أين الخطورة ؟ في الاستعمار الأمريكي أم في الاستيطان الفارسي

 

 

شبكة المنصور

أبو محمد ألعبيدي
إن لكل مرحلة تاريخية سماتها ومتطلباتها النضالية والمتآتيه من طبيعة التحديات والمخاطر التي يلاقيها الوطن والأمة ,وتتحدد الأولويات استنادا إلى حجم هذه المخاطر وتأثيراتها وبالرغم من أن قضية فلسطين تبقى محور النضال العربي والقضية المركزية للبعث ولكل عربي إلا إن ساحة الصراع مع الصهيونية ومع من أوجدها ودعمها لا يمكن أن يكون وبالضرورة في الساحة الفلسطينية وحدها وان من يحدد المكان والزمان (لان عملية الصراع مستمرة )هو طبيعة وإمكانيات العدو من جانب وإمكانيات الأمة من الجانب الآخر ومنطقة وساحة الهجوم المعادي رغم أن العدو واحد ,إلا أن ساحة الصراع العربي ضد الامبريالية والصهيونية تتغير بتغير المرحلة النضالية مكانا وشكلا ,وقد انتقلت من فلسطين إلى العراق ضمن المرحلة الحالية لعدة أسباب أهمها :


1_إن طبيعة الصراع العربي الصهيوني وبعد الإقرار بالأمر الواقع الذي فرضه العرب وخاصة حكوماتهم العميلة بما فيها الحكومة الفلسطينية على أنفسهم من خلال الاستسلام للصهيونية والامبريالية العالمية كان لا بد من إيجاد ساحة أخرى للنضال تكون مهيأة أكثر من الساحة الفلسطينية وشاءت الأقدار أن تقوم زعيمة الامبريالية باحتلال العراق وضرب طليعة الأمة فكان لا بد من المواجهة المؤجلة بعد أن فرضت نفسها على الجميع وهذه المعركة ليس كالمعارك الأخرى لأنها ستحدد نهاية للصراع الدائم والعدوان الدائم على القومية العربية والوطن العربي فإما النصر إن شاء الله أو تمزيقه لا سامح الله .


2_إن احتلال العراق ,وبعد الانتصارات التي حققتها قوى الثورة والمقاومة العربية والإسلامية والوطنية على اكبر قوة في التاريخ والتي أسقطت كل مبررات الشعوب والحركات المستسلمة للمحتل لعدم التكافؤ ,وفي نفس الوقت أسست لبداية جديدة للصراع العربي الصهيوني مبني على المقاومة بل الجهاد والتي ستفرض على المحتل الإسرائيلي تغيير المعادلة والتعاطي مع حقوق العرب بصورة مختلفة ,هذا النصر قد شجع بل استثمر من قبل قوى معادية للعروبة والإسلام وبدأت بالتغلغل إلى العراق مستفيدة من ترنح القوات الأمريكية ومستغلة الحركات والأحزاب الطائفية العميلة لها كستار لتحركاتها .


3_إن الفهم الصحيح غير الانفعالي للدور الفارسي في العراق وفي الخليج العربي بل في المنطقة العربية ولعلاقته بالاحتلال الأمريكي لا بد أن يساهم ويساعد في محاربته والقضاء عليه,وان أي تحليل غير واقعي ربما يساعد على ارتكاب الأخطاء والمعني بكلامي هو الإصرار من قبل بعض الرفاق على التركيز على إن إيران والولايات المتحدة تشتركان في لعبة ومسرحية وان إيران وأمريكا ومنذ عهد الخميني متفقة على تقاسم وشرذمة الوطن العربي,وكل ذلك لا بد أن يكون على حساب إستراتيجية المقاومة في صراعها مع الطرفان المعتديان .


وأنا لا انفي ولا أؤيد ,وإنما أقول بان لدينا عدوان هما:


الأول الولايات المتحدة والتي احتلت بلادنا وقد نجحنا في معركتنا معها ولم يتبقى سوى القليل وإنها كانت تهدف إلى استعمارنا وسلب خيراتنا. والثاني أي المد الفارسي هو الأخطر والذي لحد الآن لم تبدأ المعركة الرئيسية معه وتأتي خطورته من أهدافه التي تتجاوز الاستعمار إلى الاستيطان في أسلوب شبيه بالاستيطان الصهيوني بل واخطر لأنه يوهم ويدعي انه يستند إلى :


الدين الإسلامي كنظرية أولا
ويدعو إلى محاربة الامبريالية والصهيونية ثانيا
مستغلا بعض أبناء المذهب الشيعي كأداة للتغلغل ولتنفيذ مخططاته ثالثا
مستندا إلى وقوعات تاريخية في ادعاءاته رابعا        
مستغلا عمالة الحكام العرب وتواطئهم مع إسرائيل والولايات المتحدة كأساس لتحركاته إضافة إلى تأييده للحركات الوطنية داخل الوطن العربي لتكون غطاء صلب لهذه التحركات .


