وحدة المقاومة . .  ضروراتها ومقوماتها  الأهداف النبيلة تحتاج إلى مبادئ وأدوات نبيلة

 

 

شبكة المنصور

ابو محمد العبيدي
من المواضيع التي تثير الجدل بين أوساط المثقفين الشرفاء والعملاء بدرجة اقل هو موضوع وحدة المقاومة ,فالعملاء يتندرون عند الحديث عن المقاومة ومن تشرذمها على حد وصفهم إلى فصائل وجبهات ومجالس وجيوش ,فهل هكذا تحرر الأوطان أيها المجاهدون والمناضلون والثائرون والوطنيون والإسلاميون ,وبالرغم من الدعوات الشريفة المسئولة لتوحيد الصفوف مازالت الأمور تراوح في مكانها فلماذا هذا التعنت ,وشخصيا ليس لدي معلومات دقيقه عن مبررات كل طرف لكي اعرضها للناس لكي يحكموا بينهم فانا من المؤمنين بان عرض الأمور كما هي وعرض وجهات النظر كما هي للناس وهي التي تحكم وهذه أفضل طريقة والذي يخاف من حكم الناس أو من الحقيقة فهو المخطئ ..


إن ما أثار شجوني وجعلني أتطرق لهذا الموضوع هو خبر في إحدى القنوات الفضائية عن عقد لقاءات بين ممثلي المجلس السياسي للمقاومة وبين قوى وأحزاب داخل الدول الأوربية وقد فرحت كثيرا أن أرى تحرك للمقاومة على هذا النطاق فإننا أحوج الآن وبعد أن بدا الاحتلال بالترنح واعترف بهزيمته ضمنيا ,ولكني انتبهت إلى المعنى الذي يمثله المسمى المجلس السياسي للمقاومة ,كمصطلح ,ببساطة وبتعقيد ,انه يعني التمثيل الكامل لكل قوى المقاومة سياسيا ,وبالرغم من أن إثارة أية نقطة اختلاف ما هو إلا زيادة في الفجوة الموجودة أصلا بين الفصائل مما يفرض التغافل عن مثل هذه الأمور,وهذا الأسلوب هو المتبع لتحجيم المشاكل والذي أوصلنا إلى ارتكاب أخطاء اكبر بكثير من أصل المشكلة التي حاولنا تجاوزها بالتغاضي عنها بأسلوب النعامة التي تدفن رأسها في الرمال واعتقد إن الصحيح هو مواجهة المشكلة أو الخطأ مباشرة إن كان منا أو من غيرنا قبل استفحاله وعلى الأقل نظريا وإعلاميا لتكون الأمور واضحة للجميع وليعرفوا رأينا وموقفنا .


إنني اعرف كما يعرف الجميع وكما منشور في موقع المجلس السياسي, إن المجلس السياسي للمقاومة, لا يمثل كل قوى المقاومة بل يمثل جبهة واحدة من ثلاث جبهات وبما إننا لسنا بصدد الكشف عن قوة وقدرة كل جبهة ولا إمكانياتها ولا الدخول في مهاترات تضعف الجميع بلا استثناء وبالتالي تبعدنا عن الهدف المركزي لجميع هذه الجبهات ألا وهو التحرير والتصدي إلى الهجمة الفارسية وبقايا عملاء المحتل وإيران ,وكل ذلك لا يعني السكوت على التجاوز الحاصل على حقوقنا والآخرين حتى لو كان بالاسم فقط ,رغم قناعتنا إن الأسماء لا تدل على شيء إذا لم تمثل الواقع وإذا لم تقترن بالأفعال,واعتقد إن مثل هذه الأمور ستصغر المدعي أكثر من أن تعطيه وزنا اكبر لان الآخرين بما فيهم الأوربيين والعرب ليس مغفلين ولا أغبياء .


ليس لدينا أي اعتراض على تسمية المجلس السياسي ولكن اعتراضنا على انه يمثل المقاومة وهذا غير صحيح لأنه لا يمثل كل فصائل المقاومة بل قسم منها مهما كبر أو كبر تأثيره من وجهة نظرهم ,أنا أتكلم عن وجهة نظري ولا اعرف وجهة نظر قيادة جبهة الجهاد والتحرير وخلفها يقف حزب البعث العربي الاشتراكي ولا جبهة الجهاد والتغيير وخلفها تقف  هيئة العلماء المسلمين ,إضافة إلى الكثير من الفصائل المستقلة غير المعروفة إعلاميا ,إلا في حالة واحدة وهي ,إنكم لا تعتبرون كل هؤلاء   من المقاومة وإنكم الوحيدون الذين لهم الحق بتمثيل المقاومة سياسيا,وسوف لن أناقشكم من زاوية الحجم والتأثير ولا القدرات ولكني سأذكركم بمسالة ربما تكون غائبة عنكم ,وهي إن شعبنا كان شعب واحد قبل الاحتلال أما الآن فان الحالة الطائفية قد أخذت مأخذها,وبالرغم من أن الشرفاء والوطنيين من شيعة وسنة قد استطاعوا تعبئة الشعب على رفض هذا التقسيم وأجهضوا هذا المخطط الخبيث إلا إن آثاره ستبقى مما يستوجب أعلى درجات الحذر عند التعامل مع هذا الموضوع ,ومن الواجب الاعتراف بهذا الواقع تمهيدا لتصحيحه ,وسأدخل في صلب الموضوع من خلال ما يلي :


