاهد بصورة من صور الجهاد البطولي التي يبقى ارقاها واقدسها واكثرها شرفا وحبا للنفس المنازلة بالسلاح ،ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل .

تحدثنا ايها الرفيق القائد عن ست سنين ،انها عليكم ايها ست سنين ولكنها علينا في الغربة والاغتراب ستة قرون، فالمقاتل لا يحس بالوقت لانه يفكر بما هو اكبر ،انه مشغول باختيار الهدف والوقت ليقتل العدو ،اما نحن فلا شئ لدينا الا الكلمة والكتابة لكم وللبشر وخصوصا العرب ،مستمدين امكانية اختيار الكلمة وقوتها من فعلكم البطولي وصبركم فانتم الذين تلهمونا بقدر ما نحاول ان نكون فاعلين في اوساطكم وفي الامة التي ضللها اعلام قوى البغي والارهاب بقيادة الصهيونية والادارة الامريكية .نعم فالبندقية لا تقتل بلا رصاص ،والقلم لا يكتب دون حبر، وعقولنا رصاصها ومدادها فعلكم البطولي اليومي في منازلة العدو ومواجهة الارهاب الدولي ، نعم انتم من يلهمنا الكلمة لتكون رصاصة في بنادقكم التي تدفع الشر عن البشرية جمعاء ، انتم وشعبكم من يصنعون التاريخ وتعلمون البشرية دروسا اخرى تضيفوها لما قدمه اجدادنا من دروس للبشرية ،اما نحن فانا نثبت بمداد عقولنا وقلوبنا صفحات المجد\ الذي ترسموه بصدوركم وانفسكم الغالية لتردوا الشر عن كل البشر. ونرد عليكم بتحية الايمان ان السلام عليكم من السلام الذي تقاتلون في سبيله .

يا صانعوا الحياة ومعطوها معناها الراقي الحضاري التي اراده الله وبعث لاجل الانبياء والرسل كي ينذروا البشرية وينهوا عن الفحشاء والمنكر البغي ، من خلال فعلكم في مواجهة حشد الشر والفحشاء والبغي فانتم جند الله ورسالاته ،ولان البعث الفصيل الطليعي في الجهاد فانه حزب الرسالة اضافة لجوانب رساليته الاخرى فكره الايماني القومي ومنهجه الجهادي وجهاده في سبيل ما امر الله سبحانه المؤمنين بالقتال دونها وهي الدين والارض والعرض والمال والنفس ،وهن كلهن مستهدفات في واقع العراق الحالي فاي صورة ايمانية تؤطر جهادكم واي تلبية وطاعة لامر الحق تسطروها ،هنيئا لكم منا وبشرى من الله الذي وعد المجاهدين بالحسنى وخير الجزاء.

نعم ان طلائع شعبنا بل كل شعبنا وبقيادتكم وحنكة وتوجيه وخبرات ابطاله ابطال قادسية صدام ،والمنازلة المستمرة مع كل قوى الارهاب والجريمة والبغي في الارض منذ 1990 ومازالت مستمرة عبر صفحاتها المتعدد ام المعارك ،الاعلام المعادي والمضلل والمبني على الكذب والافتراء،واعادة الاعمار ومواجهة الابادية البشرية والقتل الجماعي عبر حرب متعددة الوسائل والاهداف (منع الغذاء والدواء والعلم ومستلزمات التعليم والتقنية وضرورات الحياة الانسانية)اسموها الحصار الدولي،ورجعاتهم الاربعة ،ومناطق الحضر في شمالنا الحبيب وجنوبنا المجاهد العزيز ،ثم الحواسم والاحتلال والفتن والقتل والتدمير ،والتحالف مع قوى اقليمية وعربية لتكون اساسا لبدأ نزاعات لا نهاية لها في المستقبل وكان دور حكومة ايران اللا اسلامية وحكام عرب كبيرا وخطيرا يعبر عن امرين حقدهم على العراق والبعث وحقيقتهم التي يحاولوا تغطيتها ، ان مواقفهم من الاحتلال وتحالفهم معه كشفت حقيقتهم بانهم اعداء للدين ،وان كانوا قد اسلموا من قبل فانهم ارتدوا عن دين الله بتحشدهم مع قوى الكفر والضلالة والعدوان واتخاذهم بوش والكافرين اولياءا لهم فتبا لهم وويل وغضب من الله ،انهم قادرون على طرد المحتل وحلفاءه الفرس والاعراب .

اما الرجال الرجال من البعثيين ابناء الامة وذراعها وضميرها الحي للذود عن المبادئ والشرف والعزة والحرية فاقول لهم انكم حقا كما وصفكم القائد رساليون لا يتقدمكم الا اصحاب بدر واحد والخندق ومؤتة وكربلاء .ومن قتل او مات منكم فان الله وعدكم خير الجزاء، ومن ينتظر احدى الحسنين فله عند الله خير من الدنيا وما فيها ، وثقوا وامنوا ان الله مع الصابرين ،وان كل ظلام الدنيا لا يستطيع ان يطفأ نور شمعة ، فكيف يستطيع ظلاميوا الارض ان يغيبوا الشمس فانتم وحزبكم شمس الامة ونور الانسانية في زمن الاستسلام والخضوع لامريكا والصهيونية .

( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة َ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون َ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآن ِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّه ِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).صدق الله العلي العظيم التوبة (111)