قراءة في خطاب القائد وتوجيهه
ان امريكا وكثير من المرتجفين لم يحسبوا حسابا لرأي شعب العراق وابطال مقاومته ولم تمر سوى شهور حتى تتغير الصورة وبانتهاء العام الاول من كسب امريكا الحرب النظامية اتضح انها كسبت معركة الجيوش ولكن لم تكسب استسلام العراق ولم تجتث البعث وتحل الجيش البطل ولم يهزم النظام والشعب الذي بناه

﴿ الحلقة الخامسة عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

الحقيقة الثالثة: انظر أيها العزيز إلى من الذي غزى العراق لقد اجتمعت على غزو العراق كل قوى الشر في العالم كما أسلفنا الامبريالية الأمريكية وحلفائها ومحيطها الشرير، الصهيونية العالمية وحلفائها ومحيطها الشرير، الاستعمار القديم والحديث ومحيطه الشرير، الصفوية الفارسية مع كل ما تحمل من أحقاد وأضغان على الأمة وشعبها العظيم وخاصة شعب العراق الذي حطم امبراطوريتها ومسخ تاريخها ودمر تراثها الوثني وقطع أطماعها في التوسع والهيمنة والسيطرة على الأمة وحلفائها وعملائها ومحيطها الشرير ثم كل العملاء والجواسيس والخونة والمنافقين والمرتدين في العراق والأمة ويشمل هذا التوصيف قوى الشر في القارات الخمسة بدأت هذه القوى الشريرة للحصار قبل دخول الكويت ثم أحكمته بعد دخول الكويت، لقد قرر رأس الشر القائد والمخطط لهذه الملحمة وهو الإدارة المتصهينة للامبريالية الأمريكية أن تدور رحاها على أرض العراق الطاهرة أرض الأنبياء والأصفياء والأئمة الأطهار والأولياء لان في أرضه وعند شعبه كما قلنا سر بقاء الأمة وسر صمودها وانتصارها كما يشهد التاريخ لشعب العراق وكما يؤيد الحاضر العزيز المجيد وكما تقام على أرضه وعند شعبه أعز وأغلى تجربة حضارية تمثل قاعدة الانطلاق للأمة في مسيرته التاريخية المعاصرة.

 

استهدفت امريكا بشكل جدي ونهائي العراق كعدو صنفته رقم واحد منذ موقفه من معاهدة الاستسلام بين السادات وحكومته ولا اقول مصر الرافضة للمعاهدة والتطبيع ،وبناءا على متابعة خطط العراق وبرامجه العلمية والتقنية والاجتماعية المستمدة من برنامجه الايماني القومي الحضاري ذو البعد والتأثير الانساني، الذي يمتد كل مفرداته من دستور الامة القرآن ومقدساتها وتراثها الحضاري الثر،والذي بدأته القيادة العراقية بعد ثورة تموز والذي يتلخص في اعادة بناء الانسان والمجتمع والبلد، بشكل يخدم ويناسب الطموحات القومية في الوحدة والحرية والتكامل العربي اقتصاديا واجتماعيا ولا يتقاطع معة في أي مفردة ،خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كقطب معارض للبرنامج والنهج الامبريالي ،فبدأت بالحصار منذ 4/2/1990 أي قبل دخول العراق الكويت،وبدأت حملتها الاعلامية لتشويه صورة البعث ونظامه وتكثل ذلك بفرية المدفع العملاق والقدرات التسليحية العراقية وقضية الجاسوس بازوفت والطائفية والعرقية وغيرها، وكان الكويت ودخول العراق له مجرد سيناريوا مفتعل من قبلهم لتدمير العراق شعبا وبنية،فكان العدوان عام 1991 والحصار(القتل الجماعي وحرب الابادة لشعب العراق)والذي نفذه اخدامهم حكام العرب بشكل تام، ومن ثم تبني الخونة والعملاء والمجرمين واللصوص من السرقة المطلوبين للعدالة والخارجين عن القانون ووحدة الشعب مثل بارزاني وطالباني وعصاباتهم المدعيين بتمثيلهم شعبنا الكردي العراقي زورا    حيث الحقيقة ان الشعب يرفض منهجهم وسلوكهم وعمالتهم وعلاقاتهم مع الكيان الصهيوني وحكومة ايران اللا اسلامية،والرجعات المتكررة والعدوان المستمر لثلاث عشر عاما ومن ثم الغزو والاحتلال ،بحجج كاذبة وتظليل مفضوح واستهتار بالقانون الدولي ومعاهداته ومواثيقه واستخدام ارهابي باغي للقوة الغاشمة والاسلحة المحرمة دوليا وتحشيد كل قوى الشر والجريمة والرذيلة خصوصا قوات وشركات المرتزقة والمافيات الدولية،وبعد الغزو والتدمير والتخريب انكشف كل كذب وبهتان ادعاءاتهم فلا اسلحة دمار في العراق وليس للعراق وقيادته أي شكل من العلاقة مع منظمات الارهاب (التي اوجدوها هم وعملائهم) فكان التبرير الجديد بناء نموذج للديمقراطية في العراق ،ولكن الاهداف والغايات واضحة لا تحتاج الى بيان ،فقد صار يعرفها العموم مثل النخب.