1_إن الفكر الذي تدعوه هو الفكر السلفي وبغض النظر عن رأينا ,فان أبناء المذهب الشيعي في العراق بما فيهم الشرفاء الذين يؤيدون المقاومة ويجاهدون ضد المحتل لا يؤيدوكم في ذلك بل وربما يعادوكم ,وهذا يفرض أساسا مسالة أساسية هي إن نصف الشعب ليس معكم ولا تؤيدكم سياسيا ,ربما يؤيدوكم البعض منهم  كجبهة أو كفصيل  مجاهد ولكن التمثيل السياسي غير الجهادي فهو بعيدا عنكم كل البعد,إن ضرورات الواقع تفرض الكثير ,هذا إذا أيقنا إنكم الوحيدون الذين تمثلون المقاومة .


2_إن تنظيمكم تنظيم جهادي يضم أبناء السنة فقط والأغلبية منه من المؤمنين بالفكر السلفي وهذا لا يشمل كل أبناء السنة,وبالتالي فأنكم لا تمثلون سوى نسبة قليلة منهم وهذا لا يؤهلكم وحدكم للتمثيل السياسي للسنة أو لكل مقاوم .
3_إن الهدف من الجهاد هو تحرير الوطن من المحتل وهذا لا يتم بالوسائل العسكرية فقط بل يتطلب الجهاد تهيئة الشعب فكريا ونفسيا من خلال الإعلام والعمل بين الجماهير لنشر الفكر الجهادي وهذا ما تفتقدوه لعدم وجود تنظيم سياسي يدعمكم ,وان ما تحصلون عليه من دعم عام من قبل الشرفاء ما هو إلا تأييد للفكر الجهادي وليس للفكر السياسي الذي تمثلوه ,فالكثير يدعون تمثيل الفكر السلفي بما فيهم الحزب الإسلامي العميل بطريقة أو بأخرى ,وحشاكم من هذه المقارنة ولكنها جاءت في سياق التحليل لأوضح لكم موقعكم فالأمثلة تضرب ولا تقاس,ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه .        


4_إن معركة تحرير العراق ربما لم تبدأ كما يقولون ,وان التي انتهت هي حلقة من حلقات التحرير ,فما زالت لدينا الصفحة الأخيرة وما زالت لدينا الحلقة الأخطر وهي الصراع العربي الفارسي وما زال لدينا شرور الحزبان الكرديان ومحاولة تمزيق العراق وغيرها من أهداف التحرير غير المنجزة مما تفرض علينا التمهل قليلا فما زال الدرب طويل للتخاصم على من له القيادة ومن يمثل سياسيا المقاومة . بالرغم من مكانتكم التي لا ننكرها جهاديا ولكننا وانتم نعيش في العراق ونعلم الحجم التقريبي والتاثيري الحقيقي لكل فصيل من فصائل المقاومة.


5_ إن لكل فصيل إستراتيجيته وأسلوبه وأهدافه التي تكون في كثير من الأحيان, الفيصل في حسم الأمور وليس العمل الجهادي العسكري المباشر إلا حلقة من حلقاتها المتداخلة .وبالتالي فان حجم تأثير هذا الفصيل أو ذاك لا يمكن تحديده من قبلكم وبالتالي وفي الأول انتم جزء من وليس الكل .


6_ يبقى حزب البعث وفصائله المقاومة اقرب تمثيلا للشعب العراقي فكرا وتنظيما وشعبية وجماهيرية وبالرغم من ذلك فلم يدعي تمثيله سياسيا للمقاومة بل العكس فان أكثر ما يدعوه من خلال بياناته الرسمية أو خطابات قائده هي الدعوة إلى توحيد فصائل المقاومة ,ولا اعرف بل لا اقتنع بأي مبرر لعدم التوحيد أو التنسيق بين هذه الفصائل لان الجميع ينادي بالجهاد وتحرير الأرض والإنسان ,وبالرغم من الخلافات الفكرية والسياسية بين فصائل المقاومة إلا إن ما يجمعها أكثر مما يفرقها وخاصة في هذه المرحلة المصيرية من حياة شعبنا بل ولمتنا العربية والإسلامية ,مما يفرض على الجميع بل ويحتم التوحد وبأي صيغة يرتضيها الآخرون ليكون لنا صوت واحد ,فهل يعقل إن لا تنشر قناة الرافدين الفضائية, إلا البلاغات الخاصة بجبهة الجهاد والتغيير وتتناسى عمليات بقية الجبهات والفصائل وهذا يشمل شبكة المنصور,ربما يتعذر القائمون عليها بهذا السبب أو ذاك وكلها غير مقنعة فلنبادر ونتنازل من اجل الجهاد ونتصل بمن نضن انه اقل منا شئنا أو حجما أو تجربة فالهدف اكبر بكثير والزمن له ثمن ,ولنعرض على الجميع استعدادنا الفعلي للتعاون أن لم يكن بالإمكان التوحد, إن نداءات القائد المتكررة ربما لا تكون كافية, بل تحتاج إلى الاتصال الشخصي بقيادات هذه الجبهات والفصائل ,وليرفضوا مرة واثنين ومن يرفض لن يلوم إلا نفسه لأنه قدم المهم على الأهم وسوف يكبر البادئ أمام الله والناس وأمام نفسه ورفاقه وسيقول اللهم أني بلغت اللهم فاشهد   

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م