قراءة في خطاب وتوجيه القائد

﴿ الحلقة الثالثة

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
تعرضنا في الجزئين السابقين من مقالنا الى اولا تلبية ما جاء في خطاب القائد من توجيهات ، وان قانون اجتثاث البعث قانون لا يعني الا انهاء كل العراق مفكرين وعلماء وشعب ومثقفين وكل ما بناه البعث في كل المجالات التي اولها واكثرها رقيا بناء الانسان والمجتمع ووحدته ،ثم التعليم الصحة الصناعة والزراعة والخدمات ( الاسكان البنى التحنية ومشاريع البيئة الما والمجاري ومكافحة التصحر ) وان هذا الالق لا يمكنهم اجتثاثه لانها الشمس ولن يقدروا ان يغيبوا الشمس .


نعم ايها العراقيون جميعا والبعثيون بشكل خاص ان اول اهداف العدوان الهمجي الارهابي البغي الشرير بقيادة الادارة الامريكية والصهيونية العالمية هو حزبكم لانه اخطر اسلحة الامة جمعاء وليس العراق فحسب ، فهو المحرك والداعم والممول والمدد والحاضن والاستشاري لكل قوى المقاومة والجهاد في الامة بغض النظر عن منهجها الفكري وانتمائها التنظيمى بمجرد انها تقاتل في سبيل تحرير أي جزء من ارض العرب ، وهذه حقيقة يعرفها كل الشعب العربي ،والمنظمات المقاتلة في فلسطين ولبنان وارتيريا واليمن واينما كانت وعملت ، نعم هو اخطر الاعداء بل العدو رقم واحد في العالم وليس في الوطن العربي فقط ، حتى الاسلام الذي هو ديننا ودستورنا استطاعوا ان يوظفوا جماعات ليست قليلة في الوطن العربي وخارجه بشكل وآخر لتحقيق ذلك ، تعاونوا مع حكام يدعون الإسلام والعروبة في توظيف احزاب وجماعات بشكل مباشر او من خلال التضليل والدجل ، مثل ما تم في تأسيس حركة المجاهدين في افغانستان ابان الحرب مع الاتحاد السوفيتي السابق ، كان المجاهدون على نياتهم مجاهدين لله مدافعين عن ارض الاسلام التي غزاها الكفار، ولكن الممولين والمجندين والمدربين والدعاة والمفتين والمفكرين لهم يعرفوا جيدا ما هو الهدف الحقيقي ،وان هؤلاء الشباب الذين يطلبوا رضا الله والشهادة هم عبارة عن مرتزقة يقاتلون نيابة عن الامريكان والامبريالية وغير ذلك ، اما على المستوى الاسلامي فهذه حكومة ايران وحكومة باكستان وآل سعود نموذجا لتوظيف قوى تدعي الاسلام لخدمة مخططات الامبريالية ، هذه نماذج ولا اريد ان اتعمق لاني لست باكثر دراية منكم في ذلك.


نعم انهم يستهدون الاسلام النقي الذي جاء به الرسول العربي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لانه يمثل ارقى واسمى القيم في الحياة بكل جوانبها ومجالاتها ، ولكن استطاعوا ان يؤسسوا موطئ قدم في شرائح كبيرة للاسف بين المسلمين عبر احزاب وتيارات فكرية مبتدعة وحكام ، ثم ان كثيرا من ابناء الشعب العربي غير ملتزمين بشكل كامل بما شرع الله ورسوله لهم ، لسببين الاول الجهل وعدم الالمام الكامل بالقرآن والسنة النبوية ،والثاني ان كثير من المتعلمين ولا اقول المثقفين تغربوا في فكرهم ونظرتهم للدين لذا فالدين كمؤثر ومحرك قيمي في نظرهم اقل خطورة من البعث ، هذا الحزب الايماني الملتزم بمبادئ وشرائع وقيم الدين والرافض لكل الانحرافات الخلقية والاجتماعية والانسانية في العلاقات بين البشر افرادا وجماعات وشعوب وامم ، والذي يضم رجالا لا يهابوا الموت والمشانق في سبيل اعلاء قيم الدين والعرب ،وهنا اشير ان واحدة من اجزاء هذا المقال ستتضمن شرحا لمعنى العلمانية التي وردت في بعض ادبيات الحزب ومحاولة بعض مدعي التدين استغلالها للتحريض ضد البعث .


لهذا يستهدفوكم ولها صدر قانون اجتثاث البعث الذي كان واحدا من الاهداف الكبرى والاساسية في استراتيج قوى الظلام وللارهاب الامبريالي الصهيوني منذ تاسيس الحزب وفهمهم لفكره وبرنامجه ، لانهم ادركوا ان البعث قادرا فعلا على تثوير الجماهير وبعث الامة بكل امكاناتها وقواها ، فاستخدموا اقذر الوسائل الفكرية والاعلامية والفتن وتوريط بعض العناصر واحداث الانشقاقات والتآمر واخيرا العدوان المباشر والقتل والسجن والتهجير والتجويع ،ولكن خسؤوا فمن يجوع او يموت لا يكفر (لان البعث تعبير حقيقي عن الايمان بالله ورسله وملائكته وكتبه، يستمد فكره وبرنامجه من دستور الامة العظيم القرآن لكنه ليس حزبا دينيا)، فهو حزب الامة التي اصطفاها الله سبحانه لحمل الرسالة الخاتمة وبعث فيها نبي منهم فكانوا جنده ودعاته والمبشرين به وناشريه الى الامم ، فبحل الحزب او تعثره وتشتته يكونوا قد حققوا خطوه مهمة من استراتيجهم الشرير تيئيس الجماهير وتركيعها واستسلامها ،خسئوا فالبعث هو الحياة ، فهل هم قادرون على قتل واجتثاث الحياة ؟ مهما كانت امكاناتهم العسكرية والفكرية والاعلامية والمخابراتية ، وحسبنا الله القائل (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ، هكذا كان مخططهم في استهداف البعث وهذا هدفهم من اجتثاثه ، الذي اطلقوا يد كل قوى الخيانة والغدر والعنصرية والمرتزقة جند الشيطان من عرب وفرس في قتل البعثيين ، تصورا منهم ان الارهاب والقتل والتشريد سيثنى المؤمنين عن الدين والبعث والجهاد ، تبا لهم ولاقزامهم ،حسبنا قول المصطفي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (ما عمل السيف بقوم الا زاد الله نسلهم) .


اذا كانوا هم واذنابهم من المرتزقة ممن باعوا دينهم وشرفهم وقيم المسلمين والعرب قد انكروا ما حققه البعث في العراق وصدقوا كذبهم ، فالشعب العربي والعراقي بالاخص لن ينسى ذلك في كل جوانب الحياة الحضارية الانسانية والعملية والعلمية ، تاسيسا لبناء قاعدة انطلاق الثورة الكبرى ونموذجها في العراق العظيم ، انطلاقا لتحقيق اهداف الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م