 

ونظرا لادراك امريكا بان قرارها النهائي المبني على الاستهتار والقوة الغاشمة لن يحظى بالموافقة في مجلس الامن الدولي فقد حشدت وقررت الغزو دون الرجوع اليه متجاوزة بل مستبيحة للمنظمة الدولية ومجلس الامن ومستهترة بالرأي العام الدولي،ومستهينة بموقف الدول الكبرى الاعضاء في مجلس الامن، حتى ان امريكا كانت مستبيحة للهيئة الدولية ومنظماتها الى درجة انها تصدر قرارات وعلى مجلس الامن والمنظمات الدولية واقرارها على انها قرارات دولية وكان اكثر الدول شجاعة من يمتنع عن التصويت.

 

ووصل الامر باركان الادارة الامريكية والبريطانية حد الاحتقار والانتقاص من الهيئة الدولية ومجلس الامن  

فهذا مايكل غوردون يكتب في نيويورك تايمز بتاريخ 18 آذار 2003 ما عبّر عنه بوش وبلير عن ازدرائهما الشديد للمؤسسات الدولية في قمة جزر الآزور، حيث نعتا للمنظمة الدولية باشنع الصفات، فعلى خطى بوش وبلير يردد غوردن (لقد أصدرنا إنذاراً لا للعراق فحسب، وإنما لمجلس الأمن الذي عليه أن يذعن، وإلا سوف نقوم بالغزو دون أن تبصم موافقتك التافهة وسنفعل ذلك سواء غادر صدام العراق أم لم يغادره) ،اما استخدام لغة المستهترين ومفرداتهم فصارت امرا مألوفا في الخطاب السياسي الامريكي حيث وصف رامسفيلد اوربا بالعجوز وروسيا بالمتسولة ،وجاء في محاضرة لكونداليزا رايس (وكانت مازالت مستشارة لشؤون الأمن القومي الأمريكي) في الاجتماع السنوي لمعهد الدراسات الاستراتيجية في لندن تقول (إن الأمم المتحدة تجسيد معيب للسلطة الدولية في هذا العصر، ذلك أنها تجّمع عشوائي لكل دول العالم ومن هنا يجب استبدالها بتحالف عالمي ديمقراطي يكون هو السلطة المطلقة لهذا العالم).وجاء في كتابات الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان يكتب في نيويورك تايمز بتاريخ 9 آذار 2003 ما يلي :

(إننا ندعو مجلس الأمن إلى طرد فرنسا من عضويته ذلك أنها ما زالت في روضة أطفال لا تحسن اللعب مع الكبار!..).وجاء في تحليل الكاتب الامريكي نعوم شوموسكي للوضع الدولي حسب مقالته المعنونة (العراق والغزو الذي سيلازمه العار) : (لقد ارتبطت حادثة أيلول الأمريكية على الفور، بثلاث سياسات خارجية هامة، الأولى فيها، أن الولايات المتحدة وهي أقوى دولة في التاريخ أعلنت استراتيجية جديدة لأمنها القومي هدفها السيطرة على العالم، والثانية هي أنها قررت استبدال الدبلوماسية في سياستها الخارجية باستراتيجية الاعتماد على المدفع والدولار، ثم ما لبثت أن أعلنت الحرب على العراق من دون مبررات قانونية أو أخلاقية.. فهل يمكن للعالم أن يبقى من دون تداعيات تخص صميم مصالحه ودفاعه عن نفسه، وهو يرى ما يجري لغيره قبل أن يصل إليه؟

 

فنظرية الأمن القومي بالنسبة لأمريكا ما زالت متنقلة في أطوار بدءاً من أقنعة الدفاع عن النفس مروراً بالحروب الوقائية والاستباقية وهي نظريات الأمن التي طرحها ريغان ثم بالحروب على الشبهة وهي نظرية الأمن في الحرب على العراق في عهد المجرم الدولي بوش دبل يو، وأخيراً وليس آخراً شرعنة الحرب على مجرد النوايا والقدرات وهي حالة الأمن ضد ما يسمى بالارهاب ،هذا كان منهج وغرور امريكا وادارتها المتوحشة المتعطشة للدماء والتي تستمد برنامجها من الارث الامريكي بعد اكتشافها القائم على قتل ملايين الهنود الحمر وابادتهم طمعا بالثروات والذهب أي ان تاريخهم قائم على الجريمة يعاضده حليفه الفكر الصهيوني العنصري الاجرامي القائم على العدوان وافضلية اليهود باعتباره شعب الله المختار،هكذا استباحت امريكا عبر القوة والتي اعتبرتها حق مكتسب في فرض الرأي على العلم ومنظماته.

