صدام حسين قائد انسان نذر حياته للامة وفداها بنفسه وابنائه
امن بها فكرا ومقدسات وجسد ايمانه سلوكا وممارسة فلم يكن مخطئا من سماه القائد الضرورة

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
يمر اليوم على امة العرب ميلاد واحد من قمم تاريخها وصناعه ،فهل يتذكر العرب من هو صدام حسين؟ صدام انتمى لحزب البعث ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 من القرن الماضي وشارك في التظاهرات الطلابية والجماهيرية التي خرجت تعلن غضب العرب والعراقيين ضد العدوان ،كان عمره تسعة عشر عاما في ذلك التاريخ ،من هناك برز صدام حسين كقائد في وسطه ،ومن خلال انتمائه للبعث حدث التزاوج العظيم بين الشاب اليعربي المؤمن بامته وبتحررها ووحدتها وانعتاقها وبين المنهج والفكر والبرنامج الجهادي الايماني القومي الانساني ،من ذلك الزمن جسد صدام حسين صورة البعثي في فكره ونضاله واداءه كعضو في الحزب ،فكان فعلا صورة صادقة ناصعة مصغرة للحزب ،نعم كان راية بين الرايات وسيفا بين السيوف ،ولكنه راية متميزة وسيفا للحق مسلولا ، فلم يبخل يوما بحياته في سبيل الامة ومقدساتها وخلاصها فقد شارك في محاولة تصحيح مسار ثورة 14تموز 1958 بتصديه لعبد الكريم قاسم عندما انفرد بالثورة ونهج منهجا لا ينطبق ومنهجها الذي قامت لاجله ،وجرح وتحمل الغربة والمطاردة والخروج من البلد وهو شاب في مقتبل عمره وهو جريح نتيجة اصابته في ذلك الواجب ، وخرج متخفيا الى القطر السوري ثم القطر المصري ،ليعود بعد نجاح ثورة 14 رمضان 1963 ليساهم مع رفاقة في عملية البناء الوطني والحزبي والتي لم يمهل الاستعمار وعملائه الثوار حتى انقلبوا عليهم بردة سوداء كان واحدا من اهدافها انهاء الحزب العظيم، كان ذلك في 18تشرين 1963 أي ان عمر الثورة لم يتجاوز تسعة اشهر .


وبعد الردة وخصوصا ابان الحملة القاسية على البعثيين التي بدأت في 5/9/1964 والتي استهدفت كل من له علاقة بالحزب واصدقاء البعثيين وعوائلهم في محاولة يائسة لتكبيل البعث ، هذا المارد الذي بدأ يتضح خطه الفكري ومنهجه الجهادي مما جعله منذ ذلك الحين هدفا لقوى الاستعمار الطامعة في استغلال خيرات وثروات الامة وارضها ، فمن ذلك الوقت بدأ التآمر ضد البعث كفكر وتنظيم وما المؤامرات والانشقاقات ومحاولات الاحتواء والتفتيت ووسائل كثيرة قامت بها قوى العدوان ضد البعث الا نماذج لذلك الاستهداف ، فكان صدام حسين واحدا من ابرز الرفاق الذين تصدوا لتلك المرحلة ،وتحمل بحق وشجاعة مسؤولية التصدي لمحاولة انهاء الحزب والقضاء عليه ،فكان قطب الحزب المتحرك في تعزيز صمود الرفاق ومواجهة الهجمة ضده كفكر وتنظيم حتى بعد القاء القبض عليه عام 1966 وسجنه ،فقد كان خير معينا لرفاقه في السجون واعتمد زيارة زوجته له في السجن في اخراج التوجيهات والبيانات للحزب من داخل المعتقل ، حتى نجح في الهروب من السجن والعودة لساحة الجهاد والنضال الجماهيري والتنظيمي اليومي ،وحتى تم الاعداد والتخطيط لثورة 17 تموز 1968 ليكون العقل المدبر في نجاح الثورة البيضاء وبناء التجربة النموذج للبعث في القطر العراقي .


اما بعد الثورة وفي مرحلة البناء الوطني والانتقال من مرحلة الاستقلال الى مرحلة البناء وتحقيق النموذج فكان صدام حسين واحدا من ابرز البعثيين جهدا فكريا وعمليا وجهاديا في تحقق ذلك ،ولا اتصور ان أي كاتب يحتاج الى ابراز الصورة المتالقة للبعثي المجاهد التي جسدها صدام حسين كقائد جماهيري بعثي ورجل دولة من طراز فريد في النضال العربي والعراقي كجزء اساسي منه ودوره في النضال التحرري الانساني ، فكان بحق بعثيا مسلما عربيا انسانيا في فعله وخلقه وجهاده يتقدم الكل في كل معضلة وفي كل قرار يسمع من الكل ويستشير الكل رفاقه والمواطنين حتى صار حبيب الشعب ، فانتبهت قوى الاستعمار له وحاولت مرارا اغتياله وكم مرة فشلت محاولات اغتال تعرض لها ، ولما ايقن الطامعون ان البعث وصدام حسين ثنائي خطير على منهجهم كان العدوان الخميني على العراق بايحاء ان لم يكن بصفقة مع خميني ودعم واسناد امريكي صهيوني – لا يحتاج الى اثبات فهم لا ينكروه والدلائل المادية كثيرة على ذلك واحدة من ابروها ايران كيت - وعندما عجزوا وحقق العراق بقيادة صدام حسين النصر في القادسية على ايران ، تكالب كل قوى الشر وتحشدت في حلف ارهابي شرير وشنت عدوانا على العراق امتد من 1991الى 2003 لتحتل العراق وتصدر قانون اجتثاث البعث وتقتل القائد صدام حسين رغم كونه اسير حرب ، خسؤوا فالبعث يتوسع تنظيميا ويزداد قوة وجهادية ،وشعب العراق يعطي للبشرية درسا جديدا في كيف تنتزع الشعوب حريتها وتقاوم العدوان مهما كانت وحشيته وقذارة وسائله وطبيعة اسلحته ،وصدام كان قائدا فصار رمزا من رموز التحرر القومي والانساني ، نموذجا لكل حر شريف، والامة والبعث اللذان انجبا صدام لم يعقما فكل بعثي بل كل مؤمن عربي شريف هو صدام حسين .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م