الاحتلال وبدأ المقاومة

﴿ الحلقة الرابعة

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كثيرون يتصورون ان العراقيين في جنوب ومحافظات الفرات متهادنين مع الاحتلال
والاعلام الامريكي الصهيوني الصفوى يعتم على كل اعمال المقاومة هناك
ليوحي بان المقاومة لا تظم كل مكونات شعب العراق الرافض بكل اطيافه الاحتلال وعملائه
ولكن هناك عوامل سببت ان يتلكأ العمل الجهادي في المنطقة الجنوبية
كان لايران واتباعها دورا كبيرا في ذلك وقد قدمنا في الحلقة الثالثة دور السي ستاني
وفي هذه الحلقة نكمل دور حكومة ايران اللا اسلامية وعملائها

 

 

ساكتب عن هذا الموضوع لانه مهم وكثير من ابناء الشعب العربي في اجزاءه غير العراق لا يعرفوا الحقيقة كما هي ،ولكي يعرف كل الشعب العربي ان شعب العراق بكل اطيافه ومكوناته مقاوم رافض للاحتلال ، لكن هناك تعتيما بل تخريبا وتشويها لحقيقة الفعل الجهادي في العراق عند كثير من العرب خصوصا الشعب ، الذي يهمنا ان يعرف الحقيقة كما هي ، لان شعب العراق جزء منه، بل جزئه الفعال ، وليس كما يحاول الخيرين منهم ان يصفوا العلاقة بين ابناء الشعب العربي وكانها علاقة تضامن وتعاطف ومساندة وهذه واحدة من بنود استراتيجية المنهج الامبريالي الصهيوني لجعل الشعب العربي شعوبا ، كما جعلوا الارض دولا ، وللاسف فان كثيرا من ابناء الشعب العربي يرددوا بلا قناعة ولكن ببغاوية نتيجة الاعلام المكثف سواءا العربي الرسمي المنصاع كليا الى الاعلام الامبريالي ، وحتى الكتاب والاعلام الحزبي لقوى واحزاب مجاهدة ومكافحة ضد التجزئة والتشتت بل الامر ان المثقفين والمجاهدين من غير البعثيين يستخدموا مفردات الاعلام المعادي التخريبي (الشعوب العربية والدول العربية وبعظهم يصف الشعب في كل قطر بانه امة لحالها) ، هذه مآساة ثقافية وفكرية يقوم بها كثير من العرب تخدم مخطط الامبريالية والصهيونية وقوى العدوان على الامة اقليمية وعالمية ،المطلوب التصدي لها وعلى كل حر شريف عربي يحب امته ويجاهد ويناضل من اجل وجودها وتحررها ووحدتها بالصيغة التي يراها الشعب العربي والممكنة بكل الامكانات واولها الاعلام والتوعية والثقافة بكل ابوابها مسجدا ومدرسة وصحيفة ومجلة وديوان شعر ومسرح وقصة ورواية ومقال ومحاضرة وندوة واجتماع .لنكون فعلا قد جسدنا الفكر بالقول والفعل ،والا فانا نكون قد ساهمنا في تكريس ثقافة التجزئة دون وعي او دون قصد ،ونكون كمناضلين ومجاهدين قد اصبحنا جزءا من النظام الرسمي (الحكومي المتشبث بالتجزئة ومفرداتها) وهذا هو الخطر على الشعب ووحدة قواه وعلى وحدة الامة وتوحدها وتحررها.


وقد كتبت في مقالي المعنون المقاومة العربية وضرورة استيعاب وحدتها في الحلقات الاربعة المنشورة على شبكات المقاومة والتي لم تكمل كل اجزاءه لحد الان وانا ادعوا كل قوى المقاومة العربية للاطلاع عليها لانها بمثابتة ورقة عمل تحوي مقترحات وافكار تحتاج الى تطوير وتعميق لتكون ورقة عمل ممكن ان تقدم الى مؤتمر لقوى المقاومة او لاي مؤتمر شعبي قومي لمعالجة وضع الامة وتوحيد نشاطها الجهادي والفكري.


