في الذكرى السادسة لاحتلالها صمدت بغداد وسقط الاشرار

 

 

شبكة المنصور

ابو حسن – ارتريا
منذ اليوم الاول لثورة البعث المباركة في السابع عشر من تموز عام 1968م صوبت اليها سهام  قوة الشر التي ادركت ما تمثله هذه الثورة وما تحمله من مشروع قومي تحرري نهضوي قادر على تغيير وجه المنطقة والقضاء على كل اسباب التخلف من الفقر والمرض والجهل وتحرير كل شبر من ارض العروبة ومد يد العون والمساندة لكل الشعوب المستعمرة والإسهام في تخليصها من ربقة الاستعمار ونتائجه . وهكذا توالت المؤامرات والدسائس على الثورة التي تمكنت من قبرها الواحدة تلو الاخرى وشقت طريقها عنوة رغم عظم وخطورة تلك المؤامرات واساليب التخريب الهائلة التي لم تدخر أي وسيلة الا وجربتها وكانت بعد كل صفحة منها تخرج ثورة البعث منتصرة واقوي من السابق  فتيقن الأعداء بأن ثورة تموز قد تجاوزت عقباتهم تلك وانها شقت طريقها  وانه من المستحيل ايقاف مسيرتها المباركة باساليب التآمر الداخلي الموجه من الخارج وبالتالي كانت الصفحة الجديدة اعلان الحرب والغزوا واحتلال العراق واسقاط الثورة ومشروعها القومي الانسانى .

 

وكلفت ايران خميني بالمهمة فكان العدوان الذي بدا في الرابع من ايلول عام 1980 م والذي وفرت له الامبريالية والصهيونية وكل اشرار العالم كل اسباب النجاح ولكن صدق قول المولى جلت قدرته ( ... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الآية .

 

لقد استحضر العراقيون والعرب الشرفاء عظم المسئولية وأدركوا طبيعة المعركة وضرورة النصر لانه يمثل بالنسبة للامه ان تكون او لا تكون وهكذا قاد رمز الامة وعزتها الشهيد القائد صدام حسين الامة نحو نصر استراتيجي كانت ضريبته انهار من الدماء الزكية والنفوس الطاهرة التي فدت أرضها وكرامتها ودينها فقبرت مؤامرة الخميني وسقطت صفحة عدوانه المدفوع الثمن  في 8/8/1988م . لقد كان ذلك بالنسبة للأعداء صفعة قوية وجرس إنذار وتجاوز لآخر خط احمر تتخطاه الثورة وان السكون عليه يعني الهزيمة المؤكدة للأعداء ليس في الوطن العربي فحسب بل على امتداد دول العالم الثالث وشعوبه المقهورة التي وجدت في العراق السند والعضد والنموذج فاوكلت المهمة هذه المرة لقارون الكويت فكانت ام المعارك الخالدة التي لعبت في ايرا خميني دورا كبيرا جنبا الى جنب مع الحلف الثلاثيني الذي حشد كل وسائل القتل والدمار ولكن هذه المرة ايضا سحقت فلولهم تحت اقدام جند القائد في الناصرية وسجل العراق نصرا لم يتخيله الاصدقاء والمشفقين قبل الاعداء . وبدات صفحة جديدة من العدوان انها صفحة الحصار التي اريد به اضعاف العراق تمهيدا للجولة التي اعتقدوا بأنها الاخيرة للقضاء على هذه الثورة ومشروعها . فكان الحصار الذي طال كل شيء والذي استمر بقسوة ثلاث عشر عاما تمهيدا كما أسلفت للجولة التي أرادوها الأخيرة . وفي 19-20 آذار2003 م  بدات جولة وصفحة اطلق عليها امير الشهداء الحوا سم لم يفهم ويستوعب العزاة معناها الا بعد ان ترنحوا بفعل ضربات جند الحق حيث استدرجو لمعركة استنزاف تدور رحاها حتى هذه اللحظة وان اصبحت معالم ما ستفضي اليه واضحة جلية .

 

لقد اعتقد الغزاة وحلفائهم وماسحي أحذيتهم في التاسع من نيسان عام 2003 م بان المعركة انتهت لمجرد تجوالهم في بعض شوارع بغداد وتعجل المجرم بوش وأعلن انتهاء العمليات في العراق . في ذلك اليوم كان يتجول القائد الشهيد صدام حسين في الاعظمية ومناطق اخرى من بغداد  وكان يعطي توجيهاته لابنائه المقاتلين ليبدؤوا الصفحة الجديدة المعدة سلفا لمقاومة الغزاة ودحرهم وإلقائهم خارج ليس العراق فقط بل المنطقة وهزيمة مشروعهم الاستعماري فكريا وماديا وهو المعنى المقصود بالحواسم .

 

اذن ونحن نعيش اليوم وبعد ست سنوات من الغزوا الواقع وتداعياته وما افرزه على مستوى جبهة الاعداء نجد بان امريكا وحلفائها من الغرب والصهيونية والفرس المجوس يعيشون في مأزق استراتيجي ومحنة لم يسبق لها مثيل . فالغرب يعيش اليوم ازمة اخلاقية وانهيار اقتصادي وكشفت عورات منهجه القائم على القتل والنهب والذي بني على فلسفة الاستعلاء والغاء الغير ونهب ثرواته . ان مأزق الغرب والصهيونية ودولتها الشريرة التي تصدى لها ابناء الشعب الفلسطيني في غزة واستطاعوا ان يلحقوا بهي هزيمة نكراء ما كانت لتحققت لولا النصر الاستراتيجي للمقاومة الباسلة في العراق التي أسقطت المشروع الامبريالي الصهيوني الشامل الذي استهدف البعث وثورته في العراق كونهم يمثلون الحلقة الاقوى في الجسم العربي وبدون ازالتهم لا يمكن ان يمر الغزوا الذي كان مخططا له ان تكون محطته التالية سوريا والحبل على الجرار .... .

 

اذن سقط الغزاة وصمدت بغداد التي فداها الكرام بارواحهم الطاهرة وفي المقدمة منهم القائد الحبيب الشهيد صدام حسين الذي اعد ووفر كل اسباب النصر وهزيمة الاعداء الذين يحلمون باليوم الذي يتخلصون فيه من مأزهم التاريخي في العراق .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م