 

ولكن امريكا وكثير من المرتجفين لم يحسبوا حسابا لرأي شعب العراق وابطال مقاومته ولم تمر سوى شهور حتى تتغير الصورة وبانتهاء العام الاول من كسب امريكا الحرب النظامية اتضح انها كسبت معركة الجيوش ولكن لم تكسب استسلام العراق فقد ادمت المقاومة العراقية الجماعية لكل مكونات شعبه ومناهجهم الفكرية بدور طليعي للبعث وقيادته متمثلة بالقائدين الشهيد صدام حسين رضي الله عنه وعزت ابراهيم نصره الله وشعبه ،فكانت المفاجئة وعودة الوعي بعد الذهول واللاستسلام للكبار والصغار.

 

هنا بدأ الامتعاض في اوربا غير بريطانيا وبدأ حشد وحلف الارهاب والجريمة والشر يتفكك و،وبدأت روسيا تعمل لاستعادة دورها ،بل ان الرأي العام الامريكي اسقط بوش والجمهوريين بنسبة غير مسبوقة في انتخابات الرئاسة الامريكية .

 

الاستنتاجات التي تمخضت عنها المواجهة بين شعب العراق ممثلا بمقاومته البطلة وفي طليعتها البعث وبين قوى الارهاب الامريكي الصهيوني الارهابي المجرم، يمكن تلخيصه بالاتي :

 

  1. اظهار حقيقة الزيف في الاعلام الامريكي في قضية الديمقراطية وشعاراتها.
  2. تعري امريكا وشعاراتها بشكل كامل في قضايا حقوق الانسان وحرية المواطن او الانسان ،حيث التنصت والمراقبة على الهواتف وما كشف من  استباحة ووحشية للانسان وحقوقه في معتقلات الاسر ابو غريب وبوكا وكواتناموا والسجون السرية والعلنية في العالم.
  3. الوضوح الكامل لحقيقة المنهج الامبريالي والامريكي بشكل خاص انه لا يرعى ميثاق او معاهدة ولا يحترم قانون بل ان المحرك الحقيقي لكل برنامجه السياسي القوة الغاشمة ،ولا وجود للاخلاق في منهجهم.
  4. انتهاء حالة الرعب والخوف في العالم سواء الانظمة او الاحزاب وحركات التحرر بعد انكشاف امريكا وحلفها لهم.
  5. فقدان امريكا لحلفائها في الحرب بعد ان عرفوا انهم لم يكونوا الا مرتزقة ضمن حشدها لخدمة مصالح ورؤى تخطط لها امريكا وازدياد الكراهية لامريكا في العالم.
  6. تعرية حقيقة التعامل الامريكي مع القوانين والمواثيق الدولية وان منهجها في التعامل السياسي مع كل اطراف السياسية فردية او اقليمية او دولية قائم على اساس كم الاستفادة الذاتية منه ،وان كل ما يحرك العالم هما عاملي القوة الغاشمة والاقتصاد .
  7. نهوض روسيا من غفوتها او هلعها واتضح ذلك بشكل جلي في تصريحات القادو العسكريين الروس في مواجهة المخطط الامريكي لنشر الصواريخ في دول اوربا الشرقية التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي  وفي حرب جورجيا.
  8. بدأ دول اوربا عبر الاتحاد الاوربي التصرف بشكل اكثر استقلالية عن الهيمنة الامريكية.
  9. فقدان امريكا لامريكا اللاتينية بشكل كامل.
  10. سقوط العولمة كنظام امريكي وثبوت فشلها في ان تكون سيدة العالم وفشل مخططها الرامي الى احتواء العالم والتحكم به من خلال السيطرة على المحرك الرئيسي والاساسي لاقتصاده بل لحياته السياسية والاقتصادية النفط .
  11. ازدياد الارهاب وتناميه بعد حرب امريكا الارهابية ،بل ان امريكا وحليفها الاساسي الكيان الصهيوني يمثلا في نظر شعوب العالم اكبر قوتي ارهاب في العالم.
  12. فشل بل وسقوط المخطط الامريكي لرسم السياسة الدولية والتعامل مع دول العالم على اساسه في المستقبل والذي اعلنه رئيس الادارة الامريكية المجرم الدولي بوش الصغير في خطابه الاول بعد فوزه يالانتخابات الامريكية لولاية ثانية بقوله (إن الولايات المتحدة تعتزم الحكم على الخطر من دول مختلفة في المستقبل، لا بمقياس أسلحة الدمار الشامل أو الارهاب فحسب، إنما أيضاً بمعايير السلوك الوطني الداخلي والدولي ومنها الديمقراطية..).
  13. الانهيار المالي الامريكي وانكشاف الاقتصاد الامريكي وعجزه .
  14. فشل بل عجز امريكا من تحمل مسؤوليتها كدولة احتلال ودولة تمني نفسها بالهيمنة وادارة العالم من مواجهة الهيجان الشعبي المناهض والمقاوم للاحتلال ،وعودتها الاجبارية للهيئة الدولية التي  استباحتها بل احتقرتها واهملتها في بداية الغزو للتدخل معالجة الامر.

هذا فعل المقاومة العراقية فهل يثمن العالم الحر دورها ؟ فلكم العز يا  مجاهدي العراق ولشعبكم النصر ولوطنكم وامتكم التحرر والفخار، اللهم ثبت اقدامهم وسدد رميهم واقتل عدوهم واملئه رعبا وخذلانا ،انك ناصر المؤمنين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م