إضافة إلى استغلاله الأمثل لعلاقته مع قيادة القاعدة في أفغانستان والتي لعب الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار الدور الرئيسي فيها من خلال تقديمها المساعدة لتنظيمها في العراق دون أي شرط سوى محاربة الأمريكان رغم إن القاعدة تقوم بذبح الشيعة العراقيين دون أي اعتراض من إيران بل وتشجيعها على ذلك على اعتبار إن بعضهم حلفاء لأمريكا وفي نفس الوقت أصدرت الأوامر إلى جيش المهدي للقيام بدور القاعدة في ذبح السنة,وكان هدفها وما زال هو تقسيم العراق لضمان حصتها وهي المنطقة الجنوبية ابتداء من بغداد نزولا وهذا ما دعا له الحكيم وبدر باسم الفيدرالية كمرحلة أولى ,كل ذلك ما هو إلا تنفيذ للإستراتيجية الفارسية الخبيثة للاستحواذ على العراق ,بل واستيطانه من قبل الفرس تدريجيا وليس ببعيد ,فقد وصل الحال إلى المطالبة وفي البرلمان أن يتضمن قانون الخدمة والتقاعد العسكري الجديد السماح للمتجنسين الدخول إلى الكلية العسكرية وحمل الرتب العسكرية وغيرها مما لا يحصى من ممارسات تمهد للتغلغل الفارسي ,إن كل ذلك يعني أن الإستراتيجية الإيرانية قد حققت بعض أهدافها بعكس الإستراتيجية الأمريكية التي منيت بهزيمة منكرة . 


إن السياسة الفارسية المعلنة قد أوجدت قاعدة لها بين بعض أبناء الشعب العربي بل حتى بين بعض مثقفيها بل وحتى وصل الأمر بالبعض إلى تبرير تدخلها في العراق باسم محاربة المحتل.


من ذلك يتضح إن الاثنان  يريدان تحقيق أهدافهما على حساب العرب والوطن العربي سواء اتفقوا على ذلك أم اختلفوا,رغم أني أميل إلى الاعتقاد أن هنالك اختلاف بينهما وسببه الرئيسي هو إنهما يسعيان إلى السيطرة على نفس المنطقة , وان هذا الاختلاف ابتدأته إيران ومنذ استلام الخميني للسلطة ,حيث لا يمكن لإيران السيطرة على الخليج والعراق إلا بإزالة نظام البعث أولا ثم الأمريكان ثانيا وقد فشلت في إزاحة البعث في القادسية الثانية ولكن الأمريكان قاموا بالمهمة لتنقلب لصالح الفرس, ولكن المقاومة أفشلت المشروع الأمريكي في العراق, ليجد الفرس الفرصة تقدم لهم من ذهب ليكشروا عن أنيابهم ويطالبوا بدور إقليمي, وبضم البحرين إضافة إلى دورهم بالعراق ,الذي ينفذه لهم وبالنيابة عملائهم من أحزاب السلطة مع المجاميع الخاصة التي تقوم بالأعمال القذرة ابتداء بقتل البعثيين وضباط الجيش وكل شريف .


إن تطوع الفرس لملأ الفراغ الأمني بعد خروج المحتل ليس كلام صحف بل هو من ضمن الإستراتيجية الفارسية التي ترتب أمورها للسيطرة على العراق حال خروج الأمريكان, من خلال الأحزاب والحركات والمجاميع الخاصة وعليه فان معركتنا القادمة ستكون اشد ضراوة وشراسة وأنا على يقين بان الله قد اختار لنا ذلك ,فمن كان يتصور انتصارنا على زعيمة الامبريالية غير قله من المؤمنين ,إن النصر على الأمريكان سيمهد للنصر على إسرائيل,وسيمهد للوحدة العربية .


أما الهجمة المجوسية فهي مقبورة بإذن الله واعتقد إنها ستعيد توحيد شعبنا من جديد بعد أن حاولوا تمزيقه,وسيكون دحر الفرس على يدي الشيعة من أبناء شعبنا وبمساعدة السنة,بعد أن تم دحر الأمريكان على يد السنة بمساعدة الشيعة,وهذا ليس تمني بل قراءه ومشاهدة لما يتحدث به أبناء الشعب .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م