كما جاء في الحلقة السابقة كان للسي ستاني دورا في عدم استمرار المقاومة الشعبية عبر الفتوى الباطلة بل الكافرة بان من يقتل في الحرب ضد قوى العدوان والارهاب والبغي الكافرة الزاحفة على بغداد ليس شهيد ،وقد وضحنا بطلانها من خلال القرآن والسنة الشريفة وموقف امير المؤمنين سيدنا علي من قيصر الروم ، واليوم نستكمل دور ايران وعملائها من عصابات الغدر والخيانة والاسرى المرتدين وعبر تدخل مخابراتها (اطلاعات ودفع اعداد كبيرة من حرس خميني وضباط المخابرات الايرانية) لدعم واسناد قوات الاحتلال ،وكما ياتي :


1. زجت حكومة ايران اللا اسلامية بمجاميع ذات دراية بانتشار مقاتلي الشعب من الحزب وابناء الشعب وهيأت لهم نفس عجلات التنقل المعتمدة من قبل الرفاق والضباط مسؤولي قواطع القتال الشعبي وارتدوا نفس قيافة (ملابس) الرفاق مسؤولي القواطع، وكان دورهم تثبيط المقاتلين من خلال الفتن او ابلاغ توجيهات تؤدي لذلك ، وكانوا يتشبهوا بالرفاق ويحاولوا من خلال متابعة حركة الرفاق ان يدخلوا مواقع انتشار المقاتلين وقد ظهر هذا الفعل قي قاطع مسؤوليتي يوم 2/4/2003 ،وانا الاكثر دراية بالفرس وتحوطا لافعالهم بين رفاقي في قاطع المسؤولية ، كوني عملت بمواجهتهم طيلة فترة قادسية صدام ،فاثناء تنقلي لزيارة المقاومين من مقاتلي الحزب وابناء العشائر للعمل على اكمال كافة تجهيزاتهم من الارزاق والاعتدة والاطلاع على مقترحاتهم والتحدث معهم لرفع المعنويات ،والتي اؤكد انهم كانوا يزيدوني معنويات من خلال اهازيجهم وفعلهم وحماسهم ، فوجئت بان اجد في احد مواضع ضمن قاطع المسؤولية ان المقاتلين استبدلوا ملابسهم العسكرية المخصصة لمقاتلي الجيش الشعبي ومقاتلي العشائر بملابس مدنية !!! ادركت بان قاطع مسؤوليتي مخترق امنيا ، لم انفعل رغم اني كنت اغلي بداخلي ،وقلت للرفاق امر القاطع ومعاونيه باسلوب طريف :ها افه خوفتكم طائرات وصواريخ الاشرار ؟ قالوا :لا وسفه تصورنا نخاف ؟ بس جاء للقاطع مسؤول وبلغنا بدلوا ملابسكم البسوا ملابس مدنية ،قلت من هو تعرفوه ؟ قالوا لا،بس لابس نفس ملابسك ونفس سيارتك ، هنا ارسلت احد المقاتلين من القاطع وسائقي بسيارتي لتنقل برقية الى المقر وطلبت اعمامها الى كافة المقاتلين واعطاء المرجع الاعلى قيادة المحافظة نسخة، وزرت كل المجانيع وتحدثت اليهم عن دور الخونة والعملاء خصوصا الفرس وعملائهم ، وبلغت الكل بان أي امر خارج من قاطعكم وامريتكم لا يقبلوه ولا تنفذوه الا اذا كان عن طريق امريتكم او قيادة القاطع المخولين قيها انا وضابط الركن والمعاونين واي امر يصلكم عن طريق أي شخص اخر قولوا له رفيق عن طريق المراجع ، وان كنتم لا تعرفوه قولوا له اتفضل معنا للامرية وان رفض ارسلوه مخفورا لمقرنا ،وان رفض وحاول ان يقاوم اعدموه في الحال ،وبعدها ودعتهم واوصيتهم ان يبلغوا الامر لرفاقهم اللذين في الاستراحة (نائمين في الملاجئ) وهو ما ارسلته لقيادة القاطع لاعمامه لكل المقاتلين ،وفعلا بعد ان انجزت واجبي وتحدثت مع جميع المقاتلين عدت للمقر الرئيسي ،فوجدت الرفيق عضو القيادة القائد الاعلى زائرا لنا ،وقد شكرني على الاجراء واخبرني بانه طلب من المستشار اعمامه الى كافة القواطع للعمل بموجبه ، هذا الاسناد الثاني الذي قدمته حكومة ايران بعد فتوى سي ستاني .


