كتاب في جريدة

نقد وتحليل للكتاب في الجريدة للعدد ١٢٨الصادر والمنشور ففي ٢ / مارس / ٢٠٠٩م

 الموسوم يوم في بغداد تاليف شوقي عبد الامير

﴿ الجزء العاشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

نشر في 2 مارس(آذار الماضي ) كتاب في جريدة وهو كتاب تنشره منظمة اليونسكو بالتنسيق مع كل الصحف (الجرائد) الرئيسية العربية في الوطن العربي والمهجر ،وقد اطلعت على الكتاب وقرأته جيدا ومن خلال ذلك كتبت هذا الرد والنقد للكتاب ومؤلفه ، وللحقيقة اني لم اكن منفعلا بقولي وتقويمي له ولكن فوجئت بان شخص يدعي الثقافة والعلمية يكتب مثل ما جاء في الكتاب ، وككاتب ومتعلم كان انفعالي من هذا اكثر مما جاء في الكتاب من مغالطات وكذب ومعلومات تعتمد السماع والرواية والخيال ،والافتراء والجهل او اعتماد التضليل ، لهذا كان ردي قاسيا في بعض الاحيان ، ولكني لم اجانب الحقيقة بحق المؤلف والكتاب .

 

 اما سردك الوهمي وتناقضك في قولك :( ان كثيرا من العراقيين عند عودتك عام 2003 – يا لبؤسك لم تعد لوطنك الا تحت البسطال الامريكي الصهيوني وفي خدمته – من بين الاصدقاء والعوائل التي التقيتها قادما من باريس ،وهم يتسائلون لماذا يدافع جاك شيراك عن صدام حسين لهذا الحد ولماذا يعارض دخول الامريكان لاسقاطه ،فاود ان اوجه بعض الاسئلة والملاحظات :

 

1.   كيف سمحت لنفسك ان تعمم راي اصحابك ومعارفك كرأي للعراقيين ؟ وانت المفترض ان تعرف معاني ونخب الاستفتاء كي يكسب شرعية مقبولة ؟

 

2.   انك هاجرت من العراق منذ 34 عاما وكان عمرك 21سنة حسب ما ورد في تقديم محمد مظلوم لك ،فكم تعرف من العراقيين ؟ وكم من العوائل العراقية يمكنها ان تصتضيفك كصديق للعائلة حتى وان كنت تعرف او تربطك رابطة ما مع رب العائلة؟ فانك اما تكذب او تضلل ،او تعني عوائل امثالك الذين عادوا للعراق للسرقة والنهب والجريمة في خدمة الاحتلال وحمايته ؟وهذا لا يسيغ لك ان تعتمد مثل هؤلاء الاجانب لتعتبر رأيهم يعبر عن رأي العراقيين .

 

3.   اما ما تعنيه بالموت فالمفروض ان تكون والدمار ،فالمفروض بك ككاتب لو كنت حرا فيما تكتب ان تو ضح ان قوات الاحتلال جاءت للعراق مستهدفة البشر والحيوان والماء والشجر والرمل والحجر، وتعتمد وسائل دنيئة وحاقدة بحيث تعتمد القتل والجريمة بكل انواعها والفتن لتحقق مخططها الذي يرسم لحياة لا تبقي ولا تذر ،وان لها عملاء ومرتزقة سريين وعلنيين عربا ومسلمين واجانب واجهزة مخابرات وحلفاء كالموساد واطلاعات الفارسية وحرس خميني وغيرهم يتفننوا في انواع وطرق القتل للعراقيين حقدا وعداء لا مبرر وحسدا لهم .

 

4.  انت جاهل ام تتجاهل الحقيقة ان كل القتلة كابي درع والزنيم عدو الله عبد العزيز الاصفهاني وبهاء الاعرجي والعامري والمالكي والهامشي طارق الهاشمي ومثال السقوط الآلوسي وكريمي شاه بور (موفق الربيعي الفارسي)وباقر(بيان) جبر صول اغ ومسعورالبر زاني والطلباني ومن على شاكلتهم هم مرتزقة يأتمروا بأمر المحتل وينفذوا مخططاته .