2. اما المشاركة المباشرة بالمقاتلين والدعم اللوجستي لقوات العدوان فكان كالاتي : زج اكثر من مائة الف مقاتل باربعة محاور تدخل كل فرقة مع وصول قوات الغزو مثلا في البصرة دخلت القوات الايرانية وقوات فيلق بدر وفيلق القدس وبامرة ضباط من اطلاعات (المخابرات الايرانية) وحرس خميني ومعهم المسفرين من الايرانيين الذين كانوا في العراق وعناصر منتخبة من قوات حرس خميني وبكامل تجهيزاتهم العسكرية واسلحتهم بحيث باشروا القتال ضد الجيش والشعب والحزب بنفس ساعة وصولهم ، خصوصا وهم يعرفوا البعثيين والقادة العسكريين شخصيا ويعرفوا دور سكنهم ، ويعرفوا الارض والطرق وكل شيء ، فكان الرتل للاول برأسة محمد باقر الحكيم (ايراني الاصل والجنسية) الذي دخل من التنومة الى البصرة . ومنها امتد الى ذي قار وغطى كل مناطق البصرة وذي قار ثم توجهوا الى محافظات القادسية والنجف ليقتلوا وينهبوا ويدمروا ويحرقوا كل شيء. وهكذا الرتل الثاني بقيادة هادي العامري وكريم ماهود (عميلين كانا في ايران منذ العدوان الخميني على العراق) دخل عن طريق الشيب الى محافظة ميسان ومنها الى منطقة الجزيرة واقضية الحي والقلعة والرفاعي والفجر والبشائر .وحاول الايراني الاخر عبد العزيز الحكيم من الدخول الى محافظة واسط يوم 8/4/ 2003لكن مقاتلي الحزب والعشائر طردوهم بعد ان قتلوا مجموعة منهم ،واعادوا الكرة يومي 9 و10 على التوالي فدخلوا يوم 11/4/2003 بعد انسحاب مقاتلي الحزب والعشائر وتدخل القوات الامريكية لاسناد قوات ايران بتنسيق عبد العزيز الحكيم واتصاله بهم لنجدته. والرتل الرابع دخل من ديالى ومجاميع دخلت عن طريق الشمال بالتنسيق مع العمليين جلال طالبانب ومسعود البرزاني واللذان شاركو مع مرتزقتهم في دخول محافظات نينوى والتاميم واقضيتهما وكذلك اقضية محافظة ديالى وصلاح الدين ،فكانت قوات ايران وعملائها وبيشمركة جلال ومسعود هي قوام المشاة بالنسبة للعدوان ،وتكفلت امريكا وحلفها الشرير بالاسناد الجوي والصاروخي الذي كان ايضا بارسالهم أي (قوات ايران وعملائها وحلفائها برزاني وطالباني) احداثيات الاهداف المهمة التي يتم قصفها جويا او صاروخيا عن طريق اجهزة تنقل الاحداثيات بدقة عبر الاقمار الصناعية الى مركز السيطرة لقوات الغزو.


هل هناك شريك في حشد الارهاب الباغي المجرم بقيادة امريكا قدم شيء يوازي ما قدمته حكومة ايران اللا اسلامية ؟ فهل اتيران مجرد حليف لامريكا والصهاينة وحشدهم في غزو العراق ام شريك رئيسي ؟ تضل بريطانيا وغيرها من دول الحشد ذات دور اقل منها ، وفي الحلقة القادمة سنوضح ماذا فعلت هذه القوات (الفارسية وعملائها) في تهيئة امور تعجز ان تحققها امريكا وحشدها دون مشاركة ايران .
ومن يضل الله لا هادي له . حسبنا الله ونعم الوكيل .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٣٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م