 

5.  ان من سموا انفسهم بمجاهوا القاعدة فهم انواع ،يمكن تصنيفهم كالاتي :مجاهدون حقيقيون ولكنهم لم يدركوا الدرس القديم،ومرتزقة عملاء موظفون لتدمير وتشويه العمل المقاوم والجهادي مرتبطين بشكل واخر بقوى الاحتلال من خلال انظمة عربية مشاركة وداعمة للعدوان او بشكل مباشر ،وخطأ المجاهدون الحقيقيون يمكن تفصيله بالاتي :

 

  مقاتلون عرب ومسلمون دفعهم ايمانهم لنجدة شعب العراق تلبية لامر الله (وقاتلوا الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين ) ،وغيرها من اوامر الله في القرآن للمؤمنين ،ولكنهم لم تستوعبوا الدرس من الجهاد الافغاني ،ولم يتحسبوا لامكانية اختراقهم من قبل العدو وتوظيفهم كمرتزقة في جانبه ،وهذا ما حصل حيث اعتمدوا الفكر التكفيري الذي غذوا به منذ التأسيس وهو نتاج فلسفة امريكية – صهيونية لتدمير الاسلام وتفرقة المسلمين ، وبعملهم صاروا عونا للاحتلال لا مجاهدين ضده ، حيث ابعدوا وحيدوا ما يزيد عن نصف العراقيين من دعم واحتضان المقومة ومجاهديها ،وبهذا خدموا الاحتلال ،بل جعلوا البسطاء من الشعب يصدقوا اعلام العدو ومرتزقته ان خروج قوات العدو سيسبب عواقب كارثية .

 

   ان اعتمادهم على تمويل من انظمة مشاركة في العدوان جعلهم مرتبطين بقرار العدو بشكل لا مباشر ،وممكن توظيفهم لعمل معادي دون ان ينتبهوا او مجبرين .

 

   بالامكان تفتيت قوتهم والقضاء عليهم وكسر شوكتهم بشقهم ،وهذا ما حصل عبر برنامج الاحتلال في انشاء الصحوات ،والتي كانت نائمة فاصحاها الدولار الامريكي المسروق اصلا من موارد العراق .

 

   ان واحدا من فلسفة الصهيونية وحلفائها من المعادين للاسلام هو نشر التطرف المذهبي لتفتيت وشرذمة المسلمين ومن ثم القضاء على الدين كله ،ولذلك فهم الذين ارسلو ضابط المخابرات البريطاني الذي اسموه محمد عبد الوهاب ليؤسس لذلك ،وهم الداعمين لكهنة النار المجوسية وتشيعهم الباطل والكاذب لنفس الغرض ،وفاتهم ان هؤلاء مبتدعين في الاسلام وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

6. اما جيش المهدي فلا يختلف عنهم كثيرا ،فقد تكون بعد الاحتلال (لكنه معادي من بدأ عمله للبعث العمود الفقري للمقاومة والجهاد) ومع هذا فالبعث اكبر من ان يوهنه ذلك ،واسمى من ان يتعامل على اساس العواطف بل يتعامل من خلال مباديء واضحة اولها وارقاها مقاومة الاحتلال ،وقد خدع وغرر بكثير من ابناء شعبنا بحكم المواقف الاولى للمقتدى الابله واتباعه وانخرط الكثير من الشباب ومنهم بعثيون من قواعد الحزب وانصاره ومؤيديه في صفوفهم ولكن بنفس الوسائل والاساليب تم توظيفهم كقوة لصالح الاحتلال من خلال الفتن وافعال العنف التي ارتكبها هذا الجيش،وخرقه واحتوائه من قبل عملاء الاحتلال ومرتزقته وحكومة ايران اللا اسلامية المشاركة بفاعلية في الاحتلال ودعمه.

 

هؤلاء كلهم الذين كانوا يقتلوا الشعب العراقي ويعادوا برنامج الجهاد والتحرير.

 

انت الذي قلت حقيقة قد لا تقصد الخير منها ،انما هي فلتة قلم ارادها الله سبحانه لاظهار الحق ( فالحق يعلو ولا يعلى عليه ) او انك اردت ان تلطف ما كلته من كذب بحق العراقيين ،عندما قلت )ان الطائفية مسألة تجاوزها العراقيون منذ قرون وصارت شيء يدعو للتندر والسخرية وان العراقيون بكل مذاهبهم اخوة في الدين والوطن)، فلعن الله من احياها واعتمدها واذكاها وعمل بها الى يوم الدين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٩ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م